|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مفاتن السعــــــــادة الأستاذة : سميرة بيطام كان يسعدني الكثير من الأمان...كان يلهيني العديد من الوظائف.. كان يجالسني العديد من النقاد..كان يسامرني الأهل و الأحباب، لأني ابحث عن السعادة في تلك اللحظات أو أن السعادة تسكن أصلا بداخلي و للأبد . عجبا أني لن انتبه أني في لحظة ما قد تضيع مني لحظات السعادة... عجبا أني لم احزن في تلك اللحظات..لكن حتى أتدارك ما ضاع مني سأفرض عليكم بالقوة أن لا تسألوا عن سبب كبريائي ..لأني لن أجيب ..و حتى أخلع لجام السكوت عن المنكر سأرتد على موجات الغضب في أني لا أخشى سوى الله..و باقي الكلام هو هراء ليس إلا.. ليس دائما تتفوق السعادة و ليس دائما ينجلي الحزن..كنت أحتكم إلى المصحف حينما ترتجف أناملي خوفا أن يخطئ حرفي أو أن ابقي لوحدي ،كنت أركز على انطلاق الآمل أمامي ..كنت اركض خلف وعود من أحببت ووثقت بهم ، لكن مرجعيتي في الثبات و الصمود هي كلام الله المدون في المصحف الشريف ... دعوني حرة و لا تقيدوا صوتي.. أريد أن أكون مع الله في هذه اللحظات..أرجوكم لا تطرقوا باب غرفتي و لا تزعجوني.. كم من مرة خدعتموني في السعادة ، مرة قلتم لي أنها في يدي فرحت أحافظ عليها من الانفلات ، و مرة قلتم أنها في فكري فرحت أحرره من كل عوائق الإبداع و الجمود فجعلته كالماء في الوادي يجري حرا طليقا. بالله عليكم اسفحوا المجال لسبيلي و لا تطلبوا مني ابتسامة مزيفة ،واطلب منكم لما أقرأ القرآن أن تطفئوا مصابيح اللغو ، و لما أرتله أوقدوا لي شموع التفاؤل ، سأقبل منكم هذا الدور لأني أنا من رتبت للتفاؤل و رتلت لأجله طويلا دونما تعب أو ملل ، و هل في آي الله تعب؟ فهاكم ورود القناعة و الرضى بقضاء الله ... ازرعوها في حديقتي لأني أتطلع إلى مستقبل زاهر بالورود..و اتركي لي السقيا بأناملي الحانية. كثيرة هي تأوهات صدري في أني تعبت من أن أصنع مجدي بيدي ..فمجدي يحمل بصمة سبابتي و يقره جيل أمتي من أصلي و انتمائي ، لأنه درع الغد. لا داعي أن نحاكي الزمن عن مفهوم السعادة... لا داعي أن نبحث عنها خلف سراب الوهم، فلكم كان السفر إليها بعيد الدرب و لكم كان الظفر بها شاقا ، حتى أصبح الشك يساورني في أن السعادة تسعد دون مقابل ، فقد جربت حرفي كيف يطالبني أن اكتبه و أنا سعيدة ، لكنها مغالطة كبيرة في أن أسرع للكتابة و أنا في راحة تامة لأني سأتحير كثيرا من لوازم الهناء و مستلزماته بهذا الهدوء، فليس لي هناء و الحرب في كل مكان من العالم. لو شق علي الطلب في أن أبدو سعيدة دونما ارتجالية لن أقبل ، لكنه لو شق علي الألم أن اركن لسعادة ما بعد العسر يكون يسرا لي و لمسيرتي أن تكبر على قفى أعظم المدرسين فمن القافة خطوات للنجاح ، فيها فنيات السعادة. يقول عز وجل " ...لكي لا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم و الله لا يحب كل مختال فخور " سورة الحديد الآية 23. إذن لا للحسرة و لا للندامة حال الفشل ، لأني لا أريد أن اشعر بميزان الهدوء مستقر في مكانه ،فهذا الاستقرار يخدعني و يفاجئني بما لم أتوقعه. فلا تفرضوا علي سعادة مفتونة و لو فيها إعجابا مني و لكن افرضوا علي وردا من القرآن كل يوم فلن أقول لا ، لأن من القرآن ما هو سعاتي الحقيقية دونما فتن فاتنة...و لان بقائي في ركن بيتي مع مصحفي خير لي من مجامع القيل و القال دونما حدث بطولي..لم تعد فيه بطولات جميلة ، لم يعد فيه هناء و رحمة في القلوب..لذلك لن تقدروا على أن تسعدوني و أنا في قمة الحزن..و لو حاولتم لن تقدروا ..من يقدر أن يروض هدوئي هو كلام الله في قوله تعالى "و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين إلا خسارا" سورة الاسراء الآية 82.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |