واجبنا نحو الإيمان بالموت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 638 - عددالزوار : 425570 )           »          لمحات من سورة الكهف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 12565 )           »          وقفات مع سورة يوسف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 13 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 52 - عددالزوار : 13291 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 2228 )           »          كيف تجد أخلاقك؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          آداب إسلامية في بناء الأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 650 )           »          الحياء خلق الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 08:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,789
الدولة : Egypt
افتراضي واجبنا نحو الإيمان بالموت

واجبنا نحو الإيمان بالموت

محمد موسى واصف حسين
تمهيد: الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان.
حقائقُ حول الإيمان بالموت.
وإذا كان ذلك كذلك، فما واجبنا نحوه؟

الموضوع:
الحمد لله، وصلى الله على رسول الله؛ أما بعد أيها الكرام:
فإن مما هو معلوم من الدين بالضرورة أن الإيمان باليوم الآخر ركن عظيم من أركان الإيمان.

قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ [البقرة: 177].

ومثله قوله سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].

أيها المؤمنون؛ إن الإيمان باليوم الآخر يقتضي الإيمانَ برحلة طويلة، تبتدئ بالموت، وتنتهي بوضع الرِّحال، على اختلاف الأحوال، فقومٌ يحطُّون رِحالهم في الجنة، وآخرون يحطون رحالهم في النار.

ويمكن أن نقسم هذه الرحلة الطويلة الشاقة - إلا على من يسرها الله عليه - إلى مراحل ثلاث، سيمر بها كل واحد منا لا محالة:
المرحلة الأولى - وعنها حديثنا اليوم - هي: مرحلة الموت.

المرحلة الثانية: هي مرحلة البرزخ والقبر.

المرحلة الثالثة: هي مرحلة الحساب والجزاء.

أيها الكرام، إن الموت حقيقة مؤكدة، وواقع مشاهَد، فكيف نتكلم عن الإيمان به، وهل يستطيع أحدٌ أن ينكره؛ مؤمنٌ أو كافر، برٌّ أو فاجر؟

أقول: كلا، ولكن بين المؤمن والكافر في اعتقادهم بالموت فوارق، ألخِّص لك أهمها فيما يلي:
أولًا: أن المؤمن يعلم أن الموت لا يكون بخراب البدن لعارض مادي فحسب - كما يرى ذلك الماديون، الذين لا يؤمنون بغيبٍ - بل هو مفارقة الروح للبدن، حتى ولو كان ذلك البدن سليمًا لا علة به، فما المرض وما الحوادث وغيرها إلا أسباب ظاهرة لنعلِّق الموت بها، وننسبه إليها عادة.

قال الشاعر:
ويضطرم الجمعان والنقع ثائر
فيسلم مقدامٌ ويهلك خامدُ
ومن لم يمُت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحدُ[1]

ثانيًا: إن المؤمن يعلم أن الموت إنما يكون بواسطة ملَك وكَّله الله بقبض هذه الأرواح.

قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴾ [السجدة: 11].

وقال تعالى أيضًا: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾ [الأنعام: 61، 62].

فنحن نؤمن بما نراه، ونؤمن بما لم نرَه، مما أخبرنا عنه الله ورسوله.

ثالثًا: إن الموت في نظر المؤمن موقوتٌ معلومٌ عند الله، مكتوب من قبل خَلق اللهِ لك، ثم يُكتب ثانية عند نفخ الروح فيك؛ جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث الله ملَكًا فيُؤمر بأربع كلمات، ويُقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقيٌّ أو سعيد...))؛ [البخاري ومسلم].

وقال الله عز وجل: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34].

من أجل ذا؛ فقد صدق القائل:
وواجب إيماننا بالموت
ويقبض الروح رسول الموت
وميت بعمره من يقتل
وغير هذا باطل لا يُقبل[2]


رابعًا: وكذا فمن مقتضيات إيماننا بالموت أن نعلم أنه نهاية كل حيٍّ إلا ربك الحي؛ قال الله تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 58].

وقال سبحانه: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185].

وعن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنَبْتُ، وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزتك، لا إله إلا أنت، أن تُضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون))؛ [رواه مسلم].

خامسًا وأخيرًا: ومن إيماننا كذلك أن أحوال الناس عند الموت مختلفات، كما أخبرنا خاتم النبوات؛ جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء بِيضُ الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مدَّ البصر، ثم يجيء ملَك الموت، عليه السلام، حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة مِن في السِّقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسكٍ وُجدت على وجه الأرض... وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سودُ الوجوه، معهم المُسُوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضبٍ، قال: فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السَّفُّود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنْتنِ ريحِ جيفةٍ وُجدت على وجه الأرض...))؛ [مسند الإمام أحمد، برقم: 18557].

وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية
أحمدك ربي كما علمتنا أن نحمَد، وأصلي وأسلم على ختام الأنبياء سيدنا محمد؛ أما بعد أيها الأحباب:
فهكذا دار حديثنا حول الموت وإيماننا به، وأبرز ملامح اعتقادنا فيه، فإنما هو مفارقة الروح للبدن، يباشر تلك المهمة ملَك الموت ومعاونوه، في الموعد الذي حدَّده الله وقضاه، يعانيه كل حي إلا ربنا الحي، وأحوال الناس فيه مختلفة، فلا يستوي من قدَّم الحسنات بأهل السيئات.

وإذا كان ذلك كذلك، فماذا أعددتم له؟

قال ربنا تعالى: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 19 - 22].

هو عن قريبٍ آتٍ، بما له سكرات، لم ينجُ منها خير البريات، ألَا فهوِّنه علينا حين نزوله بنا، ولا تقبضنا إلا وأنت راضٍ عنا.
ولله الحمد أولًا وآخرًا.

[1] خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر: محمد أمين الحموي، 4/ 407.

[2] شرح العلامة الصاوي على جوهرة التوحيد، 1/ 358، (ط: ابن كثير).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]