|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
||||
|
||||
![]() التعليق السابع: المعنى الإجمالي للحديث: هذا الحديث الشريف من الأحاديث الشريفة الداعية إلى الرحمة بخلق الله تعالى في الأرض جميعًا والشفقة عليهم والإحسان إليهم، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى وأكد على أهميته فقال: (الراحمون)؛ أي: الذين يرحمون من في الأرض من إنسان أو حيوان أو طير أو غير ذلك شفقةً عليهم وإحسانًا إليهم (يرحمهم الرحمن) بواسع رحمته، ويتفضَّل عليهم بالإحسان والعفو والغفران؛ جزاءً وفاقًا؛ فالله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم، وقد تجلَّى هذان الاسمان العظيمان من الأسماء الحسنى من أول القرآن الكريم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لما قضى الله الخلق كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سبقت غضبي"[45]. "لما قضى الله الخلق"؛ أي: حين قدر الله خلق المخلوقات وحكم بظهور الموجودات، أو حين خلق الخلق يوم الميثاق[46]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: جعل الله الرحمة مئة جزء، فأمسك عنده تسعةً وتسعين جزءًا وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا؛ فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه[47]. ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة، فقال: (ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء)؛ أي: ارحموا من معكم في الأرض من جميع أنواع الخلق؛ فإذا رحمتم من في الأرض شفقةً وعطفًا يرحمكم الله تعالى تفضلًا وكرمًا؛ فرحمة العبد للخلق سبب عظيم لنيل رحمة الله تعالى التي من آثارها خيرات الدنيا والآخرة. وقد ورد التوجيه النبوي الكريم بالإحسان حتى في هيئة قتل النفس التي أبيح دمها، وفي هيئة ذبح البهايم، عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"[48]. ومن مواضع رحمة الناس تعليمهم ضروريات الدين التي هي سبب لإنقاذهم من النار وإطعام جائعهم وكسوة عاريهم ونحو ذلك. ونبينا صلى الله عليه وسلم له النصيب الأوفر من هذا الخُلُق العظيم، فهو الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، كما قال الله عز وجل: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، ثم أكَّد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية صلة الرحم؛ فأخبر أن الرَّحِم- أي: القرابة- مشتقة من اسم الله (الرحمن)؛ فلها به علاقة وطيدة؛ فمَنْ وَصَلَها وصله الله تعالى برحمته وإحسانه وعونه، ومَنْ قَطَعَها قَطَعَه الله تعالى من جوده وفضله. التعليق الثامن: الدروس المستفادة من الحديث: • الإسلام دين الرحمة وهو قائم على توحيد الله تعالى وطاعته والإحسان إلى خلقه. • ثبوت صفة الرحمة لله عز وجل، فهو سبحانه وتعالى متصف بالرحمة، وهو الرحمن الرحيم. • الرحمة بخلق الله تعالى والشفقة على الآخرين مجلبة لرحمة الله تعالى ومما يحبه الله تعالى ويرضاه لعباده. • الجزاء من جنس العمل؛ فالراحمون يرحمهم الله عز وجل ويحسن إليهم. • الرحمة مقيدة باتِّباع الكتاب والسُّنَّة؛ فإقامة الحدود والانتقام لحرمة الله تعالى لا ينافي الرحمة. • ثبوت صفة العلو لله تعالى كما يليق بجلاله سبحانه. • صلة الرحم فيها أجر كبير وقطيعتها فيها وعيد شديد. • هذا الحديث الشريف يحمل فوائد مهمة يمكن تطبيقها للتواصل الحسن وتحقيق المحبة والوئام بين الخلق في العالم، وخاصة في هذا العصر الذي تفشَّى فيه العنف والقسوة وسوء التفاهم بين المجتمعات. التعليق التاسع: التوسع في الأولية: إذا كان الحديث المسلسل بالأولية أول حديث مسموع للطالب من شيخه كان سماعه منه بأولية حقيقية، وهذا هو الأصل. وفي حالة ما إذا كان قد تقدمه سماع حديث ما من شيخه فقد وسع العلماء أن يقيده بشيء ما يضفي عليه صفة الأولية؛ كزمان أو مكان أو صفة أو نحو ذلك؛ فيسوغ له أن يقول مثلًا: وهو أول حديث سمعته منه في سنة كذا أو شهر كذا أو مدينة كذا أو مجلس كذا، أو: وهو أول حديث سمعته منه مسندًا، إذا كان مسموعه منه قبل ذلك معلقًا؛ أي: محذوف السند. ويطلق عليها الأولية الإضافية أو النسبية؛ كما ذكر ذلك ابن عابدين، قال: "وقد أخذ سيدي هذا الحديث الشريف عن مشايخ كثيرين ممن تقدم ذكرهم، منهم بالسماع له بأولية حقيقية، ومنهم بأولية نسبية وإضافية، ومنهم بطريق الإجازة العامة "[49]. التعليق العاشر: رجال الإسناد من هذا العبد الضعيف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: في هذا المسلسل بين هذا العبد الضعيف محمد عارف بن فاروق أحمد الأركاني وبين الرسول صلى الله عليه وسلم سبعة وعشرون شخصًا في الإسناد؛ فالذي يأخذه مني يكون بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون شخصًا. وبيني وبين الرسول صلى الله عليه وسلم في إسناد صحيح البخاري من طريق شيخي أحمد جابر جبران اليمني ثم المكي خمسة وعشرون شخصًا باعتبار ثلاثيات البخاري الاثنين والعشرين. إلى هنا ينتهي ما تيسر جمعه من التعليقات على الحديث المسلسل بالأولية، فما كان فيها من صواب فمن الله عز وجل، وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله سبحانه وتعالى منه. قال جامعها الراجي عفو ربه وغفرانه محمد عارف بن فاروق أحمد بن عبدالقادر الأركاني ثم المدني: كان الفراغ من جمعها وتحريرها في اليوم الثالث من شهر شعبان سنة ألف وأربع مئة وست وأربعين من الهجرة، في محافظة المندق، منطقة الباحة، المملكة العربية السعودية. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [1] التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير للإمام النووي، النوع الثالث والثلاثون. وأصله في مقدمة ابن الصلاح، النوع الثالث والثلاثين. [2] مقدمة ابن الصلاح، النوع الثالث والثلاثون، وانظر: تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي للإمام السيوطي، النوع الثالث والثلاثين، المسلسل. [3] له ترجمة في سير أعلام النبلاء، الجزء 17. [4] ذكره ابن خَلِّكان: 383، وقال: إنما قيل لها نيسابور؛ لأن سابور ذا الأكتاف أحد ملوك الفرس لما وصل إلى مكانها أعجبه، وكان مقصبة؛ فأمر بقطع القصب وبنى المدينة؛ فقيل: ني سابور، وني: القصب بالعجمي. [5] انظر: الجزء المسلسل بالأولية والكلام عليه، لعلاء الدين علي بن إبراهيم بن داود العطار، تحقيق صالح بن محمد، ص (18)، طبقات السبكي 4/ 198، المشتبه لابن ناصر الدين الدمشقي 4/ 322. [6] حصر الشارد للشيخ محمد عابد السندي ص 536، نسبة إلى بيع البَزِّ؛ أي: الثياب. [7] ذكره الشيخ محمد عبدالباقي الأيوبي الأنصاري في المناهل السلسلة، ص 6. [8] نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني، تحقيق الدكتور عبدالله بن ضيف الله الرحيلي ص155-156. [9] هامش حصر الشارد ص 539. [10] تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي للإمام السيوطي، النوع الثالث والثلاثون، المسلسل (باختصار). وانظر: حصر الشارد ص (538)، تعليق الشيخ محمد ياسين الفاداني على حسن الوفا للشيخ فالح بن محمد الظاهري ص (32). [11] في كتاب الأدب، باب في الرحمة (4941). [12] برقم (4941). [13] في كتاب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في رحمة الناس (1924). [14] برقم (1924). [15] في كتاب مسند المكثرين من الصحابة، باب مسند عبدالله بن عمرو بن العاص (6494) [16] مستدرك الحاكم، كتاب البر والصلة 4/ 159. [17] كتاب العلو للذهبي، تحقيق عبدالله البراك، ص (279). [18] معجم الشيوخ للذهبي 1/ 23. [19] سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 2/ 631، رقم (925). [20] الجواهر المكللة في الأحاديث المسلسلة للسخاوي (مخطوطة)، تشستر بيتي، رقم 3664/ ف، ص 40. [21] العجالة في الأحاديث المسلسلة، ص 10. [22] تعليقه على حسن الوفا للشيخ فالح بن محمد الظاهري، ص 33. [23] عيون الموارد السلسلة من عيون المسانيد المسلسلة لابن الطيب (مخطوطة)، الأزهرية، رقم283، لوحة 9. [24] المناهل السلسلة، ص 6 باختصار. [25]4/ 297. [26] عيون الموارد السلسلة، لوحة 9. [27] لم أجد للنجم الغزي كتابًا بهذا الاسم، ولم أجد الكلام المنقول في الكواكب السائرة له. [28] مزيد النعمة في حديث الرحمة (مخطوط)، لوحة 27، باختصار. [29] التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز، ص 8. [30] عقود اللآلي في الأسانيد العوالي لابن عابدين، تحقيق محمد بن إبراهيم ص (197-198). [31] العجالة في الأحاديث المسلسلة، ص 10. [32] شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، باب الشفقة والرحمة على الخلق، رقم الحديث (4750). [33] تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في رحمة الناس (1924). [34] تعليق الشيخ محمد ياسين الفاداني على حسن الوفا، ص 32. [35] تفسير السمعاني. [36] الدر المنثور للسيوطي. وقال ابن جرير الطبري (ت310هـ): "﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾، وهو الله"؛ جامع البيان لابن جرير. وقال ابن عبدالبر (ت 463هـ): معناه: من على السماء، يعني: على العرش، على أن (في) بمعنى (على)، كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾ [طه: 71]؛ أي: على جذوع النخل. انظر: التمهيد لابن عبدالبر 7/ 130. وقال ابن تيمية (ت 728هـ): ﴿ فِي السَّمَاءِ ﴾؛ أي: في العلو، على أن ﴿ السَّمَاءِ ﴾ بمعنى (العلو)، و﴿ فِي ﴾ على أصله. انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية 16/ 100-101. [37] روح المعاني للألوسي باختصار، وانظر: الأسماء والصفات للبيهقي، تحقيق أبي زيد محمد، ص (1031)، رقم (876)، تفسير القرآن العظيم لابن كثير تفسير الآية 54 من سورة الأعراف، والآية 6 من سورة طه، فتح الباري 13/ 407. [38] مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود للسيوطي، بعناية محمد شايب، ص 1254-1255باختصار، وانظر: البرهان في علوم القرآن للزركشي، تحقيق: محمد أبو الفضل، النوع السابع والثلاثون 2/ 78 – 79، الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تحقيق فواز أحمد، فصل من المتشابه آيات الصفات، ص (484). [39] الرُّحَضاء: - كالخُشَشاء -: العرق إثر الحمى أو عرق يغسل الجلد كثرةً. القاموس المحيط (رحض). [40] شرح حديث النزول لابن تيمية، تحقيق محمد الخميس، ص (132-133). جواب مالك الذي ذكره ابن تيمية أخرجه آخرون باختلاف في بعض الألفاظ، فأخرجه البيهقي (ت 458) بلفظ: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول) بدل (الاستواء معلوم والكيف مجهول)؛ كما أخرجه بلفظ آخر أيضًا، وأخرجه اللالكائي (ت 418) والصابوني (ت 449) والذهبي (ت 748) وغيرهم باختلاف يسير في الألفاظ. وجواب ربيعة الرأي الذي أشار إليه ابن تيمية أخرجه اللالكائي عن سفيان بن عيينة قال: سئل ربيعة عن قوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، كيف استوى؟ قال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق"، وصحَّحه الذهبي، وأورده الذهبي أيضًا بلفظ: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة)، وأخرجه البيهقي باختلاف يسير في اللفظ. وجواب أم سلمة رضي الله عنها الذي أشار إليه ابن تيمية أخرجه اللالكائي من طريق الحسن البصري عن أمه عن أم سلمة رضي الله عنها في قوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، قالت: "الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر". وأخرجه الصابوني، ونقله ابن حجر عن اللالكائي، وقال عنه الذهبي: "هذا القول محفوظ عن جماعة؛ كربيعة الرأي ومالك الإمام وأبي جعفر الترمذي، فأما عن أم سلمة فلا يصح؛ لأن أبا كنانة ليس ثقة وأبا عمير لا أعرفه"؛ انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، تحقيق عادل آل حمدان، ص (397)، رقم (663)، ص (398) رقم (664، 665)، عقيدة السلف للصابوني، تحقيق د. ناصر الجديع، ص (178 - 183)، الأسماء والصفات للبيهقي، تحقيق أبي زيد محمد، باب ما جاء في قول الله عز وجل ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، ص (1028 - 1030)، رقم (873، 874، 875)، كتاب العلو للذهبي، تحقيق عبدالله البراك، ص (911)، رقم (322)، ص (952)، رقم (344)، ص (954)، رقم (344 - 1)، فتح الباري 13 / 406. وأثر أم سلمة رضي الله عنها هذا وإن كان سنده فيه ضعف فإنه صحيح معناه. الاستواء معلوم: أي معلوم معناه من حيث اللغة العربية، وهو العلو. والكيف مجهول: قال الإمام الغزالي (ت 505هـ): "يعني تفصيل المراد به غير معلوم"؛ إلجام العوام عن علم الكلام للغزالي، طبعة دار المنهاج ص (61). والكيف غير معقول: أي لا يدركه العقل، وإنما استأثر الله عز وجل بعلم كيفيته وحقيقته. والسؤال عنه بدعة: لأن الصحابة رضي الله عنهم لم يسألوا عن الكيف؛ فالسؤال عنه بدعة في الدين. [41] انظر: مزيد النعمة في حديث الرحمة (مخطوط)، لوحة: 27. [42] انظر: القاموس المحيط (رحم). [43] فتح الباري شرح صحيح البخاري (418/ 10) باختصار، وانظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير (447/ 2)، القاموس المحيط (شجن). [44] انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (92/ 1). [45] أخرجه البخاري (7453)، ومسلم (2751). [46] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للملا علي القاري، كتاب أسماء الله تعالى، باب رحمة الله (2364). [47] أخرجه البخاري (6000) ومسلم (2757). [48] أخرجه مسلم (1955)، الأربعون النووية، الحديث السابع عشر. القِتلة: بكسر القاف، وهي الهيئة والحالة. والذبحة: بكسر الذال ويضم. وقد جاء في بعض روايات هذا الحديث: "فأحسنوا الذبح" بغير هاء، وهو بالفتح مصدر، وبالهاء والكسر: الهيئة والحالة. وقوله: "وليُحد أحدكم شفرته": هو بضم الياء من أحَدَّ، يقال: أحَدَّ السكين وحَدَّها واستَحَدَّها؛ شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد، المكتبة الفيصلية - مكة المكرمة ص (51-52). [49] عقود اللآلي في الأسانيد العوالي لابن عابدين، ص (186).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |