|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() من عيون الكلام: الإمام زيد بن علي (1) بكر البعداني الحمد لله الذي رفَع بعضَ خلقه على بعضٍ درجات، وميَّز بين الخبيث والطيِّب بالدَّلائل المحكمات والسِّمات، وتفرَّد بالملك فإليه منتهى الطَّلبات والرَّغبات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الأسماء الحسنى والصِّفات، النَّاقِد البصير لأخفى الخفيات، الحكَم العدْل فلا يَظلم مِثقالَ ذرَّة ولا يَخفى عنه مقدار ذلك في الأرض والسموات. وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله المبعوث بالآيات البيِّنات، والحُجَج النيِّرات، الآمِر بتنزيل الناس ما يَليق بهم من المنازل والمقامات، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه السَّادة الأنجاب الكرماء الثقات[1]. أما بعد: فهذه سلسلة نَقف فيها مع عيون الكلام لسَلفنا رحمهم الله أجمعين، وكنَّا شرَعنا فيها بالإمام بشر الحافي، ويحيى بن معين، وسفيان الثَّوري رحمهم الله أجمعين، في جملةٍ من الحلقات، ونقِف في هذه السلسلة الرَّابعة مع الإمام زيد بن علي رحمه الله. وهو: زيد بن علي بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب، أبو الحسين القرشي الهاشمي، العلوي المدني، أخو أبي جَعفر الباقِر، وهو الذي يُنسب إليه مَذهب (الزيديَّة) المنتشر في اليمن، مولده سنة ثمانين. قال الحافظ في التقريب: وهو ثِقة من الرَّابعة، خرَج في خلافة هشام بن عبدالملك، فقُتل بالكوفة سنة اثنتين وعشرين[2]، وكان مولده سنة ثمانين، وقد صُلِب؛ كما أشار إلى ذلك جماعةٌ من المؤرِّخين، وكان ذلك في شهر صفر، ويقال: إنَّه بقي مصلوبًا أربع سنين، والله أعلم. قال الذَّهبي في تاريخ الإسلام (3 / 415) - وغيرُه من أهل التحقيق -: "بدَت منه هَفوة؛ فاستشهد، فكانت سببًا لرَفع درجته في آخِره"، وقد كان رحمه الله ذا علمٍ وجلال وصَلاح، وكان من أفاضِل أهل البيت وعُبَّادِهم، فهو أحد العلماء الصُّلحاء، وقد روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي في مسند علي، وابن ماجه، وأبو جعفر الطحاوي، وقد عدَّه الجاحظ من خُطباء بني هاشم، وقال أبو حنيفة رحمه الله: ما رأيتُ في زمانه أفقَهَ منه، ولا أسرعَ جوابًا، ولا أبيَن قولًا. وإلى جملة من عيون كلامه، قال رحمه الله: • الرافضة: الرَّافضة حزبنا مرقوا علينا[3]. • ذل: من أحب الحياةَ ذلَّ[4]. • تمثل: إنَّ المحكَّم ما لم يَرتقِبْ حسدًا ![]() ويرهبِ السَّيفَ أو وخْزَ القنا هتَفَا ![]() مَن عاذ بالسَّيف لاقى فرجةً عجبًا ![]() موتًا على عجَلٍ أو عاش فانتصَفَا[5] ![]() • بديهة: الأمَّهات لا يقعدن بالرِّجال دون بلوغ الغايات[6]. • شهادة وبراءة: إنِّي أَبرأ إلى الله تعالى من القدَريَّة الذين حَملوا ذنوبَهم على الله، ومن المرجِئة الذين أطمعوا الفُسَّاق في عفو الله مع الإصرار، ومن الرَّافضة الذين رَفضوا أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، ومن المارِقَة الذين كفَّروا أميرَ المؤمنين رضي الله عنه[7]. • الرافضة ومشابهتها للخوارج: الرَّافضة حربي وحرب أبي في الدُّنيا والآخرة، مَرقوا علينا كما مرقَت الخوارجُ على عليٍّ رضي الله عنه[8]. • أبو بكر رضي الله عنه إمام الشاكرين: كان أبو بكر رضي الله عنه إمامَ الشَّاكرين، ثم تلا: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 144][9]. • اجتهاد: البراءةُ مِن أبي بكرٍ رضي الله عنه هي البراءةُ من عليٍّ رضي الله عنه[10]. • تأييد: أمَّا أنا، فلو كنتُ مكانَ أبي بكر رضي الله عنه، لحكمتُ بما حكَم به أبو بكر رضي الله عنه في فَدَك[11]. • موالاة: لا أنالَني الله شفاعةَ جدِّي إن لم أُوالِهما[12]. • شعر: ومَن فَضَّل الأقوامَ يومًا برأيه ![]() فإنَّ عليًّا فضَّلَتْه المناقبُ ![]() وقولُ رسولِ الله والحقُّ قولُه ![]() وإنْ رَغِمَتْ منه الأنوفُ الكواذبُ ![]() بأنَّك منِّي يا علي معالنًا ![]() كهارونَ من موسى أخٌ لي وصاحبُ ![]() دعاه ببدرٍ فاستجاب لأمرِه ![]() فبادَرَ في ذات الإله يضارِبُ[13] ![]() [1] من مقدمة الحافظ للتقريب. [2] قال الذهبي في تاريخ الإسلام: "وقد اختلف في تاريخ مصرعه على أقوال"، وانظر سبب مصرعه وقصَّته في البداية والنهاية (9 / 329 - أحداث سنة ثنتين وعشرين ومائة)؛ لابن كثير، وغيره. [3] سير أعلام النبلاء (5 / 390). [4] سير أعلام النبلاء (5 / 390). [5] سير أعلام النبلاء (5 / 390). [6] إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرِّجال (5 / 162)؛ لمغلطاي. [7] إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال (5 / 165). [8] تاريخ الإسلام (3 / 415)؛ للذهبي. [9] تاريخ الإسلام (3 / 417)؛ للذهبي. [10] تاريخ الإسلام (3 / 417)؛ للذهبي. [11] البداية والنهاية (5 / 290)؛ لابن كثير. [12] الوافي بالوفَيَات؛ للصفدي. [13] الوافي بالوفَيَات؛ للصفدي.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |