شبابُنا.. انْفعال أمِ التزام؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أحكام خطبة الجمعة وآدابها***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 99 - عددالزوار : 89498 )           »          حقوق الصديق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مفهوم الإسراف والتبذير وصورهما ومظاهرهما وآثارهما وأسبابهما وعلاجهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحياة السعيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          قصة يوشع بن نون عليه السلام وعاشورا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أهمية الأمانة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 4 )           »          وصف الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الحرص على مصروف الأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صلة الأرحام وبركة الأرزاق والأيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أمهات المؤمنين رضي الله عنهن (9) إسلام أم سلمة رضي الله عنها وهجرتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-05-2009, 08:21 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي شبابُنا.. انْفعال أمِ التزام؟!

تزايدت أعداد الشباب الإسلامي، وصاروا علامةً بارزةً في أكثر المجتمعات الإسلامية، وصار أكثرهم- بحمد الله- نماذج مشرفة، حيث تصدَّروا العمل الإغاثي، وتفوَّقوا في المجال الدراسي، وتقدَّموا في ميْدان الجهاد، وظهروا في الإطار السياسي، وتميَّزوا بالسمْت الأخلاقي، وأبدَعوا في التحرك الدعوي.
وبحكم ما في الشباب من عاطفة مَوّارة، وقوة كبرى، وطاقات شتَّى؛ فإنهم دائمًا في المقدمة إزاء مستجدات الأحداث، تأييْدًا أو مواجهة، كما أنهم أصحاب صناعة كثير من الأحداث من خلال جرأة المبادرة، وقدرة الممارسة، إلا أن هؤلاء الشباب وقد التزموا الإسلام عقيدة وسلوكًا يعايشون أوضاعًا شاذة، ومواجهات حادة، ففي كثير من المجتمعات الإسلامية مخالفات شرعية ظاهرة، كما أن في كثير من الحكومات الإسلامية انحرافات خطيرة، إضافةً إلى المواجهة السافرة من قبل أعداء الدين، تلك المواجهة التي ظهرت بأبشع صورها من خلال الحرب الشعواء على المسلمين اقتصاديًا وإعلاميًا وسياسيًا وعسكريًا .
فالشباب إذن يواجهون الغُربة الإسلامية، ويجابهون الحرب العدائية، وذلك يثير فيهم الغيرة الإسلامية، والحماسة الشبابية، فتتحرك العواطف المتقدة، والمشاعر الملتهبة لإنكار المنكرات، وفضح المؤامرات، وصد الهجمات في غضب عارم، وعاطفة جياشة، ويُقْدم بعض الشباب على تصرفات لا يتحقق جدواها، ولا تحمد عقباها، ويفقد بعضهم السيطرة على عواطفه، ويفقد بالتالي حسن التصرف وسداد الرأي وصواب القول، وقد يسمع هؤلاء من يُوصيهم بالصبر فتجيب عواطفهم: "لم يعد في قوس الصبر منزع"، وقد تذكر لهم الحكمة فيقرنها حماسهم بالجبن والخور، وقد يُشار إلى مراعاة المصالح والمفاسد فلا يفهمون من ذلك إلا أنه مداهنة وتميع، وكلما عرض لهم شيء انجرف في تيار الحماسة المتدفق، ونحن نعذر هؤلاء القلة من الشباب؛ لأن ما يواجهونه من مخالفة الشرع ومحاربة الدين أمر عظيم يدفعهم لمثل هذه الممارسات التي تهون في مقابل ما يفعله غيرهم تجاههم، ولكننا نقول لإخواننا الشباب:
نصائح مهمة:
إن المُنتظر منكم أكبر، والأمل فيكم أعظم، والظن بكم أحسن، ولهذا نتوجّه لكم بهذه الكلمات نخاطبكم بها- دون غيركم- لتكتمل مسيرتكم الراشدة، ولتسدوا الثغرات على المتصيدين للأخطاء بغرض التشهير، والمتربصين بكم الدوائر بغرض القضاء والتدمير.
1- البلاء الواقع في الأمة والعداء المواجه لها لم يحدث في يوم أو يومين، ولن يزول كذلك في يوم أو يومين لن نستيقظ في الصباح، وقد رفعت راية الجهاد، وصلحت أحوال البلاد والعباد، ولن يتغير الواقع بحماس مندفع ولا نقد لاذع، بل بعمل دائب متأنٍّ ، واجتهاد مستمر غير منقطع.
2-لا بد من ضبط العاطفة بالعقل، ولا يحسن ضبط العقل إلا الشرع، وقد أحسن ابن القيم حين قال: "إذا خرج عقلك من سلطان هواك عادت الدولة له".
3- التدرج سنة إلهية، تظهر في كثير من الأمور، أما الطفرات فهي أمور عارضة غالبًا ما تفتقر إلى الأسباب المنطقية، ولا تنتهي إلى نتائج مرضية.
4- سيرة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- مليئة بالعبر، وقد طاف بالكعبة وحولها الأصنام حتى إذا آن استكمال العمل حطمها مرددًا: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾ (الإسراء81)، وبين الفترتين صبر طويل، وحكمة بالغة، وجهاد دائم .
5-في التاريخ الإسلامي الطويل، وفي تجارب الواقع المعاصر أدلة ظاهرة، وأحداث ناطقة تبين نتائج الاندفاع العاطفي، والحماس غير المنضبط، والعمل الذي لا يعطي للزمن دوره، ولا يحب المعطيات والعواقب ولا يخطط لنتائج، ولا يستعد لردود الأفعال .

ونحن جميعًا محكومون بشرع الله، ودائرون معه، وقد قال الله لرسوله: ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً﴾ (المزمل:10)، وقال له: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ﴾ (الروم:60)، ونحن كذلك بالرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم- مقتدون، وهو الذي قال للأشج: "إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة"، وهو الذي علمكم أنه "ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" . وقد قال علماؤنا: "يجب ترك إنكار المنكر إذا كان الإنكار يُؤدي إلى وقوع منكر أكبر".
في النهاية، لا نقول لكم: أطفئوا جذوة الحماسة بل وجهوها، ولا نقول: توقفوا عن العمل بل أتقنوه، وفوِّتوا على الأعداء الفرصة من خلال البصيرة الراشدة، والحكمة الواعية، والعمل المتزن بعيدًا عن ردود الأفعال، وسرعة الانفعال.
__________________
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 156.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 154.35 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.10%)]