استغلال رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         القاضي المحدث ابن شبرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          سنة حسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          شهر شعبان نفحة ربانية وانطلاقة إيمانية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          إن عجائب القرآن أطرن نومي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيف تقضي إجازة صيفية سعيدة وهادفة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الشباب في الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          خلق الحياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 18 )           »          مفتي مصر : محمد العباسي المهدي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2025, 09:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,101
الدولة : Egypt
افتراضي استغلال رمضان

استغلال رمضان

د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي

الخطبة الأولى
الحمد لله الذي مَنَّ على عباده بمواسم الخيرات ليغفر لهم بذلك الذنوب، ويُكفِّر عنهم السيئات، وليضاعف لهم بذلك الثواب، ويرفع لهم الدرجات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واسع العطايا وجزيل الهبات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل المخلوقات، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومَنْ تَبِعَهم بإحسان، وسلم تسليمًا، أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله ربكم، واعبدوه، واشكروه على ما أنعم به عليكم، واحمدوه، واعرفوا نعمته عليكم بمواسم الخيرات التي تتكرر عليكم كل عام ليتكرر بها عليكم من الله الفضل والإنعام، وتجددوا النشاط على صالح الأعمال، واجتناب الآثام.

معاشر الصائمين، أيام المواسم معدودة، وأوقات الفضائل مشهودة، وفي رمضان كنوز غالية، فلا تضيِّعوها باللهو واللعب وما لا فائدة فيه، فإنكم لا تدرون متى ترجعون إلى الله، وهل تدركون رمضان الآخر أو لا تدركونه؟ وإن اللبيب العاقل من نظر في حاله، وفكَّر في عيوبه، وأصلح نفسه قبل أن يفجأه الموت، فينقطع عمله، وينتقل إلى دار البرزخ ثم إلى دار الحساب.

أيها المسلمون، مواسمُ الخيرات أيامٌ معدودات، مصيرها الزوال والفوَات، فاقصروا عن التقصير في الشهر القصير، وقوموا بشعائره التعبُّدية وواجباتِه الشرعية وسننِه المروية وآدابه المرعية، ((لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفِطر))، و((فصلُ ما بين صيامِنا وصيام أهلِ الكتاب أكلةُ السحر))، فتسحَّروا ولو بجرعة ماء، وكان رسول الله يُفطِر قبل أن يصلِّي على رُطبات، فإن لم تكن رطبات فتُمَيرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسواتٍ من ماء، وكان إذا أفطَر قال: ((ذهب الظمأ، وابتلَّت العروق، وثبَتَ الأجر إن شاء الله))، و((من أكلَ أو شرب ناسيًا فليُتِمَّ صومه؛ فإنَّما أطعمه ربُّه وسقاه))، ولا كفَّارة عليه ولا قضاء، و((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه))، و((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفِر له ما تقدَّم من ذنبه))، و((من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتِب له قيام ليلة))، و((مَن فطَّر صائِمًا كان له مثلُ أجره، غيرَ أنَّه لا ينقُص من أجرِ الصائم شيء))، و((عمرةٌ في رمضان تعدِل حجَّةً مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم)).

أيها الصائم، ليكن لك في شهر الصوم عملٌ وتهجُّد وقرآن، وابتعِد عن خوارق الصوم ومفسداته، وإياك أن تقع في أعراض المسلمين، واحفظ لسانك وسمعك وبصرك عمَّا حرم الله، يقول الإمام أحمد رحمه الله: "ينبغي للصائم أن يتعاهد صومَه من لسانه، ولا يماري في كلامه، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدًا". ومن بُلي بجاهل فلا يقابله بمثل سوأته، يقول عليه الصلاة والسلام: ((الصيام جُنَّةٌ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفَث ولا يسخَب، فإن سابَّه أحدٌ أو شاتمه فيلقل: إني صائم))؛ رواه البخاري.

معاشر الصائمين، ورمضان شهر القرآن، فيه أنزل، وفيه تدارسه نبي الهدى مع جبريل عليه السلام، كان يعارضه القرآن في كل عام مرة، فلما كان العام الذي توفي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، عارضه مرتين؛ ولذلك انكبَّ السلف الصالح على كتاب ربهم يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، لا يملون تكراره، ولا يسأمون أخباره، كان بعض السلف يختم في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين، وكان الشافعي يختم في رمضان ستون ختمة، وكان مالك إذا دخل رمضان نفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.

فاقتدوا- رحمكم الله- بسلفكم الصالح، اجعلوا للقرآن حظًّا وافرًا من أوقاتكم، أحيوا به الليل، وتغنوا به في النهار، فإنه شفيع لكم يوم العرض على الله، كما في المسند بسند صحيح عن عبدالله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان)).
منع القرآن بوعده ووعيده
مقل العيون بليلها لا تهجع
فهموا عن الملك العظيم كلامه
فهمًا تذل له الرقاب وتخضع


وإذا أحسنتم بالقول فأحسنوا بالفعل، ليجتمع لكم مزية اللسان وثمرة الإحسان، والمال لا يذهب بالجود والصدقة؛ بل هو قرضٌ حسن مضمون عند الكريم ﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ [سبأ: 39]، يضاعفه في الدنيا بركةً وسعادةً، ويجازيه في الآخرة نعيمًا مقيمًا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا))؛ متفق عليه.



فتحسَّسوا دورَ الفقراء والمساكين، ومساكن الأرامل والأيتام، ففي ذلك تفريجُ كربة لك، ودفعُ بلاء عنك، وإشباعُ جائعٍ، وفرحةٌ لصغير، وإعفافٌ لأسرة، وإغناءٌ عن السؤال، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرمَ الناس وأجودَهم، إن أنفق أجزل، وإن منح أغدق، وإن أعطى أعطى عطاءَ من لا يخشى الفاقة، وكان يستقبل رمضان بفيض من الجود، ويكون أجودَ بالخير من الريح المرسلة. فأكثِر من البذل والإنفاق؛ فإن المال لا يبقيه حِرصٌ وشحٌّ، ولا يذهبه بذل وإنفاق.


فيا مَن أفاء الله عليه من الموسرينَ، إنَّ الله هو الذي يعطِي ويمنَع، ويخفِض ويرفَع، وهو الذي استخلَفَكم فيما رزقَكم لينظرَ كيف تعملون، والمؤمِنُ في ظِلِّ صدقته يومَ القيامة، ولن يُعدَم الموسِر محتاجًا يعرِفه بنفسِه أو جهاتٍ موثوقَةٍ تعينُه على الإنفاق.

أسأل الله تعالى أن يقينا شُحِّ أنفسنا، ويجعلنا من المفلحين، إنه جواد كريم.

الخطبة الثانية
الحمد لله، أمر ألَّا تعبدوا إلا إياه، والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
معاشر الصائمين، إنَّ مقصودَ الصيام تربيةُ النفس على طاعةِ الله، وتزكيتُها بالصبر، واستعلاؤها على الشهوات. ووقت رمضان أثمن مِن أن يضيعَ أمام مشاهدَ هابطةٍ، لو لم يكن فيها إلا إضاعةُ الوقت الثمين لكان ذلك كافيًا في ذمِّها، كيف وقنواتها في سِباق محمومٍ مع الشيطان في نشرِ الفساد والفتنة والصدِّ عن ذكر الله وعن الصلاة؟! فهل أنتم منتهون؟


أخي الصائم، اجعل شهرَ صومك جهادًا متواصلًا ضدَّ شهوات النفس، وانقطاعًا إلى الله بالعبادة والطاعة، فهو موسم التوبة والإنابة، وباب التوبة مفتوح، وعطاء ربك ممنوح، فيا من أسرف في الخطايا وأكثرَ من المعاصي، متى تتوب إن لم تتب في شهر رمضان؟! ومتى تعود إن لم تعد في شهر الرحمة والغفران؟! فبادر بالعودة إلى الله، واطرُق بابَه، وأكثر من استغفاره.


معاشر الصائمين، في الأسحار نفحاتٌ ورحماتٌ حينَ التنزُّل الإلهيّ، فعليكم بالدعاء والاستغفار، فرُبَّ دعوةٍ يكتب لك بها الفوز الأبدي، وعند الفطر أيضًا دعوةٌ لا ترَدُّ، فاستكثِروا مِن الدعوات الطيبات في شهر النفحات، ادعوا لأنفسكم وذويكم، وتوسَّلوا إلى الله بألوانِ الطاعة، وارفَعوا أكُفَّ الضراعة، أن ينصرَ إخوانَكم المستضعفين والمشرَّدين، والمنكوبين والمأسورين، والمضطَهدين في كل مكان، فالأمة تمرُّ بأعتى ظروفها وأقسى أزمانها.


اللهم أنت المستعان، وعليك التكلان، ولا حولَ ولا قوة إلا بك.


ألا وصلُّوا ـ عباد الله ـ على رسول الهدَى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللّهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الأربعة الراشدين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين.

اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنَّتك، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا، اللهم مَتِّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدًا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، واجعلنا أهلًا لأن يُستجاب دعاؤنا يا رب العالمين.

اللهم اجعلنا صالحين في ظواهرنا وبواطننا حتى نكون أهلًا لأن يُستجاب لنا.

واشفِ اللهمَّ مرضانا، وارحم موتانا، وعليك بمن عادانا، وبلغنا مما يرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، آمين.

اللَّهُمَّ اجْمَعِ القلوبَ على طاعتِكَ، اللَّهُمَّ اهْدِ ضالَّ المُسْلمينَ، وثَبِّتْ مُطِيعَهُمْ، وارْزُقِ الجَمِيعَ الاِسْتِقامةَ على دِينِ اللهِ وَالتَّمَسُّكَ بِوَحْيهِ الكَريم.

اللَّهُمَّ احْفَظْ بلادَنا وبلادَ المُسْلمينَ منْ كُلِّ سُوءٍ ومكْروهٍ، اللَّهُمَّ رُدَّ كَيْدَ الأعْداءِ في نحورهِم، واجْعَلِ الدَّائِرَةَ عليْهم.

اللَّهُمَّ احْفَظْ للمسْلمينَ دينَهُم ودنْياهُم، ووحْدَتَهُم وأمْنَهُم، اللَّهُمَّ ارْحَمْنَا، وَارْحَمْ وَالِدِينَا، وَارْحَـمْ مَنْ عَلَّمَنَا، وَالمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.25 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]