|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بالأمن تستقيم الحياة من أعظم نِعم الله على عِباده نعمة الأمن؛ تلك النعمة التي لا يُدرِك قيمتَها ولا يستشعر أهميتها إلا مَنْ تجرَّع غُصّةَ الحرمان منها، واصطلى بنار فقدانها؛ فكم من غريب فقَد موطنَه، وكم من شريد غاب عن أهله وعشيرته، وكم من منكوب تائه لا يعرِف له مأوى، ولا يشعر بطمأنينة ولا استقرار؟!. نعمة الأمن تنتظم بها كل النعم، وتصلح بها كل العطايا، وتستقيم بها كل الأحوال؛ فالأمن جِماع النِّعم؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا»، فإذا غاب الأمن لم تستقم حياةٌ، ولم يطب عيشٌ، ولم تصلح الدنيا، ولا يقوم الدين. دعوة إبراهيم ولما كان الأمن بهذه الأهمية كان أول ما دعا به أبو الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- حين حمل ابنه وزوجته إلى مكة أن قال {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (البقرة:126)، وامتن الله سبحانه و-تعالى- على قريش بتلك النعمة فقال: «فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} (قريش)، وقال في سورة أخرى: {أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُون} (القصص 57). ولأهمية الأمن كذلك فإن الله -تعالى- وعَد المؤمنينَ بأن يجعل لهم بدلًا من الخوف الذي يعيشون فيه أمنًا واطمئنانًا، وراحة في البال، وهدوءًا في الحال، إذا عبدوه وحدَه واستقاموا على طاعته، ولم يشركوا معه شيئًا، قال -تعالى-: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(النُّورِ:55). الحاجة إلى الأمن وممَّا يدلُّ على حاجة المرء للأمن أنه كان أحد الأمور التي سألها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ربَّه، فعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال قال: اللهم أَهِلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام والتوفيق لِمَا تُحِبُّ وترضى، ربُّنا وربُّكَ اللهُ»، والمعنى: اجعل رؤيتَنا للهلال مقترنةً بالأمن من الآفات والمصائب، وبثبات الإيمان فيه، والسلامة من آفات الدنيا والدين. كما حذر الله -سبحانه وتعالى- من كفران هذه النعمة العظيمة التي أنعم بها على عباده، وسرد لذلك مثلاً في سورة النحل: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (النحل 112). نعمة عظيمة وإن نعم الله -عز وجل- علينا في هذا البلد المبارك المعطاء عديدة وعظيمة وكبيرة، وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى، نعم تستحق الشكر والحمد للمولى -عز وجل-، شكر باللسان والقلب والجوارح، وشكر اللسان التحدث بنعمة الله -عز وجل-، والثناء على المنعم -جل شأنه-، وشكر القلب يتحقق باليقين الجازم بأن كل نعمة هي من الله -عز وجل-، لا تنسب إلى سواه، وإذا أتت النعمة من إنسان فإنما هي من الله -عز وجل- أجراها على يديه، وشكر الجوارح يكون باستعمالها في طاعة الله والبعد عما يغضبه، وزيادة الفضل بتقديم المعروف والخير للآخرين. اعداد: المحرر الشرعي
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |