القول الصواب في حكم أطفال الكفار في الدنيا وفي الآخرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4862 - عددالزوار : 1821151 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 1170397 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 531 - عددالزوار : 301988 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-04-2022, 03:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,340
الدولة : Egypt
افتراضي القول الصواب في حكم أطفال الكفار في الدنيا وفي الآخرة

القول الصواب في حكم أطفال الكفار في الدنيا وفي الآخرة
نجيب المار


اعلم - أخي المسلم - أن الحكم بالجنة أو النار للموتى من أطفال الكفار الذين لم يبلغوا الحنث - إنما هو من المسائل الخفية، التي لا يجوز فيها التكفير أو التبديع للمخالف، وإنما تجوز تخطئته فقط؛ فإن المخطئ في هذه المسائل قد استفرغ جهده للوصول إلى الصواب؛ فثبت له بذلك الأجر الواحد، وعفا الله عنه خطئه؛ بسبب عجزه الناتج عن قصور تصوره، وعدم مقدرته استيعاب حالة الجمع بين الأدلة الصحيحة التي ظنها متعارضة... فإن القول الصواب في هذه المسألة هو أن أطفال الكفار في الدنيا تجري عليهم أحكام الكفار؛ بسبب تبعيتهم لآبائهم في ديانتهم، أو لدار الكفر التي يعيشون فيها؛ فقد ثبت في الصحيحين: ((أن رسول الله سُئل عن أهل الدار من المشركين يُبَيَّتُون، فيصيبون من نسائهم وذراريهم، فقال: هم منهم))[1]، ولهذا قال الفقهاء: إن أطفال المشركين إذا ماتوا، فلا يُصلَّى عليهم ولا يدفنون في مقابر المسلمين، ولا يرثون، ولا يورَّثون... ويسمون كفارًا حكمًا لا حقيقةً؛ لأنهم في الحقيقة كالمجانين، لا يوصفون بإسلامٍ حقيقي ولا كفرٍ حقيقي؛ لكونهم لم يبلغوا الحنث، فهم غير مكلفين في الدنيا، ولا يجوز إطلاق القول بأنهم كفار، ولا يصح إطلاقه بأنهم مسلمون؛ قال ابن تيمية: "والمجنون لا يصح منه إيمانٌ ولا كفر"، وقال أيضًا: "وكذلك من لا يصح إيمانه وعبادته وإن قدر أنه لا إثم عليه مثل أطفال الكفار..."[2]، والشاهد من كلام ابن تيمية أنه ساوى بين المجانين وأطفال الكفار في نفيه صحة إيمانهم في الدنيا؛ لكونهم غير مكلفين، وهو ما قلناه وقررناه، وأما الكلام في حكم أطفال المشركين في الآخرة، فيجب القول بأنهم من أهل الفترة الذين يمتحنهم الله؛ فقد ثبت في الصحيح أن رسول الله قال: ((يؤتَى يوم القيامة بأربعة: بالمولود، وبالمعتوه، وبمَن مات في الفترة، وبالشيخ الفاني، كلهم يتكلم بحجته، فيقول الرب سبحانه لعنق من جهنم: ابرزي، ويقول لهم: إني كنتُ أبعث إلى عبادي رسولًا من أنفسهم، وإني رسولُ نفسي إليكم، قال: ويقول لهم: ادخلوا هذه، ويقول مَن كُتِب عليه الشقاء: أنَّى ندخلها، ومنها كنَّا نفرُّ؟! فيقول الله: فأنتم لرسلي أشد تكذيبًا، قال: وأما مَن كُتِب عليهم السعادة، فيمضى فيقتحم فيها؛ فيدخل هؤلاء إلى الجنة، وهؤلاء إلى النار))[3]، وعلى هذا، فمنهم من يفوز فيدخل الجنة، فيكون من خدم أهلها؛ كما جاء في الصحيح أن رسول الله قال: ((أطفال المشركين هم خدم أهل الجنة))[4]، ومن هؤلاء الأطفال من يخسر في امتحان الفترة الذي يمتحنهم الله به في الآخرة، فيكونون من أهل النار؛ بسبب عملهم الخاسر المتمثل في كفرهم الذي قام في قلوبهم وجوارحهم، وهو تكذيبهم لخبر الله، فإن الله قد أمرهم وأخبرهم أن من اقتحم النار، فإنه يصير إلى الجنة، فترددوا وأعرضوا تكذيبًا له سبحانه، فإنهم لم يصدقوا الله في خبره، وظنوا أن من دخل النار فلن يخرج منها، فكفروا بالتكذيب؛ ولذلك قال الله فيهم: ((أنتم لرسلي أشد تكذيبًا))؛ فيصيرون بذلك إلى النار بعملهم بعد علم الله فيهم؛ ويؤكد هذا حديث عائشة رضي الله عنها؛ ((فقد سألتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين: أين هم يوم القيامة؟ قال: مع آبائهم، قالت عائشة: بلا عمل قال: الله أعلم بما كانوا عاملين))[5]، وعلم الله تحقق بخسارتهم في امتحان الفترة فصاروا إلى النار بأعمالهم بعد ذلك... فتحصَّل أن أولاد المشركين في الدنيا تجري عليهم أحكام الكفار، وفي الآخرة منهم من يدخل الجنة مؤمنًا، ومنهم من يصير إلى النار كافرًا، وبهذا التفصيل يجتمع المعنى العام للأحاديث؛ وبه قال ابن تيمية وابن القيم وابن باز وغيرهم، بل قد نقل ابن القيم في كتابه "إعلام الموقعين": "اتفاق أهل الحديث على أن أطفال المشركين يمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصى دخل النار"... بقيت شبهةٌ يوردها الذين يذهبون إلى جَعْلِ كل أطفال المشركين في الجنة، ويستدلون بالحديث الصحيح الذي أورده البخاري ومضمون بعضه أن الرسول رأى إبراهيم عليه السلام في المنام، وحوله أطفال المسلمين وأطفال المشركين؛ فيُجاب عن هذا بأن رؤيا الرسول حق، فهي وحيٌ لا شك فيه، وبأن الرسول رآهم في الحياة البرزخية قبل يوم القيامة؛ أي: إنه رآهم قبل أن يكلفوا بالامتحان الأخروي، وهذا لا يمنع اجتماعهم بنبي الله إبراهيم عليه السلام في البرزخ، فإنهم حينذاك – أي: حين اجتماعهم به - لم يكونوا مكلفين، وإنما التكليف يكون لهؤلاء الأطفال بعد البعث لا قبله... بقي اعتراض العلامة ابن عبدالبر، فقد أنكر أحاديث الامتحان الأخروي ظنًّا منه صوابية قول بعض مَن أنكرها مِن أهل العلم بالحديث، بل زاد على ذلك فنسب متونها إلى الشذوذ والنكارة، زاعمًا أن التكليف بدخول النار ليس هو في وسع المخلوقين؛ مستشهدًا بقول الله: ﴿ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [الأنعام: 152]، وقد أجاب عليه ابن القيم في كتابه "طريق الهجرتين" بأن أهل العلم لم يتفقوا على إنكارها، بل ولا أكثرهم، فعُلم أن أكثرهم يصححونها... وأما التكليف بدخول النار، فهو تكليفٌ بما في وسع الإنسان أن يفعله ويستطيعه، فإن الله قد أخبرهم بنفسه بلا واسطة بينهم وبينه، وصدقهم بأنه سيجعلها عليهم بردًا وسلامًا، وقد كلَّف الله بني إسرائيل في الدنيا بقتل أولادهم وأزواجهم وآبائهم، حين عبدوا العجل، وقد كُلَّف المؤمنين في الدنيا إذا رأوا الدجال أن يقعوا في الذي يرونه نارًا، وكل ذلك ممكنٌ في وسع الإنسان أن يفعله مع مشقةٍ فيه، وليس كما قال ابن عبدالبر.

[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] مجموع الفتاوى لابن تيمية.

[3] السلسلة الصحيحة للألباني

[4] السلسلة الصحيحة للألباني.

[5] رواه أبو داود وصححه الألباني.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.22 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]