ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 453 - عددالزوار : 124513 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14556 - عددالزوار : 767950 )           »          جمع الصلوات بسبب المرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الزكـاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          نصيحة للمتأخرين عن صلاة الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 54 - عددالزوار : 35969 )           »          ديننا.. يتجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          دروس من قصص القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 6557 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 3533 )           »          يُسر الإسلام وسماحته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-01-2025, 10:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,313
الدولة : Egypt
افتراضي ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك

ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك




الدكتور عثمان قدري مكانسي
" ألاّ تسجُد" منصوب بنزع الخافض ، وكأنك تقول : ما منعك من أن تسجد . و " لا " زائدة . وفي سورة ص " ما منعك أن تسجد ".
وقيل : ليست بزائدة ; فإن المنع فيه طرف من القول والدعاء , فكأنه قال : من دعاك إلى ألا تسجد ؟ كما تقول : قد أمرتك ألا تفعل كذا . وقيل : في الكلام حذف , والتقدير : ما منعك من الطاعة وأحوجك إلى ألا تسجد .
قال العلماء : الذي أحوج إبليسَ إلى ترك السجود هو الكبر والحسد ; وكان أضمر ذلك في نفسه إذا أمِر بذلك . وكان الله تعالى قد وصى أهل السماء بالسجود لآدم قبل خلقه ، يقول الله تعالى : " إني خالقٌ بشرا من طين . فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " [ ص : 71 - 72 ] . وقوله إني خالقٌ بشراً غير قوله : إني خالقُ بشرٍ. فمعنى الجملة الاولى انه سيخلق بشراً ومعنى الجملة الثانية أنه خلق وأتم الخلق ، فافهم هذا وتدبّر.
فكأنّ إبليس دخله أمر عظيم من قوله " فقعوا له ساجدين " . فإن في الوقوع توضيعَ الواقع وتشريفاً لمن وقع له ; فأضمر في نفسه ألا يسجد إذا أمره الله بالسجود في ذلك الوقت . فأراد الله تعالى كشفَ خبيئته ليفضحه بين الملائكة ، فلما نفخ فيه الروحَ وقعت الملائكة سُجَّدا , وبقي هو قائما بين أظهرهم ; فأظهر بقيامه وترك السجود ما في ضميره . فقال الله تعالى : " ما منعك ألا تسجد " أي ما منعك من الانقياد لأمري ; فأخرج سر ضميره فقال : " أنا خير منه " .
إذ أمرتك
.ولا ننسَ أن ( إذ) ظرفيةٌ بمعنى حين. فقد أمره الله تعالى مرتين بالسجود : مرة حين أخبره وأخبر الملائكة بضرورة السجود لآدم حين يخلقه ، ومرة حين خلقه وأمر الجميع بالسجود له.فأبى إبليس في ضميره أولاً وأبى في الثانية عملاً.
قال أنا خير منه
وكان رد إبليس – كما يقول القرطبي رحمه الله - : منعني من السجود فضلي عليه ; فهذا من إبليس جواب على المعنى . كما تقول : لمن هذه الدار ؟ فيقول المخاطب : مالكها زيد . فليس هذا عين الجواب , بل هو كلام يرجع إلى معنى الجواب .
خلقتني من نار وخلقته من طين
فرأى أن النار أشرف من الطين ; لعلوها وصعودها وخفتها , ولأنها جوهر مضيء .
قال ابن عباس والحسن وابن سيرين : أول من قاس إبليسُ، فأخطأ القياس . فمن قاس الدين برأيه قُرنَ مع إبليس .
قال ابن سيرين : وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس .
وقالت الحكماء : أخطأ عدو الله من حيث فضل النار على الطين , وإن كانا في درجة واحدة من حيث هما مخلوقان فإن الطين أفضل من النار من وجوه خمسةٍ :
أحدها : أن من جوهر الطين الرزانة والسكون , والوقار والأناة , والحلم , والحياء , والصبر . وذلك هو الداعي لآدم عليه السلام بعد السعادة التي سبقت له إلى التوبة والتواضع والتضرع , فأورثه المغفرة والاجتباء والهداية . ومن جوهر النار الخفة , والطيش , والحدة , والارتفاع , والاضطراب . وذلك هو الداعي لإبليس بعد الشقاوة التي سبقت له إلى الاستكبار والإصرار ; فأورثه الهلاك والعذاب واللعنة والشقاء ; قاله القفال .
الثاني : أن الخبر ناطق بأن تراب الجنة مسك أذفر , ولم ينطق الخبر بأن في الجنة نارا وأن في النار ترابا .
الثالث : أن النار سبب العذاب , وهي عذاب الله لأعدائه ; وليس التراب سببا للعذاب .
الرابع : أن الطين مُستغنٍ عن النار , والنار محتاجة إلى المكان ومكانُها الترابُ .
الخامس , وهو أن التراب مسجد وطهور ; كما جاء في صحيح الحديث . والنار تخويف وعذاب ; كما قال تعالى : " ذلك يخوف الله به عباده " [ الزمر : 16 ] . وقال ابن عباس : كانت الطاعة أولى بإبليس من القياس فعصى ربه , وهو أول من قاس برأيه . والقياس في مخالفة النص مردود .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.02 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]