الدلالة والنحو - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4509 - عددالزوار : 1299773 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 774 - عددالزوار : 117916 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 3638 )           »          قسمة غنائم حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الوجه المشرق والجانب المضيء لطرد المسلمين من الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          القرآن يذكر غزوة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مشاهد من معركة حنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          غزوة هوازن "حنين" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإمام الأوزاعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          ليلة هي من أقسى ليالي الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-12-2022, 02:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,138
الدولة : Egypt
افتراضي الدلالة والنحو

الدلالة والنحو


د. صلاح الدين صالح حسنين




ابتعد الدرس اللُّغَوِيُّ في القرن التاسِعَ عَشَرَ عنِ الدَّرْس المِعْيَاريّ الذي كان سائدًا في العصور الوُسْطى، وكان الطابع العامُّ للدرس اللُّغويِّ في هذا القرن هو طابعَ المُقارَنات اللُّغوية؛ لذا اهتمَّ اللُّغَوِيُّون في ذلك الوقت بالأصوات، وبالمُقارنات الصَّوْتية، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى دراسة بناء الكلمة، وبناء الجملة، ويُعْزَى الفضل إلى "بريل" أنه أدخل علم الدَّلالَةِ - التاريخ - إلى الحَقْل اللُّغوي بعدَ أن كان قاصِرًا على دراسة علوم البلاغة.

تَطَوَّرَ الدرسُ اللِّسانِيُّ في القرن العشرين على أيدي "دي سوسير"؛ فقد نادى هذا الرجل بدراسة اللُّغة من مَنْظورينِ: "منظور سينكروني"، و"منظور دياكروني" (منظور وصفي، ومنظور تاريخي)، وأَدَّى ذلك إلى ظهور المنهج البنائِيِّ في الدرس اللغوي، وهو المنهج الذي راجَ بعد ذلك في أوربا وأمريكا، ونشأت مدارسُ لُغويةٌ هنا وهناك متأثرةً بآراء "دي سوسير"، واهتم "دي سوسير" بوضْعِ حجر الأساس لدراسة اللُّغة بمستوياتها المختلفة دراسة عِلْميَّةً، بما في ذلك الدَّلالة بالطَّبع، فقد درس العَلاَمَة، وأوضح أنها تتركب من الدالِّ والمدلول: والدالُّ: هو الصورة السمعية، والمدلول: هو التصور، وأشار إلى أن القِيمة التي تكتسبها العلامة اللغوية من خلال دراسة اللغة كنظام.


وقد حَدث أَنِ اهتمَّ عدد من المدارس اللُّغوية بمسائل التركيب، وركزت على دراسته دراسةً شكليةً؛ أي: بعيدةً عن المعنى، واهتم عددٌ آخَرُ من هذه المدارس بدراسة المعاجم، وركزت على الاقتران أو المُصاحبة، ولكن لم يحدث رَبْطٌ بين النحو - والمقصود به التركيب هنا - والدَّلالة، وظَلَّتِ الأُمُور هكذا إلى أن ظهر "تشومسكي"، ونادى بوجوب مَزْج التركيب بالمعنى، ومِن ثَمَّ وصف منهجه بالنحو التفسيريِّ، ولكنه بالرغم مِنْ إشارته تلك لم يترجم هذه الإشارة إلى دراسة تطبيقية؛ ولكن الذي قدم مثل هذه الدراسة هو "كاتس"، و"فودور"، فقد رَكَّزَا على الاقتران المُعْجميّ، أو المصاحبة المعجميَّة، وأوضحا أنها السبيل لتفسير معنى الجملة، ومَزَجَا بذلك بين الدَّلالة والنحو؛ لأنهما أضافا مَنْهَجَهُما التفسيريَّ إلى قواعد "تشومسكي".


إنَّ هذه المُحَاوَلة دفعتْ باحثًا آخَرَ مُهِمًّا هو "فيلمور"؛ ليضع نموذجًا يَمزِج فيه بين المعنى والنحو، وجعل المعنى هو أساس بناء الجملة، وأنّ النحو ليس سوى وسيلة لتحويل بِنْيَة المعنى الأساسية إلى جملة سطحيَّة، وتطور هذا الاتجاه على أيدي "جروبر" و"جاكندوف"، وقد أدى هذا إلى ظهور النحو التوليديِّ، وتولى الريادة هنا "تشومسكي" فنشر نظرية العمل والربط gb 1981، وبناها على عدد من القوالب، وأوضح أنها تضم ثلاثة أبْنِيَة: البِنْيَة العميقة، والبِنْيَة س، والبِنْيَة السطحية:


تضم البِنْيَة العميقة
قواعد الأساس
والثيتا، وقواعد الأساس تهتم بالمقولات النحوية وتوزيعها، أما الثيتا: فتضم البنية الدَّلالية، التي تشمل المحمول والموضوع، أو الموضوعات الأساسية التي يتطلبها المحمول.


أما البِنية س: فتضم قواعد الإسقاط الموسع والحالة، وحرك أ.


وتضم البِنية السطحية البِنية المنطقية والبِنْيَة الصوتية.


إن هذه النظرية تعني أن "تشومسكي" اهتم بدَمْج العنصر الدَّلاليّ بالعنصر التركيبيّ، وجعلها على قَدَمِ المساواة، وبذلك حقق الدمج بين الدَّلالة والنحو.


لقد تَطَوَّرَ علم الدَّلالة بعد ذلك وأصبح غير قاصر على الدَّلالةِ المُعْجَمِيَّةِ؛ بل تعداه إلى دَلالة الجملة؛ كما رأينا سابقًا، ثم تخطى ذلك أيضًا وأصبح يشمل التداولية، وتهتم التداولية بالتغييرات التي تطرأ على بناء الجملة وتُؤثر على معناها.


ثم تطور هذا العلم أخيرًا، وأصبح يَشمل دَلالة النص بكامله، وأوضح كيف يُشْتَقُّ معنى النصِّ من معنى جملةٍ.


والله الموفق.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 23-12-2022 الساعة 10:55 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.50 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]