ذلك الدين لا ريب فيه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سماحة النفس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حدث في الرابع والعشرين من شعبان 1143 وفاة إمام الشام الفقيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الأمانة أمانة... حتى في الأشياء الصغيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الأقدار الحزينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 589 )           »          نظرات نفسية في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 528 )           »          مفارقات بين الخلق والخالق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 33 )           »          نحن والوقت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          صديقي رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3144 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-02-2025, 10:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,275
الدولة : Egypt
افتراضي ذلك الدين لا ريب فيه

ذلك الدين لا ريب فيه




الشيخ : محمد أبو زهرة
1 ـ ذلك الدين القيم الذي قام على الحقيقة ، هو دين الفطرة ، ودين العقل المدرك المستقيم لا يحكم بحكم إلا والعقل يوافقه.
لا يأمر بأمر إلا والطبيعة الإنسانية القويمة تساوقه ، ولكن قوماً زاغت قلوبهم وزاغت مداركهم ، وضلوا سواء السبيل ، أخذوا يثيرون الريب حول حقائقه ، بل حول مصادره ، وهم يتبعون مواطن الشبه يثيرونها ، ومواضع الشك ليبعثوه ، ليضلوا الناس على غير علم ، ويجعلوا الريب هو السائد ، فيذهب الإيمان بالحق ، وسط ذلك العثير الذي أثاروه ، وإن الفرق بين الذين يزيغون عن الحق ، والذين يطلبونه ، أن أهل الحق لا يطلبون إلا الضاحي من الحقائق النيرة وأهل الزيغ لا يتجهون إلا إلى مواضع الاشتباه ، ولقد بيَّن الله سبحانه وتعالى ذلك في قوله جلَّت كلماته: [هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ] {آل عمران:7} .

2 ـ يتَّبع الزائغون الذين زاغوا فأزاغ الله قلوبهم كل ما يشتبه على العقل ، ويعلو على مداركه ، ولقد كانوا في الماضي يتبعون الكلام في كنه الله تعالى وكنه صفاته ، والله سبحانه فوق إدراك العقل ، لأن العقل مربوط بالمحسوسات التي يشاهدها ، وما تحت نظره من أسباب العلم ، والعلم بذات الله تعالى فوق قدرة البشر ، ولقد أخذ من بعد ذلك أعداء الإسلام يثيرون الريب حول أحكامه ، ففي عصر التابعين ، والأعلام قائمة ، والأمارات شاهدة ، وآثار الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ناطقة بالحق ، كان من أعداء الإسلام من يثيرون الشك حول أحكامه ، فقد أثبت التاريخ أن يوحنا الدمشقي الذي كان في خدمة بني أمية السفيانيين والمروانيين كان يحرض أتباعه على إثارة الشك حول الطلاق ، وحول تعدد الزوجات ، وحول زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش التي كانت من قبل زوجاً لزيد بن حارثة رضي الله عنهما.
وأشاعوا بين طائفة من الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم عشقها ، واخترعوا في ذلك الأقاويل ، بأقاصيص لا أصل لها.
حتى خدع بهذا الأقوال ابن جرير الطبري فذكرها ، ولا أصل لها إلا عند هؤلاء الذين كانوا يثيرون الغبار حول النبي صلى الله عليه وسلم ، وحول عصمة النبوة وحول من قال عنه رب البرية :[وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ] {القلم:4} .
ولقد وجدنا بعض الذين كتبوا في السيرة في العصر الأخير يكتب عنواناً ـ النبي العاشق ـ ويتَّبع الكتاب الأوربيين في ذلك إتباعاً ، ويتعلق بتلك الأوهام الواهية ، مع أن النص القرآني الكريم ينأى عن ذلك التفسير المدسوس.
والقول الفاسد ، وقد بيَّنا ذلك في عدة مواضع (1)، وقد أنارت مجلة لواء الإسلام السبيل إلى الحق في أول ندواتها ، ولكنهم يعمهون دائماً في مواطن الشبه ، [فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ] {الأنعام:112} .

