|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التكافل وتحقيق الأمن المجتمعي
من أنواع تحقيق الأمن وتعزيز الاستقرار والتماسك الاجتماعي في الإسلام وجود التكافل بين أفراد المجتمع، وقد حث الإسلام الناس عليه، ووعد عليه بالثواب في الدنيا والآخرة؛ حيث يعيش الناس في أجوائه عيشة الأمن والسلام، ومن ذلك قوله -تعالى-:{لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (النساء: ١١٤). وقال -تعالى واصفا الأنصار مع إخوانهم المهاجرين رضي الله عن الجميع-: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} (الحشر:١٠). ومن ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه».فريضة الزكاة وقال -تعالى- في فريضة الزكاة التي تحقق المحبة والتكافل والسلام في المجتمع المسلم: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (التوبة: ٦٠)، وحذَّر المتصدق بماله من المَنِّ به، وجرح نفس المتصدَق عليه، وذلك في قوله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} (البقرة: ٢٦٤).وصف الأبرار وقال -عز وجل في وصف الأبرار من عباده-: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} (الإنسان)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مثل المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه»، وحث - صلى الله عليه وسلم - على إفشاء السلام بين الناس والتهادي؛ لأن ذلك يورث المحبة والألفة والسلام؛ قال -صلى الله عليه وسلم -: «لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ليسلِّم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير»، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «تهادوا فإن الهدية تُذهب وحر الصدر».قضاء حوائج المسلمين كما أمر -صلى الله عليه وسلم - بقضاء حوائج المسلمين بإغاثة ملهوفهم والتفريج عن مکروبهم، والتيسير على مُعسرهم، وذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة»، ولا يخفى ما في ذلك من إشاعة المحبة والأمن والسلام بين أبناء المجتمع، كما جاء النهي عن زجر اليتيم والسائل. قال -تعالى-: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} (الضحى) والحث على إطعامهما ورحمتهما والتضامن معهما.امتداد الرحمة المشروعة وقد وصلت الرحمة، ووصل الأمن والسلام في شريعة الإسلام إلى الحيوان البهيم؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم -: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه، ثم أمسكه بفمه، فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له» قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: نعم، في كل ذات كبد رطبة أجر»، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «والشاة إن رحمتها رحمك الله»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «عُذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض».تحريم الاعتداء والبغي كما حرم الإسلام كل أنواع الاعتداء، سواء كان ذلك على الأنفس والأعراض، أو العقول، أو الأموال، ورتب على اقتراف ذلك العقوبات الدنيوية والأخروية، وذلك حتى يعيش الناس في مجتمعاتهم آمنين على أنفسهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم، ومن أجل ذلك حرّم الله الزنا، وحرّم الوسائل المفضية إليه حفاظا على الأعراض، وشرع حدّ الرجم عقوبة للزاني المحصَن، وأما غير المحصن فجلد مائة جلدة، كما قال -تعالى-: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} (النور:٢).تشريع عقوبة القصاص وحفاظا على أمن النفوس شرع عقوبة القصاص في القتل والجراحات، وبين الحكمة في ذلك بقوله -تعالى-: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة:١٧٩)، وشرع لحفظ الأموال والممتلكات عقوبة قطع يد السارق، وذلك في قوله -تعالى-: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (المائدة: ٣٨)، والإسلام عندما شرع الحدود والعقوبات لحفظ أمن المجتمع قد بدأ قبل ذلك بسد الذرائع المفضية إلى هذه الجرائم، والتذكير بمراقبة الله -عزوجل-، والخوف من سخطه وعذابه، ومع ذلك فهنالك في المجتمعات أناس لا ينفع فيهم الوعظ ولا التذكير، ولا يلتزمون بترك الوسائل المفضية إلى الجريمة، فعندها تأتي الحدود التي من شأنها أن تحفظ للبيوت والمجتمعات أمنها وسلامتها. ومن العجائب والغرائب أن ينبري أعداء هذا الدين من الكفار والمنافقين، ويصفون هذه الحدود والعقوبات أنها قسوة ووحشية {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} (الكهف:٥) وعمِيت أبصارهم وبصائرهم عن هذه الجرائم وما تُحدثه في الأفراد والبيوت، والمجتمعات من جرائم فظيعة، ووحشية عاتية في الأنفس والأموال والأعراض، لكنها عندهم ليست قاسية، ولا وحشية لملائمتها لأهوائهم وشهواتهم وأفكارهم الهدامة.الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو من أنواع التكافل والتكامل في المجتمع المسلم، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فهو يضفي الأمن والسلام على المجتمع؛ لأن الأمر والنهي هما صمام الأمان للمجتمعات من وقوع العقوبات بأهلها، قال الله -تعالى-: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} (هود: ١١٦)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها؛ فكان الذين في أسفلها إذا استقوا مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرَقْنا في نصيبنا خَرْقا ولم نؤذ من فوقنا! فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا».خلاصة القول إن التكافل والترابط والتكامل بين أفراد المجتمع المسلم، من أعظم محاسن شريعة الإسلام وتميزها عن سائر الملل والشرائع؛ حيث اتسمت تلك الشريعة بالرحمة والشفقة بالناس جميعًا، قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:107)، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «إنما بعثني اللهُ رحمةً للعالمين»، والتكافل بين أفراد المجتمع المسلم، قضية تنبع من جوهر الإسلام، وتنطلق من الأساس الذي أرسل من أجله الرسل، وهو أن يكون الناس أمة واحدة، في كل جانب وفي كل منحى، يكونون أمة واحدة في معتقداتهم وعباداتهم، أمة واحدة في توادهم، أمة واحدة في تراحمهم، أمة واحدة في تعاطفهم، أمة واحدة في تداعيهم وتناصرهم.![]() أهمية التكافل في تحقيق الأمن المجتمعي
اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |