وإن عدتم عدنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118558 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40141 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366841 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2  
قديم 17-07-2025, 10:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي رد: وإن عدتم عدنا


ومن صفات اليهود أيضا أنهم محرفون للتوراة محرفون لكلام الله بعد ما تدبروه وفهموه فبدلا من أن ينقادوا لحكم الله ويؤمنوا به جعلوا بضاعتهم التحريف والتزوير واشتروا به ثمنا قليلا وقد وردت كلمة يحرفون أربعة مرات فى القرآن كلها خاصة باليهود منها هذه الآية إذ يقول تعالى : {" ۞ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"} فهم يخفون الحقائق ويزورونها لخدمة مصالحهم الشخصية وأهوائهم فهذا الموقف يبين لنا مدى تلاعبهم بحدود الله وأحكامه
فعن مالك عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ؛ أنه قال : جاءت اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ؟ " . فقالوا : نفضحهم ويجلدون ، فقال عبد الله بن سلام : كذبتم . إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها ، فوضع أحدهم يده على آية الرجم . ثم قرأ ما قبلها وما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك ، فرفع يده ، فإذا فيها آية الرجم . فقالوا : صدق يا محمد فيها آية الرجم ، فأمر بهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرجما .
اليهود يتحايلون على الشريعة فقد حرم الله عليهم الطيبات عقوبة لهم فتحايلوا على الشرع وأذابوا الشحوم وأدخلوها فى صناعتهم وباعوها وقبضوا الثمن ولذا استحقوا اللعن كما بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول " لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها واكلوا باثمانها " ويظهر التحايل على أوامر الله عزوجل واضحا فى قصة أصحاب السبت حيث حرم الله على أهل القرية الصيد يوم السبت وزيادة فى الابتلاء والامتحان فكانت الحيتان تأتى يوم السبت و تختفى باقى الأيام فتحايلوا على ذلك وكانوا ينصبون شباكهم قبل يوم السبت ثم يرجعون الى بيوتهم حتى إذا مر يوم السبت وتجمعت الحيتان فى الشباك ذهبوا فى اليوم التالى فأخذوا تلك الحيتان الحبيسة
اليهود لا يصبرون على اختبارات وابتلاءات لا يصمدون أمام الإغراءات فكان عقابهم أن مسخهم الله على شكل قردة وخنازير
وقد وصفهم الله بالسفهاء لانهم يشككون المسلمون فى دينهم ويثيرون الشبهات والإشاعات كما حدث فى حادثة تحويل القبلة إذ يقول تعالى " { سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (142}

اليهود جبناء إذ يوقل تعالى عنهم :" { لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ} "
{" لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} "
هاتان الآياتان تبينان مدى جبن اليهود وخوفهم من كل شىء يخافون من الناس ولا يخافون الله بل لا يحسبون له حسابا أصلا يخافون من المؤمنين ويزعجهم وحده المسلمين وترابطهم وحبهم للجهاد والتضحية فى سبيل الله هذه صفات ترعب اليهود لذلك تجدهم حرصين ألا يتكتل المسلمون ضدهم فيعملون ليل نهار على تفرق المسلمين وتنازعهم وكلمة إلا فى قرى محصنة أو من وراء جدر توحى أنهم لا يجرءون على مواجهة المسلمين رجل لرجل إنما يأكلهم الهلع والجبن فيحتمون ويتترسون دائما وراء حصونهم أو جدر منيعة حتى فى عصرنا الحالى ترى الطفل الصغير يقف أمامهم بكل شجاعة بينما هم يختبئون من الطفل داخل دباباتهم وطائراتهم ويقيمون حول معسكراتهم الأسلاك الشائكة إنما هى أسلحة تحارب رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقوله "بأسهم بينهم شديد" يدل على مدى تردى العلاقات بينهم داخل مجتمعاتهم ولكنهم يظهرون للناس بمظهر الوحدة والتجمع نوع من الحرب النفسية وخداع الآخر فكيف يكون مصير مجتمع هذه حالة أفراده فيجب أن يتعامل المسلمين معهم من منطلق هذه الآيات ولا تخدعهم المظاهر وأن ما يرونهم من مظاهر قوة وسلطان وتأثير على المجتمع الغرب لن يمتد طويلا إذا عاد المسلمين لتحكيم شرعهم والنظر فى آيات الله والاعتبار بها
حتى أنهم فى النهاية عندما يحاربون مسلمين يحدثنا رسول الله أنهم سيختبئون وراء شجر فينطق الشجر خلفى يهودى فاقتله وهذا يدل على أن صفة الجبن متاصله فيهم من البداية حتى النهاية فلم يحسب المسلمون لهم حساب ويضعون حولهم هالة مزيفة

اليهود ونقض العهود والمواثيق
إن المتأمل لآيات القرآن يجد أن معظم العهود والمواثيق التى أخذت على الناس أخذت على اليهود فهناك مواضع عدة فى القرآن تشهد على ذلك نستعرض منها قول الله تعالى :"
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) }
" { وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ ۖ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"} (13)
وهذا إن دل فإنما يدل على تمكن هذا الخلق الغادر منهم كم مرة عاهدوا فيها الرسول ونقضوا العهد ؟! وقد كتب بينه وبينه م كتابا حين وصل المدينة فهل وفوا بما عاهدوا عليه ؟ شاهد على غدرهم غزوة بنى قينقاع وقعت بعد انتصار المسلمين على المشركين فى غزوة بدر و غزوة بنى النضير فقد وعدوه بالمساعدة ثم هموا أن يغدروا به وغدرت بنو قريظه بالنبى والمؤمنين فى أحلك الظروف وتآمرت مع المشركين ضده فى غزوة الأحزاب إذا كانوا نقضوا العهد مع الله ورسول فما بالك بالبشر العادى انهم قوم بهت كما قال عنهم عبد الله بن سلام فقد شهد عليهم القرآن والتاريخ بذلك فمن الحمق والسذاجة ان تثق فيهم
فمن نقض العهد مع الله ونقض العهد مع رسله وأنبيائه بل وقتلوهم سهل عليهم أن ينقضوا العهد مع أعداءهم بل وحلفائهم أيضا فمن يعتبر من تاريخه السابق
و من العقوبات التى فرضت عليهم أيضا نتيجة تمردهم على أحكام الله وتناولها بالتحريف والتزوير والهوائية أن شدد الله عليهم وحرم عليهم طيبا ت كان قد أحلها لغيرهم إذ يقول تعالى :" { فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160)} .....
لماذا يا رب ؟ ..........." { ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} " نتيجه ظلمهم وفجورهم
ومن التشديد عليهم أيضا فى العقوبات أنه كان في شريعة من قبلنا القصاص، ولم يكن فيهم الدِّية؛ يقول ابن عباس رضى الله عنهما: كان في بني إسرائيل القصاص في القتلى، ولم يكن فيهم الدِّية؛ كما قال الله عن أهل التوراة: {﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾} [المائدة: 45].
وكان من قبلنا إذا أذنب ذنبًا يُكتَب ذنبه على باب داره، وتكتب معه كفارته، أما نحن الأمة المحمدية فقد جعل الله كفارة ذنوبنا قولًا نقوله بألسنتنا، فتوبتنا أسهل تناولًا، وأسرع قبولًا، وقد ورد في تفسير ابن المنذر رحمه الله: أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا مجتمعين عند ابن مسعود رضي الله عنه، فتذاكروا بني إسرائيل وما أعطاهم الله من فضائل، فقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "كان الرجل من بنــي إسرائيل إذا أذنب ذنبًا كُتِبَ ذنبه علـــى بـــاب داره، وكُتِبَ معه كفـــارة ذلك؛ ليغفر ذلك الذنب، أما أنتم فجعل الله مغفرة ذنوبكم قول تقولونه بألسنتكم، ثم تلا قول الحق: {﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾} [آل عمران: 135، 136]، فقال ابن مسعود رضي الله عنه: والله ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كان بنو إسرائيل إذا أصاب ثوب أحدهم البول، قرضه بالمقراض"، وعند اليهود كانت المرأة إذا حاضت لم يؤاكلوها ولم يساكنوها في بيت واحد، حتى جاءت شريعتنا ونسخت هذا،التشريد والشتات فى الارض
وهذه الأحكام المشددة كانت من الإصر الذى وضعه الله عليهم نتيجة تعنتهم وطلب من المسلمين ألا يكونوا مثل اليهود وأن يقول سمعنا وأطعنا وليس سمعنا وعصينا كما قال اليهود ورفع عنهم الخطأ والنسيان وجعل لهم كلمات بسيطة إذا قالواها تاب الله
وهذا من فضل الله على أمة الإسلام فهناك ايات كثير تبين هذا التخفيف قال تعالى: { ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾} [النساء: 28]. وقال تعالى: {﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾} [البقرة: 185]
الإصر هو الثقل والعبء الشديد، والأغلال هي القيود والمكلفات التي كانت ثقيلة على بني إسرائيل. رفع هذا الإصر والأغلال هو من فضل الله ورحمته، حيث تخفف شريعة الإسلام عن أتباعها
ومن العقوبات التى فرضت عليهم عندما غاب عنهم موسى وذهب للقاء ربه رجع إلى قومه وجد فريقاً منهم يعبد العجل الذى صنعه لهم السامرى فأمر بإحراقه وعاقبهم على ذلك أن يقتل بعضهم بعضا وبذلك يكون قد تاب الله عليهم بعد ما أشركوا به وحدثت مقتلة بينهم ولا يستغرب البعض العقوبة أمام بشاعة الجريمة فقد أشركوا بالله وارتدوا كفاراً بعد أن رأوا المعجزات بأعينهم فماذا بعد حتى يثقوا ويصدقوا فى الحق ماذا يريدون إذن ؟
كما أن من العقوبات أن كتب عليهم الشتات فى الأرض فلا يجتمعون فى بلد فإن اجتمعوا كانت نهاية بنى إسرائيل كما ذكرت كتبهم
إذ يقول تعالى :" { وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}
" أى فرقا ممزقه فى بقاع الأرض فبعد أن لاحقتهم الهزائم فى بيت المقدس تفرقوا فى بقاع الأرض وبعث الله عليهم فى كل حين من يسومهم سوء العذاب فكلما ذهبوا إلى بقعة من الأرض وحاولوا الاندماج فى أهلها واجهوا اضطهاد وتهجير فهذا المجتمع الانجليزى يحكم عليهم بالنفى فى عام 1290ويتبعهم الفرنسيين والألمان وقد وقف بنيامين فرانكلين يخطب فى الشعب الأمريكى ويحثهم على طرد اليهود من بلادهم ووصفهم أنهم مصاصو دماء الشعوب ولن يرحموا أبناء البلاد فقد يسعبدوهم عندهم فما ذهبوا إلى مكان إلا واشعلوا فيه الفتن والعداوات بين أهل البلد فتكون النتيجة إما أن يحددوا إقامتهم فى البلاد فى أماكن معينة خاصة باليهود انزووا داخلها وانكمشوا على أنفسهم وإما أن ينفوهم خارج البلاد كما فعل ملوك أسبانيا وانجلترا وغيرهم من البلاد وبذلك نمى الحقد والبغضاء للإنسانية فى نفوسهم وصاروا ينشئون أطفالهم على ذلك فيخرجون نسخة مشوهة خاليه من معالم الإنسانية لتعثوا فى الأرض فسادا يقتلون ويذبحون بدم بارد
وقد بين لنا القرآن أن نهايتهم فى تجمعهم فى أرض واحدة كما نرى الآن إذ يقول تعالى :" { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} "
وهذا الذى دأبوا عليه وفيه حتفهم بإذن الله
ومن العقوبات التى فرضها الله عليهم أيضا أن ضرب عليهم الذلة والمسكنة إذ يقول تعالى :" {﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾} 122 ال عمرأن بسبب كفرهم وعبادتهم العجل فى وقت نزول التوارة عليهم فماذايفعلون إذا مات موسى عليه السلام؟ وبسبب قتلهم لأنبياءهم وتحريفهم لأحكام الله وشريعته وسوء أخلاقهم ماذا يبقى من دينهم بعد ذلك؟ وماذا يرجى من أمة ارتكبت كل هذه القبائح ؟

كلمة ضربت عليهم توحى بلصوق الذلة والمسكنة بهم فهى حالة دائمة لا تفارقهم كما يقال ضربت الدراهم والدانير يعنى صهرت لتخرج لنا فى هذه الصورة
وكلمة أينما ثقفوا أى أينما حلوا ووجدوا على طول الزمان والمكان فهناك من يقول كيف ذلك وقد مكن لهم وأصبح العالم فى قبضتهم اقتصاديا وسياسيا
لابد أن نثق فى كلمات الله وندرك أنهم أذلاء أينما حلوا ولو كنت تراهم متحكمين فى العالم ولو أخضعوا إمكانيات دول العالم لمصالحهم وتحقيق أهدافهم لأن هذا كله إلى حين ثم تزول الغشاوة عن الأمة المسلمة وتسترد عافيتها الإيمانية وتتمسك بدينها وتملك شجاعة المواجهه المنطلقة من الإيمان العميق بأن النصر والغلبة للإسلام فيكتب لها الله النصر ويزول هذا الكيان الغاصب
المقصود بحبل من الله فعن ابن عباس ، قوله : " أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس " ، فهو عهد من الله وعهد من الناس ، كما يقول الرجل : "ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم " ، فهو الميثاق
يقول بن كثير : بذمة من الله ، وهو عقد الذمة لهم وضرب الجزية عليهم ، وإلزامهم أحكام الملة ( وحبل من الناس ) أي : أمان منهم ولهم ، كما في المهادن والمعاهد والأسير إذا أمنه واحد من المسلمين ولو امرأة
يقول صلاح الخالدى :
إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ: وحبل الله الممدود لليهود الآن هو قدر الله الواقع ومشيئته النافذة، حيث قدر عليهم أن يعيشوا فترة قصيرة سريعة في كيان وسلطان ودولة وسيادة، فيمارسون فيها الضلال ويقومون بالفساد والإفساد، وبعدها تقع بهم سنة الله، فيزول الكيان والسلطان، ويقطع عنهم حبل التمكين والسيادة، ويعودون إلى ذل الأبد وضياع الأبد ومسكنة الأبد وهو ان الأبد. وهذا الحبل ممدود لهم من الله بإذن الله ولفترة يقررها الله، وسوف يقطعه الله متى شاء. وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ: وهو الحبل الثاني الذي يمتد إلى كيان اليهود القائم فهو آت من الناس، ويتمثل في قيام الناس بخدمتهم وتحقيق مخططاتهم وتقديم العون والمساعدة لهم. هذه الحبال الممتدة إلى اليهود الآن في حقيقتها كأنها حبل واحد هزيل ضعيف، وهي حبال ممتدة إليهم من أعوانهم وأنصارهم وعملائهم وحتى أعدائهم. [الشخصية اليهودية، للدكتور صلاح الخالدي]
وقد يكون الحبل من الناس هى الحبال التى امتدت لهم من دول العالم بالمساعدة فى تحقيق مخططاطهم وهى حبال وإن ظهرت ممتدة وكثيرة إلا أنها ضعيفة وهزيلة لأنها ليست على شرع الله ولا فى سبيل الله لإنها المصالح التى تحكم وإنه الحبل العالمى الذى يعلم جيدا مدى الخطر اليهودى عليه إذا تجمع وتكتل فى بلاده ففتح لليهود خزائنه وصناعته وأنفق بسخاء حتى يتم زرع هذا الكيان فى بلادنا المسلمة
هذا وإن للمسلمين يداً فى وجودهم بغفلتهم وارتكابهم المعاصى فى حق الله وابتعادهم عن طريق الجهاد وسبيل العزة ومعرفة أن دين الله ليس عبادة فقط إنما عقيدة وشريعة ونظام حياة بأكملها فليدعوا الفرقة والأختلاف والاقتتال الذى يعطى الفرصة لأعداء الإسلام أن تقوى شوكتهم وينفذوا إلى داخل المجتمع من خلال الثغور
ويتساءل البعض ما الذى يرضى هذه الفئة من أهل الكتاب ؟ الجواب كما بين القرآن أنهم لن يرضوا عن المسلمين إلا إذا تخلوا عن دينهم وإسلامهم أى بمعنى أصح كفروا بالله إذ يقول تعالى :" { وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} "
وكلمة لن توحى باستحالة حصول الرضى تحت أى ظروف لا تقارب حضارات ولا مفاوضات ولا أى شىء من ذلك
والحقيقة التى قد تغيب عن البعض أنه صراع بين الحق والباطل منذ عصر النبوة بين الرسالة الخاتمة والدين المحرف المكتوب بأيد بشر
إنه الصراع بين حزب الله المفلح وبين حزب الشيطان
والان فقد اخبرنا القرآن أن اليهود مغضوب عليهم وملعونون وألصق بهم الذلة والمسكنة مدى حياتهم فكيف لقوم مغضوب عليهم وملعونين أن يوفقوا ؟ كيف لمن يحاربون دين الله أن ينالوا عزا وتمكينا فى الأرض أو نصرا حتى وإن كان المشاهد غير ذلك فى العصر الحديث ولكن القاعدة القرآنية ثابته والمؤمن يثق فى كلام الله عزوجل ووعوده للمسلمين إذا أخذوا بأسباب النصر وأحيوا فريضة الجهاد من جديد
ليثق المسلمون أن هذا الكيان الذى زرع بينهم ما هو إلا اختبار لهذه الأمة ليردهم إلى دينهم ويحيي فيهم معانى الوحدة وقيمة التمسك بدين الله ليثقوا فى أن هذا الكيان إلى زوال كما بين لنا رسول الله
وقد بشرنا النبى صلى الله عليه وسلم بأننا سنتتصر عليهم وإنها ستكون من علامات الساعة الكبرى فعن أبي هريرة
أن رسول الله ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم هذا يهودي خلفي، تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود» " فيهم فلنكن على يقين بذلك حتى وإن لم يكن على أيدينا سيأتى جيل يحمل هم هذه القضية ونصرة الدين الله حتى يفتح الله على أيديهم
ولنبحث فى صفات وسمات هؤلاء الرجال الذين يواجهون العدو ويكون على أيديهم النصر ونتناول آيات الله بعناية والبحث لنستخرج منها هذه الصفات:
أولى بأس
قال تعالى {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا}
يقول محمد أبو زهرة " وقال تعالى: عبادا لنا هنا إشارتان بيانيتان
الإشارة الأولى: أنه عبر بـ (عباد) وذلك إشارة إلى أنهم خاضعون لإرادة الله تعالى
والإشارة الثانية: إضافتهم له سبحانه وتعالى بما يفيد الاختصاص، ومؤدى ذلك أن الله جعلهم له لا لأجل العبودية والطاعة، بل ليكونوا آلة تأديب وتهذيب لمن يخرجون عن الهداية ويقعون في الفساد، وهكذا يتدافع الشر، ويدفعه أخيرا الخير، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين
وأولى بأس أى قوة وشدة متجردون لله أولى بأس ليس فى أجسامهم فقط إنما فى عزائمهم أيضا أولى بأس فى مواجهتهم وفى عدتهم ومن صفاتهم أيضا تخبرنا الآيات فى سورة المائدة :" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)}

من صفاتهم أن الله أحب إليهم من أهليهم وأولادهم يتواضعون مع المؤمنين ويخفضون لهم الجناج أما مع الكفار فهم أشداء عليهم يجاهدون لتكون كلمة الله هى العليا وتحقيق الخير للبشر عامة وليس لرفعة البلاد أو لقوميات وشعارات يجاهدون لا يخشون اعتراض الناس أو لومهم لثقتهم فى الحق وما يدافعون عنه فليس لهم أى مصلحة فيه سوى رضا الله والجنة وتختم الآية أن كل ذلك من فضل الله عليهم يعطيه من يشاء ويوفق إليه من يريد من يعلم أنه أهل لهذا الفضل فهو وحده واسع الفضل
وفى النهاية ليعلم المسلمون أن الحل فى العودة لكتاب الله ولديننا الحق والإذعان لأوامر الله فيه فكم خسرنا ببعدنا عن القرآن والنظر من خلاله لطبيعة العدو وحقيقة المعركة بيننا وبينه وبالتالى أن يكون هناك مجتمع إسلامى ربانى هو واجب دينى وليس نافلة من القول فإن العدو يحاربنا عقيدة وينطلق من منطلق دينى الحفاظ على ميراث أمتهم وأنبيائهم يحاربوننا فقط لأننا مسلمون
لذلك يجب إعداد الأمة إعدادا ربانيا وأن يعلموا الغاية التى من أجلها خلقوا أن يكونوا عبادا لله وليس للدنيا أو لشهواتهم فالعبودية للبشر والشهوات أورثتهم الذل والضياع سنوات طويلة فيجب تربيتهم على معانى الحرية والعزة والإنفة والاستعلاء على متاع الدنيا الزائل وتربية على معانى الجهاد وترغيبهم فى الموت فى سبيل الله وطلب مرضاة الله فعلى الأمة أن تعمل أقصى طاقتها وتوظف كل امكانياتها لمواجهه العدو مؤسساتها وأفرادها ومالها وصناعتها امتثال لقوله :" {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} ....."
{وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ} ...." وليعلموا أن العدو يتآكل من الداخل ويعمل فيه سوس الفناء للعداوة والبغضاء التى ألقاها الله بينهم إلى يوم القيامة كما بينت الآيات فى سورة المائدة وليوقن المسلمون أن المقايييس عند الله مختلفة فكم من أمة كذبت بما جاء به من الحق فأهلكها بذنوبها وأنشأ من بعدها قوما آخرين وأن لكل أمة أجل مهما طال السنوات فإذا جاء أجلها المحدد لها عند ربها فلا يتقدمون ساعة ولا يستأخرون ولكنه يريد أن يرى منا خيرا ونكون تلك الأداة التى يستخدمها لإحقاق الحق وزوال الباطل .










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 131.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 129.99 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.31%)]