اختناق الحب بالحب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4948 - عددالزوار : 2051542 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4524 - عددالزوار : 1319450 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334107 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2022, 09:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي اختناق الحب بالحب

اختناق الحب بالحب


مأمون أحمد زيدان








شُدِّي يديكِ

على شفاه الأرض

افتحي ذاكرة الأرض للريح

خبِّئيها بين أقراص زعتر بري

يَسيل زيتًا وشهدًا

ينثر الشغف خيوطًا من شمس

لا تغيب

التقطي الندى

على جناح فراشة

تهاجر نحو نهايتها

هُنَيْهَتين

تساويان شهيقًا وزفيرًا



♦ ♦ ♦ ♦




افترشي الوطن

من قمته

المصطدمة بالغيم

بالسحاب

بالضباب

كوِّنيه تكوينًا

كي يكوِّنَكِ

تكوينَ جنين

في عمق جنين

قلب محارة مجهولة

شاردة

من حكم المعلوم



♦ ♦ ♦ ♦




أنتِ يا أماه

هو

الوطن

الوطن

هو أنتِ

بلونه وشمسه وكُرُومِه

هو أنتِ

بلونك ورائحتك

روائح أثوابك المعتقة

رائحة عرقكِ المسنونة

من رغيف يُشوى على حطب

برتقالة مهاجرة

ليمونة شاردة

توت مصفًّى من الشمس والندى

زنزلخت يرسم الظلال

آمادًا، شموسًا، كائنات

تتشكل وتتحول، تشع وتظلم

مثل جمرة لفحها الوهج

فأعلنت غضبها



♦ ♦ ♦ ♦




دعينا ها هنا

نحاول

أن نكتب أسماء مَن سبقوا

مَن ذهبوا

عبر الريح والإعصار ودرب تقود

كما الموت

نحو الأبد

ننبش طواحين الليل والهواء عن أنفاس

من وجدوا

من رحم الليل

من خرجوا

من مشيمات الزيتون واللوز والذهب

ترى

مَن مر قبل اليوم فوق الطريق؟

ومَن خطا قبل الليل في وهج الحريق؟

ومَن كان قبل النوم يغسل الآفاق بالرحيق؟

أكنت أنت

قبل ميلاد الغريق؟

تحملين زرقة الفضا وتلوحين للعابرين؟

أم كان نور آهات ولوعات وانتظار وشهيق؟

الزيتون يا أمي

سيد الأشجار والتكوين

زحف نحو انبثاقات التجلي

منه تتدفق الحور

بلهفة الانتظار

انتظار الرحيل قبل الانتظار

ومنه

يخرج شهد الصحارى

ندى اللفح والشمس

ومنه

- إن لم تعلمي -

نقرأ روعة الأسحار

فيه من غامض المرئي

شيءٌ خفي

يدفع نحو التين قليلًا

وقليلًا نحو السدر

وقليلًا نحو الأقمار

فيه نقطة التكوين

ميلاد النخيل

حبل الغامض السري

جذر عرف الديك والْهالوك والقُبار[1]

عطر اللوز والرمان

فوح الأرض حين يبللها الندى

لون التراب

رائحة الظل والطل والصبار



♦ ♦ ♦ ♦




للزيتون عَلاقة

الهمس مع الكواكب

اتصال بين الأكوان

بين البحار وقوارب غاصت

أنكرها الوقت وعراها النسيان

بين المفردات والاستعارات

كم أحببنا، كم عشقنا

الزمن المخبأ في جذوعها

كخلايا نحلٍ لا تمل البقاء

وكم وقفنا

نقرأ التاريخ من غصن تدلى

من نقطة زيت

أضاءت العتمة

كم كنا

نحب لون الغبار

حين يغسله الرذاذ

عن أوراق زيتونة حُبلى

نشوى، ثَملى

برقة نسيمات

بلوط وحور وسنديان



♦ ♦ ♦ ♦




نحن كنا

ننحني

ندقق في وجه رفيق وصديق

لم نجزم أبدًا

بالتقاء الموت والحياة على حد شعرة

ولا أقمنا للأمواج أعراسًا وفرحة

كم دخلنا الموج من بين أسرابِ وهمٍ وضياع

كزاجلٍ يشق رغم البعدِ طريقَه

أنشودة ثكلى

وأغنية يتيمة

وقصيدة عرجاء تحمل أنفاس مَن ذهبوا

عذرًا

تظن أنها تحمل أنفاس من ذهبوا



♦ ♦ ♦ ♦




لماذا تنكرنا الذاكرة

وينكرنا النسيان؟

كأننا مجهول الصدى

ومعلوم السراب

نتفيأ في ظل وابل من مطر يابس محروق

ننشر أحلامنا على صبار حزين

ننمو

نكبَر

ننضج

في صوت الرعد المزدحم بالضجيج

في خيط برق مخنوق ومشلول

لماذا تكبَر الأرض فينا؟

حتى تُصبح برتقالة

أو ليمونة

أو زهرة نرجس

حبة خردل أو عَدْس

في جبل

يخبئ حيفا

على قرن غزالة

لوحها الانتظار



♦ ♦ ♦ ♦




تعالي الآن

نصهل مع الريح

نصلصل مثل رماح وسيوف

نحمل التراب بأفواهنا

بأنوفنا

ونركض نحو الوادي

نبلل النور والضياء

نغسله بعرَقنا

بتأوهاتنا المكلومة

ونحدد مسار الليل

تمامًا

كبُلبل يحن للتوق والوجع

ككنار يرتل أنشودة الرثاء

وسلحفاة تمسك أذيال الكون

وناصية الوجود



♦ ♦ ♦ ♦




هنا أقف الآن

بين زقاق يفضي إلى زقاق

وياسَمين يركض نحو ياسَمين

أراني

وأنا أفتح عيون السماء

نحو طفولة مشرَّدة

وأمومة مبحوحة مخنوقة

كم أحببت لون عينيك

وأنت تبحثين عن شيء

ولا شيء

كم أحببت لون بشرتك

حين تلتفُّ فوق جدائلك

مثل هجرة الموت نحو الحياة

ومثل ميلاد البقاء من الخلود

كم أحببت المطر

الريح والبرق

والسفر

روائح الجوري

زهر الليمون

كم أحببتك وأحببتك

حتى اختَنَق الحب بالحب

وانتشى الحب بالحب

كم كنتِ سيدة

الأوقات والساعات

وكم كنت

أنت أنت

حين كانت تفر الذكريات

من سِفر يمامة

أو هزيع مركب من التناقضات



♦ ♦ ♦ ♦




أحببتُكِ أنتِ

لأنكِ أنتِ

أنتِ فقط

فقط أنتِ

سقف الحياة

سقف الفلسفة

سقف الفكر

سقف الحق

أسقف الأوطان

بداية الحرية

كينونتها

استمراريتها

التي تخرج للشمس

من رموشك

من سطح جَفْنَيك

وحبة عرَقٍ تتلألأ

فيتلألأ الوجود.








[1] الهالوك، والقبار، وعرف الديك: أزهار برية تنبت في فلسطين.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.32 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]