فلنكن من أصحاب الهمم أصحاب المعالي والقمم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قواعد في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2580 )           »          العدل في علاقات المسلمين بغيرهم.. واجب شرعي! من مظاهر الوسطية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 127 - عددالزوار : 64099 )           »          الحق المبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          العاطفة عاصفة مالم يحكمها العقل!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          10 أسباب تدفعك للتطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الأقلية المسلمة في بولندا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          إثبات توحيد الربوبية والرد على الملاحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1372 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 10965 )           »          الوجود الإسرائيلي في إفريقيا دوافعه وأدواته- نظرة تاريخية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 1069 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-05-2022, 05:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,221
الدولة : Egypt
افتراضي فلنكن من أصحاب الهمم أصحاب المعالي والقمم

فلنكن من أصحاب الهمم أصحاب المعالي والقمم
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد


إن الحمدَ لله؛ نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[الأحزاب: 70- 71].

أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين آمين يا رب العالمين.

عندما يطيع اللهَ عبدٌ من عباده، ويُتْبِعُ الطاعةَ بالطاعةِ؛ ذلك دليلُ القبولِ عند الله سبحانه وتعالى، ومن يستصعبُ طاعةً من الطاعاتِ فيتركُها بعد أن أخذَ قِسْطًا منها؛ فهذا توقَّف أمرُه، وتعجَّل دنياه، ورَكَنَ إلى الكسل، وخلد إلى الراحة، فهذه الطاعاتُ والعباداتُ تقرِّبنا من الله سبحانه وتعالى، بينما الذي يقربنا من الدنيا هي الدنيا، بما فيها من أولادٍ أو أموال، وما فيها من عقاراتٍ وضياعٍ ونحو ذلك.

والعبد مفطورٌ مجبولٌ على حبِّ الاستكثار من الدنيا، وإن كان عنده الكثير فيريد الأكثر، لكن في الآخرة، وما عند الله ما هو باقٍ فهو فيه شبه زاهد (صلِّ صلاتك، وصوم فريضتك، وانتهى الأمر، ولا يرغب في الزيادة!!).

أما أصحابُ الهمم، وأصحابُ المعالي، وأصحابُ البحثِ عن القِمم فهؤلاء لا يكتفون بالقليل من العبادة؛ لأنهم يطمعون فيما عند الله بأكثر من ذلك أضعافًا مضاعفة؛ لأن الحسنةَ؛ هم يعلمون أنها بعشر أمثالها، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه: "اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ" (ت) (1987) (حم) (21354).

وفي رواية: "إِذَا عَمِلْتَ سَيِّئَةً، فَاعْمَلْ حَسَنَةً، فَإِنَّهَا عَشْرُ أَمْثَالِهَا" (حل) (ج4 ص217) (الطبراني في الدعاء) (1498)، وصححه الألباني في كَلِمَةِ الْإِخْلَاص: (ص55)، وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 160]، وقال جل جلاله: ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُواعلى فعل طاعات الله، على عمل العبادات، كل ذلك ﴿ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 22].

فإذا كان اتْباعُ السيئة بحسنة تمحها، فكيف بإتباع الحسنة بالحسنة؟ فكيف باتباع رمضان وما فيه من صيام بصيام ست من شوال ونحو ذلك.

ولئن انقضى رمضان، فإن الصوم مجالُه مفتوح، فصيامُ ستٍّ من شوال بعد رمضان كصيام الدهر، فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ" (م) 204- (1164).

وفي رواية: "جَعَلَ اللهُ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، الشَّهْرُ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الشَّهْرِ، تَمَامُ السَّنَةِ" (ن) (2861)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (3094).

لم ينتهِ الصيام، فهناك صيامُ اثنين وخميس، وصيامُ ثلاثة أيام من كل شهر، وصيامُ ما تيسَّر من أوائل أيام العشر من ذي الحجة، وصيامُ عرفة وعاشوراء، فسُنَّةُ الصيام على مدار السنة، لكن!! ابدأ بما عليك من قضاء أيام قد فاتتك.

ولئن انقضت صلاة التراويح؛ فلم ينتهِ قيام الليل، وصلواتُ التطوع وصلوات النوافلِ وذوات الأسباب، فالمجال مفتوح، لم ينته الصوم ولم تنته أيضا الصلوات.

ولئن انقضت زكاة الفطر؛ فلم تنقضِ الصدقات والصلات، والتطوعات والهبات.

إن معاودةَ الصيام بعد صيام رمضان؛ هذه علامةٌ على قبول صوم رمضان؛ والآن ربما بعض الناس له أربعة أيام من شوال صائما، قد صام الثلاثاء والأربعاء والخميس، واليوم وغدا، حتى يكمل الست من الشوال، وبعضهم عنده عزم على أن يصوم اثنين وخميس حتى يكمل ستا من شوال، وبعضنا عنده عزم على أن يصوم الثلاثة أيام بيض، هذه التي تكون ليالها بيضاء لعدم غياب القمر في لياليها، وهي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، دفعة واحدة، ويصوم معها غيرها، هذا كله جائز، فإنّ الله إذا تقبَّل عملَ عبدٍ وفَّقه لعملٍ صالحٍ بعده، كما قال الله تعالى: ﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ﴾ [مريم: 76]، قال سعيد بن جُبَير رحمه الله تعالى: (إِن من ‌ثَوَاب ‌الْحَسَنَةِ ‌الْحَسَنَةَ بعْدهَا، وَإِن من عُقُوبَة السَّيئَةِ السَّيئَةَ بعْدهَا)، الحسنةُ تجرُّ الحسنة، والسيئة تجر مثلها، والعياذ بالله، فمن عمِلَ حسنةً ثم اتبعها بعد بحسنة؛ كان ذلك علامةً على قبول الحسنة الأولى، كما أن من عمل حسنة ثم اتبعها بسيئة كان ذلك علامةَ ردِّ الحسنة وعدم قبولها.

يعني رمضان القادمُ قد يأتي على بعض الناس وعنده أكداس من الحسنات.

وبعض الناس قد يأتي ومعه حسنات من رمضان قد مضى ما يأتي رمضان الآخر إلاّ وقد ذهبت هذه الحسنات، نسأل الله السلامة.

شهر شوال اختصَّه الله عزّ وجلَّ بأن نعيِّدَ في أوَّلِ أيامِه، وهو شهرٌ من أشهر الحجّ، واختصّه بستٍ من شوَّال، واشترك مع بقية الأشهر في صيام الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كلّ شهر، هذا هو شوال.

لكن من بقايا اعتقادات أهل الجاهلية، التي هو موجودة حتى الآن عند بعض كبار السنّ عندنا، ولعله تلقفها بعض الشباب والشابات؛ التشاؤم بشوال في النكاح فيه خاصة؛ أنه ما أحد يتزوج في شوال، ويظنون أنّ من تزوج بين العيدين لا يُنجِب، من تزوج بين العيدين حصلت مشاكل بينه وبين زوجته، وتنتهي بالفراق والطلاق، هذه اعتقادات باطلة، وهذه في الجاهلية، ما هو سبب اعتقاد الجاهلية في أن من تزوج حصلت له أمور سيئة، وجعلتهم يتشاءمون من هذا، قال ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف: وقد قيل: إنَّ أصلَه أنَّ طاعونًا وقع في شوال في سنة من السنين، فمات فيه كثير من العرائس، يعني من العرسان وزوجاتهم، مات فيه كثير، فتشاءَم بذلك أهلُ الجاهلية. وقد ورَدَ الشرع بإبطاله، فـجاء عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ: (تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّالٍ، وَبَنَى بِي فِي شَوَّالٍ)، العقد عليها كان في شوال، في مكة، والبناء بها والدخول بها في المدينة، كان في شوال (فَأَيُّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّي؟!)، أحب نسائه كانت هي عائشة رضي الله عنها، قَالَ: (وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَسْتَحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا فِي شَوَّالٍ) (م) 73- (1423). أي: قريباتها تنصحهن أن يدخلن على أزواجهن في شوال، أن تكثر الأعراس والأفراح في شوال، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أمَّ سلمة في شوال أيضا. انظر لطائف المعارف لابن رجب.

فتجنَّبوا يا عباد الله! الاعتقادات الفاسدة والمعتقدات الباطلة.

أقول قولي هذا أستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الآخرة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمة مهداة، للعالمين كافة، وعلى آله وصحبه من والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:
إنْ كنّا نبتغي الجِنان، والنجاةَ من النيران، والفوزَ برضا الرحمن؛ فلا بدّ من الإيمان بالقلب والجَنان، والشهادةِ بالنطقِ باللسان، والعملِ بالجوارحِ والأركان، وألاّ نركن إلى المعاصي والكسل، وألا نخلد إلى الدون من العمل، وما يورث التقاعسَ والملل.

فلنسعَ لنرتقيَ إلى الأعالي، حتى نلتقيَ في المعالي، ولنشدَّ الهمم، لنصلَ إلى القمم.

فمن تقاعس تخلّفْ، ومن تكاسلَ تأخرْ، ومن لا يسعى إلى قمم الجبال؛ جبال الإيمان والإسلام وقع في حفر المعاصي، وأودية الردى.

قال الشاعر:
ومن لا يحبُّ صعودَ الجبال
يعِشْ أبدَ ‌الدهر ‌بين ‌الحفر




فيجبُ أن نكونَ في طلبنا للآخرة وما عند الله سبحانه وتعالى، كما قال الآخر:
فَكُنْ رَجُلًا رِجْلُهُ في ‌الثَّرَى
وهَامَةُ هِمَّتِهِ في الثُّرَيَّا




فلقد حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم على طلب المعالي، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عز وجل جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ، وَيُبْغِضُ سَفْسَافَهَا" (ش) (26617) (ك) (151) (هق) (20569)، صَحِيح الْجَامِع: (1744)، الصَّحِيحَة: (1378).

السَّفْسَاف: هو الأمرُ الحقيرُ والرديء من كل شيء، وهو ضدُّ المعالِي والمكارِم.

وأرشدنا صلى الله عليه وسلم على ألا نرضى بأي مكان في الجنة، كما قال بعض الناس (أنه يريد مترين في مترين في الجنة ومشي حالك)، يجب عليك ألا ترضى بذلك، لماذا لا ترضى في الدنيا بأن تبنيَ خيمة، فبنيت بما يشبه القصر؟! وهناك تريد أي شيء؟ اعكس القضية، لا تنظر في الدنيا إلى من هو فوقك، بل انظر إلى من هو دونك، فإن نظرت في الدنيا إلى من هو فوقك ازدريتَ نعمة الله عليك، وأما إذا نظرت إلى من هو دونك؛ فإنك أجدر ألا تزدري نعمة الله عليك، وأما في عمل الآخرة فانظر إلى من هو فوقك؛ حتى تتشجَّعَ وتحبَّ أن تقتديَ، فتعمل بما تستطيع لأن تصل إلى هذا العالِمَ أو العابدَ أو الزاهد.

بل علينا أن نقتدي بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأن نحاولَ قدر طاقتنا؛ أن نعمل أعمالهم فنقتدي بهم، ولا ننظر إلى من هو دوننا من تاركي الصلاة والفساق والفجار.

مصداق ذلك ما ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ، -قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ-: "عَلَيْكُمْ" (م) 9 - (2963).

دلَّنا صلى الله عليه وسلم في الجنة ألا نطلب إلا الأعلى والأفضل فيها، لأن من طلب القليل لن يأتيه إلا أقل، هذا إذا جاءه، ومن طلب الكثير إن لم يصل إليه قرب منه، واستمعوا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلاَةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا»، هذا دخل الجنة، في أي مكان؟ الله أعلم في مكان ما لكن هناك أعلى منه، فماذا قال الصحابة رضي الله عنه؟ (قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلاَ نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ؟ قَالَ): «إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ" = يعني كما بين السماء والأرض مائة مرة، أعدها الله للمجاهدين فكيف بغيرهم؟ وهؤلاء بعض المجاهدين، وهناك درجات أخرى أكبرُ وأعلى وأكثر، أعدها الله للمجاهدين، فلا تكتفوا أن تدعوا الله بدخول الجنة، "فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ" وهذا لنا جميعًا، للصحابة خصوصًا، ولأمته من بعده، "فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ"، أين الفردوس؟ وصفه النبي صلى الله عليه وسلم وعرفنا مكانه، فقال: "فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ، وَأَعْلَى الجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ» (خ) (7423).

فلا تتقاعس وتطلب أي مكان في الجنة، بل اعمل عَمَلَ من يريد الفردوس، فإن لم تصلْه قاربته، وربما تصله إن شاء الله سبحانه وتعالى.

ألا وصلُّوا على الهادي البشير، والسراج المنير محمدِ بن عبد الله، كما صلى اللهُ عليه وملائكتُه في كتابه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا(الأحزاب: 56).

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

وارضَ اللهمَّ عن الخلفاءِ الأربعة؛ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمان وعليٍّ، وسائر الصحابة أجمعين، وارضَ عنَّا معهم بمنِّكِ وكرمِك يا أكرم الأكرمين.

اللهم احفَظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا أعداءً ولا حاسدين، اللهم إنا نسألك من كلِّ خيرٍ خزائنُه بيدك، ونعوذ بك من كلِّ شرٍّ خزائنه بيدك.

اللهم يا ألله، كن عونًا لنا على أعدائنا المغتصبين، واحفظ أهلنا في أقصانا وشعبنا في فلسطين، وسائر بلاد المسلمين.

اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم إنا نسألك الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم آمين آمين.

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت: 45].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.31 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.15%)]