العمل الدائم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4862 - عددالزوار : 1821531 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4428 - عددالزوار : 1170612 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 531 - عددالزوار : 302014 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          داود وسليمان عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 64 )           »          أحداث في غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          شبهات حول موقف الأمويين من الإسلام والردود عليها (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          غزوة خيبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          من أقدار الله في التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          دعوة الملوك إلى الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-12-2024, 09:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,340
الدولة : Egypt
افتراضي العمل الدائم

العمل الدائم

ساير بن هليل المسباح
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1].

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد:
فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون:
في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله نُودِيَ من أبواب الجنة: يا عبدَالله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دُعِيَ من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دُعِيَ من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام، دُعِيَ من باب الرَّيَّان، ومن كان من أهل الصدقة، دُعِيَ من باب الصدقة، فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على مَن دُعِيَ من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم)).

ليس الكلام في هذا الحديث عن أبواب الجنة، وأبواب الجنة ثمانية، وإنما عن الأعمال التي تؤدي إلى هذه الأبواب الثمانية، فإذا لاحظنا في أسماء أبواب الجنة الثمانية، وجدنا أنها سُمِّيت بأسماء الأعمال الصالحة، ولم تُسمَّ بغير ذلك، ومعنى هذا أن من كثُر منه أحدُ هذه الأعمال، وغلب عليه حتى صار يُعرَف به، فإنه يدخل الجنة من الباب الذي سُمِّيَ العمل عليه، ومنه يدخل أمثاله وأشباهه من المؤمنين الذين فعلوا مثلما فَعَلَ.

وهذا هو الدرس الأهمُّ من هذا الحديث أن يبحث المؤمن عن طاعة من الطاعات تُقبِل عليها نفسه، ويتعوَّد عليها جسده، فيتخذها عبادةً له يُكثِر منها، ويزداد فيها.

وإذا تأمَّلنا أكثرَ، وجدنا أن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم كثيرٌ منها تدعو المؤمن إلى التزام طاعة من الطاعات، وعبادة من العبادات؛ فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن أبي ذرٍّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يُصبِح على كل سُلَامى من أحدكم صدقةٌ، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى))؛ فهذا الحديث دعوة إلى التزام صلاة الضحى.

ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليلَ، الصائم النهارَ))؛ وهذه دعوة إلى التزام السعي على الأرامل والمساكين.

ومن ذلك ما رواه البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى، وفرَّج بينهما))؛ فهذه دعوة لكفالة اليتيم والاهتمام به.

بل إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما وقع ما وقع من انهزام بعض المسلمين في يوم حُنَينٍ، أمر النبي صلى الله عليه وسلم العباسَ أن ينادي في الناس: ((يا أهل الشجرة، يا أصحاب سورة البقرة))، فعادوا إلى القتال، وانتصر المسلمون، لقد عُرِف هؤلاء بعملٍ التزموه، حتى صار علامةً لهم يُعرَفون به، دون غيره من الأعمال.

وفي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اقرؤوا الزَّهْرَاوَينِ: البقرة، وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غَمَامَتَانِ - أو كأنهما غَيَايَتَانِ - أو كأنهما فِرْقَانِ من طَيرٍ صوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصحابهما))، ومن أصحابهما: أصحابهما الذين التزموا قراءتهما وحفظهما، والاستماعَ لهما، والعمل بهما.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب وإثمٍ وخطيئة، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن سار على نهجه، واقتفى أثره، واتَّبع سنته إلى يوم الدين.

أما بعد أيها المسلمون:
فلقد التزم الصحابة رضي الله عنهم بعض الأعمال، حتى كانوا لا يفرطون فيها، مهما كانت الأحوال أو الظروف؛ فمن ذلك:
ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: ((يا بلالُ، حدِّثني بأرجى عملٍ عمِلتَه في الإسلام؛ فإني سمِعتُ دَفَّ نعليك بين يديَّ في الجنة، قال: ما عملت عملًا أرجى عندي من أني لم أتطهَّر طَهورًا في ساعة من ليل أو نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كُتِب لي أن أُصلِّيَ))؛ فهذا التزام من بلالٍ بأداء سُنَّةِ الوضوء.

وكذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه كما في الصحيحين قال: ((أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أُوتِرَ قبل أن أنام))؛ فهذا التزام منه بثلاثة أمور؛ الصيام، وصلاة الضحى، وصلاة الوتر.

وكذلك ما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه: أن فاطمة رضي الله عنها أتَتِ النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه ما تَلْقَى في يدها من الرَّحى، وبلغها أنه جاءه رَقِيقٌ، فلم تصادِفْه، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته عائشة، قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا نقوم، فقال: على مكانكما، فجاء فقعد بيني وبينها، حتى وجدت بردَ قدميه على بطني، فقال: ((ألَا أدُلُّكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما - أو أويتما إلى فراشكما - فسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمَدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين؛ فهو خير لكما من خادم، قال علي بن أبي طالب: فما تركته منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا له: ولا ليلة صِفِّينَ؟ أي: ليلة المعركة مع أهل الشام، قال: ولا ليلة صفين))؛ فهذا التزام منه بهذا الذكر حتى في ليالي الحرب الشديدة.

ومن ذلك أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما رأى رؤيا، فطلب من أخته حفصةَ بنتِ عمر أم المؤمنين أن تقُصَّها على النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليعرف تأويلها، فقصَّتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ عبدَالله رجل صالح، لو كان يصلي من الليل))، فقال نافع الراوي عن ابن عمر: فلم يَزَلْ بعد ذلك يُكثِر الصلاة؛ والحديث واضح في التزام ابن عمر بقيام الليل.

ومن ذلك ما رواه ابن خزيمة في صحيحه عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: كنت رجلًا مجتهدًا، فزوَّجني أبي، ثم زارني، فقال للمرأة: كيف تجدين بَعْلَكِ؟ فقالت: نِعْمَ الرجل من رجلٍ لا ينام، ولا يُفطِر، قال: فوقع بي أبي، إلى أن بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((لكني أنام وأصلي، وأصوم وأُفطر، فَنَمْ وصلِّ، وأفْطِرْ وصُمْ من كل شهر ثلاثة أيام، فقلت: يا رسول الله، أنا أقوى من ذلك، قال: فصُمْ صوم داود؛ صُمْ يومًا وأفطر يومًا، واقرأ القرآن في كل شهر، قلت: يا رسول الله، أنا أقوى من ذلك، قال: اقرأه في خمس عشرة، قلت: يا رسول الله، أنا أقوى من ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل عملٍ شِرَّةً، ولكل شرةٍ فَترةً، فمن كانت فترته إلى سُنَّتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك، فقد هلك، فقال عبدالله: لأن أكون قبِلتُ رخصةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ من أن يكون لي مثل أهلي ومالي، وأنا اليوم شيخ قد كبِرتُ وضعُفتُ، وأكره أن أترك ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم))؛ فهذا التزام من عبدالله بن عمرو بالأمر الذي فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى مع شدة ذلك عليه في كبر سنِّه.

أما ما جاء عن التابعين في التزامهم عملًا صالحًا، والمداومة عليه، فأخباره كثيرة.

فمن ذلك ما رُوِيَ عن التابعي الجليل منصور بن المعتمر، فقد كان يصلي الليل على سطح منزله، فلما مات، قالت ابنة جاره لأمها: أين الخشبة التي كانت في سطح منصور، فقالت أمها: يا بُنيَّة، ذاك منصور كان يقوم الليل.

ومن ذلك ما جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه كان يجلس في مُصلَّاه حتى ارتفاع النهار يسبح الله ويذكره، وكان يقول: هذه غدوتي ولو لم أتغدَّها ما حملتني رجلاي.

نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى الإخلاص في عبادته، والمداومة على طاعته، والثبات على دينه حتى نلقاه.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، وانصر عبادك المجاهدين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعَفاف والغِنى، اللهم إنا نسألك حبَّك وحبَّ عملٍ يقربنا إلى حبك، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم احفظنا بحفظك، ووفِّقنا إلى طاعتك، وارحمنا برحمتك، وارزقنا من رزقك الواسع، وتفضَّل علينا من فضلك العظيم، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.

اللهم أصلح إمامنا وليَّ أمرنا، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين، وفجور الفاجرين، واعتداء المعتدين.

﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الصافات: 180 - 182].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.00 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]