معاني الوجود والهدف (كنتم خير أمة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيف تعاتب دون إحراج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          خواطر ومواقف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الهدف من حياتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          درر وفوائـد من كــلام السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 5822 )           »          قل مع الكون: لا إله إلا الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1346 )           »          إلى من يجهله ويطعن فيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 2734 )           »          قواعد في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1483 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 9927 )           »          الوجود الإسرائيلي في إفريقيا دوافعه وأدواته- نظرة تاريخية (1) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          صفحات مطوية من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة إسرائيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 2783 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-09-2022, 05:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,167
الدولة : Egypt
افتراضي معاني الوجود والهدف (كنتم خير أمة)

معاني الوجود والهدف (كنتم خير أمة)


د. محمد عبدالمعطي محمد




﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ


لا بد أن تتضح معاني الوجود والهدف..
يقول ربنا سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾. [آل عمران: 110].

(إن شطر الآية الأول يضع على كاهل الجماعة المسلمة في الأرض واجباً ثقيلاً، بقدر ما يكرم هذه الجماعة ويرفع مقامها، ويفردها بمكان خاص لا تبلغ إليه جماعة أخرى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]

وهذا ما ينبغي أن تدركه الأمة المسلمة لتعرف حقيقتها وقيمتها، وتعرف أنها أخرجت لتكون لها القيادة، بما أنها هي خير أمة. والله يريد أن تكون القيادة للخير لا للشر في هذه الأرض.

ومن ثم لا ينبغي لها أن تتلقى من غيرها من أمم الجاهلية. إنما ينبغي دائماً أن تعطي هذه الأمم مما لديها.

وأن يكون لديها دائماً ما تعطيه.

ما تعطيه من الاعتقاد الصحيح، والتصور الصحيح، والنظام الصحيح، والخلق الصحيح، والمعرفة الصحيحة، والعلم الصحيح..

هذا واجبها الذي يحتمه عليها مكانها، وتحتمه عليها غاية وجودها.
وأن تكون لها القوة التي تمكنها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهي خير أمة أخرجت للناس.

لا عن مجاملة أو محاباة، ولا عن مصادفة أو جزاف - تعالى الله عن ذلك كله علواً كبيراً - وليس توزيع الاختصاصات والكرامات كما كان أهل الكتاب يقولون: «نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ».. كلا!

إنما هو العمل الإيجابي لحفظ الحياة البشرية من المنكر، وإقامتها على المعروف، مع الإيمان الذي يحدد المعروف والمنكر:
﴿ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]
إنه التعرض للشر والتحريض على الخير وصيانة المجتمع من عوامل الفساد..

وكل هذا متعب شاق، ولكنه كذلك ضروري لإقامة المجتمع الصالح وصيانته، ولتحقيق الصورة التي يحب الله أن تكون عليها الحياة..

ولا بد من الإيمان بالله ليوضع الميزان الصحيح للقيم، والتعريف الصحيح للمعروف والمنكر.

فإن اصطلاح الجماعة وحده لا يكفي.
فقد يعم الفساد حتى تضطرب الموازين وتختل.

ولا بد من الرجوع إلى تصور ثابت للخير وللشر، وللفضيلة والرذيلة، وللمعروف والمنكر. يستند إلى قاعدة أخرى غير اصطلاح الناس في جيل من الأجيال.

وهذا ما يحققه الإيمان، بإقامة تصور صحيح للوجود وعلاقته بخالقه. وللإنسان وغاية وجوده ومركزه الحقيقي في هذا الكون..) [1].

أقول: إن اختيار هذه الأمة لهذا الدور الكبير والشاق ليس تشريفا وتكريما بقدر ما هو تكليف تنقطع دونه الأعناق..

هو تكليفٌ استلزمه الإيمان العميق بالله، وبمنهجه في إصلاح الحياة، ويستلزم هو بدوره إثبات حقيقة هذا الإيمان على أرض الواقع عملا وقولا يقيمان منهج السماء على الأرض..

وهذا اعتقادنا ندين لله به، ولا نخشى في الله لومة لائم..

(فإن المسلم لم يخلق ليندفع مع التيار، ويساير الركب البشري حيث اتجه وسار، بل خلق ليوجه العالم والمجتمع والمدينة، ويفرض على البشرية اتجاهه، ويملي عليها إرادته، لأنه صاحب الرسالة وصاحب العلم اليقين.

ولأنه المسؤول عن هذا العالم وسيره واتجاهه.
فليس مقامه مقام التقليد والإتباع إن مقامه مقام الإمامة والقيادة ومقام الإرشاد والتوجيه، ومقام الآمر الناهي.

وإذا تنكر له الزمام، وعصاه المجتمع وانحرف عن الجادة، لم يكن له أن يستسلم ويخضع ويضع أوزاره ويسالم الدهر، بل عليه أن يثور عليه وينازله، ويظل في صراع معه وعراك، حتى يقضي الله في أمره.

إن الخضوع والاستكانة للأحوال القاسرة والأوضاع القاهرة، والاعتذار بالقضاء والقدر من شأن الضعفاء والأقزام.

أما المؤمن القوي فهو بنفسه قضاء الله الغالب وقدره الذي لا يرد) [2].

إن الرجال في الإسلام لا يعرفون اليأس من الحياة، ولا يهابون الموت، فحتى الموت - عينه- يصنعون منه حياةً؛ ولكنها حياةٌ أبدية في نعيمٍ لا ينقطع..

يقاتلون من أجل نشر النور، والحق، والعمار، والخير؛ ولا يبالون بأي ثمنٍ يدفعونه في طريقهم نحو تحرير العباد من رِق العباد، ومن رِق الشهوات، وإخراجهم إلى النور من داهم الظلمات..

ذلك لأن موتاً واحداً يخلِّف حيواتٍ لا تُحصى لقلوبٍ دخلها نور الإسلام..

ولنرجع إلى جوستاف لوبون وكتابه حضارة العرب لنسمعه يقول:
(إن حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوربية الوحشية في عالم الإنسانية، فلقد كان العرب أساتذتنا...
وإن جامعات الغرب لم تعرف لها مورداً علمياً سوى مؤلفات العرب.

فهم الذين مدّنوا أوربة مادةً وعقلاً وأخلاقاً، والتاريخ لا يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه..
إن أوربة مَدينةٌ للعرب بحضارتها..

والحق إن أتباع محمد كانوا يذلّوننا بأفضلية حضارتهم السابقة، وإننا لم نتحرر من عقدتنا إلا بالأمس! وإن العرب هم أول من علّم العالم كيف تتفق حرية الفكر مع استقامة الدين..

فهم الذين علّموا الشعوب النصرانية؛ وإن شئت فقل حاولوا أن يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان..

ولقد كانت أخلاق المسلمين في أدوار الإسلام الأولى أرقى كثيراً من أخلاق أمم الأرض قاطبة...).

وبعد هذه الكلمات الصادحة بنور الحق من لسان رجلٍ هو الأكثر حرصاً على تاريخه وحضارته؛ يعترف فيها بأن الحرية والحضارة والتمدن والعلم كان كل ذلك وأكثر حينما كان الإسلام في الصدارة..

بعد هذا الحديث الشجي يؤسفني كل الأسف أن باتت حضارة الرجولة بين المسلمين - بل وفي العالم بالتبعية - طرفاً من أطراف حكايات التاريخ، وصرنا نرى ضوضاء المخنثين والمطالبين بحقوق الشواذ في كل مكان.

وما ذلك إلا لأن الرجال في الذكور قليل، والأبطال في الرجال أقل..
ذُلَّ المسلمون من بعد عزة، وصاروا في ذيل الأمم وقد كانوا رأسها..


وما ذلك إلا لأنهم تمردوا على مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم ونبذوا تعاليمها وراء ظهورهم؛ وخدعهم الفرنجة ببريق مدارسهم..

فبعد أن قادوا الأمم في مدرستهم النبوية، صاروا التلاميذ المنبوذين في مدارس غيرهم.. مع أنهم -وباعترافهم- عالةٌ علينا، قد أخذوا مِنَّا الأخلاق والقيم والعلوم والفنون...


[1] في ظلال القرآن لسيد قطب 1/ 446 - 449 ط. الشروق مصر. بتصرف يسير وحذف.

[2] من بحث للأستاذ أبي الحسن الندوي رحمه الله تعالى عنوانه: - شاعر الإسلام الدكتور محمد إقبال ص 66 - 68.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.51 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]