|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() واعلموا يا عباد الله أن دين الإسلام دين حي، روح تبعث الحياة فيمن يحسن الأخذ به، فإذا أتى جيل معرض، احتفظ الدين بحيويته، حتى يتسلمها منه جيل يأخذ الكتاب بقوة، ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38]، فاستفتحوا رحمكم الله ما بقي من أعماركم بالصالح من أعمالكم، وأحسنوا الظن بربكم، وأصلحوا ذات بينكم، وآمنوا بالله ورسوله ﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28]، توبوا إلى ربكم، واستعدوا بأحسن ما تطيقون لما أمامكم، قدموا الباقية على الفانية، واستنفروا الهمم العالية، حتى يقال لكم: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24]، جعلني الله وإياكم من أهل المنازل العالية، وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. الحمد لله كما ينبغي لجلاله وجماله وكماله؛ أما بعد: فاتقوا عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا ممن يستمعون، أيتها المرأة المسلمة، أيتها الصائمة القائمة، إن الأمل معقود عليكِ في تربية جيل صالح، ينفع نفسه وينهض بأمته، فكوني أمًّا تصنع أمة، واعلمي وتيقني أن استنساخ الأسرة الغربية الشقية المفككة يجري على قدم وساق لتطبيقه في بلاد المسلمين؛ لكي تتحول المرأة المسلمة إلى سلعة رخيصة في سوق نخاسة ضخم، تروج له دعايات مضللة، وأطروحات زائفة، فهل ترضى عاقلة بذلك، فضلًا عن مؤمنة بدينها، محبة لربها، معتزة بإيمانها، مفاخرة بطهرها وعفافها؟ وليس بسر أخيتي الغالية أن الرجل إذا سهل عليه الحصول على ما يريد من المرأة فسيزهد فيها، وسيهينها ولن يكرمها، وهذا هو حال المرأة في الغرب الآن، تتمنى رجلًا تثق به لتأوي إليه، فلا تكاد تجده، فهل تتنكر مسلمة لدين أعزها ورفعها، وجعل الرجل يتوسل إليها بخطبتها وبذل مهرها، وحفظ حقوقها؟ فاحذرن مصائد الأعداء، ودعوات التحرير، حفظكن الله بحفظه، وأسبغ عليكن كنفه وستره، وحماكن من كل كيد وشر. الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. أيها الموفقون المباركون رجالًا ونساءً، إذا عدتم بتوفيق الله لبيوتكم وأهليكم، فعودوا بقلوب صافية نقية، صِلوا من قطعكم، وأعطوا من حرمكم، وأحسنوا لمن أساء إليكم، فالعيد مناسبة عظيمة تظهر فيه الأمة جمال نظامها الاجتماعي، وروعة تشريعها التواصلي، العيد قطعة من الزمن خُصصت لنسيان الهموم الجاثمة، واستجمام القوى المتعبة، ولملمة الطاقات المبعثرة، العيد يا رعاكم الله درس عظيم من دروس الأمة، يوضح بجلاء كيف تتسع روح الإخوة والصفاء، وكيف تتلاقى القلوب البيضاء، وكيف يتناسى ذوو النفوس الكبيرة خلافاتهم والشحناء، فيجتمعون بعد فراق، ويتصافون بعد شقاق، ويتعانقون بعد تدابر، ويعيش الجميع فرحة الجميع، ألا ما أروع الموقف! وما أبهى المناسبة! قلوب تتسامح، وأيدي تتصافح، ونفوس تتصالح، ودٌّ وإخاء، وتقارب وصفاء، وتعاون على البر والتقوى، وإني من على منبري هذا أناشد كل من كان بينه وبين أحد من أحبابه أو معارفه فجوة أو جفوة - أن يستعين بالله في ردمها وإزالتها، وحق على الله تعالى أن يعينه إن كان صادقًا؛ فهو سبحانه القائل: ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾ [النساء: 35]: أيهجر مسلم فينا أخاه ![]() ويعرض لا يمد له يداه؟ ![]() إذًا أين السماحة والتصافي ![]() وأين عرى الإخوة في الإله؟ ![]() من اليوم تصافينا ![]() ويكفي ما جرى منا ![]() فلا كان ولا صار ![]() ولا قلتم ولا قلنا ![]() فقد قيل لنا عنكم ![]() كما قيل لكم عنا ![]() نسامحكم من الأعماق ![]() وأنتم فاصفحوا عنا ![]() وهيا إخوتي لنعود ![]() أحبابًا كما كنا ![]() واعلموا أحبابي في الله أن تقوى الله تعالى ليست في رمضان فقط، بل هي في سائر الأيام والشهور، وطوبى لعبد لم تفقده فرحة العيد شعوره، ولم يُذهِب بريق المعصية صوابه، بل استمر على العهد والتوبة، وشكر الله على الإحسان، فأتبع الحسنة بأختها، وأعقب الطاعة بمثلها، وتلك علامة التوفيق والقبول، وإن مما يناسب ذكره والعمل به بعد رمضان صيام ست من شوال، فمن صامها بعد تمام رمضان كان كمن صام الدهر كله؛ كما صح ذلك عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأكثروا يا رعاكم الله من الدعاء لإخوانكم المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها؛ لتثبتوا أنكم تشعرون بهم حتى في العيد، أعاده الله تعالى علينا وعليكم وعلى المسلمين باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |