|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة وزارة الأوقاف – خَيرُ القُرُونِ
كانت خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتاريخ 16 من المحرم 1447 ه - الموافق 11/7/2025م؛ بعنوان: (خَيرُ القُرُونِ)؛ حيث بينت كيف أن الله -عز وجل- لَمَّا اصْطَفَى مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ، اخْتَارَ لَهُ أَفْضَلَ حَوَارِيِّينَ، وَخِيرَةَ صَحْبٍ وَنَاصِرِينَ، فَنَاصَرُوا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِدِمَائِهِمْ، وَأَقَامُوا شِرْعَةَ الدِّينِ بِسُيُوفِهِمْ، قَطَعُوا حَبَائِلَ الشِّرْكِ مِنْ طَوَائِفِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، وَأَوَصَلُوا دَيْنَ اللهِ إِلَى مَشَارِقِ الْأَرَضِ وَمَغَارِبِهَا، لَا كَانَ وَلَا يَكُونُ مِثْلُهُمْ ، وكيف أن أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ قد أجمعوا عَلَى أَنَّهُمْ أَفْضَلُ الْخَلْقِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ. رضي الله -تعالى- عن الصحابة إِنَّ اللهَ -تَعَالَى- شَهِدَ لِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - بِالْإِيمَانِ، وَوَعَدَهُمْ بِأَعَالِي الْجِنَانِ، وَأَحَلَّ عَلَيْهِمُ الرَّحْمَةَ وَالرِّضْوَانَ؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (التوبة:100). قَوْمٌ لَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ السَّابِقَةُ، لَا يُدَانِيهِمْ أَحَدٌ فِي الْمَنْزِلَةِ، وَلَا يَبْلُغُ قَرِيبًا مِنْهُمْ فِي الدَّرَجَةِ؛ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَباً، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلَا نَصِيفَهُ» (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ). حُبُّ الصَّحَابَةِ طَاعَةٌ وَإِيمَانٌ لَقَدْ كَانَ سَلَفُ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَغْرِسُونَ فِي قُلُوبِ أَوْلَادِهِمْ حُبَّ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ-؛ لِمَا لَهُمْ عِنْدَ اللهِ مِنَ الْفَضْلِ وَالدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ؛ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «مَنْ جَهِلَ فَضْلَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فَقَدْ جَهِلَ السُّنَّةَ». وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: «إِنَّ اللَّهَ -تَعَالَى- اطَّلَعَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاخْتَارَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم -، فَبَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، وَانْتَخَبَهُ بِعِلْمِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ النَّاسِ بَعْدَهُ، فَاخْتَارَ لَهُ أَصْحَابًا، فَجَعَلَهُمْ أَنْصَارَ دِينِهِ، وَوُزَرَاءَ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم -». إِنَّ حُبَّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - طَاعَةٌ وَإِيمَانٌ، وَالِاقْتِدَاءَ بِهِمْ بِرٌّ وَإِحْسَانٌ؛ إِذْ جَمَعُوا الْفَضَائِلَ الزَّكِيَّةَ، وَحَازُوا الْمَرَاتِبَ الْعَلِيَّةَ؛ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: «أُولَئِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، كَانُوا أَبَرَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ قُلُوبًا، وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا، وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا، قَوْمٌ اخْتَارَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَإِقَامَةِ دِينِهِ، فَتَشَبَّهُوا بِأَخْلَاقِهِمْ وَطَرَائِقِهِمْ؛ فَإِنَّهُمْ- وَرَبِّ الْكَعْبَةِ- عَلَى الْهَدْيِ الْمُسْتَقِيمِ». عَظَّمُوا اللهَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَوَحَّدُوهُ فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ؛ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: «الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ». وَلَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وَاضْطَرَبَ النَّاسُ، قَامَ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - خَطِيبًا، فَسَطَعَ نُورُ الْيَقِينِ، وَعَلَتْ رَايَةُ التَّوْحِيدِ، فَقَالَ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْحُزْنِ وَالْوَجْدِ: «مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ». تفاني الصحابة في حب النبي - صلى الله عليه وسلم - لَقَدْ أَحَبَّ الصَّحَابَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- نَبِيَّهُمْ - صلى الله عليه وسلم - حُبًّا عَظِيمًا، وَقَدَّمُوهُ عَلَى النَّفْسِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ؛ سَأَلَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ - رضي الله عنه - وَهُوَ عَلَى الشِّرْكِ حِينَذَاكَ -زيدَ بْنَ الدَّثِنَةِ - رضي الله عنه - حِينَمَا أَخْرَجَهُ أَهْلُ مَكَّةَ مِنَ الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ وَقَدْ كَانَ أَسَيْرًا عِنْدَهُمْ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا زَيْدُ، أَتُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا عِنْدَنَا الآنَ في مَكَانِكَ نَضْرِبُ عُنُقَهُ، وَأَنَّكَ في أَهْلِكَ؟ قَالَ زَيْدٌ - رضي الله عنه -: وَاللَّهِ مَا أُحبُّ أَنَّ مُحَمَّدًا الآنَ في مَكَانِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ تُؤْذِيهِ، وَأَنِّي جَالِسٌ في أَهْلِي. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: مَا رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا يُحِبُّ أَحَدًا كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا، ثُمَّ قُتِلَ زَيْدُ بنُ الدَّثِنَةِ - رضي الله عنه -. لَاقَوْا مِنَ الشَّدَائِدِ أَشَدَّهَا، وَمِنَ الْمَصَائِبِ أَحْلَكَهَا؛ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قَالَ: «كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقُ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرُ (نَوْعَانِ مِنْ شَجَرِ البَادِيَةِ)» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، وَفِي الأَحْزَابِ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ، وَفِي حُنَيْنٍ ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، جَعَلَ أَبُو دُجَانَةَ - رضي الله عنه - ظَهْرَهُ دِرْعًا لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقِيهِ النِّبَالَ، وَطُعِنَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ - رضي الله عنه - فِي أُحُدٍ بِبِضْعٍ وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً فِي جَسَدِهِ؛ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (الأحزاب:23). أَنْفَقُوا أَمْوَالَهُمْ، وَبَذَلُوا أَرْوَاحَهُمْ نُصْرَةً لِدِينِ اللهِ -تَعَالَى-؛ فَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رضي الله عنه - تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ، وَعُثْمَانُ ذُو النُّورَيْنِ - رضي الله عنه - جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ بِكَمَالِهِ، جَعَلُوا أَمْوَالَهُمْ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَأْخُذُ مِنْهَا مَا يَشَاءُ وَيَذَرُ مَا يَشَاءُ؛ قَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ - رضي الله عنه - لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: (فَصِلْ حِبَالَ مَنْ شِئْتَ، وَاقْطَعْ حِبَالَ مَنْ شِئْتَ، وَسَالِمْ مَنْ شِئْتَ، وَعَادِ مَنْ شِئْتَ، وَخُذْ مِنْ أَمْوَالِنَا مَا شِئْتَ). مناقب الصحابة قدوة للأبناء عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمْ: إِيمَانَ أَبِي بَكْرٍ - رضي الله عنه -؛ فَإِنَّهُ يَدْخُلُ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، وَعَلِّمُوهُمْ حَزْمَ عُمَرَ - رضي الله عنه -؛ فَإِنَّهُ يَفِرُّ مِنْهُ الشَّيْطَانُ، وَحَيَاءَ عُثْمَانَ - رضي الله عنه -؛ وَهُو رَجُلٌ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ، وَشَجَاعَةَ عَلِيٍّ - رضي الله عنه -؛ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَأَمَانَةَ أَبِي عُبَيْدَةَ - رضي الله عنه -؛ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأُمَّةِ أَمِينًا. حبهم يقربك إلى الله أُولَئِكَ جِيلٌ عَظِيمٌ، وَقَرْنٌ فَرِيدٌ؛ ذِكْرُ فَضَائِلِهِمْ عِبَادَةٌ، وَحُبُّهُمْ قُرْبَةٌ وَدِيَانَةٌ؛ عَنْ أَنْسٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا». قَالَ: لَا شَيْءَ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ». قَالَ أَنَسٌ: فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ، فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ» قَالَ أَنَسٌ: «فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ). مكانة الصحابة وواجب الأمة نحوهم لَقَدْ كَانَ السَّلَفُ إِذَا رَأَوُا الرَّجُلَ يَطْعَنُ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - اتَّهَمُوهُ فِي دِينِهِ؛ قَالَ الْإِمَامُ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: «مَنْ أَحْسَنَ اَلثَّنَاءَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اَلنِّفَاقِ، وَمَنْ يَنْتَقِصُ أَحَدًا مِنْهُمْ أَوْ يُبْغِضُهُ لِشَيْءٍ كَانَ مِنْهُ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ وَالسَّلَفِ الصَّالِحِ، وَالْخَوْفُ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُرْفَعَ لَهُ عَمَلٌ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى يُحِبَّهُمْ جَمِيعًا وَيَكُونَ قَلْبُهُ لَهُمْ سَلِيمًا». وَلَيْسَ فِي الْأُمَّةِ كَالْصَّحَابَةِ فِي الْفَضْلِ وَالْمَعْرُوفِ وَالْإصَابَةِ فَإِنَّهُمْ قَدْ شَاهَدُوا الْمُخْتَارَا وَعَايَنُوا الْأَسْرَارَ وَالْأَنْوَارَا وَجَاهَدُوا فِي اللهِ حَتَّى بَانا دِينُ الْهُدَى وَقَدْ سَمَا الأَدْيَانَا وَقَدْ أَتَى فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ مِنْ فَضْلِهِمْ مَا يَشْفِي لِلْغَلِيلِ وَفِي الْأَحَادِيثِ وَفِي الْآثَارِ وَفِي كَلَامِ الْقَوْمِ وَالْأَشْعَارِ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |