الرعاية حب ومسؤولية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4862 - عددالزوار : 1821295 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 1170473 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 531 - عددالزوار : 302003 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2022, 03:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,340
الدولة : Egypt
افتراضي الرعاية حب ومسؤولية

الرعاية حب ومسؤولية


مصعب الخالد البوعليان


على رأي أطباء اليونان في تحليل جسم الإنسان إلى أخلاط متجانسة؛ فإن بإمكاننا القولَ بأن الرعاية التربوية إنما هي امتزاج ماءَيْنِ، أحدهما: عذبٌ فرات سائغ شرابه، يَنبُعُ من الوجدان، وقوامه العاطفة؛ وهو الحب، وآخرُ: غليظٌ أجاجٌ مرٌّ، ينبع من العقل، وقِوامه المنطقُ؛ وهو المسؤولية.


ولا شكَّ في أن الرعاية التربوية مفهوم مركزيٌّ في التصور الاجتماعي الإسلامي، وقد عبَّر عن أهميته - بصفة أساسية - قولُه صلى الله عليه وسلم: ((كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيَّته)) قبل أن يتدرَّجُ عليه الصلاة والسلام في تقرير مجالات تطبيقه؛ بدءًا من الإمارة، وانتهاءً بولاية المرأة في بيتها، ومن هنا فإن تأمُّلَنا في هذا المفهوم وتحليلَ رؤية الإسلام للرعاية - هو مِن الأهمية بمكان؛ لتعزيز الفهم حول هذا الموضوع المهم؛ سعيًا في تحسين المنظومة التربوية عمومًا.


وبالنظر إلى الواقع، فإننا نرى دائمًا نموذجَيْنِ غيرَ حَكيمَيْنِ للرعاية؛ أحدهما: نموذج التَّدْليل، حيث يُغلِّبُ الحبُّ جانبَ المسؤولية، فيكون الناشئ أمام مربٍّ ضعيف متردد، يتَمركَزُ حول مشاعره؛ فيتَشتَّتُ ذهنُه، ويفقِدُ القدرةَ على اتخاذ القرار، وفي مقابل ذلك نموذج الصرامة، حيث تُغلَّبُ المسؤولية، فيواجه الناشئ حزمًا وشدةً مستمرِّين؛ يَجعلانه يَفقِدُ الشعورَ بحبِّ مربِّيه له، واهتمامه به، وتكون نتيجةُ ذلك انغلاقَ أبواب بِنْيتِه الشعورية دون توجيهات، وتعاليم هذا المربي المتجهِّم دائمًا.


ولا عجب في تغلُّب هذَيْنِ النموذجين من حيث العددُ؛ فالاتزان الذي يُمثِّل الرعايةَ الرشيدة يحتاج إلى جهود كبيرة من المربي، تساعده بصفة أساسية على ضبط مشاعره، والسيطرة على أعصابه، فالمشاعرُ والأعصاب عناصرُ مهمة في خلق التوازن المنشود، لا سيما إذا أخذنا في الحسبان أن المربيَ يواجه ما يواجهُه من المتاعب والتحديات الشخصية، ولا بد أن يكون لذلك أثرُه عليه، ولكنه حين يعرف بأن تغليب الحبِّ في مواضع الأنس والملاطفة والاستمتاع بالوقت هو شكلٌ من أشكال التوازن المطلوب - وفي المقابل فإن تغليب المسؤولية في مواضع العمل والجدِّ ضَرْبٌ من التوازن كذلك؛ لأن الرعاية بنفسها تَتَّخِذُ أشكالاً متباينة باختلاف الظروف والمواضع - سيسعى للسيطرة على أعصابه والتحكم فيها باستمرار.


كذلك فإن من مظاهر الرعاية المتوازنة استحضارَ الحب والمسؤولية معًا؛ حين يكون الموقف تأديبيًّا، وهما معًا يساعدان المربيَ في اتخاذ القرارات التربوية الحكيمة، على عكس ما قد يَجري في استحضار أحدهما دون صاحبه، فالحبُّ بدون مسؤولية قد يُؤدِّي إلى تمادي الناشئ في ارتكاب الأخطاء، بينما يَلقى من مربِّيه عفوًا غير مبرر، ومن ناحية أخرى فإن استحضار المسؤولية وحدَها قد يدفع المربي للخروج من دائرة التأديب إلى دائرة الانتصار للذات.



الشورى والمشاركة في اتخاذ القرار وتحديد القوانين والعقوبات المترتبة على انتهاكها - من مظاهر الرعاية المتوازنة، وتَنتمي إلى دائرة الحب، ويُقابِلُها - أو يُلازِمُها - المحاسبةُ وما يَنبَثِقُ عنها من ثواب أو عقاب في دائرة المسؤولية، فإن غاب جانبٌ من هذَيْنِ عن صاحبه اختلَّ توازن الرعاية، وتمخَّض عن ذلك اضطرابٌ كبير في العملية التربوية بين المربي والمتربي، وقد أرشد الأستاذ جيمس براون في كتابه الممتع (فن التفاوض مع الأطفال) إلى هذا الأمر، مؤكدًا على أن من حق الأطفال أن يُشاركوا في صياغة القوانين المنزلية وعقوباتها؛ مما يعزز من التزامهم بها، ويساعد الآباء على تطبيق العقوبات المقترحة.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.20 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]