الإسلام يدعو إلى التوحيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4865 - عددالزوار : 1834328 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4432 - عددالزوار : 1179261 )           »          شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 749 - عددالزوار : 74972 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 100 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 94 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 81 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 97 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 93 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 84 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2024, 07:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,842
الدولة : Egypt
افتراضي الإسلام يدعو إلى التوحيد

الإسلام يدعو إلى التوحيد

الشيخ ندا أبو أحمد

فما انحرفَ من انحرف ولا زاغَ من زاغ عن الصراط، إلا لبُعده عن هذا الأصل الأصيل وهو توحيد رب العالمين، فالله خلق الخلق لعبادته، وهيَّأ لهم ما يعينهم عليها من رزقه، فقال تعالى:﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ[الذاريات:56-58].

والنفس بفطرتها إذا تُركت كانت مقرة لله بالإلهية محبة لله تعبده لا تشرك به شيئًا لكن يفسدها وينحرف بها عن ذلك ما يُزين لها شياطين الإنس والجن بما يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا، فالتوحيد مركوز في الفطر والشرك طارئ دخيل عليها؛ قال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّه[الروم:30].


وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَودَانِهِ أَوْ يُنَصرَانِهِ أَوْ يُمَجسَانِهِ".


فمن أبرز ما يُميز الإسلام عن غيره أنه قام على أساس الوحدانية المطلقة لله رب الأرض والسماء؛ أي: إن الله عز وجل هو الإله المعبود بحق، وهو الواحد الذي لا شريك له في حُكْمِهِ، ولا نِدَّ له في ملكه ولا سلطانه، وهو الذي يُعِزُّ ويُذِلُّ ويعطي ويمنح، ويُسِنُّ لخلقه ما فيه الخير لهم والصلاح لحياتهم، فالناس جميعًا عبيد له، متساوون في الانتماء والالتجاء إليه، من دون واسطة بشرية أو كهنوتية، وعليهم الطاعة واتباع أوامره سبحانه، وتنفيذ شريعته المُنَزَّلة، وهذا قمة السمو والذي يجعل الإنسان يشعر بكرامته عندما لا يستذلُّ لأحدٍ من خلق الله، ويتوجه بكليته لخالقه سبحانه وتعالى.


فالإسلام دين التحرر من كل عبودية لغير الله:
قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ[آل عمران:64].

يقول سليمان الندوي[1] - رحمه الله -: "إن عقيدة التوحيد التي جاء بها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هي العقيدة التي استطاعت أن تحرِّر الإنسان من المخاوف التي كانت تسيطر على شعوره، فأصبح بفضل هذه العقيدة لا يخاف أحدًا إلا الله، بعدما سخَّر له الله ما كان يعبده من قبل؛ مثل: الشمس، والأرض، والنهر، والبحر، وقد تلاشت لديه المهابة الملوكية، والجلالة الحاكمية لبني الإنسان، إن المجتمع الـبشري الـذي كان يخضع لحكم الآلهة، كان مجتمعًا فاسدًا مُمزقًا، مفرقًا في طبقات تحكمها التقاليـد الجـائرة، جعلت من الإنسان مَنْ هو شريف ومَنْ هو وضيع؛ هذا ينتمي إلى طبقة عليا، وذاك إلى طبقة دنيا، هذا خَلَقَه (برميشور) - كبير آلهة الهند - من رأسه، فأصبح شريفًا مخدومًا، وذلك خلقه من قدمه، فأصبح وضيعًا خادمًا، والآخر مخلوق من يد الإله الكبير، فعليه أن يمثل الطبقة الوسطى من الناس، وكان طبيعيًّا من جراء هذه العقيـدة أن يكون المجتمع البشري آنئذٍ مُفَرَّقًا في طوائف وطبقات حسب الأنساب والسُّلالات، يجهل أبسط معنى لمبدأ المساواة الإنسانية والسمو البشري، ونيل الحقوق بالتساوي، وما كانت الدنيا آنـذاك إلا حلبة للمصارعات، لمفاخر الفِرَق والطبقات"[2].


ثم يتحدث بعد ذلك عن عظمة الإسلام قائلًا: "لَمّا جاء الإسلام بـدَّد الظلمات، وعرف الناس لأول مرة عقيدة التوحيد، ومعنى الأخوة الإنسانية التي رأبت التصدعات، وأزالت المعايير المصطنعة، وبهذه العقيدة أدرك الإنسان ما سُلب منه من حقه في التساوي، والتاريخ خـير شاهد على ما لهذه العقيدة من نتائج إيجابية فعَّالة، ومدى تأثيرها في عقلية الأمم والشعوب التي اعترفت بفضل هذه العقيدة.


فالإسلام جعل الناس سواسية كأسنان المشط لا يُفَرِّقُهم اللون، أو الـوطن، ولا يُمَيِّزُ بينهم القومية، والوطنية، وقفوا أمام ربهم وهم ساجدون، أذلة خاضعون، وإذا تعاملوا في حياتهم فـإذا هم شرفاء متساوون، لا تفَـاوُت بينهم إلا بـالإيمان، ولا فضل لأحد إلا بالعمل[3]؛ ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ﴾[الحجرات:13].

ومن هنا فإن لهذه الوحدانية - التي يتفرَّد بها المسلمون نحو خالقهم وخالق الكون ومدبره - تأثيرا واضحًا انعكس بصورة جليَّة على حياتهم، وقد اتَّضح ذلك من خلال المبادئ التالية:
1- عدم تأليه الحاكم:تلك النظرية التي سادت في الأزمنة والحضارات الغابرة؛ حيث كان الاعتقاد سائدًا بأن الحكام مخلوقات من عنصر أسمى من عنصر الإنسان، وقد نشأ عن انتفاء هذه النظرية عند المسلمين إمكانية محاسبة الحاكم في حال الخطأ أو التقصير، وانتفاء المهابة الحاكمية لبني الإنسان، وعدم الخوف إلا من الله تعالى، الإله الحاكم المطلق الذي يَسُنُّ للناس التشريعات والقوانين، وما على خلقه سوى اتِّباع أوامره سبحانه وتنفيذ تشريعاته المنزَّلة، وفي هذا يشعر الإنسان بكرامته الشخصية، وأنه لا يستذلُّ لأحدٍ من خلق الله، فيعمل ويفكر بحرية، ويتجه في عمله وفكره لإرضاء مولاه، بفعل الخير وتجنُّب الشر، وما من آية من آيات القرآن إلا وتدعو إلى التوحيد، فيقول الحق تبارك وتعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾[فاطر:3].

2- المساواة بين البشر: فليس هناك إذًا شريفٌ ولا وضيع، ولا من ينتمي إلى طبقة عليا، وآخر إلى طبقة دنيا، وليس هناك واسطة بشرية أو كهنوتية، فالكل خلقهم إله واحد، ويعبدون ربًّا واحدًا، والكل سواسية كأسنان المشط، لا يُفَرِّقُهم اللون أو الوطن أو غيره، إلا بالإيمان والتقوى، ومن ثَمَّ رفع مستوى الإنسان وتحريـره من سلطان أخيه الإنسان، فها هو ذا النبي صلى الله عليه وسلم يعلن هذا المبدأ الراقي في خطبة الوداع، فيقول كما في مسند الإمام أحمد وعند الطبراني في الكبير: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ" (الصحيحة: 2700).


3- التخلص من كل مظاهر الوثنية:سواء في صورتها القديمة التي تعني بالتماثيـل والأصنام، أم في صورتها الحديثة الموجهة نحو اتباع الهوى والركون إلى الدنيا، أو تقديس وعبادة الأشخاص، وإنما يُفْرِدُ الله عز وجل وحده بالطاعة والعبودية.


4- التصور الصحيح للخالق وللكون وللحساب: ومن ثَمَّ يكون العيش في الدنيا، وإعمار هذا الكون، والعين على الآخرة دار الحساب والجزاء.


وهكذا كانت الوحدانية من خصائص الدين الإسلامي مما أسهَم في رفع مستوى الإنسان وتحريره من الطغيان، وتوجيه الأنظار إلى الله وحده خالق الكون ومُسَيِّره.
=====================================
[1] سليمان الندوي: (ت 1953م) من علماء المسلمين في القارة الهندية، ولي القضاء في بهوبال وتولى مناصب علمية أخرى، وأصدر مجلة (المعارف)، له مؤلفات مطبوعة باللغة الأردية ترجم بعضها إلى التركية، أشهرها (السيرة النبوية) في عشر مجلدات.

[2] السيرة النبوية لسليمان الندوي 4 /524.

[3] المصدر السابق: 4 /523 باختصار.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 13-08-2024 الساعة 08:48 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.53 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]