|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حكم الترحم على الكافرين ، والمشركين ، والإستغفار لهم لفضيلة المستشار / أحمد السيد على إبراهيم عبده ماجستير فى الشريعة والقانون الكاتب بمجلة التوحيد أجمع أهل العلم على حرمة الإستغفار للكافرين ، والمشركين ، والترحم عليهم ، واستدلوا على ذلك بالأدلة الآتية أولا : من القرآن الكريم 1- قال تعالى : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } ( التوبة : 113 ) وجه الدلالة : نهى الله نبيه والمؤمنين أن يدعوا للمشركين بالمغفرة ، ولو كانوا أولي قربى من بعد ما ماتوا على شركهم بالله وعبادة الأوثان ، وتبين لهم أنهم من أهل النار ، لأن الله قد قضى أن لا يغفر لمشرك ، فلا ينبغي لهم أن يسألوا ربهم أن يفعل ما قد علموا أنه لا يفعله ، والآية وإن كانت خبرا إلا أنها بمعنى النهى ، قال ابن حجر رحمه الله : فى " فتح البارى " : { قوله " ما كان للنبي " : خبر بمعنى النهي } اهـ 2- قال تعالى : { وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } ( التوبة : 114 ) وجه الدلالة : أن إبراهيم لما تبين له أن أباه عدو لله تبرأ منه ، وتوقف عن الإستغفار له ، وعذره الله على إستغفاره السابق على التبين ، وجاءت الآية ردا على من يستدل بإستغفار إبراهيم لأبيه على جواز الإستغفار لأقاربه المشركين 3- قال تعالى : { ولا تصلّ على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون } ( التوبة : 84 ) وجه الدلالة : نهى الله عن الصلاة على الكافرين ، وتكمن الحكمة في ذلك : أنها تشتمل على الدعاء للميت ، والاستغفار له ، ولا يجوز الدعاء للكافر ، والإستغفار له ، قال ابن القيم رحمه الله فى " زاد المعاد " : { ومقصود الصلاة على الجنازة : هو الدعاء للميت ؛ لذلك حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ونقل عنه ما لم ينقل من قراءة الفاتحة والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم .} اهـ. ثانيا من السنة النبوية 1- عن المسيب بن حزن رضى الله عنه قال : { لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ ، وَعَبْدَ اللهِ بنَ أَبِي أُمَيَّةَ بنِ المُغِيرَةِ ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : يا عَمِّ ، قُلْ : لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لكَ بهَا عِنْدَ اللهِ ، فَقالَ أَبُو جَهْلٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ : يا أَبَا طَالِبٍ ، أَتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَعْرِضُهَا عليه ، وَيُعِيدُ له تِلكَ المَقالَةَ حتَّى قالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ : هو علَى مِلَّةِ عبدِ المُطَّلِبِ ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ : لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : أَما وَاللَّهِ لأَسْتَغْفِرَنّ َ لكَ ما لَمْ أُنْهَ عَنْكَ ، فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { ما كانَ للنبيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ولو كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لهمْ أنَّهُمْ أَصْحَابُ الجَحِيمِ } ( التوبة : 113 ) ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى في أَبِي طَالِبٍ ، فَقالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : { إنَّكَ لا تَهْدِي مَن أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهو أَعْلَمُ بالمُهْتَدِينَ } ( القصص : 56 ) } ( رواه البخارى ، ومسلم ) وجه الدلالة : أن الله نهى النبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين عن الإستغفار للمشركين ، ولو كانوا أولى قربى ، فغيرهم من باب أولى 2- عن على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قال للنبى صلى الله عليه وسلم : { إنَّ عمَّكَ الشَّيخَ الضَّالَّ ماتَ ! فمَن يُواريهِ ؟ قالَ اذهبْ فوارِ أباكَ ولا تُحدِثَنَّ حدثًا حتَّى تأتيَني فواريتُهُ ثمَّ جئتُ فأمرَني فاغتسَلتُ ودعا لي ، وذكرَ دعاءً لم أحفظْهُ } ( رواه النسائى ، وصححه الألبانى ) ، وفى رواية : { لما تُوُفِّيَ أبو طالِبٍ ، أَتَيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقُلْتُ : إِنَّ عمَّكَ الشيخَ الضالَّ قدْ ماتَ فمَنْ يوارِيهِ ، قال : اذهَبْ فوارِهِ ، ثُمَّ لا تُحْدِثْ شيئًا حتَّى تأتِيَنِي ، فقال : إِنَّه ماتَ مشرِكًا ، فقالَ : اذهبْ فوارِهِ قال : فوارَيْتُهُ ثُمَّ أتَيْتُهُ ، قال : اذهبْ فاغتسِلْ ثُمَّ لَا تُحْدِثْ شيئًا حتى تأتِيَنِي ، قال : فاغتسلْتُ ، ثُمَّ أتيتُهُ ، قال : فدَعا لي بدعَوَاتٍ ما يسرُّنِي أنَّ لي بها حُمْرَ النَّعَمِ وسودَها . قال : وكان علِيٌّ إذا غسَّلَ الميتَ اغتسلَ } ( رواه أبو داود ، وصححه الألبانى ) وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر علياً أن يغسل أباه ، ويدفنه ، ولم يرِد أبداً عن النبي أنه ترحم عليه ، هذا مع أن أبا طالب كان شديد النفع للنبي والمسلمين ، ولم يحاربهم ، بل دافع عنهم بنفسه وأولاده وماله . فلو جاز الترحم على أحد مات كافراً لكان أبو طالب أولى الناس بذلك 3- عن على بن أبى طالب رضى الله عنه قال : { سَمِعْتُ رجلًا يستغفِرُ لأبويهِ وَهُما مُشْرِكانِ ، فقلتُ لَهُ : أتستَغفرُ لأبويكَ وَهُما مُشْرِكانِ ؟ فقالَ : أوليسَ استغفرَ إبراهيمُ لأبيهِ وَهوَ مشرِكٌ ، فذَكَرتُ ذلِكَ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فنزلت : مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ . } ( رواه الترمذى ، وصححه الألبانى ) وجه الدلالة : أن الله حرم على المؤمنين الإستغفار لآبائهم المشركين ، فمن باب أولى يحرم الإستغفار لغيرهم 4- عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : { زَارَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ ، فَقالَ : اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُ هُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي ، فَزُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ . } ( رواه مسلم ) وجه الدلالة : أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يؤذن له في الاستغفار لأقرب الناس إليه ، أمه ، فمن باب أولى لا يجوز لمن دونه أن يستغفر لأحد من الكافرين . 5- عن أبى موسى الأشعري رضى الله عنه قال : { كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ لَهُمْ يَرْحَمُكُمْ اللَّهُ ، فَيَقُولُ لهم النبي : يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ } ( رواه الترمذى ، وصححه الألبانى ) وجه الدلالة : قال الدكتور إياد قنيبى فى بحثه " هل يجوز الترحم على من مات كافراً ؟ " والمنشور على صفحته الرسمية على الفيس : { أن اليهود كانوا يتظاهرون بالعطاس عند النبي ليدعو لهم بالرحمة ! لأنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه رسول الله ويريدون بركة دعائه لهم . لكن النبي ما كان يدعو لهم كما يدعو للمسلمين بـ ( يرحمكم الله ) ، بل يقول : ( يهديكم الله ويصلح بالكم ) . هذا مع أن اليهود كانوا أحياء ، وكان من المحتمل أن يسلم أحدهم فيرحمه الله كما يرحم المسلمين . فكيف بمن مات على الكفر ولا مجال لهدايته بعد ذلك ؟! } اهـ ثالثا : من الآثار عن السلف الصالح عن عصمة بن راشد عن أبيه قال سمعت أبا هريرة يقول : { رحم الله رجلاً استغفر لأبي هريرة ولأمه . قلت : ولأبيه . قال : لا إنَّ أبي مات وهو مشرك } ( رواه الطبرى فى تفسيره ) وجه الدلالة : أن الصحابة علموا حرمة الإستغفار للمشركين ، ولو كانوا آباءهم ، فلا يجوز لأحد أن يستغفر للكافرين . رابعا : الإجماع قال النووي - رحمه الله - في " المجموع " : { وَأَمَّا الصَّلاةُ عَلَى الْكَافِرِ وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ فَحَرَامٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالإِجْمَاعِ . } اهـ. خامسا : من المعقول أن موت الكافرين مما عمت به البلوى زمان النبى صلى الله عليه وسلم ، ومن بعده ، فقد كان للصحابة قرابات ماتوا على الكفر ، وقد كان لعلماء المسلمين فى البلاد التى فتحت أقارب لم يدخلوا فى الإسلام وماتوا على الكفر ، ولم ينقل لنا أن النبى صلى الله عليه وسلم ، أو الصحابة ، أو التابعين ، أو تابعيهم ، أو أحدا من علماء المسلمين جوز الترحم ، أو الإستغفار للكافرين ، أو التفرقة بينهما سادسا : من أقوال المذاهب الأربعة : وقد إتفقت أقوال المذاهب الأربعة على حرمة الإستغفار للكافرين ، والمشركين ، والترحم عليه ، وإليك أقوالهم : 1- مذهب الأحناف : قال السرخسي - رحمه الله - فى " المبسوط " : { وإذا وُجد ميتٌ لا يُدرى أمسلم هو أم كافر ؛ فإن كان في قرية من قرى أهل الإسلام فالظاهر أنه مسلم فيغسل ويصلى عليه ، وإن كان في قرية من قرى أهل الشرك فالظاهر أنه منهم فلا يُصلى عليه إلا أن يكون عليه سيما المسلمين } اهـ . وتحريم الصلاة عليهم يقتضى بالضرورة تحريم الدعاء لهم ، لأن صلاة الجنازة شرعت للدعاء للميت . 2- مذهب المالكية : قال القرطبي - رحمه الله - فى " الجامع لأحكام القرآن " : { فطلب الغفران للمشرك مما لا يجوز } اهـ . 3- مذهب الشافعية : وقال الخطيب الشربينى - رحمه الله - فى " مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج " : { ومن المعروف غسله -أي الكافر- إذا مات ، ويخالف الصلاة ، فإن القصد بها الترحم عليه ، والترحم عليه لا يجوز ، والقصد بالغسل التنظيف ، وذلك يحصل بغسله . } أهـ . 4- مذهب الحنابلة : قال ابن قدامة - رحمه الله - فى " المغنى " : { وأما أهل الحرب فلا يُصلى عليهم ؛ لأنهم كفار ، ولا يَقبل فيهم شفاعة ، ولا يُستجاب فيهم دعاء ، وقد نهينا عن الاستغفار لهم ، وقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : " ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره " ، وقال : " إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " } اهـ . (( تحذير هام جدا )) ليحذر كل مسلم من الإستغفار للكافرين ، والمشركين ، وليعلم أن هذا :- أولا : من التعدى فى الدعاء المنهى عنه قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في " مجموع الفتاوى " : وقد قال تعالى : { ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين } ـ في الدعاء ، ومن الاعتداء في الدعاء : أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله ، مثل : أن يسأله منازل الأنبياء وليس منهم ، أو المغفرة للمشركين ، ونحو ذلك . } اهـ . ثانيا : أنه قد يؤدى إلى الكفر لو اعتقد جوازه فقد ذهب بعض العلماء إلى أن طلب المغفرة للكافر كفر ، قال القرافي - رحمه الله - فى " الفرق " : { اعلم أن الدعاء الذي هو الطلب من الله تعالى له حكم باعتبار ذاته ، من حيث هو طلب من الله تعالى ، وهو الندب ، لاشتمال ذاته على خضوع العبد لربه وإظهار ذلته وافتقاره إلى مولاه ، فهذا ونحوه مأمور به ، وقد يعرض له من متعلقاته ما يوجبه أو يحرمه ، والتحريم قد ينتهي للكفر وقد لا ينتهي ، فالذي ينتهي للكفر أربعة أقسام :- القسم الأول : أن يطلب الداعي نفي ما دل السمع القاطع من الكتاب والسنة على ثبوته وله أمثلة : الأول : أن يقول : اللهم لا تعذب من كفر بك أو اغفر له ، وقد دلت القواطع السمعية على تعذيب كل واحد ممن مات كافرا بالله تعالى ، لقوله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به } ( النساء : 48 ) ، وغير ذلك من النصوص ، فيكون ذلك كفرا ، لأنه طلب لتكذيب الله تعالى فيما أخبر به ، وطلب ذلك كفر ، فهذا الدعاء كفر . } اهـ. وجاء في الموسوعة الفقهية : { اتفق الفقهاء على أن الاستغفار للكافر محظور ، بل بالغ بعضهم ، فقال : إن الاستغفار للكافر يقتضي كفر من فعله ؛ لأن فيه تكذيبًا للنصوص الواردة التي تدل على أن الله تعالى لا يغفر أن يشرك به ، وأن من مات على كفره ، فهو من أهل النار. } اهـ . ثانيا :- شبهات المجيزين للترحم ، والإستغفار للكافرين ، والمشركين ، والرد عليها ذهب بعض المعاصرين إلى جواز الإستغفار والترحم على الكافرين ، والمشركين مخالفين لإجماع الأمة الذى حرم ذلك بشبهات أوهى من بيت العنكبوت ، سنستعرضها ، ونفندها ، ونرد عليها لبيان عوارها ، حتى لا يفتن من لا علم عنده بها وذلك على التفصيل الآتى : الفرق بين الإستغفار ، والترحم على الكافر : قال الشيخ الدكتور أحمد الغامدي فى مقال " الغامدي يرد على أحلام عن عدم جواز الترحم على نجمة هندية " والمنشور على موقع العربية نت بالشبكة العنكبوتية : { أن هناك فرقاً بين الاستغفار والترحم عليه ، فالاستغفار يستلزم طلب غفران عام ، وفيه ما لم يأذن الله بغفرانه ، كالشرك ، ومقتضاه طلب الجنة للمستغفر له ، وليس الترحم كذلك ، فيمكن أن يرحم الله العبد وإن لم يدخله الجنة ، كأن يخفف عنه العذاب مثلا ، فالرحمة أعم من الغفران ، وهذا يعني أن الترحم لا يستلزم طلب دخول جنة ولا غفران ما لم يأذن الله بغفرانه . } اهـ الإعتراض عليه قال الدكتور إياد قنيبى فى بحثه " هل يجوز الترحم على من مات كافراً ؟ " والمنشور على صفحته الرسمية على الفيس : { إن القرآن والسنة لم يفرقا بين الترحم والإستغفار ، وذلك على النحو التالى : أما من القرآن : فالآيات واضحة في جعل الرحمة قسيمة العذاب ، يعني أحد مصيرين : إما العذاب وإما الرحمة . قال الله تعالى : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107) } ( سورة آل عمران ). لاحظ : الفريق الثاني فقط في رحمة الله . وقال تعالى : { إِنَّ یَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ مِیقَـٰتُهُمۡ أَجۡمَعِینَ (٤٠) یَوۡمَ لَا یُغۡنِی مَوۡلًى عَن مَّوۡلى شَیۡـٔا وَلَا هُمۡ یُنصَرُونَ (٤١) إِلَّا مَن رَّحِمَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلرَّحِیمُ } ( سورة الدخان ). فاستثنى من رحم . وقال تعالى : { یُعَذِّبُ مَن یَشَاۤءُ وَیَرۡحَمُ مَن یَشَاۤءُۖ وَإِلَیۡهِ تُقۡلَبُونَ (21) } ( سورة العنكبوت ). فجعل الرحمة مقابل العذاب والآيات التي فيها : { وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ...يفسرها المفسرون عادةً : أي لا ينظر إليهم نَظَرَ رحمة . ومن أدل الآيات قول الله تعالى : { وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ } ( التوبة : 84 ) . فالصلاة على أحد هي للدعاء له لا بالمغفرة فقط بل وبالرحمة ، وكذلك القيام على قبره . قال ابن كثير : { أَمَرَ الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يبرأ من المنافقين ، وألا يصلي على أحد منهم إذا مات ، وألا يقوم على قبره ليستغفر له أو يدعو له } . لاحظ : " أو يدعو له " بشكل عام . فالآيات واضحة في حصر الرحمة الآخروية بالمؤمنين وفي عدم الترحم على الكافرين . } اهـ واستدلوا أيضا على قولهم بالأدلة الآتية : أولا : القرآن الكريم : 1- قال تعالى : { لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ( ![]() وجه الدلالة : قال الغامدى : { أ - أن البر بالأحياء من غير المسلمين المسالمين أمر جائز بنص القرآن ، والبر بأمواتهم هو كذلك . ب - أن القول بالتفريق بين الأحياء والأموات تحكم بلا حجة ، فيحتاج القول به إلى دليل ، ولا شك أن مفهوم البر يشمل الدعاء لهم والإحسان إليهم ، خاصة إذا كانوا أقرباء أو زوجات أو أصدقاء . } اهـ ويرد علي إستدلاله بالآية من وجوه الأول : أن الآية ذكرت البر والقسط للأحياء من غير المسلمين ، وليس للأموات منهم ، ويقصد بالبر والقسط كل ما لا يخالف الشرع ، من المعاملة بالعدل . قال ابن الجوزي - رحمه الله - في " زاد المسير " : { قال المفسرون : وهذه الآية رخصة في صلة الذين لم ينصبوا الحرب للمسلمين وجواز برهم وإن كانت الموالاة منقطعة عنهم } اهـ . ثم فسر البر كيف يكون فقال : { أي تعاملوهم بالعدل فيما بينكم وبينهم } اهـ . ، وهذه المعاملة تتضمن الأمور المادية والتعاملات المالية ونحوها ولا يدخل فيها غيرها مما يكون من الدين كالترحم والإستغفار الثانى : أن الآية مطلقة ، وآية النهى عن الإستغفار مقيدة ، والقاعدة حمل المطلق على المقيد الثالث : لم يأت دليل على أن النبى صلى الله عليه وسلم أو أحدا من أصحابه ، أو من أصحاب المذاهب الأربعة ، أو أهل العلم المعتبرين استغفر للكافرين والمشركين ، واستدل بهذه الآية الرابع : أن الشرع فرق بين الأحياء والأموات ، فقد تواترت الأدلة على بر النبى صلى الله عليه وسلم وقسطه وأصحابه لأقاربهم الكافرين ، والمشركين وهم أحياء ، ولم يأت دليل واحد على الترحم عليهم والإستغفار لهم وهم أموات ، بل جاء الدليل بالنهى عن ذلك 2- قال تعالى : { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } ( غافر : 46 ) 3- قال تعالى : { قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ } ( الأعراف : 38 ) 4- قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا } ( الأحزاب : 64 – 68 ) وجه الدلالة : قال الغامدى : { تخفيف العذاب على الكفار الذين عرفوا بخير وأعمال حسنة ، وتشديد العذاب على من عرف بشر وأعمال سيئة ، سائغ عقلا وثابت شرعا ، فإذا جاز تخفيف العذاب عليهم بهذه الأعمال جاز الترحم عليهم بأن يرحمهم الله عز وجل بالتخفيف . } يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |