صلة الرحم وأثرها في بناء المجتمعات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ملخص من شرح كتاب الحج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 1483 )           »          فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 8 )           »          الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فضل الصبر على المدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الفرق بين إفساد الميزان وإخساره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3086 - عددالزوار : 331644 )           »          تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، الرازق) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-12-2024, 10:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,365
الدولة : Egypt
افتراضي صلة الرحم وأثرها في بناء المجتمعات

صلة الرحم وأثرها في بناء المجتمعات

الحمد لله الذي أمر بصلة الأرحام وجعلها من أعظم القربات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، فهي وصية الله للأولين والآخرين {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء: 131].

أيها الأخوة: لما نزل قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]، دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرَيْشًا، فَاجْتَمَعُوا، فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ: «يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا»[1]؛ أي: إن لكم قرابة سأصلها بصلتها وبالإحسان إليها، ولكني لا أغني عنكم من الله شيئًا، وهذا هو حال المسلم؛ لما يفيض قلبه محبةً ورأفةً ورحمةً على جميع خلق الله، فيرجو لهم الخير، ويدفع عنهم الشر والأذى ما استطاع، وخاصة ذوي القربى.

أيهاالأحبة: صلة الرحم من أعظم ما أمر الله به عباده المؤمنين، فهي طريق لرضاه، وسبب لبركة الأعمار وزيادة الأرزاق. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»[2]

وقد قرن الله صلة الرحم بعبادته فقال: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، وهذا دليل على عظم شأنها وعلو مكانتها عند الله.

أيها الأحبة: قد يُبتلى الإنسان ببعض الأذى أو الإساءة من أقاربه، وقد يجد مشقة في صلتهم، لكن الصبر على ذلك من أعظم الأعمال عند الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا»[3].

فالصبر على أذى الأقارب عبادة عظيمة تثقل ميزان العبد يوم القيامة، وتُطهِّر قلبه من الحقد والبغضاء، وترفع درجته عند ربه.

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، فقد كان يصل رحمه برغم ما لقيه من أذى من بعض أقاربه، بل كان يدعو لهم بالهداية والمغفرة.

أيهاالأحبة: التسامح خُلُق نبيل يجب أن يترسخ في قلوبنا، خاصة مع أقاربنا وأرحامنا. يقول الله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22]، فإذا أردت أن يغفر الله لك، فسامح من أساء إليك، وتجاوز عن زلات القريب، واحتسب ذلك عند الله. واعلم أن العفو عن القريب يجلب الألفة، ويزيل العداوة، ويجمع القلوب على المحبة والتراحم.

أيهاالمسلمون: من أروع قصص النجاح في صلة الرحم ما حدث بين نبي الله يوسف عليه السلام وإخوته. فقد ألقوه في البئر، وحاولوا قتله، ثم باعوه بثمن بخس، ورغم ذلك عندما التقى بهم بعد سنين طويلة قال لهم: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 92].

انظروا كيف سامح يوسف عليه السلام إخوته، وكيف جمعهم الله من بعد فُرقة، وجعل ذلك سببًا في سعادتهم جميعًا.

وفي زماننا، كم من أُسر عادت لها المودة بعد سنوات من القطيعة بسبب كلمة طيبة أو موقف كريم من أحد أفرادها. إن بناء المجتمعات يبدأ من إصلاح الأسرة، وصلة الرحم هي الأساس لذلك الإصلاح.


أيهاالأحبة: أذكركم ونفسي بعظم أجر صلة الرحم، وبأنها سبب في رضا الله وتكفير السيئات. فلنبدأ اليوم بزيارة أو اتصال أو رسالة طيبة لمن بيننا وبينهم قطيعة، ولنصلح ذات البين، ولنجعل التسامح خُلُقنا الدائم.

وإنه لعِظَمِ مكانة صلة الرحم في الدين، كانت أفضل الصدقات الصدقةَ على ذوي الرحم والقربى فعَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ»[4].

عباد الله، إذا كانت صلة الرحم لها هذه المكانة في الدين وهذا الشأن العظيم، فإن القطيعة أمرها خطير، وشرها مستطير، ونذير شؤم على صاحبها، فقد ورد في صحيح مسلم من حديث مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ»[5]

وحسب قاطع الرحم بلاءً وشقاءً وحرمانًا ألَّا يُرفَع له عملٌ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ»[6] [7].
===============================
[1] أخرجه مسلم في صحيحه (204).
[2] أخرجه البخاري (5986)، ومسلم (2557).
[3] أخرجه البخاري في صحيحه(5991).
[4] أخرجه النسائي في سننه (2582)، وصححه الألباني في المشكاة (1939).
[5] أخرجه مسلم في صحيحه (5984).
[6] أخرجه أحمد في مسنده (10272)، وحسن إسناده محققو المسند ط: الرسالة.
[7] بتصرف من خطبة في الألوكة بعنوان صلة الرحم
____________________________________________
الكاتب: د. صغير بن محمد الصغير

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.02 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]