|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف نربي أولادنا على الدعوة إلى الله؟ عدنان بن سلمان الدريويش إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد: فأوصيكم - أيها المؤمنون - ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمَنعة من الرزايا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله، إن الدعوة إلى الله وإلى دينه الإسلامِ من أفضل الأعمال، وأقرب القُربات، بعث الله رسله وأنبياءه للقيام بهذه الدعوة، ثم حثَّ الناس على الدعوة إليها؛ قال تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 104]، وجعل الخيرَ في هذه الأمة بسبب الدعوة إلى الله؛ قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [آل عمران: 110]. أيها المسلمون، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نبلِّغ عنه ولو بآية؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((بلِّغوا عني ولو آية))؛ [رواه البخاري]، وأولادنا عندما نربِّيهم على الدعوة إلى الله، ليس المقصود دعوة المجتمع إلى الخير وإن كان هدفًا ثانويًّا، لكن الهدف الرئيس هو تعليمهم وتنشئتهم على القيم والأخلاق والآداب التي يتعلمونها. إن الولد – يا عباد الله - إذا تعلم منذ صغره أمور دينه من صلاة وصدقةٍ، وصدقٍ وحب الخير، وبغض الحرام، وقراءة القرآن والذكر، نما وكبر على ذلك، وسهل عليه فيما بعد المواظبة على معظم تعاليم الدين الإسلامي، ولكن إن تعلَّم في صغره الغشَّ والكذب ومشاهدة الحرام في المنزل أو في التلفاز، نما وكبر على ذلك، وبات من الصعب جدًّا تغيير أصل ما حدث في نفسه، وما رسخ في ذاكرته ووجدانه. تقول إحدى الأمهات: ربَّيت ابنتي على الصلاة والحجاب وحفظ كتاب الله والأذكار، أنا أسكن بعيدًا عن أسرتي بسبب عمل زوجي، عندما سافرت إلى أهلي، لاحظ الصغار والكبار سلوك ابنتي ومحافظتها على الصلاة والأذكار، عند الطعام ودخول الخلاء وعند النوم، مما كان له الأثر الكبير على نفوسهم، بل جعل بعض الصغار يقلدونها. وتقول إحدى المعلمات عن طالباتهن الصغار: يمتلك الصغير حماسة كبيرة تجاه ما يُشعره أنه صار كبيرًا، وعنده جرأة في إنكار المنكر دون محاباة أو حرج، ويحب تقليد والده ومعلِّمه، وعنده قدرة عالية على تخزين المواقف التربوية الإيجابية، ولديه سَعَةُ خيالٍ وميل لاكتساب المهارات والهوايات، ثم سهولة غرس حبِّ الله، وحب نبيه والسلف الصالح، بأسلوب قصصيٍّ جذَّاب في نفسه. يا عباد الله، وحتى نربي أولادنا على الدعوة إلى الله علينا الانتباه للآتي: أولًا: أن نكون لهم قدوةً صالحةً في سلوكياتنا وآدابنا وتعاملنا مع الآخرين، وفي محافظتنا على العبادات؛ كالصلاة والصيام، ولكل ما ندعو له من خير. ثانيا: قراءة قصص السيرة النبوية والسلف الصالح لهم، وإبرازهم كقدوات صالحة في نفوسهم؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الممتحنة: 6]. ثالثًا: تعويدهم الرجوعَ إلى العلماء الصادقين المعروفين، عند حدوث أي مشكلة لهم في أمور الدعوة إلى الله. رابعًا: عدم الاعتماد والأخذ بالفتاوى التي تصدر من الإنترنت، أو من القنوات المعادية، أو من المجهولين. خامسًا: المشاركة في الأعمال التطوعية مع الجمعيات المصرح لها، والمعروفة بمنهجها السليم، والموافق لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. نفعني الله وإياكم بهديِ نبيه وبسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثمٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]؛ أما بعد عباد الله:فإن على الآباء والمربِّين أن يعلِّموا أولادهم الصبرَ على الأهل والأقارب، والأصدقاء والجيران، عند معارضتهم للدعوة إلى الله؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرًا له))؛ [رواه مسلم]، وعلى الشباب والفتيات دلالة الناس على البرامج المفيدة، والمواقع التربوية، والمقاطع التي تزيد من الإيمان بالله. أيها المسلمون، علينا استغلال التجمعات الأسرية لتبنِّي بعض المشاريع الدعوية، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية، والاجتماعية والتطوعية، وعلينا حثُّ الشباب والفتيات على المشاركة في حلقات التحفيظ ودروس العلماء المعتبرين، والتأكيد على طاعة أولياء الأمر بالمعروف؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59]. يا عباد الله، إن من أهم وسائل الدعوة إلى الله، دعوةَ الآخرين بالحكمة والموعظة الحسنة؛ كما قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125]، وتذكيرَ الشباب والفتيات بالأجر الكبير للدعاة إلى الله؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من حُمْرِ النَّعَم))؛ [متفق عليه]. هذا، وصلُّوا وسلِّموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار. عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |