|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ﴿ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ﴾ سعيد بن محمد آل ثابت يقول تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]. يُعرف طالب الاهتداء من كتاب الله في طريقته لاستماع القرآن وهو يُتلى عليه، فالمستمع قد استعدَّ وأنصت، وهنا يكون الثواب والاهتداء، وفي المقابل ذاك الذي لم يجد القرآن لقلبه مدخلًا ليس لأنه أصم؛ لكنه كان غيرَ مستمع بمعنى الذي استعد وتهيأ وأنصت؛ وتأمل قول الحق عن ذلك الصنف: ﴿ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ [الأنبياء: 2، 3]، قد استمعوا، لكنه لم يكن السماع الذي يُرجى فيه صلاح القلب، وبُرء الفؤاد. السماع المرجوُّ هو الذي فيه معنى الطلب والخضوع ورجاء الهداية، بهذا يتذكر المؤمن، ويتعظ السامع، ويؤوب المخطئ؛ وقد وصف الله ذلك وصفًا بليغًا في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37]، فألقى السمع هناك عند مصدر الحديث، فلا يحول عنه شيء، ولا يشتغل عنه، ولم يقل: استمع، بل ألقى السمع، وهي استعارة عزيزة كما ذكر ابن عاشور في تفسيره، فشبَّه توجيه السمع لتلك الأخبار دون اشتغال بغيرها وهو شهيد؛ أي: حاضر القلب والوعي، هذا هو المهتدي إن وفِّق للاهتداء، يهتدي بهذا الكيف النوعي من السماع، فتأمل. السماع مطلقًا دون حضور القلب، واستجماع القوى الداخلية لطلب الاهتداء، والرغبة في الفهم لا معنى له، بل ربما كان يسمع لغوًا فأعرض عنه، فلم يُحاسَب عليه؛ يقول تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ ﴾ [القصص: 55]؛ لذا كان من استمع وتدبر ما سمعه أولى بالاهتداء والتأثر من غيره؛ وتأمل قول الحق تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [المائدة: 83]. اللهم افتح لنا في فَهم كتابك واتباع ما فيه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |