|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() طرق تحصيل الرضا بالله تعالى (1) إبراهيم الدميجي الحمد لله إقرارًا بوحدانيته، والشكر له على سوابغ نعمته، اختصَّ بها أهل الصدق والإيمان بصدق معاملته، ومنَّ على العاصي بقَبُول توبته، ومدَّ للمسلم عملًا صالحًا بوصيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المفضل على جميع بريَّتِه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واستمسكوا بدينه، واشكروه على نعمائه، ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53]، ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]. واعلموا أن من لطف الله تعالى بعباده أن يسّر لهم طرق الخير، وسهّل ميادين البرّ، ومن أعظم ذلك الرضا به تبارك وتعالى، فالرضا بالله جنة العابدين، ومستراح المؤمنين، وطريق المرسلين، فعلى العبد الموفق أن يحرص أن يُرضي الله تعالى وأن يرضى عن الله تعالى، فمن طرق تحصيل الرضا: 1- التفكُّر النافع في لطف الله تعالى في اختياره لك: فكل مصيبة أخطأت دينك فلا تعدنّها مصيبة؛ بل هي نعمة في ثوب محنة، وتطهير في سِرْبال بلاء، ورفعة في شكل خفض. وإنّ ههنا ملحظًا جيّدًا في تهوين البلاء على المؤمن، وهو أن يقيس لنفسه ويُقدّر أنّ الله تعالى قد قضى بنزول بلاءات بعدد معين وأحجام مختلفة؛ منها الكبير الشديد، ومنها السهل اليسير، منها ما هو فتنة في الدين، ومنها ما هو شدّة في الدنيا في النفس أو العِرض أو الأحبّة أو المال ونحو ذلك، وقضى أن تنزل هذه البلايا على أشخاص بأعيانهم، فهذا المؤمن قد نزل اسمه في صحيفة البلاءات، وقد اختار الله له أن تكون مصيبته في دنياه لا دينه، ثم جعلها أهون من غيرها من المصائب التي نزلت على غيره من الناس. فطريق المحبة والرضا تسير بالعبد وهو مستريح، فهناك أناسٌ يعملون ويجهدون، وصاحب الرضا بعبادته القلبية يسبقهم بمراحل وهم من خلفه، مع أنه على فراشه وهم يعملون؛ لأنه راضٍ عن الله، ويتفكّر في هذا الأمر ويؤمن به؛ فيقترب من الله، وأناسٌ لم يصلوا لهذا المستوى ويعملون ويجهدون! 2- إغلاق باب الوساوس في تصرُّف الرب بالكليّة: فمن أسرار بركات الرضا أنه يُسلّم صاحبه من آفات وساوس العقل، فهو مفوّضٌ أمره لربّه بالكلية، قد أغلق قلبه دون واردات إبليس وخبث وساوسه، وحتى لو جاءه الرجيم بخواطر سوء من مثل: كيف لفلان كذا مع فجوره ولك أو لغيرك كذا وكذا؟! ونحو ذلك، فإنه يدفعها بالاستعاذة منه وبالرضا بربه تعالى. 3- مقارنة الفائت بالباقي: وذلك أن ينظر إلى ما أصيب به فيجد ربّه قد أبقى عليه مثله أو أفضل منه، وادَّخر له إن صبر ورضي ما هو أعظم من فوات تلك المصيبة بأضعاف مضاعفة، وأنّه لو شاء لجعلها أعظم مما هي. 4- التأسي بأهل المصائب: على المبتلى أن يطفئ نار مصيبته ببرد التأسّي بأهل المصائب، ولينظر يَمْنةً فهل يرى إلا محنة؟ ثم ليعطف يَسْرةً فهل يرى إلا حسرة؟ وليعلم أنه في كل وادٍ بنو سعد[1]، وأنه لو فتَّش العالم لم ير فيهم إلا مبتلى؛ إما بفوات محبوب، أو حصول مكروه، وأن شرور الدنيا أحلام نوم، أو كظِلٍّ زائل، إن أضحكت قليلًا أبكت كثيرًا، وإن سرَّت يومًا ساءت دهرًا، وإن متَّعت قليلًا منعت طويلًا، ولا سرّته بيوم إلا خبأت له ضدّه، والدنيا لا تطيب إلا بطاعة الله، قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]، وقد فُسِّرت الحياة الطيبة بالقناعة، وكافية الوصايا في ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَلَّا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ))[2]. 5- أن يعلم أن الجزع لا يرد المصيبة بل يضاعفها: فالجزع في الحقيقة هو مِن تزايد المرض، فيجتمع عليه مُرّ المصيبة وحسرة فوات الأجر، بل قد يحمل أحيانًا الوزر. ولا حُزنٌ يَدومُ ولا سُرورٌ ![]() ولا بُؤسٌ عَلَيكَ ولا رَخاءُ ![]() إذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ ![]() فَأنتَ ومالِكُ الدُّنْيا سَواءُ ![]() 6- أن يعلم أنَّ فوات ثواب الجازع أعظم من ذات المصيبة: ففوات ثواب الصبر والتسليم - وما فوق ذلك من الرضا والحمد والشكر- وهو الصلاة والرحمة والهداية التي ضمنها الله على الصبر والاسترجاع أعظمُ من المصيبة في الحقيقة. 7- أن يعلم أن الجزع يضعف الحال والمرتبة في الدارين: فيُشمتُ عدوَّه، ويسوء صديقه، ويغضب ربَّه، ويسر شيطانه، ويحبط أجره، ويضعف نفسه، وإذا صبر واحتسب، أرضى ربه، وسرَّ صديقَه، وساء عدوَّه، وحمل عن إخوانه وعزاهم هو قبل أن يُعزى، فهذا هو الثبات والكمال الأعظم، لا لطم الخدود، وشق الجيوب، والدعاء بالويل والثبور، والسخط على المقدور. 8- تذكُّر الرُّجْعى إلى الله تعالى: قال تعالى: ﴿ إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ﴾ [العلق: 8] قال ابن القيم رحمه الله في بيان هديه صلى الله عليه وسلم في علاج حر المصيبة وحزنها: "قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157] وفي المسند عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما مِنْ أحَدٍ تُصيبُه مصيبةٌ، فيقول: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون، اللهمَّ أْجُرْني في مُصِيبتي وأخْلِفْ لي خيرًا منها؛ إلا أَجَرَهُ اللهُ في مُصيبته، وأخْلَفَ له خيرًا منها))[3]. فإذا تحقَّق العبدً بأنه لله، وأن مصيره إليه، تسلَّى عن مصيبته، وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب وأنفعه له في عاجلته وآجلته، فإنها تتضمن أصلينِ عظيمينِ إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلَّى عن مصيبته: أحدهما: أنَّ العبد وأهله وماله ملكٌ لله عز وجل حقيقة، وقد جعله عند العبد عاريةً، فإذا أخذها منه فهو كالمعير يأخذ متاعَه من المستعير. وأيضًا فإنه محفوف بعدَمين: عدمٌ قبله وعدم بعده، وملك العبد له متعة معارة في زمن يسير، وأيضًا فإنه ليس الذي أوجده عن عدمه حتى يكون ملكه حقيقة بل الله تعالى. والثاني: أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، ولا بد أن يخلّف الدنيا وراء ظهره ويجيء ربَّه فردًا كما خلقه أول مرة، بلا أهل ولا مال ولا عشيرة، ولكن بالحسنات والسيئات، فإذا كانت هذه بداية العبد وما خوّله ونهايته؛ فكيف يفرح بموجود أو يأسى على مفقود؟! ففكره في مبدئه ومعاده من أعظم علاج هذا الداء"[4]. 9- اليقين بالقدر: فمن أعظم العلاج أن يعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليُخْطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 22، 23]. 10- التلذُّذ بالصبر، وتذكر بيت الحمد: فعلى المؤمن أن يعلم أن ما يُعقب الصبر والاحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه، ويكفيه من ذلك بيت الحمد الذي يُبنى له في الجنة على حمده ربّه واسترجاعه، فلينظر أي المصيبتين أعظم: مصيبة العاجلة، أو مصيبة فوات بيت الحمد في جنة الخلد؟ وفي الأثر: ((يودُّ ناسٌ يومَ القيامةِ أن جلودَهم كانت تُقرَض بالمقاريضِ في الدنيا؛ لما يرون من ثواب أهل البلاء))[5]، وقال بعض السلف: "لولا مصائب الدنيا لوردنا الآخرة مفاليس". 11- ترويح القلب برجاء الخَلَف من الله تعالى: فعلى المصاب أن يروّح قلبه برَوْح رجاء الخلف من الله، فإنه من كل شيء عوض إلا الله فما منه عوض، كما قيل: مِنْ كُلِّ شيءٍ إذا ضَيَّعْتَهُ عِوَض = وما مِنَ اللهِ إنْ ضَيَّعْتَهُ عِوَض 12- تذكّر أنّ حظه من المصيبة بقدر ما تحدِثُه له: فيُذكِّر نفسه أن من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، فحظُّه منها ما أحدثته له، فليختر خير الحظوظ أو شرها، فإن أحدثت له سخطًا وكفرًا كتب في ديوان الهالكين، وإن أحدثت له جزعًا وتفريطًا في ترك واجب أو فعل محرم كتب في ديوان المفرطين، وإن أحدثت له شكاية وعدم صبر كتب في ديوان المغبونين، وإن أحدثت له اعتراضًا على الله وقدحًا في حكمته فقد قرع باب الزندقة أو ولجه، وإن أحدثت له صبرًا وثباتًا لله كتب في ديوان الصابرين، وإن أحدثت له الرضا عن الله كتب في ديوان الراضين، وإن أحدثت له الحمد والشكر كتب في ديوان الشاكرين، وكان تحت لواء الحمد مع الحمَّادين، وإن أحدثت له محبة واشتياقًا إلى لقاء ربه كتب في ديوان المحبين المخلصين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عظمِ البلاء، وإن الله تعالى إذا أحَبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرِّضا، ومَنْ سَخِطَ فله السُّخْط))[6]، زاد أحمد: ((ومَنْ جَزِعَ فله الجَزَع))[7]. 13- علمه بالسلوِّ المحتوم: فعليه أن يعلم أنه وإن بلغ في الجزع غايته فآخر أمره إلى صبر الاضطرار، وهو غير محمود ولا مثاب، قال بعض الحكماء: العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام، "ومن لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم"، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمةِ الأُولى))[8]، وقال الأشعث بن قيس: "إنك إن صبرت إيمانًا واحتسابًا، وإلا سلوت سلوّ البهائم". بارك الله لي ولكم. الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانه، أما بعد:فاتقوا الله عباد الله، واحرصوا كل الحرص على تحصيل رضوان الله والرضا عن الله تبارك وتعالى، فمن ذلك: 14- أن يعلم العبد أنَّ أنفع الأدوية موافقة الله فيما أحبه: فأنفع الأدوية له موافقة ربه وإلهه فيما أحبه ورضيه له، وأن خاصية المحبة وسرّها موافقة المحبوب، فمن ادَّعى محبة محبوب، ثم سخط ما يحبه وأحب ما يسخطه، فقد شهد على نفسه بكذبه وتمقَّت إلى محبوبه، وقال أبو الدرداء: "إن الله إذا قضى قضاء أحَبَّ أن يُرضى به"، وكان عِمْران بن حصين يقول في علّته: "أحبُّه إليَّ أحبّه إليه"، وكذلك قال أبو العالية، وهذا دواء وعلاج لا يعمل إلا مع المحبين، ولا يمكن كل أحد أن يتعالج به. 15- علمه أن لذة التمتع بثواب الله أعظم من لذة التمتع بالسلامة مما أصيب به: فعلى المؤمن أن يوازن بين أعظم اللذتين والمتعتين وأدومهما: لذة تمتعه بسلامته مما أصيب به، ولذة تمتعه بثواب الله له، فإن ظهر له الرجحان فآثر الراجح فليحمد الله على توفيقه، وإن آثر المرجوح من كل وجه فليعلم أن مصيبته في عقله وقلبه ودينه أعظمُ من مصيبته التي أصيب بها في دنياه. 16- أن يتذكر أنه في دار امتحان: فيتذكر ابتلاء الله العبد لامتحان صبره، فمن علاج المصيبة أن يعلم أن الذي ابتلاه بها أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، وأنه سبحانه لم يرسل إليه البلاء ليهلكه به ولا ليُعذِّبه به ولا ليجتاحه، وإنما ليمتحن صبره ورضاه عنه وإيمانه، وليسمع تضرُّعه وابتهاله، وليراه طريحًا ببابه، لائذًا بجنابه، مكسور القلب بين يديه، رافعًا قصص الشكوى إليه، قال الشيخ عبدالقادر[9]: "يا بني، إن المصيبة ما جاءت لتهلكك، وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك". 17- علمه أنّ المصيبة تورثه التواضع الرافع: فالمصيبةُ كاسِرةٌ لداء الكِبْر وقسوة القلب، فعليه أن يعلم أنه لولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد- من أدواء الكِبْر والعُجْب والفرعنة وقسوة القلب- ما هو سبب هلاكه عاجلًا وآجلًا، فمِن رحمة أرحم الراحمين أن يتفقده في الأحيان بأنواع من أدوية المصائب تكون حِمْية له من هذه الأدواء، وحفظًا لصحة عبوديته، واستفراغًا للمواد الفاسدة الرديئة المهلكة منه، فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه، كما قيل: قد يُنعمُ اللهُ بالبَلْوى وإنْ عظُمَتْ ![]() ويَبْتلي اللهُ بعضَ القَومِ بالنِّعَمِ ![]() فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء، لطغَوا وبَغَوا وعَتَوا، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيرًا سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله، يستفرغ به من الأدواء المهلكة، حتى إذا هذَّبَه ونقَّاه وصفَّاه أهَّله لأشرف مراتب الدنيا؛ وهي عبوديته وأرفعِ ثوابِ الآخرة؛ وهو رؤيته وقربه. اللهمَّ صَلِّ على محمدٍ. [1] ذكر الضبّيّ في الأمثال قصة ذلك المثل؛ وهو أن الأضبط بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم كان يرى من قومه وهو سيدهم بغيًا عليه وتنقصًا له! فقال: ما في مجامعة هؤلاء خير، ففارقهم وسار بأهله حتى نزل بقوم آخرين، فإذا هم يفعلون بأشرافهم كما كان يفعل به قومه من التنقّص له والبغي عليه، فارتحل عنهم وحلّ بآخرين، فإذا هم كذلك، فلما رأى ذلك انصرف وقال: ما أرى الناس إلا قريبًا بعضهم من بعض، فانصرف نحو قومه، وقال: أينما أُوجِّه أَلْقَ سعدًا! فأرسلها مثلًا، ومعنى ألق سعدًا: أي أرى مثل قومي بني سعد، وقال: في كل وادٍ بنو سعد؛ الأمثال للضَّبِّي (1) وانظر جمهرة العسكري (1/ 61)، والبيان والتبيين (3/ 294). [2] البخاري 8/ 128 (6490) ومسلم 8/ 213 (2963) (8) (9). [3] أحمد (26635)، ومسلم 3/ 37 (918) (4). [4] زاد المعاد في هدي خير العباد (٤/ ١٧٤). [5] روى ابن أبي شيبة في مصنفه (36751) بسند فيه مبهم عن ابن مسعود، قال: ((ودَّ أهلُ البلاءِ يومَ القيامة، أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض))، ورواه (36027) بسنده عن مسروق، قال السيوطي في اللآلي المصنوعة (2 / 334): "وروى الطبراني بسند جيد عن ابن مسعود موقوفًا.." وذكره. [6] الترمذي (2396) وابن ماجه (4031) وصححه الألباني. [7] المسند (23623) وحسنه محققوه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٧٠٦). [8] البخاري 2/ 99 (1283)، ومسلم 3/ 40 (926) (15). [9] الشيخ عبدالقادر الجيلاني مشهور بالعبادة والفضل والزهد والحكمة، وقد غلا فيه بعض الناس جهلًا منهم بحقيقة التوحيد أوّلًا، ثم ببراءته من أكثر ما يُنسَب إليه ثانيًا؛ فقد نسبوا إليه أشياء غير قليلة كذبًا وزورًا هو منها بريء، ومن أباطيلهم في شأنه اعتقادهم بتصرُّفه بعد موته في الكون، وفضيلة استقبال قبره عند الدعاء، واعتقاد السرّ فيه، وغير ذلك مما لا يصح عنه رحمه الله، قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (2/ 434): "وأما قول القائل: من قرأ آية الكرسي، واستقبل جهة الشيخ عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه وسلّم عليه، وخطا سبع خطوات يخطو مع كل تسليمة خطوة إلى قبره قضيت حاجته، أو كان في سماع فإنه يطيب ويكثر تواجده، فهذا أمرٌ القربةُ فيه شرك برب العالمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |