|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة: بشارات قرآنية يحيى سليمان العقيلي معاشر المؤمنين: ((جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنك لأحب إليَّ من نفسي، وإنك لأحب إليَّ من أهلي، وأحب إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيَك، فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيتُ ألَّا أراك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]))؛ [أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (1/ 29/ 1 – 2، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (6/ 1044)]. نعم عباد الله، تلك من بشارات القرآن لعباد الله المؤمنين، وقد تضمن القرآن بشاراتٍ عديدة لأصناف المؤمنين وصفاتهم؛ فالبشارة تنشط العاملين، وترفع هممهم، وتشد عزائمهم، وترسخ آمالهم؛ قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا ﴾ [الأحزاب: 47]؛ ذلك لِما يرجونه من فضل كبير؛ من هداية القلوب، وغفران الذنوب، وكشف الكروب، وكثرة الأرزاق الدارة، وحصول النعم السارة، والفوز برضا ربهم وثوابه، والنجاة من سخطه وعقابه، بما قدموه وأسلفوه من الإيمان والعمل الصالح: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [الشورى: 22، 23]. ومن أعظم البشارات ما بشَّر الله تعالى به عباده المؤمنين بأعظم بشارة لهم؛ وهي أن لهم ثوابَ صدقٍ، وقبولًا عند الله تعالى يوم القيامة؛ قال جل وعلا: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [يونس: 2]. وممن بشرهم الله تعالى أولياءه المتقين، بشَّرهم سبحانه وتعالى بالخير في الدنيا والأمن في الآخرة؛ فقال جل شأنه: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [يونس: 62 - 64]. وممن بشرهم الله تعالى المخبتين؛ وهم الخاشعون لله تعالى، المتواضعون لعباده؛ فقال سبحانه: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الحج: 34، 35]. قال السعدي رحمه الله في تفسيره: "﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ [الحج: 34] بخير الدنيا والآخرة، والمخبِت: الخاضع لربه، المستسلم لأمره، المتواضع لعباده". ثم ذكر الله تعالى آثار ذلك الإخبات ومعالمه؛ من وَجَلِ القلب عند ذكر الله، والصبر على المصاب، والمحافظة على الصلاة، والإنفاق في سبيل الله. معاشر المؤمنين: وممن نالوا البشرى من الله تعالى الصابرون؛ قال الله تعالى في بشارتهم: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]. قال سعيد بن جبير: "لم تُعْطَ أمة الاسترجاع إلا هذه الأمة؛ وهي قول: ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156]، وبشر الصابرين بالخلف أو بالأجر أو بكليهما". كما تنال البشارة بالمغفرة مَنِ التزم الشرع، وخشِيَ الرحمن بالغيب؛ قال جل وعلا: ﴿ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴾ [يس: 11]. والبشارة تنال - عباد الله - من استقام على صراط الله المستقيم؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾ [فصلت: 30، 31]. ومن اجتنب الشركَ والمعاصيَ، وأخلص العبادة لله تعالى، فله البشرى من الله جل وعلا؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 17، 18]. فهي بشرى في الحياة الدنيا؛ هدايةً ورضوانا وسعادةً، وعند الموت، وفي القبر، وفي القيامة؛ أمنًا وأمانًا، وعفوًا وغفرانًا، ثم خاتمة البشرى ما يبشرهم به الرب الكريم؛ من دوام رضوانه، ودخول جنانه. ومن البشارات الجليلة للمؤمنين في الدنيا مودةُ الله لهم وتحبيبهم لعباده؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا * فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا ﴾ [مريم: 96، 97]. عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله إذا أحب عبدًا، دعا جبريل فقال: يا جبريل، إني أحب فلانًا فأحبَّه، قال: فيحبه جبريل، قال: ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا، قال: فيحبه أهل السماء، ثم يُوضَع له القبول في الأرض)). جعلنا الله وإياكم من أهل بشاراته، وممن نال مغفرته ورضوانه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية معاشر المؤمنين: من أعظم البشارات التي ينالها المؤمن وهو يودِّع دنياه ويستقبل آخرته، في تلك اللحظات الرهيبة العصيبة، لا يملك أحباؤه من حوله له شيئًا؛ كما وصف ربنا جل وعلا وقال: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الواقعة: 83 - 85]. عندها تأتي البشارة من ملائكة الرحمن، تبشر المؤمنين برضوان الله وكرامته؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كرِه لقاء الله كره الله لقاءه، قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت، بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه؛ فأحبَّ لقاء الله، وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر، بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه؛ كرِه لقاء الله، وكره الله لقاءه))؛ [البخاري].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |