خطبة: خطر الشائعات على الأفراد والمجتمعات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قواعد في الدعوة إلى الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2579 )           »          العدل في علاقات المسلمين بغيرهم.. واجب شرعي! من مظاهر الوسطية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 127 - عددالزوار : 64097 )           »          الحق المبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          العاطفة عاصفة مالم يحكمها العقل!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          10 أسباب تدفعك للتطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الأقلية المسلمة في بولندا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إثبات توحيد الربوبية والرد على الملاحدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1371 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 10965 )           »          الوجود الإسرائيلي في إفريقيا دوافعه وأدواته- نظرة تاريخية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 1066 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-12-2023, 12:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,221
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: خطر الشائعات على الأفراد والمجتمعات

خطبة: خطر الشائعات على الأفراد والمجتمعات
الشيخ محمد بن إبراهيم السبر

الحمد لله رب العالمين، قيوم السماوات والأرضين، مدبر الخلائق أجمعين، ولا عدوان إلا على الظالمين؛ نحمده سبحانه ونشكره على فضله العميم، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ الصادق الأمين؛ صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أما بعد، فاتقوا الله عباد الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].


أيّها المسلمون: إن من الأمور الخطيرة على الأفراد والمجتمعات، الإشاعات والأخبار المتناقلة، دون برهان على صحتها، ولا دليل على صدقها، إشاعات تنتشر في المجالس والمنتديات، وتتداول عبر وسائل الإعلام والاتصال المختلفة، من مصادر مجهولة تبث الأراجيف، وتثير الفتن، وتحمل المخاوف، وتبث القلاقل، وترمي بالسوء والفحشاء.


إشاعات مقاصدها سيئة، وأهدافها مغرضة، يبثها الأعداء المتربصون لتدمير الأمة، وشق صفها، وتمزيق وحدتها، من خلال نشر الأكاذيب، حتى تصبح حقائق.


إشاعات للصد عن الدين الحق، والمنهج السوي، والخلق الرضي، ويعظم خطرها ويزاد شررها مع تطور التقنيات والاتصالات.


إن ترويج الشائعات المخلة بطمأنينة المجتمع وسكينته المثيرة للقلق، أمرٌ يحرمه الإسلام، وإثارة الخوف في زمن الأزمات تؤثر سلباً في أمن الناس ومعيشتهم وصحتهم.


وتداول الأخبار الكاذبة وبثها من الإرجاف الذي نهى عنه القرآن الكريم: ﴿ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴾ [الأحزاب: 60، 61]. المرجفون منافقون في قلوبهم مرض، وفي نفوسهم دخن، ويجري على ألسنتهم الكذب والبهتان.


وقد أرشد الإسلام إلى الموقف الصحيح في التعامل مع الإشاعات بالوعي واليقظة، ورد الأمر إلى أهله، يقول تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83]، والمعنى أنه إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة العامة، مما يتعلق بالأمن، وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم، فعليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا، بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أولي الأمر، ممن يعرفون الأمور على حقيقتها، ويدركون ما وراء نشر تلك الأخبار من المصالح والمضار.


التثبت والتيقن مطلب شرعي، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ. فالمؤمن مأمور بالتأمل الدقيق والنظر العميق في حقائق الأمور وعواقبها، وعدم العجلة والتسرع بإذاعة الأخبار حين سماعها.


وفي الصحيحين أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ» متفقٌ عليه. والمعنى أنه يتكلم بما لا يتدبر فيه، ولا يفكر في قبحه، ولا ما يترتب عليه من المفاسد.


فعلى المسلم ألا يخوض فيما لا يعنيه، ولا يتكلم في غير تخصصه، قال صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع»، رواه مسلم، فالذي يحدث بكل ما سمع من غير تحرٍ عن المصداقية، أو يخوض في الشأن العام وليس مخولاً بالحديث فإنه قد تحمل إثماً كبيراً.


مما يسهم في درء شرور الشائعات المغرضة وتربص المتربصين: التعاضدُ والتعاونُ المثمر بين الرعاة والرعية، وطاعة ولاة الأمور في المعروف، ووحدة الصف واجتماع الكلمة، والحكمةُ والتروي، وحسن تقدير المواقف، بعيداً عن العواطف والمشاعر المجردة عن معرفة ما وراء الأمور، والحذر من المعارك الجدلية في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما لا نفع فيه ولا جدوى، وضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الموثوقة حتى تكون العاقبة حميدة بإذن الله.


وكن أخي المسلم عاملاً مساعداً في تثبيت الناس وتأمينهم وطمأنينتهم: «المؤمن أخو المؤمن لا يسلمه ولا يظلمه» متفق عليه، لا أن يضره ويفتنه، فإذا لم يكن المرء عاملاً من عوامل الاستقرار؛ فلا أقل من أن يسكت؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت». متفق عليه.


معاشر الإخوة والأخوات: وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد يقوم فيها سوق الشائعات والأكاذيب التي ظاهرها الصدق والنصح، فلابد من التعامل الرشيد والآمن معها، فمشاهير مواقع التواصل وصناع محتواها غالبهم غير مؤهلين، ولا متخصصين، لا في دنيا ولا دين، فيدعون العلم والفتوى، ويمارس بعضهم الطب والرقية الشرعية، وبعضهم ينشر المنكرات ويسوغها، ويروج المخالفات العقدية ويستحسنها؛ فيحدثون فتناً أكبر، ومخاطر أعظم، والواقع أعظم شاهد.


فاحذروا -رحمكم الله- من السير وراء كل ناعق، والركض وراء كل صيحة، خاصةً في الشأن العام، وما يتعلق بجماعة المسلمين وإمامهم، فما جنت الأوطان من تلك الدعوات إلا ثورات أحدثت خراباً ودماراً، وانقساماً وتهجيراً.


فاتقوا الله ولا تكونوا من المرجفين الذين يخدمون الأعداء المتربصين، فأمتكم أمة تعاون وتعاطف وتناصح وإخلاص، لا أمة تخاذل وتخاصم وغش وخداع: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 2].


أعاذنا الله وإياكم من شرور الفتن، ما ظهر منها وما بطن.


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وتثبتوا فيما تقولون، وتنشرون، فإنكم غداً بين يدي الله موقوفون، وبأعمالكم مجزيون، وعن أفعالكم محاسبون، وعلى تفريطكم وإهمالكم نادمون، وعلى رب العزة ستُعرَضون ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227].


اللهم صلِّ وسلِّم على سيد الأولين والآخرين، ورحمة الله للعالمين نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.


اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، وأعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.


اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.


اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده لما تحب وترضى.


سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]