|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ملف العدد .. دراسة ميدانية حول: صناعة القدوة في زمن التحديات
تعد القدوة الحسنة من أهم الوسائل التربوية التي يعتمد عليها الإسلام في بناء شخصية المسلم وتقويم سلوكه؛ فهي نموذج عملي يجسد القيم والأخلاق الرفيعة، ويسهل على الأفراد الاقتداء به، ولا سيما لدى الشباب والأجيال الناشئة، وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - قدوة للمسلمين؛ حيث قال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. مفهوم القدوة الحسنة: تتمثل القدوة أو الأسوة الحسنة في ذلك الشخص أو المثال الأعلى الذي يُقتدى به في أقواله وأفعاله وتصرّفاته؛ بحيث يصبح القدوة لأتباعه مثالاً راقياً يسهم في تعزيز القيم والسلوك الإيجابي. ![]() القدوة في الإسلام اهتم الإسلام اهتمامًا بالغًا بالقدوة الحسنة، وجعلها أساسًا في نشر الفضيلة؛ حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وقوله: «من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها..»، وقد أشار القرآن الكريم إلى نماذج من القدوات الحسنة مثل الأنبياء والصالحين، فقال الله -تعالى عن إبراهيم عليه السلام-: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ}، ثم كان التوجيه بعد ذكر مجموعة من الرسل بالاقتداء بهم واتباعهم، كما قال الله في شأنهم: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ}. وفي مجال صناعة القدوة الحسنة أولت الشريعة الإسلامية عناية فائقة للمواهب التي يتمتع بها بعض الأفراد في زمن الصحابة، وعملَتْ على تنميتها وتقويتها؛ ليكون هؤلاء الأفراد قدوةً للناس في فعل الخير والدلالة عليه، ورموزًا في الاستقامة والصلاح والعطاء، وأداة فاعلةً ومؤثرة في إصلاح المجتمع وتقويم سلوكه والارتقاء به. وقد أسهمت تلك التربية القائمة على القدوة الحسنة التي تلقاها كبار الصحابة -رضوان الله عليهم- من النبي - صلى الله عليه وسلم - في انتشار الإسلام، وصنع قادة المستقبل. فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتني بكل فرد من أصحابه عناية خاصة، فيعزز من إيجابياته ويرشده إلى عيوبه، ويشجعه فيما يحسن، ويذكره بالخير بين الناس، وهو بهذا يمنحهم الثقة الكافية لتنمية مهاراتهم وصقل شخصياتهم، ما جعلهم يستجيبون لنصائحه وتوجيهاته، وقد تخرج على يده مجموعة من خيرة القادة ورواد الحضارة والإنسانية في التاريخ البشري، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الذين كانوا نتاج تلك التربية النبوية الفذة. أمثلة إسلامية رائعة: ومن أصدق الأمثلة على ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدفاع عن أبي بكر - رضي الله عنه -: «إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقتَ! وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟». ومما اشتهر عن عمر - رضي الله عنه - إجلاسه عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - رغم حداثة سنه في مجلس شورى شيوخ المسلمين، ليفيدهم برأيه وينضج فكره بمجالستهم وسماع أحاديثهم. ومن أشهر الأمثلة على ذلك أيضا عقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إمارة بعث الشام لأسامة بن زيد - رضي الله عنه -، وهو الجيش الذي جمعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل وفاته، وكان قبل ذلك قد أوكل إليه مهمات جهادية متنوعة. وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يدربهم على الالتزام وتحمل المسؤولية في حال كانوا رؤساء وأمراء، كما يعودهم على الطاعة في حال كانوا مرؤوسين، وجعل همهم في كلا الحالين رضا الله -سبحانه وتعالى-، وقد قال الشافعي: «لم يكن رسول الله ليبعث واحدا إلا والحجة قائمة بخبره على من بعثه إليه إن شاء الله» ونستنتج من ذلك أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما بعث البعوث واستناب من استناب راعى في مبعوثيه ونوابه -إضافة إلى العلم- أمورا أخرى تجعل قولهم مقبولا وخبرهم مصدقا عند من أرسل إليهم.. ![]() الرسول - صلى الله عليه وسلم - خير قدوة: وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قدوة في الكرم كما جاء عن أنس - رضي الله عنه - قال: «ما سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -شيئًا إلا أعطاه، فجاءه رجل فأعطاه غنمًا بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا؛ فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة (الفقر)». وكذلك كان - صلى الله عليه وسلم - القدوة بالحلم، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: «خدمتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، لا والله ما سبني سبة قط، ولا قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله ألا فعلته؟!» فينبغي للمسلم أن يقتدي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي قال الله -عز وجل في وصفه-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. أنواع القدوة الحسنة: هنالك العديد من أنواع القدوات، وقد تجتمع في شخص واحد (القدوة المطلقة)، ومن ذلك ما يلي: 1- القدوة الدينية: تتمثل ذلك في الأنبياء والعلماء والدعاة الذين يسيرون على نهج الإسلام الصحيح، وعلى رأسهم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي كان نموذجًا في العدل والرحمة والصدق، وكما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:»فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّون» 2- القدوة الأسرية: ![]() 3- القدوة الأخلاقية: تشمل الأفراد الذين يتحلون بالأمانة، والصدق، والعدل، والتواضع، ومن أبرز الأمثلة على ذلك الصحابي الجليل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - والعشرة المبشرون بالجنة، وقد عُرفوا بالصدق والشجاعة والأمانة.. الخ. 4- القدوة العلمية والفكرية: تشمل العلماء والمفكرين والمبتكرين الذين يسهمون في نهضة المجتمع بالعلم النافع والعمل الصالح على المستوى الدنيوي، وقد أثنى الله عليهم بقوله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}. 5- القدوة العملية والمهنية: تضم العمال المخلصين، والقادة الناجحين، والإداريين الأكفاء الذين يمثلون نماذج للإتقان والإبداع في العمل، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه». ![]() دواعي القدوة ودوافعها: إن من طبيعة البشر وفطرتهم أن يتأثروا بالمحاكاة والقدوة، أكثر مما يتأثرون بالقراءة والسماع، ولاسيما في الأمور العملية، ولعل من أشد الأسباب تحفز الناس على الاقتداء بالآخرين الشعور بالمحبة تجاه فلان؛ بسبب صفاته وسلوكياته كما قال الله -تعالى في ذلك-: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، ومثل هذا غالبا ما يكون موجودا بين المتعلم والعالم أو الولد ووالده، ومنها أيضا اعتقاد الكمال والأفضلية في الشخص القدوة، وأحيانا يكون السبب في التبعية والتقليد القهر والغلبة، وهذا ما قرره ابن خلدون وجعله قاعدة مضطردة بين الدول الغالبة والمغلوبة، وينسحب ذلك على الأفراد كذلك، وأحيانا يكون السبب في التقليد واتخاذ القدوة الغبطة بمعنى المنافسة في الخير، كما جاء في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنافسة: «لاحسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها». ![]() معايير القدوة الحسنة: 1- الاستقامة: بحيث نلمس في شخصية القدوة الاتساق بين القول والفعل: فلا يمكن أن يكون قدوة إلا إذا طابق قوله فعلَه وسلوكه، وذلك مصداقا لقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ}. 2- الصدق والأمانة: وذلك حتى يكون القدوة موثوقاً في نظر الآخرين؛ لأن خلاف ذلك يوقعه في التناقض، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان». 3- الإخلاص في العمل: فينبغي أن يكون الهدف من الاقتداء هو التقرب إلى الله -تعالى- وإيثار المصلحة العامة ونفع الناس، وليس تحقيق مصالح شخصية، ويؤيد ذلك قوله -تعالى-: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (البينة: 5). ![]() 4- العدل والتواضع: فالقائد والمعلم والأب القدوة لا بد أن يكون عادلًا مع الجميع، وألا يكون متكبرا مغرورا ومن شأن ذلك أن يرفع قدره ويعلي من شأنه «من تواضع لله رفعه». 5- العلم والخبرة: فالقدوة لا بد أن يكون عالمًا بما يدعو إليه، خبيرا بحل ما يتعلق بمجال التوجيه من مشكلات وتحديات، حتى يكون مؤثرًا، وينال اهتمام الناس وإعجابهم، ففاقد الشيء لا يعطيه، وكل إناء بما فيه ينضح. 6- القيادة والتأثير: غالبا ما يكون الشخص القدوة قياديا ولديه حسّ إداري، ولديه القدرة على التأثير في الآخرين، وإقناعهم بأفكاره وآرائه، ولديه روح المبادرة والقدرة على قيادة الناس لتحقيق الأهداف وتجاوز العقبات والتحديات. أهمية القدوة في التربية: تعدّ القدوة الحسنة من أهم وسائل التربية؛ حيث يتعلم الأبناء من خلال ملاحظة سلوكيات آبائهم وأمهاتهم، والاقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم، وتؤدي القدوة الحسنة دورًا مهما في الإصلاح الاجتماعي؛ حيث يؤثر الأشخاص الذين يتمتعون بالقدوة الحسنة في الآخرين، ويشجعونهم على فعل الخير وتجنب الشر. ولعل من أوضح الأمثلة على ذلك أداء العبادات أمام الأطفال فإنه من أساليب تعليمهم وتربيتهم على أدائها بصورة صحيحة، بحسب الكيفية التي أدى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه العبادة، فهو القائل - صلى الله عليه وسلم -: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، ولذلك أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - المسلم أن يجعل لبيته نصيبا من صلاة السنن، بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا»، ولا أدل على ذلك أيضا من وصية عمرو بن عتبة لمؤدب أولاده: «ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت». ولذلك يعدّ أسلوب الاقتداء من أفضل الأساليب التربوية التي تؤثر في سلوك الآخرين؛ «لأنها تطبيق عملي يثبت القدرة والاستطاعة الإنسانية على التخلي عن الانحرافات، والتحلي بفضائل الأفعال والأقوال، فهي تنقل المعرفة من الحيز النظري إلى الحيز التطبيقي المؤثر، فتلامس بها الأبصار والآذان والأفئدة، فيحصل الاقتناع والإعجاب والتأسي» وفي مجال التعليم ينبغي أن يكون المعلم ذا أخلاق حسنة صالحا وأن يكون قدوة لغيره، وأن يهتم بالمسائل التربوية وطرائق التعليم ومناهجه؛ حتى يكون مقبولا وقدوة ويؤتي ثمرة تعليمه للنشء على خير وجه. ![]() واقع القدوة في زماننا: إن الناظر إلى حال القدوة في العالم العربي والإسلامي اليوم يشعر بالحيرة والألم، فمن جهة نفتقد القدوة الصالحة ممن تطابق أفعاله أقواله ومبادئه إلا ما رحم الله، ومن جهة أخرى لا نجد العناية الكافية من المؤسسات المدنية لرعاية أصحاب الكفاءات والمواهب وتهيئتهم لخدمة الأمة. ولعل أخطر ما في الأمر تسابق كثير من وسائل الإعلام المؤثرة إلى تنظيم مسابقات الغناء والرقص والمواهب التافهة من مهارات خفة اليد.. وما إلى ذلك؛ حيث أسهمت مثل تلك البرامج في جعل أولئك المثل الأعلى لأبنائنا وبناتنا.. ولا يمنع ذلك من وجود كثير من المؤسسات الدينية والتربوية التي تعتني بتربية الطلاب وتنشئتهم على الدين والعلم والأخلاق، ولكن هذه المؤسسات كثيرا ما تعجز عن صناعة القدوة على المستوى المحلي والإقليمي فضلا عن العالمي؛ بسبب ضعف القدرات والإمكانات. ولا شك أن منطلقات الغرب وأهدافه من صناعة القدوات أو الرموز تختلف عن أهداف الإسلام، ولهذا ينبغي الحذر من التقليد الأعمى، ولا بد من عرض كل أمر على مقاصد الشريعة، مع اختيار الوسائل المعاصرة التي لا تتعارض مع ثقافتنا ومبادئنا الإسلامية حتى ننجح في صناعة القدوة الحسنة، مع التركيز على جيل الشباب ودورهم في المجتمع. ![]() التحديات التي تواجه صناعة القدوة: إن التأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام، وانتشار الشخصيات غير المناسبة نماذج يقتدي بها الشباب، وضعف الوازع الديني يؤدي إلى قلة الاهتمام باتباع القدوات الصالحة، ويضاف إلى ذلك غياب القدوات الحقيقية، وافتقاد المجتمع لأشخاص يمثلون قدوات ملهمة للشباب في زمن التقليد الأعمى دون وعي؛ حيث نرى كثيرًا من الشباب يتبعون شخصيات مشهورة دون النظر إلى سلوكياتهم وثقافتهم ومدى انسجامها مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه الأخلاقية السامية. فلا بد من صناعة القدوة برعاية الموهوبين وتهيئة البيئة الصحية المناسبة لهم، ومنحهم الثقة الكافية حتى تكتمل عملية التكوين مع تشجيعهم على الإبداع وتحقيق التميز الإيجابي من أجل نهضة المجتمع وارتقائه، والحقيقة أننا لا نستطيع صناعة القدوة الحسنة إلا في جو من الثقة والحرية المنضبطة بأحكام الشريعة حتى يتمكن القدوة من تأدية مهمته في الحياة بمهنية وأخلاقية سامية. وعلى من يجد في نفسه القدرة والكفاءة ليكون قدوة حسنة لمجتمعه في أي مجال من المجالات أن يتقدم إلى المؤسسات ذات الصلة ولا ينتظر حتى يكتشفه الآخرون، كما قال يوسف -عليه السلام لعزيز مصر-: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}؛ فإن الأمة بأمسّ الحاجة إلى القدوة الصالحة في مجتمعنا، وكلكم مسؤول عن رعيته. ![]() أثر القدوة الحسنة على الفرد والمجتمع 1- أثرها على الفرد: تكسبه الأخلاق الحسنة وتجعله شخصًا إيجابيا، وتعينه على النجاح في حياته الدينية والدنيوية،وتزرع فيه حب الخير وخدمة الآخرين. 2- أثرها على الشباب: تساعدهم على بناء شخصياتهم وتنمي قدراتهم القيادية، وتقيهم من الانحرافات الفكرية والأخلاقية، وتوجههم لاختيار قدوات صالحة بدلاً من التأثر بقدوات غير مناسبة، كما تشجع القدوة الحسنة الشباب على تبني السلوكيات الإيجابية، مثل الاجتهاد في الدراسة، والمشاركة في الأعمال التطوعية، والالتزام بتعاليم الإسلام. 3- أثرها على الأسرة: تجعل الأسرة أكثر استقرارًا وترابطًا، وتساعد الوالدين على تربية الأبناء بطريقة صحيحة، كما أنها تنشر روح المحبة والتفاهم داخل البيت، وللقدوة الحسنة دور مهم في بناء أسرة قوية ومتماسكة؛ حيث يتعلم الأبناء من خلال ملاحظة سلوكيات آبائهم وأمهاتهم، والاقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم. ومن ثم يجب على الوالدين أن يكونا قدوة حسنة لأبنائهم، من خلال الالتزام بتعاليم الإسلام، والتحلي بالأخلاق الفاضلة، والتعامل مع الآخرين بلطف واحترام. 4- أثرها على المجتمع: تسهم في خلق بيئة قائمة على الأخلاق والقيم، وتساعد في تحسين مستوى العلاقات الاجتماعية، كما تسهم في تطور المجتمع من خلال تقديم نماذج ناجحة للجيل القادم، وبذلك تسهم في بناء المجتمع وارتقائه. الخاتمة: يتضح لنا مما سبق أن القدوة الحسنة ركن أساسي في بناء شخصية الفرد، وتقويم المجتمع، وإرساء القيم الفاضلة، وهو منهج نبوي اعتمده الإسلام في تربية الأجيال؛ لذا فإن من الضروري العمل على صناعة القدوة الحسنة في المجتمع، سواء في البيوت أم المدارس أم المؤسسات، والعمل على توجيه الشباب لاختيار القدوات التي تعكس المبادئ الإسلامية والأخلاق السامية، وهكذا تبرز أهمية الحرص على اختيار القدوة الحسنة في حياتنا وفي حياة أبنائنا، بما يحقق التحول السريع نحو الأفضل. تحليل نتائج استبيان القدوة الحسنة
أسئلة الاستبيان: تنوعت أسئلة الاستبيان حول مدى أهمية القدوة في حياتنا وأثرها على الفرد والمجتمع، ومن يكون القدوة في حياتك؟ ومدى توافر القدوة في زماننا هذا، وعن القدوة عموما في حياة المسلم، ونصيب العلماء والمشايخ ورجال الفكر والثقافة والآباء والأمهات والمشاهير في ذلك، وسؤال حول أهم الصفات الواجب توافرها في القدوة الحسنة، وأهم الوسائل التي من شأنها أن تسهم في صناعة القدوة، ومن ثم دور وسائل الإعلام عموما في ذلك، وفي الختام سؤال حول كيفية تأثير القدوة في حياة المشاركين في الاستبيان، والدور الذي يمكن للمؤسسات الدينية والتعليمية أن تقوم به في ترسيخ مفهوم القدوة الحسنة وأهم النصائح المقدمة في ذلك للشباب. كانت سمات المشاركين في هذا الاستطلاع كما يلي:
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]()
![]()
![]()
![]()
سبب في النجاح والتوفيق:
![]() الالتزام والإخلاص:
تحقيق المنافع الأسرية والتربوية:
الطمأنينة والراحة النفسية:
![]() التوجيه والحث على القيم والأخلاق
المقومات والأنشطة والفعاليات:
الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوتنا:
![]() الاجتهاد في اختيار القدوة:
اعداد: ذياب أبو سارة
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |