|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع سورة يوسف -1- لجين محمد عادل فارس سورة يوسف لها مكانة خاصة في قلبي ، أحبّها ، أحبّ تلاوتها وأحب سماعها بتلاوة نديّة تحلّق بي في أجواء سماوية . استمعت لها وبدأت الأفكار تتلاطم في رأسي وتعجبت كيف لم أفكّر بهذه الأمور من قبل ، وأحببت هنا أن أشارككم بعض الفوائد . الأولى : هل اخوة يوسف أنبياء ؟ هل هم حقاً الأسباط ؟ هل يعقل من نبي أن يقوم بهذه الأفعال : " إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ " "اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا " " قالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ " " وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ " " قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ " " قالُواْ تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ " .. ؟؟ والجواب : أنهم ليسوا بأنبياء ، وانما جاء الالتباس من تفسير بعض المفسرين بأن الأسباط هم اخوة يوسف ، والصواب أن المقصود بالأسباط ذرية يعقوب أي أنه سيكون هناك أنبياء من أحفاده وذرياتهم وليس أبناؤه ، عدا يوسف طبعاً . الثانية : حين قال يعقوب عليه السلام لأولاده : " هل آمنكم عليه إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ " فلم يحسب هذا القول عليه سوء ظن ، وحين بحثت في التفاسير وجدت ما يلي :ان سوء الظن مع وجود القرائن عليه ليس بإثم ولا حرام ، فيعقوب عليه السلام لم يسئ الظن بأولاده ابتداءً ، وانما كان قوله نتيجة لما بدر منهم ، وما علمه من سوء فعلهم في الأولى ، فلم يعد يأمن جانبهم في الثانية ، ومن هنا تأتي الوصية النبوية : " لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين " . وننتبه أن الآية الكريمة " إن بعض الظنّ إثم " بعض الظنّ وليس كلّه .
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع سورة يوسف -2- لجين محمد عادل فارس في قول العزيز لامرأته " واستغفري لذنبك " ، هل كانوا مؤمنين أصلاً ؟ بينما قال يوسف عليه السلام في السجن : " إِنِّيلل تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ " مما يوحي بأن القوم كانوا قوم كفر ، ولم تذكر الآيات قبل ذلك أن يوسف قد دعاهم وآمنوا ، بل ان الشائع في ذلك الوقت ان آمن الملك بدين ما ، أن تؤمن الرعية بعده .. بعد البحث في التفاسير وجدت ثلاثة ردودٍ على تساؤلي تختلف جذريا فيما بينها لكنها على الأقلّ تعطي تفسيراً مقنعاً لورود هذه العبارة ضمن الحوار . القول الأول : أن العبارة جاءت على لسان الشاهد " وشهد شاهد من أهلها " فبعد أن ثبت لهم بالدليل المادي أنها المخطئة قال ليوسف " أعرض عن هذا " أي لا تحدث أحداً بما جرى ، وقال لها استغفري لذنبك بمعنى اطلبي الصفح من زوجك ليسامحكِ على ما فعلتِ . الثاني : أن القوم كانوا من بقايا من اعتنقوا دين التوحيد ، فما زال لديهم شيء مما جاءت به تلك الملة ( لكن لماذا قال يوسف : اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون ؟؟ ) الثالث : أن الاستغفار هنا بمعنى طلب الستر ، أي أنّ العزيز أو الشاهد طلب من الزوجة أن تحرص على عدم انتشار الموضوع ( ولكنه مع ذلك خرج من القصر حتى تحدثت به النسوة في المدينة ) ! . هذا ما توصلت اليه بعد عناء وما زالت لي وقفات أخرى مع سورة يوسف أوافيكم بها مفرّقة لتثبت الفائدة . نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا انه هو السميع العليم .
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() وقفات مع سورة يوسف -3- لجين محمد عادل فارس عودة الى سورة يوسف وجولة جديدة في رحاب آياتها ووقفات تدّبّر أخرى " لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً " احتفظ بخططك المستقبلية في نفسك ولا تخبر بها الا من تثق به وتأتمنه ، فقد يكون إفشاؤك للخطط سبباً في إحباطها من قبل الكائدين ، ويصدق ذلك قول عمر بن الخطاب :" استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان " ***************** " وأخاف أن يأكله الذئب " مرة أخرى احترس مما تتفوّه به أمام الآخرين ، فذكرك لنقاط ضعفك قد يؤدي لاستغلالها أبشع استغلال ممن يريد ايذاءك . فما كلّ من حولك قد صفت قلوبهم لك، وما كلّهم يريد الخير لك ، بل بعضهم كالأعداء يتربصون بك الدوائر وان كانوا أقرب الناس اليك . *** قوله تعالى : " وقالت : هيت لك ، قال : معاذ الله " كانت ردّة فعل الصدّيق يوسف عليه السلام الأولى : معاذ الله ، نطق لسانه بها قبل أن يفكّر بالعرض المتاح أمامه ، هي أشبه ما تكون بالأفعال الانعكاسية التي يفعلها البشر دون تفكير كسحب اليد فور ملامستها لشيء ساخن .. ومما يدعم هذا أن العبارة جاءت بـ " قالت .. قال " لم يفصل بينهما " فاء التعقيب " ولا " ثمّ " ولا غيرها ، بمجرّد أن طرقت كلماتها مسامعه ردّ عليها : معاذ الله ! فالصدّيق كان صادقاً في عفّته ومراقبته لله لدرجة رفضه واستنكاره لسوء ما يعرض عليه من غير أن يقلّب فكره فيه ، أو يتوقف لحظة عنده ، وهذا دليل إيمان راسخ، وقلب نقيّ يعرف المعروف وينكر المنكر دون تلكؤ أو إمعان فكر.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |