|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أخي المعلم .. حيهلا بك في الإشراف التربوي د. خالد بن محمد الشهري حينما التحقتُ بالإشراف التربوي، سألنِي بعض الزملاء عن رأيي في الإشراف التربوي، وقال: ماذا استفدتَ من العمل في الإشراف التربوي؟ وهل تنصح بالعمل فيه؟ فكان جوابي له: أمهلني سنة لأخبرك. وبعدما انتهتِ السنة وجدتُ أنها لا تكفي لإصدارِ رأيي النهائي على عملي في الإشراف التربوي؛ ففضلت ألاَّ أُجِيبه مرة أخرى، ولا بأس أن يتأخر جوابي؛ ليكون أكثر دقة. والآن - وفي السنة الخامسة من عملي مشرفًا تربويًّا - يمكنني أن أسجِّل بعض مميزات عملي الإشرافي مقارنة بما سبق من عملي معلمًا ووكيلاً ومديرًا. وهنا سألتقطُ بعض الميزات في عملي مشرفًا تربويًّا؛ لأنثرَها لكم، وأرجو أن يكون سن قلمي ناقلاً أمينًا لما أردتُ بيانه: 1- لعل أول ميزات العمل في الإشراف التربوي "المعرفة المستمرة" لِمَا يدور داخل المَيْدان التربوي بشكل يومي، من خلال التواصل مع المدارس والمعلِّمين ومديري المدارس بشكل مباشر، بما في ذلك التعرف على المشكلات والاحتياجات. 2- كما أن من الميزات الكبرى القدرة على بناء "عَلاقات إيجابية" يوميًّا مع زملاء جدد؛ ففي كل يوم هنالك زميل جديد، أفخر بمعرفته والاستفادة من خبرته. 3- يتبع ذلك عملية "الاستفادة من خبرات" الزملاء في المدارس، وفي الإشراف التربوي، وغيرها من الخبرات، والتي أحرص ألاَّ تقف عندي؛ بل أحاول نقلها مباشرة ليستفيد منها آخرون في مدارس أخرى، وكل خبرة أنقلها أعتبر نفسي المستفيد الأول منها؛ لأن شرح ما أتعلمه للآخرين يرسخ لديَّ حفظ ما تعلمتُه. 4- من خلال عملي في الإشراف التربوي نميت "مهارة تشكيل فرق العمل"، وتوزيع المهام فيما بين أعضاء الفرق؛ مما ساعدنا على العمل الجماعي، والتعاون فيما بين فرق العمل بشكل إيجابي. 5- من خلال العمل في الإشراف التربوي زادتْ مهارتي في "تقويم الأداء" لنفسي وللمعلمين وللمدارس؛ حيث كنتُ من قبلُ لا أعرف سوى مدرستي التي أعمل فيها، أما الآن، فلديَّ عشرات المدارس التي تمكننِي من نظرةٍ شمولية وأوسع للميدان؛ مما يجعل تقويمي أكثر دقة وأقرب للواقع. 6- كذلك زادتْ خبراتي في "تصميم الدروس، واستخراج الأهداف السلوكية والتقويم"؛ لزيادة مساحة الاهتمام بها، ولضرورة تدريب الزملاء من المعلمين عليها؛ ما جعلني أحاول تنمية مهاراتي بشكل مستمر. 7- "التخطيط التربوي" كان له نصيبٌ وافرٌ في اهتماماتي؛ مما دفعني للتزود منه والحرص على قياس مستوى تنفيذ الأهداف، وتقويم الخطط التشغيلية والفصلية والسنوية وَفْق النماذج العلمية. 8- عملي في الإشراف التربوي يعني حاجتي لمهارات "التدريب الفعّال"، ورغم أني كنت أمارس التدريب من قبلُ، إلا أن الأمر أصبح أكثر أهميةً - أو لِنَقُلْ: احترافية - وخاصة مع زملاء ذوي مستوى معرفي عالٍ، لا يكفي الوقوف عند مجرد نقل الخبرات لهم. 9- مع كل ما سبق زادت مساحات الاهتمام "بالعلاقات الإنسانية ومهارات الاتصال"، وما زلتُ حتى اليوم أحاول اكتساب الجديد، وتطوير مستويات عَلاقاتي وطرق الاتصال؛ مما عاد عليَّ بفوائد كثيرة حتى على المستوى الشخصي والأسري بحمد الله. 10- لن أذكر شيئًا كثيرًا عن زيادة عنايتي بخصائص النمو الإنساني وعمليات التعلم، و"علم النفس والتربوي ونظرياته"؛ لأن ذلك أساسًا هوتخصصي الدراسي، لكن العمل في الإشراف التربوي ساعدني على التوسع في تخصصي، والعناية بنشره بين العاملين في الميدان التربوي، وهذا كان يدفعني دومًا للتأكيد على نشر ثقافة "النمو المتكامل" لشخصية الطلاب، وحاجة الميدان التربوي لتفهم قضية خطيرة في التربية، وهو أن نمو الطالب عمليةٌ تدخل فيها مؤثرات كثيرة، ولا يمكن عزلُها عن بعضها البعض أثناء التعامل مع الطلاب. 11- من أهم ميزات العمل في الإشراف التربوي: أنه جعلني أركِّز على قضية "القدوة السلوكية"، وأحرص عليها في نفسي، وفي تذكير زملائي العاملين في الميدان التربوي؛ نظرًا لحاجة أبنائنا الطلاب لقدوات سلوكية يرونها ماثلة أمامهم، وليظهر أثر البُعْد التربوي في عملنا بشكل ذي فائدة وجَدْوَى. بعد ذلك أستطيع أن أعود إلى صديقي وغيره؛ لأجيبه عن سؤاله بأن نظرتي للتربية والميدان التربوي أصبحتْ أكثر عمقًا، وشبهت له ذلك بقولي: حينما كنت معلمًا كنت في قلب المَيْدان التربوي على الأرض، فلا أرى إلا ما بجواري فقط، فلما أصبحت مديرًا صعدت إلى الطابق الأول؛ فزادتْ مساحة رؤيتي، ثم لَمَّا التحقتُ بالإشراف التربوي صعدتُ إلى طابق أعلى؛ لتتسع نظرتي بشكل أكبر، ولأرى زوايا كانت تَخفَى عليَّ من قبلُ، وهكذا الإنسان كلما زادتْ مهاراته وخبراته ومسؤولياته، اتَّسعتْ نظرته للأمور، وكانت أفضل مما قبلها. تلك - وغيرها كثيرٌ - كانتْ من أهم الميزات في عملي مشرفًا تربويًّا، وما زلت حريصًا على الازدياد منها، إن شاء الله. فإلى أخي المعلم المتميز: حيَّهلا بك في مركب الإشراف التربوي، وعلى الرحب والسعة لنتعاون سويّاًعلى نقل المَيْدان التربوي إلى ما ينفع أمتنا ومجتمعنا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |