جرائم اليهود المعتدين وأفعالهم المخالفة للأعراف والدين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 529 - عددالزوار : 301936 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 36 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          موقف المسلم من الزلازل والكوارث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 624 )           »          إرهاقٌ بلا صوت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-08-2022, 07:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,338
الدولة : Egypt
افتراضي جرائم اليهود المعتدين وأفعالهم المخالفة للأعراف والدين

جرائم اليهود المعتدين وأفعالهم المخالفة للأعراف والدين
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:

فإنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار، أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يُقرِّب إلى النار، اللهم آمين آمين.

إذا تكلَّمنا عن اليهودِ وجرائمِهم، وأفعالهم المخالفة للدين، والمناقضة للأعراف والعادات والقوانين، لا نتكلم عن جميع اليهود؛ بل كلامُنا منصبٌّ على الغاصبين والمعتدين، وهم الغالبية والأكثرية منهم، لا المسالمين غيرِ المحاربين، فقد قال الله جل جلاله مخاطبًا أهل الكتاب: ﴿ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ [المائدة: 59]، فليسوا كلهم فاسقين، وقال سبحانه: ﴿ وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [المائدة: 62]، إذن ليس كلُّهم يسارعون في الإثم والعدوان.

فمن اليهود من وصفَ اللهَ جلَّ جلالُه بصفات دنيئة، ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ [المائدة: 64]، و﴿ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ [آل عمران: 181]؛ لكن مدَحَ اللهُ بعضَهم، وذمَّ آخرين منهم، فقال سبحانه: ﴿ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا [آل عمران: 75]، لماذا هذا التفاوت بينهم؟ قال: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ [آل عمران: 75]؛ أي: ليس عليهم في العرب والمسلمين مهما فعلوا معهم حتى لو ارتكبوا مع العرب الحرام لا يؤاخذون به، ﴿ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران: 75]، فهم كما قال الله: ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [آل عمران: 113، 114]؛ يعني: يؤمنون بالله وبالإسلام أيضًا، ويؤمنون برسول الله صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ [آل عمران: 114، 115]؛ لكنَّ أكثرَهم فاسقون ظالمون معتدون؛ فمنهم من اعتدى على أنبياءِ الله عليهم السلام فقتلهم، كما جاء في أكثر من آية، قال عَبْدُاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: (كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَقْتُلُ فِي الْيَوْمِ ثَلَاثَمِائَةِ ‌نَبِيٍّ، ثُمَّ يَقُومُ سُوقُ بَقْلِهِمْ مِنْ آخِرِ النهار)؛ تفسير ابن أبي حاتم (3/ 736)، رقم: (3998)، فسَفْكُ الدماء عندهم شيءٌ بسيطٌ وسهلٌ وميسور، حتى دماء الأنبياء والأبرياء.

فلم تقف ‌جرائم ‌اليهود عند حدِّ التطاول على الأنبياء عليهم السلام، والاعتداء على أموال الناس وأراضيهم وممتلكاتهم، وأكلِها سُحْتًا وعدوانًا؛ بل لقد تطاولوا على الله سبحانه وتعالى، وتعاملوا معه كما يتعاملون مع الناس والبشر، فقالوا فيه سبحانه تلك المقولة المنكرة: ﴿ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ؛ أي: ممسكة بخيلة، حتى لكأنَّ غُلًّا يمسِكُها، وقَيْدًا يقيدها عن البذل والعطاء! يصفون الله بهذه الصفة الذميمة.

إنهم لا يرضون بما في أيديهم من هذا المال الكثير الذي سَلَبُوه من الناس، وجمعوه من كل وجه حرام؛ بل هم يريدون أن تتحوَّل الجبالُ ذَهَبًا، يكون لهم وحدهم، لا ينال أحد غيرهم ذرَّةً منه؛ بتصرف من (التفسير القرآني للقرآن): (3/ 1131).

فغالبُ اليهود من أخبثِ الناس، وأبعدِهم من الرحمة، وأقربِهم من النقمة، امتلأتْ صدورهم بالحسد، واكتظَّت قلوبهم بالحِقْد، يرتكبون المجازر تِلْوَ المجازر، ضدَّ المسلمين في فلسطين، قال سبحانه: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة: 82].

وهذه الأحداث والجرائم والفظائع من طبيعة أنفسهم الساعيةِ للإفساد، والقائمة بالإجرام، وما يجري في غزةَ والضِّفَّةِ ليست بأُولى جرائمهم ولا بآخرها؛ وقد أخبرنا سبحانه وتعالى بجملة من كبائرهم فقال: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ [النساء: 155 - 157].

وأيضًا من طغيانهم قال سبحانه: ﴿ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [النساء: 160، 161].

هذه بعض ‌جرائم ‌اليهود التي ذُكِرَت في القرآن، ولم أذكرها كلَّها لضيق الوقت، وبالأمس واليوم وغدًا ما زالت أيديهم تتلطَّخ بدماء الأبرياء من المسلمين المظلومين المحصورين.

فاليهود لا يراعون في أحدٍ إلًّا ولا ذمَّةً ولا عهدًا، ولا يخافونَ الله في خلقِه، كما أخبرنا سبحانه وتعالى بقوله: ﴿ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ [التوبة: 10]، وقال: ﴿ كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة: 8].

وقد رأينا ذلك واضحًا في الوحشية اليهودية تجاه أناس عُزَّل في غزة والضفة، لا يملكون من أمرهم شيئًا، وهكذا اليهود يوقدون الحروب ﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة: 64]، وهكذا نجدهم في حروبهم ليست وجهًا لوجه جميعًا؛ بل كما قال الله سبحانه: ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ [الحشر: 14]، وهذا واضح فيما بَنَوْهُ ويبْنُونَه من جُدُرٍ عنصريَّة في الضفة، وفي استخدام الطائرات والدبابات، والمدافع والسفن الحربية؛ لمقاتلة أشخاص عُزَّل.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الآخرة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمة مهداة للعالمين كافة، وعلى آله وصحبه ومَن والاه واهتدى بهُداه إلى يوم الدين، أما بعد:
أيها الإخوة، مِن حقِّنا أن ندعوَ على مَن ظَلَمَنا، واغتصبَ أرضنا، وقتَّلَ أهلَنا، وشرَّدَ أحبابَنا، وهجَّرَ شبابَنا، وطردنا من وطَنِنا، من حقِّنا؛ لكن لا بدَّ أن يكون هناك إنصافٌ في دعائنا عليهم، كما علَّمَنا دينُنا الحنيف، وإسلامنا المنيف؛ فلا ندعو على جميع اليهود؛ بل ندعو على الظالمين المعتدين، الغاصبين المحتلين، يعني يكون دعاؤنا مقيَّدًا لا مُطْلقًا، وانظر إلى دعاءِ الفاروقِ عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه، فكان من دعائه: (اللَّهُمَّ الْعَنْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيُقَاتِلُونَ أَوْلِيَاءَكَ، اللَّهُمَّ خَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَزَلْزِلْ أَقْدَامَهُمْ، وَأَنْزِلْ بِهِمْ بَأسَكَ الَّذِي لَا تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)؛ (عب) (4969)، (هق) (2962).

منذ فترة وجيزة وفي عصر يوم الجمعة، وهي الماضية، أقاموا حربًا فظيعة على غزة، استمرَّتْ ثلاثة أيام، قُتِل فيها أكثرُ من ستةَ عشرَ طفلًا، وأربعُ نسوة، وأكثرُ من عشرين بريئًا، والإصابات على عددِ أيام السنة، ثلاثِمائة وستين مظلومًا أُصِيبُوا، وعدد هؤلاء المصابين يتناقص بالشفاء، نسأل الله ذلك للجميع، ومنهم من يتناقص بالموت فيزيد عدد القتلى، وبأعمار مختلفة، ناهيكم عن هدم البيوت، وتخريب الممتلكات، وبقية الأسبوع بعد الثلاثة أيام أكملوا حربهم في الضفة؛ تقتيلًا وترويعًا واعتقالاتٍ، وجرائمَ شتى؛ فهل فعلهم هذا لا يُثير الكراهية! والدعاء على الغاصبين المحتلين يثير الكراهية؟ وقتلهم وتخويفهم للأطفال وقتلهم للنساء ألا يثير الكراهية، نسأل الله السلامة.

ولا ننسى استمرارهم في نقض العهود والمعاهدات، ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [البقرة: 100]، فمن عهد الأنبياء حتى اليوم لا يُتِمُّون عهدًا، وقال سبحانه: ﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: 155].

والتمادي في التوسُّع في قَضْمِ أراضي الضفَّةِ شيئًا فشيئًا بالمستوطنات، وتفريغِها من أهلها وسُكَّانها، وهدم بيوتهم وإزالة مساكنهم التي هي من صفيح ونحوه بحُجَّة عدم التراخيص، فـهل هذه الأفعال والجرائم والاعتداءات هذه ألا تثير الكراهية، والتحريض على الشعب الفلسطيني على أنه إرهابي، أليس فيه تحريض على الكراهية.

لكن الإرهابيِّ الحقيقي هو مَن كَرِهَهُ البشرُ والحَجَرُ، وغضب عليه الشجرُ، ففي آخر الزمان يتكلَّم الحَجَرُ والشَّجَرُ، مرشدًا لعباد الله المسلمين عن أماكن اليهود الغاصبين المعتدين، فقد قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ؛ إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ))؛ (م) 82- (2922)، والبخاري نحوه (خ) (2926).

والغرقد من شجر اليهود، وهو كما قال بعض العلماء: هو شجر العَوْسَج.

هذا ما أخبرنا عنه رسولُ الله الذي صلى الله عليه وسلم، الذي صلت عليه الملائكة، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ على محمدٍ، وعلى آلِ محمدٍ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارْضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنا معهم بمَنِّك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، اللَّهُمَّ الْعَنْ كَفَرَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ، الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ، وَيُقَاتِلُونَ أَوْلِيَاءَكَ، اللَّهُمَّ خَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ، وَزَلْزِلْ أَقْدَامَهُمْ، وَأَنْزِلْ بِهِمْ بَأسَكَ الَّذِي لَا تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ.

اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعْفُ عنا، اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيِّدنا ولا تخذلنا، برحمتك يا أرحم الراحمين، لا تَدَعْ لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجْته، ولا دَيْنًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مُبْتلًى إلا عافيته، ولا غائبًا إلا ردَدْتَه إلى أهله سالمًا غانمًا يا رب العالمين، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت: 45].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.82 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]