3 ـ ولقد جاء العصر العباسي من بعد ذلك يحمل معه بعض أبناء الفرس وغيرهم الذين أحسوا بمرارة فقدهم لملكهم وثقل وطأة الحكم العربي في العصر الأموي.
ووجدوا أن الملك العباسي قام على عواتقهم أو هم الذين استبدلوا بحكم الأموية حكم العباسية ، فأرادوا أن يجعلوا من ملوك بني العباس إمعات طائعة في أيديهم ، ولكن قطع السبيل عليهم أبو جعفر المنصور ، بقتل كبيرهم أبي مسلم الخراساني قتلة جريئة حاسمة.
أخذ المنحرفون منهم يبثون الشك في العقيدة الإسلامية وكان الزنادقة يبثون روح الإلحاد ، حتى يحلوا الحكم الإسلامي ، ويأتوا الإسلام من قواعد بنائه ، وينشروا مع ذلك الإباحية لتعم الفوضى الخلقية ، فيشتد الانحلال مع ذلك ، ويستشري الشر ، ويتفشى الفساد ، وكان هذا هو الغزو الاجتماعي الذي يحل العروة ، وقام في عهد المهدي مع هذا الغزو غزو آخر بالحروب ، فأعلنها المقنَّع الخراساني حرباً عنيفة لَجِبة ، وكان المهدي بن المنصور تصدى للغزوين ، فجرد للملحدين علماء يقطعون عليهم السبيل ، ويقضون على فسادهم ، وسلط الجيوش تقضي على الحرب التي شنها المقنع الخراساني ، وقد انتصر المهدي في الميدانين.

4 ـ ولكن الشر بطبيعته لجوج إذ يحركه الشيطان دائماً ، ويمده بإغوائه وإغرائه ، وقد أخذ على نفسه أن يغويَ بني آدم أجمعين فقال لربِّه :[قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ المُخْلَصِينَ] {ص:83} . ولذلك اتَّجه الشر إلى الفلسفة ينفث منها سمومه ، وقد صادف ذلك شيوع الدراسات الفلسفية ، فكان من بين من يتسمون بأسماء إسلامية من انتحلوا فلسفة السوفسطئية التي تقوم على الإنكار والشك ، وكان من بين هؤلاء من ينكر حقائق الأشياء ، فلا يعترف بوجود شيء ، ومنهم من يقول بالشك في كل شيء ، ومنهم من يقرر أن الأشياء في الوجود بمقدار اعتقاد الناظر ، وهؤلاء يسمون العنديَّة ، وإن لذلك كله هدفاً واحداً وهو توهين الحقائق الإسلامية.
ومن الغريب أننا وجدنا في أول الربع الثاني من هذا القرن من ينادي بالشك في شيء ، بل إنكار كل ما سجَّلته الكتب العربية ، حتى يقوم الدليل الذي يرتضيه على الإثبات ، فأنكر من المأثورات الأدبية ما أنكر ، بل تجاوز الحد ، فأنكر قصص النبيين كما جاءت في القرآن الكريم، وكان ذلك منه وصلاً لحاضر الشيطان بماضيه، وتتميماً للسلسلة التي بدأها السوفسطائية في اليونان ، ثم في الإسلام ، وإذا كان الله قد هيَّأ سقراط ليكشف سوفسطائية اليونان، وهيَّأ المعتزلة ليردوا سوفسطائية الإسلام ، فقد هيأ الله من العلماء من ردوا سفسطة هذا الزمان ، وسجَّل القضاء أنها قد نقلت عن أعداء الإسلام من الكتَّاب الأوربيين.

