على قدر أهل العزم تأتي العزائم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح صحيح البخاري كاملا الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 749 - عددالزوار : 74913 )           »          الحج والعمرة فضلهما ومنافعهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 77 )           »          ٣٧ حديث صحيح في الصلاة علي النبي ﷺ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          قوق الآباء للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          حقوق الأخوّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          دفن البذور عند الشيخ ابن باديس -رحمه الله- (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          الاغتراب عن القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          آخر ساعة من يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          هاجر… يقين في وادٍ غير ذي زرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          الغش ... آفة تهدم العلم والتعليم والمجتمعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 92 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2009, 03:39 PM
الصورة الرمزية الخلافة القوة
الخلافة القوة الخلافة القوة غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: فلسطين
الجنس :
المشاركات: 103
الدولة : Jordan
افتراضي على قدر أهل العزم تأتي العزائم


على قدر أهل العزم تأتي العزائم
(الخطبة الأولى) أيها الناس: جاء في لسان العرب: العَزِيمة في اللغة عبارة عن الإرادة المؤَكّدة، وفي الشريعة اسم لما هو أصل المشروعات غير متعلّق بالعوارض، وفي المحيط: العَزْمُ: الصَّبرُ والجِدُّ، وأولو العزمِ من الرسل: هم الّذين صبروا وجدّوا في سبيل دعوتهم، قال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}، قال الزَّمَخْشَريُّ: أُولو الجِدِّ والثَّباتِ والصَّبْرِ. والعزيمة: الثّبات والشدّة فيما يوطِّن المرء نفسه عليه. وقال المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
أيها الناس: إنا لنعلم كيف يكون العزم على قدر العزيمة في شرعنا الحنيف في قول الله عز وجل: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}. قال الشافعي رحمه الله تعالى: فأظهر الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم أسرارهم وخبر السماعين لهم، وابتغاءهم أن يفتنوا من معه بالكذب والإرجاف والتخذيل لهم، فأخبره أنه كره انبعاثهم فثبطهم إذ كانوا على هذه النية، كان فيها ما دل على أن الله عز وجل أمر أن يُمنع من عُرف بما عُرفوا به من أن يغزو مع المسلمين، لأنه ضرر عليهم. وإنا لنعلم كيف يكون العزم على قدر العزيمة في فعل النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية لمّا تعرضت قبيلة خزاعة الموالية للمسلمين لعدوانٍ من قبيلة بكر الموالية لقريش، ولاحقوهم في الحرم وقتلوا منهم. فجاء عمرو بن سالم الخزاعي وأنشد الرسولَ صلى الله عليه وسلم شعراً: لا هُمَّ إني ناشد محمداً، حلف أبينا وأبيه الأتلدا، إن قريشاً أخلفوك الموعدا، ونقضوا ميثاقك المؤكدا، وقتلونا ركعاً وسجدا. فقال له رسول الله عليه السلام: "نصرت يا عمرو بن سالم، والله لأمنعنكم مما أمنع نفسي منه". ودعا الله قائلاً "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها"، فحضرت جموعٌ كبيرة من القبائل وفتحت مكة. وإنا لنعلم كيف يكون العزم على قدر العزيمة في فعل أبي بكر في محاربة المرتدين، وفعل عمر في فتح بيت المقدس، وفعل عثمان في تجهيز الجيوش، وفعل علي صاحب العزمات المشهورة، وفي فعل هارون الرشيد والمعتصم ومحمد الفاتح، وفي فعل عبد الحميد الذي منع هجرة يهودي واحد إلى أرض فلسطين.
أيها الناس: حقاً، لقد لحق مفهومَ العزم والعزائم عند بعض المسلمين حيفٌ كبير، ودخله سقم شديد. فكان الخليفة العباسي المستعصم أحد أسباب سقوط عاصمة الخلافة بغداد، نتيجة لضعفه وتردده وبخله الشديد، وعدم اتباعه لاستراتيجية واضحة في مواجهة المغول. فقد كان طيلة الفترة التي سبقت سقوط بغداد متردداً بين مهادنة المغول أو الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة معهم، لأنه كان ذا شخصية ضعيفة، وصاحب لهو، وشغف بلعب الطيور التي كان يربي أعداداً كبيرة منها، ويقيم لها الأبراج في داخل قصره، ويخصص لها ميزانية كبيرة تشمل نفقة طعامها والعناية بها من قبل مربين مختصين بتربية الحمام، وكان ضعيف الرأي، قليل العزم، كثير الغفلة، سمّاعاً للأغاني، كأنه والله يشبه حكامنا! وسقطت بغداد ثانية في يد الإنجليز عندما هدمت الخلافة العثمانية، ثم سقطت مرة ثالثة في أيدي الوحش الأميركي دون مقاومة تذكر من حكامها البعثيين العابثين، ولم نسمع من أصحاب العزائم البعثية إلا وصف الصحاف للأميركيين بالعلوج، وأنهم سينتحرون على أسوار بغداد، وقول صدام: "عسى ما يتورطون"! وضاعت بغداد ودخل العراق في حمام دم كبير لم يخرج منه بعد، وخُذل أهل العراق من حكام المسلمين خذلاناً كبيراً، وكفى به عاراً وإثماً مبيناً. وبنفس الطريقة خُذل الطالبان والشيشان والكشميريون، وخُذل أهل فلسطين والصومال والسودان، كما خُذل الجزائريون وغيرهم من المستضعفين من قبل، وصدق فيهم قول الشاعر:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الملوك الهزائمُ
وفي الناس من يلقى الحروب بسيفه
وفي الناس من تكفيه فيها الشتائمُ
أتتك علوج الروم والهول محدقٌ
وثغرك مفتوحٌ ورمحك نائمُ
أيها الناس: إن الذي ذكرني بتخاذلات القوم وسفساف أعمالهم، وما سببه ذلك من ضياع وهوان وذل وتفريط، هو خبر قرأته صباح هذا اليوم عن قيام مؤسسة تطلق على نفسها مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، ممثلة بشيخين بارزين من فلسطين، بدعوة قادة الدول العربية والإسلامية إلى التحرك بشكل عاجل لإنقاذ القدس المحتلة من تداعيات السياسة الإسرائيلية فيها، وشاركهم النداء أسقف مقدسي. وكان يمكن أن أدع مثل هذا النداء المهزلة يمر دون تعليق، فلدينا من القضايا ما هو أهم لنقف عنده، ونعلق عليه، ونبين رأي الشرع فيه، ولكني لما رأيت النداء لا يتلاءم مع الهدف المنشود، وأن الشيخين وصديقهما الأسقف قد أخطأوا العنوان تماماً في استغاثتهم تلك، فكانوا كمن يدعو أصماً لا يسمع، كان لزاماً علي الإظهار الواضح لفساد رأي المشايخ وأسقفهم، والبيان القاطع أنا قوم لا نعبد الحجارة ولا نقدسها، وليست لحجارة بيت المقدس التي يتباكون عليها وسوره وأبنيته أي قدسية، بل إن حجارة المسجد الأقصى نفسه لا تمثل عندنا شيئاً يذكر! وكم قلنا للمجاهدين الزاحفين لتحريره، لا تخافوا ولا تحزنوا إذا دكت مدافع طائراتكم ودباباتكم حجارته، وخربت قبابه، وشوهت زخارفه، فالأمة على استعداد لإعادة بنائه أو إعماره وتوسعته بشكل أفضل بمئات المرات من هيأته الحالية المحنَّطة. وإن أهل بيت المقدس بعد تحريره يستحقون بيوتاً أفضل من الزوايا المعتمة والتكايا والعقبات التي يسكنونها اليوم بعد أن أكل الدهر عليها وشرب. وإن تعجب فعجب قولهم: نريد إعمار المقدسات الإسلامية! وكيف تعمرونها وهي مغتصبة؟ وهل تُزين مغتصبة لغاصبها، أم أن الواجب الشرعي يحتم الأخذ على يد الغاصب حتى يحرر المغصوب؟ وهل من زين قبة الصخرة المغتصبة بماء الذهب، وفرش أرضها بالسجاد الفاخر قد أحسنَ صنعاً يا سادة؟ ولله دَرُّ عجوز مسلمة علّقت داخل قبة الصخرة بالقول: حسبنا الله على من فرش السجاد تحت أقدامنا وغطى رؤوسنا باليهود! وإن تعجب فعجب وقوفهم مع أسقف نصراني لا يزعم أنه أقرب مودة للذين آمنوا، بل إنه يخادع بنصرانيته دعاة الوطنية الفلسطينية، وإني لأخشى أن يأتي يوم على المشايخ والأساقفة يطالبون فيه بحاخام يتبعونه حتى يكتمل ثالوثهم.
(الخطبة الثانية) أيها الناس: إن من أعجب العجب أن يتوجه المشايخ بندائهم هذا إلى قادة العالم الإسلامي، وهم بالطبع يقصدون الحكام الذين نعرفهم جيداً بأنهم شواهد قبور واقفون، وعملاء نصبهم الكافر وبأمره يتحركون، وأنهم بما أنزل الله لا يحكمون، وشرع الله لا يوقرون، وإذا أسيء للإسلام وقرآنه ونبيه لا يغارون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، فلا المقدسات الإسلامية تعنيهم، ولا معاناة الشعوب تقلقهم، فهم الذين جزأوا بلاد المسلمين، ومنعوا الجيوش المسلمة من تحرير البلاد المغتصبة والمقدسات، وهم الذين أوجدوا كيان يهود، ويحرصون على أمنه، وسعوا جاهدين لعقد الهدن وتثبيتها! وهم الذين سلموا الأقصى وبيوت المقدسيين وكامل أرض فلسطين والجولان وسيناء في معارك مصطنعة، وهم الذين يحرصون على إيجاد حلول استسلامية تثبت وجود اليهود في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وهم الذين يريدون قلعكم أيها المسلمين من هذه المناطق وهدم منازلكم، ولو زعموا غير ذلك في إعلامهم الهابط، كذبوا ورب الكعبة. فما هم والله إلا كأصنام الحجارة التي كان يعبدها أهل الجاهلية الأولى، والذين قال الله فيهم: {إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبك مثل خبير}.
أيها الناس: لم يكن العزم يوماً عند هؤلاء الحكام على قدر العزائم، فلما سقطت القدس عام 67 شكل الحكام لجنة لها، ووعد ملك المغرب وقتئذ بإرسال 150 جندياً مغربياً إلى الأقصى، لا أدري حتى الساعة لماذا أرسلوا؟ وإن أرسلوا فحتى الآن ما وصلوا، ولو وصلوا فماذا عساهم فاعلين؟! وعندما حوصرت غزة، ولم تزل، رأينا عزم الحكام واضحاً جلياً، ولما أثخن اليهود في جنين فتحت القنوات الفضائية أبواب التبرع بالمال، وجمعوا الملايين ويا ليتهم ما جمعوها! فقد نفّسوا غيظ الناس، وما بلغنا أن المال الذي جمعوه قد وصل إلى أحد، وإن وصل فالفتات، وإن الفتات لا يغني من الطعام الحقيقي شيئاً، لقد كره الله انبعاثهم فثبطهم، وقيل اقعدوا مع القاعدين.
أيها المشايخ: لا تناشدوا الحكام ولا تستغيثوهم فهم أس البلاء ومصدر الداء، واتركوا التحالفات المشبوهة مع الوطنيين الفاشلين والكفار الكتابيين، فطريقهم ضلال، وصحبتهم هلاك، واعملوا مع العاملين لإعزاز هذا الدين بإقامة دولة خلافة المسلمين الثانية الراشدة على منهاج النبوة، فهي الدولة الخليقة بالعمل لها، والخليقة بالمناشدة، والخليقة بالإغاثة، وصاحبة العزم الأكيد.

الجمعة 22/6/1429 هـ
الموافق27/6/2008 م
__________________
القلة يريدون سلامة المنهج::والكثرة يريدون منهج السلامة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.17 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]