من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الاستغراب - المفهوم) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 899 - عددالزوار : 204670 )           »          من أسباب الثراء الخفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          قبسات من علوم القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ﴿ ولقد صدقكم الله وعده ﴾ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تفسير سورة يونس (الحلقة الحادية عشرة) مسيرة بني إسرائيل عظة لأمة الإسلام فهل تتعظ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: الغني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الدرس التاسع والعشرون فضل ذكر الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          دعاء الاستخارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-06-2022, 10:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,006
الدولة : Egypt
افتراضي من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الاستغراب - المفهوم)

من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الاستغراب - المفهوم)



الاستغراب محدد آخر من محددات العلاقة بين الشرق والغرب، والذي يظهر أن العلاقة بين الشرق والغرب قد انطلقت بقوة واضحة مع بعثة سيدنا رسول الله محمد بن عبدالله (حينما أرسل الوفود إلى الملوك والأباطرة والحكام يدعوهم إلى الإسلام، فكان حوار بين الوفود وهرقل إمبراطور الروم، ثم انطلقت العلاقة بين أخذ ورد، كان فيها نقاش وحِجَاج وجدال وحوار ما يزال قائمًا إلى يومنا هذا،وأخذ الحوار أشكالًا متعددة، منها العلمي والسياسي والحربي والبعثات العلمية والنقل والترجمة[1].

وظهرت الحروب الصليبية شكلًا من أشكال الحوار دام حوالي مائتي سنة، ثم تبعتها حوارات أخرى، كان الاستشراق شكلًا آخرَ من أشكالها، إبان الاحتلال وقبله وبعده، والتنصير كذلك.

حَدَا هذا كلُّه ببعض المفكرين العرب المعاصرين إلى أن يدعو إلى قيام علم الاستغراب، فانبرى الدكتور حسن حنفي ونشر كتابًا ضخمًا في مجلد واحد سنة 1412هـ/ 1992م بعنوان: مقدمة في علم الاستغراب، وجاء الكتاب في تسعمائة وعشر (910) صفحات، ليأتي هذا العلم مواجهًا للتغريب "الذي امتد أثره، ليس فقط إلى الحياة الثقافية وتصوراتها للعالم، وهدد استقلالنا الحضاري، بل امتد إلى أساليب الحياة اليومية، ونقاء اللغة، ومظاهر الحياة العامة وفن العمارة"[2].

ونبعت الدعوة إلى وجود مثل هذا العلم من الشعور بأن الساحة العربية الفكرية تكاد تخلو من معرفة الآخر،وهذا زعم جاء نتيجة للتقصير في تتبع النتاج الفكري العربي الإسلامي، الذي لم يخلُ في زمن من أزمان ازدهاره من الحوار الفكري مع الآخر، لكن هذا لم يسمَّ علمًا أو استغرابًا أو نحو ذلك، ولكنه أخذ طابعَ الحوارات والردود على الآخر، وتبيان الحق في الديانات الثلاث: اليهودية والنصرانية والإسلام، بما في ذلك التعرض إلى طبيعة عيسى ابن مريم - عليهما السلام - من أنه لم يكن إلا عبدًا عن عباد الله، أرسله الله مبشرًا ونذيرًا، فكان - عليه السلام - مبشرًا اصطفاه الله تعالى بالرسالة، ومعجزات مؤيدات لرسالته.

وقد يقال: إن هذا جانبٌ واحد من جوانب الحوار، وهو الاستغراب، مركز على البعد الديني، لا سيما الجانب العقدي منه، وهذا صحيح؛ إذ إن الاستشراق في منطلقاته الأولى كان على هذه الشاكلة من التركيز على الأبعاد الدينية للإسلام، معرِّجًا على القرآن الكريم والرسول - عليه الصلاة والسلام - والرسالة والسنة والصحابة والفتح الإسلامي[3].