5 ـ ومن العجيب العاجب أن نجد أن إثارة الريب في عصر الزندقة وفي عصر الشك وقد تناولت المصادر الإسلامية عامة ، والسنة النبوية خاصة ، وقد سجل الشافعي رضي الله عنه في كتاب (الأم) أنه التقى في البصرة بقوم ينكرون السنة جملة ، فلا يعتبرون من المصادر إلا القرآن الكريم ، وقد قصدوا قطع القرآن عن مبيِّنه ، ليفسروا بأهوائهم ، وليضربوا بعضه ببعض على غير هدى وسلطان مبين ، وبذلك يهدمون أساس الإسلام ويجعلون المسلمين في عمياء مظلمة.
وسجل الشافعي أيضاً في الأم أنه التقى بآخرين من أهل البصرة ينكرون أخبار الآحاد ولا يأخذون إلا الأحاديث المجمع عليها ، وهي المتواترة ، وذلك وإن كان يبدو بادي الرأي ليس رفضاً للسنة بجملتها ـ هو في مآله رفضل للسنة بجملتها ـ ذلك لأننا إن استثنينا السنة العملية لأصول الفرائض ، والسنن التي أجمع على معناها لا نكاد نجد حديثاً اتفق على تواتره ، فأولئك الذين ينكرون العمل بحديث الآحاد يؤدي قولهم إلى هدم السنة جملة ، وإن كان في ظاهره يؤدي إلى هدم بعضها ، أو محاولة الاستيثاق من أسنادها.

6 ـ وإنه قد وجد في هذا الزمان من يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، وذلك بإثارتهم الشك في الحقائق الإسلامية ومصادرها ، فوجد أتباع الزنادقة الأولين من الملاحدة ودعاة الإباحية ، وإنكار كل المقومات الخلقية ، ووجد من يشككون في حقائق القرآن ، بل في تواتره ، ووجد من يشككون في رواية السنة ويضعون حجاباً من الظلام حولها ، ليحجبوا أنوارها عن الأبصار ، والسنة هي الحكمة النبوية التي ذكرها سبحانه وتعالى في قوله:[هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ] {الجمعة:2} فقد فسر الإمام الشافعي رضي الله عنه الحكمة ¨في هذا النص بأنها السنة.
ولقد اتخذ الطاعنون في السنة في هذا الزمن طرائق شتى ، بعضها اقتبسوه من الفرنجة الذين كتبوا في الإسلام مغرضين ، وبعضها جادت به قرائحهم المئوفة، وبعضها كان إحياء لأقوال ملاحدة البصرة الذين التقى بهم الشافعي.
وجدنا الذين يشككون في الرواية جملة، ويطعنون في الرواية جملة ، ومنهم من يهرف بما لا يعرف ، فيقول: إنها كتبت لأغراض الملوك وأهوائهم ، ولم تكتب لنقل آثار الرسول صلى الله عليه وسلم وحكمته ، وشرح الكتاب وبيانه و يسترسل في ذلك القول استرسال من خلع الربقة ، وأخذ يضرب يميناً وشمالاً ، ولا يكتفي بما اجْترح من قول آثم ، بل يستعين بغيره ممَّن لا حريجة للدين في صدره ، وكأن من استعان به حجة الدين ، وإمام المسلمين وإذا كان قد اتخذ لنفسه إماماً : فهو ليس إمام هدى بيقين.

7 ـ ووجدنا ناسا يتبعون المتشابه من الأحاديث التي قد تخفى معانيها ، فإذا عثروا على حديث قد تشابه عليهم أثاروا الضجة حول السنة كلها ، فيتخذون من حديث أو اثنين ذريعة للطعن في السنة ، وإن العلماء منذ عصر التابعين يمحصون الرواية والمروي ، وقد كان إمام السنة مالك يروي بعض الأخبار ولا يأخذ بها ، لأن معانيها تخالف ما تعاضدت أحاديث أخرى عليه ، ومع ذلك كان يعكف على الرواية ، وكان إمام الحديث في عصره غير منازع ، ولكن أولئك يهرفون بما لا يعرفون ، ورحم الله الشافعي فقد قال : (من تكلم فيما لا يحسن لا يحمد له صوابه إن أصاب وإن أخطأ تحمل إثم خطئه). وهؤلاء إما أن يكونوا ذوي هوى ، أو مأجورين لذي هدى.

8 ـ وإن كثيرين ممَّن على هذه الشاكلة أو يقاربونها يتحيَّنون الفرص الذي يكون كلامهم فيها أشد وقعاً ، وأقرب سمعاً ، وأدنى لإثارة الفتنة ، ولنضرب لذلك مثلاً حديث الذباب الذي ورد في البخاري ومعناه: أنه إذا وقع الذباب في إناء أحدكم بأحد جناحيه فليغمس الجناح الآخر ، فإن في أحد جناحيه سماً ، وفي الآخر ترياقاً ، أو كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن هذا الحديث يثار حوله القول في أوقات مناسبة لغرض المغرضين ، فقد أثير الكلام في هذا الحديث مرتين : أولاهما : عندما انتشرت الكوليرا والذباب ناقل جرثومتها كما ذكر أهل الطب ، وأثر الكلام فيه عندما نظمت بعض الوزارات حملة على الذباب دفعاً لأذى نقله للعدوى.
ولماذا كانت إثارة القول في هذا الخبر الذي نقله البخاري في هذه الأوقات؟ ألأن الحديث يمنع الناس من أخذ الوقاية لأنفسهم ، ومن الناس من يأخذ به ويمتنع عن وقاية نفسه من الذباب أخذاً بهذا الحديث ، وإيماناً بصدق الرواية ، فيوهنوها لكيلا يتبعه .
والجواب عن ذك: أنه لا أحد من الناس مطلقاً يغمس أحد جناحي الذباب إذا وقع فيه الجناح الآخر فلماذا إذن تلك اللجاجة في القول؟ إنا نفهم أن يكون لهم مقصد شريف.إذا كان الناس يفعلون ذلك في أزمان الأوباء ولم يجدوا مناصاً من أن يردوا الحديث لكي يقلع الناس عما هم فيه ، ثم إن الحديث لم يصرح بأن الذباب لا يحمل الميكروب ، بل إنه ذكر صفة خاصة بالذباب ليس فيها ما ينفي نقله للميكروب ، وبذلك لا يتناقض الخبر مع قوانين الطب ، بل يلتقيان ، ولكنهم يريدون تضعيف الخبر بكل طريق ، والطعن في السنة كلها وردها كلها ، وهي شارحة الكتاب ، وهبوا الحديث فيه ما ينافي الطب فهلا نؤوله بدل أن نرده؟ ومن الغريب أنه في الوقت الذي تقام فيه الضجة حول هذا الحديث ذكر لنا صديقنا الدكتور محمود يوسف الشواربي أنه وهو طالب في أنجلترا كان يتخذ من هذا الحديث حجة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويعلن بذلك بين زملائه من الطلبة المسيحيين ، ذلك أنه قد أثبت البحث العلمي أن كل حشرة من الحشرات في أحد جناحيها سم ، وفي الآخر ترياق ، واعتبر- حفظ الله له دينه وتقاه- الحديث النبوي مشيراً إلى هذا المعنى العلمي الصادق .
وهبوا الحديث يتناقض تمام التناقض مع الحقائق العلمية والقواعد الطبية ، وهو حديث آحاد ، فإنا نستطيع أن نتكلم في الحديث لأنه من المقررات الثابة كما قال الغزالي أنه إذا عارض ظواهر النصوص ما يقرره العلماء جازمين به قاطعين ، أولت النصوص ، وإذا كانت أخبار آحاد ولم يمكن التأويل ، ردت وحكم بأنها ليست من السنة ، والخبر خبر آحاد ، ولا يطعن في السنة كلها ، ولكنهم لا يريدون الحق لذات الحق ، بل يريدون إثارة عجاجة من التراب حول السنة كلها .
اللهم اهدنا واهدهم إن كانوا من أهل قبلتك ، وجنبنا وجنبهم شطط القول ، إنك تهدي من تشاء وتضل من تشاء ، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر : مجلة لواء الإسلام العدد 4، سنة 13، ذو الحجة 1378هـ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ

ولقد قال سبحانه [وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولًا] {الأحزاب:37} .
فتعلق المضلون بقوله تعالى :وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) فقال المضلون : ما أخفاه هو الحب ، وقال الحق : ما أخفاه هو أمر الله تعالى بزواجها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج من يتبنونهم بدليل قوله تعالى قبل هذه الآية :[وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ]{الأحزاب:36}
وبدليل أن الله أبدى الزواج والأمر به ، ولم يبد الحب والعشق ، وبدليل التعليل بقوله : (لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم) وبدليل : [مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا] {الأحزاب:40} .ولكنه الشيطان يجعل الزائغين يتبعون الشبه ، ويتركون الواضح المنير.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.23 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.94%)]