والجوانب الأخرى للاستغراب، إذا سمح المصطلح، تمثلت في نقل الحضارات الأخرى وعلمها وفكرها المتماشيين مع الإسلام عن طريق النقل والترجمة عن اللغات الأخرى، بما في ذلك ترجمة أعمال دواوين الخلافة عندما تبين أن الإجراءات الإدارية، بما فيها اللغة، قد نقلت من ذوي التجارِب السابقة.

وليس النقل والترجمة شكلًا من أشكال الاستغراب الواضح، ولكنها تسهم، من دون شك، في تلقي الأفكار، ثم معرفتها، من خلال ما يقبل من نتاج القوم العلمي والأدبي والفني.

وليس الاستغراب أو غربلوجيا هو التعامل مع الآخر بالمنطلق نفسه الذي تعامل فيه الآخر مع المسلمين؛ ذلك أن منطلقات المسلمين نفسها تمنع من ذلك، يقال هذا ردًّا على من قال هذا؛ إذ إننا مطالبون بالعدل مع الآخر، حتى أولئك الذين بيننا وبينهم عداوة وشنآن.

ومهما كان التوجه نحو الاستغراب، فإن المطلوب دائمًا تجنب الإثارة، واللجوء إلى الطرح الإعلامي السريع في قضايا عميقة جدًّا تحتاج إلى بحث علمي جاد، بعيد تمامًا عن القفز إلى النتائج، ناهيك عن وضع النتائج قبل المقدمات؛ذلك أننا مطالَبون بالقسط والعدل مع جميع من نتعامل معهم، والعدل أقرب إلى التقوى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].

ولا يلغي هذا الاستمرار في إيجاد مثل هذا العلم الذي يكشف الآخر كشفًا موضوعيًّا مبنيًّا على التحليل العلمي والثقافي والاجتماعي والأنثروبولوجي والإثنوجرافي والسياسي والاقتصادي، وذلك للوصول إلى رؤية واضحة نحو التعامل مع هذا الآخر.

ويمكن قَبول الاستغراب من هذا المنطلق؛ سعيًا إلى فهم الآخر فهمًا مباشرًا من أجل التعامل معه تعاملًا يعود نفعه علينا نحن مباشرة بالدرجة الأولى، ثم يعود نفعه عليه بالدرجة الثانية إذا كان لهذا الأمر درجات! وهذا ما يسعى إليه المسلمون في سبيل التعامل مع ما حولهم ومع مَن حولهم، فلم يعودوا في معزل عن العالم، ولم يَعُدِ العالم في معزل عنهم[4].

وعليه يمكن أن ينظر إلى الاستغراب على أنه: "الوجه الآخر والمقابل، بل والنقيض من "الاستشراق"، فإذا كان الاستشراق هو رؤية الأنا (الشرق) من خلال الآخر (الغرب)، يهدف "علم الاستغراب" إذًا إلى فك العقدة التاريخية المزدوجة بين الأنا والآخر، والجدل بين مركب النقص عند الأنا ومركب العظمة عند الآخر"[5]،ويحتاج هذا إلى ما يحتاجه من ترجمته على الواقع العلمي والفكري.

[1] انظر: محمد عبدالحميد الحمد،حوار الأمم: تاريخ الترجمة والإبداع عند العرب والسريان - دمشق: دار المدى، 2001م - ص 531.
[2] انظر: حسن حنفي،مقدمة في علم الاستغراب - مرجع سابق - ص 18 - 19.
[3] انظر: علي بن إبراهيم النملة،نقد الفكر الاستشراقي: الإسلام - القرآن الكريم - الرسالة - مرجع سابق - ص 280.
[4] انظر: مازن مطبقاني،الغرب من الداخل: دراسة للظواهر الاجتماعية - أبها: نادي أبها الأدبي، 1418هـ/ 1997م - ص 115.
[5] انظر: حسن حنفي،مقدمة في علم الاستغراب - مرجع سابق - ص 23.
__________________________________________________ _______
الكاتب: أ. د. علي بن إبراهيم النملة










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.82 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]