|
|||||||
| ملتقى الجالية المسلمة - Muslim non-arabic قسم يهتم بتوعية الجالية المسلمة وتثقيفهم علمياً ودعوياً مما يساعدهم في دعوة غير المسلمين الى الاسلام |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
المسؤولية الاجتماعية للمراكز الإسلامية في الغرب
شهدت العقود الأخيرة حضورًا متزايدًا للمسلمين في المجتمعات الغربية؛ نتيجة الهجرات المتعاقبة، وارتفاع أعداد الطلاب والباحثين والتجار، وقد رافق هذا الحضور المتزايد احتياج طبيعي إلى مؤسسات ترعى شؤون المسلمين دينيا وثقافيا واجتماعيا، وتساعدهم على الاندماج الإيجابي، ومن هنا ظهرت المراكز الإسلامية في الغرب ليس بوصفها مساجد فقط، بل مؤسسات متعددة الوظائف، تجمع بين الجانب التعبدي، والدور التربوي، والوظيفة الاجتماعية، وحمل رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، والتفاعل الحضاري مع مختلف الشرائح، وتبرز أهمية هذه المراكز كونها أداة رئيسة في تصحيح صورة الإسلام، وفي تمكين الجالية المسلمة من الحفاظ على هويتها، وفي تقديم الخدمات التي تحقّق المشاركة الفاعلة في المجتمعات الغربية. دور ممتد عبر التاريخ منذ فجر الإسلام، كان المسجد نواة المجتمع المسلم، وملتقى التربية والعبادة والتعليم والقيادة، يقول الله -تعالى-: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: «أحب البلاد إلى الله مساجدها»، وهي إشارة واضحة إلى مكانة المسجد في حياة الناس، هذا الدور التاريخي هو ما جعل الجاليات المسلمة في الغرب تستعيد وظيفة المسجد بوصفها حاضنة جامعة، تتجاوز حدود الصلاة لتشمل التعليم، والإرشاد، وبناء الهوية، ومواجهة التحديات الاجتماعية المعاصرة؛ لذلك فإن دور المسجد في بلاد الغرب اليوم هو الدور الذي كان يقوم به «مسجد قباء» في مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذي كان مؤسسة متكاملة، بل كان مجمعًا متكاملا من المؤسسات التي أدت دورها في غياب المؤسسات التربوية المتخصصة والمساعدة؛ فهو المدرسة الأم التي تفرعت منها مدارس العلم والتكوين، وهو الحلقة الاجتماعية التي تضم المسلمين في كل يوم وكل أسبوع، يتعارفون ويتآلفون ويتناصحون ويتعاونون. أولاً: أهداف المراكز الإسلاميَّة تتمثل أهداف المراكز الإسلامية في نشر تعاليم الإسلام السمحة، وترسيخ القيم الإسلامية، وتقديم الدعم الثقافي والاجتماعي والتربوي للمسلمين، ورعاية المسلمين في الخارج، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، كما تسعى هذه المراكز إلى تقديم الصورة الحقيقية للإسلام، ودعم الجاليات المسلمة في الاندماج الإيجابي في مجتمعاتهم، ومن أهم الأدوار والأهداف التي تقوم بها المراكز الإسلامية في الغرب، الدور الاجتماعي الذي يساهم في تعزيز التكافل والاندماج، وتعزيز القيم الإيجابية وتنمية المسؤولية الاجتماعية في المجتمعات الغربية. المسؤولية الاجتماعية للمراكز الإسلامية المسؤولية الاجتماعية للمراكز الإسلامية تشمل التزامها بتعزيز المصلحة العامة، وذلك من خلال أنشطة تتجاوز العبادات والأنشطة الدينية لتشمل العمل الخيري، والتعليمي، والصحي، والبيئي، والمساهمة في بناء مجتمع قوي ومتماسك، يعكس قيم الإسلام الأساسية، وينبع هذا الالتزام من العقيدة الإسلامية وضرورة السعي لرضا الله من خلال خدمة المجتمع، ويمكن بيان هذه المسؤولية من خلال المحاور التالية: التكافل الاجتماعي لقد كان المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ملاذًا للفقراء والمساكين، كما ثبت في الحديث عن أهل الصفة، الذين وفّر لهم المسجد العون والرعاية، وتستمر هذه الوظيفة في الغرب؛ حيث تبرز المساجد في خدمة المحتاجين وصناديق الدعم والإغاثة عند الأزمات والكوارث، كما حدث في حريق برج (غرينفل) بلندن عام:2017م عندما فتحت المساجد أبوابها لإيواء المنكوبين، وتقديم المساعدة لجميع المتضررين باختلاف معتقداتهم وأصولهم؛ لذلك تعد المراكز الإسلامية جزءًا أساسيا من التكافل الاجتماعي؛ حيث تُطبق تعاليم الإسلام في تعزيز التعاون ورعاية المحتاجين، والمساهمة في هذا الدور من خلال تنظيم أنشطة خيرية، مثل جمع الزكاة والصدقات وتوزيعها على الفقراء والأيتام والأرامل، فضلا عن دعم المجتمع عبر تقديم الخدمات التعليمية والصحية وتوفير بيئة اجتماعية داعمة لأفراد الجالية المسلمة والآخرين على حد سواء. ![]() خدمات تعليمية تعزّز الهوية تقدّم الكثير من المساجد في أوروبا وأمريكا برامج تعليمية ثابتة: (حلقات لتحفيظ القرآن، ودروس عقيدة وفقه، وتعليم اللغة العربية، ومدارس نهاية الأسبوع، ودورات اللغة الإنجليزية والمهارات الحياتية للمهاجرين)، هذه البرامج تُسهم في حماية الهوية الإسلاميَّة لأبناء المسلمين، وتمنحهم ثقة في انتمائهم الديني والثقافي، يقول أحد المشرفين على مسجد في (أمستردام): «لو أغلق المسجد أبوابه، لفقد آلاف الأطفال رابطهم الأكبر مع قيمهم وجذورهم»، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُكم من تعلّم القرآن وعلّمه»، وهي رسالة تمتد إلى الغرب لتُبقي المساجد منابر للتعليم الراشد. الدعم النفسي والأسري ضغوط الاندماج، وتحديات الهوية، ومشكلات أبناء المسلمين، كلها تجعل كثيرًا من الأسر المسلمة بحاجة ملحّة إلى دعم نفسي وإرشاد أسري، وهنا يبرز دور المساجد والمراكز الإسلامية في تقديم الاستشارات الأسرية، ودعم المراهقين، ومعالجة الصراعات الزوجية، ومساعدة المسلمين الجدد على الاستقرار الديني والاجتماعي، وفي هذا السياق يؤكد أحد الأئمة في كندا، أن لديهم يوميا من حوالي ٧ حالات تحتاج دعمًا نفسيا أو أسريا؛ فالمسجد أصبح صمام أمان للجالية. ![]() الإغاثة والمساعدات الإنسانية تجمع مساجد كثيرة في الغرب التبرعات، وتوزعها على: (الأسر المحتاجة، والطلبة، واللاجئين، والمرضى، وكبار السن)، حتى إن بعضها أصبح مركزًا لتجميع المساعدات الدولية، وهذا الدور يعزز صورة الإسلام الرحيمة في المجتمعات الغربية، وذلك امتثالًا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «والله في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه». البرامج الشبابية الشباب المسلم في الغرب يعيش تحديات الهوية والاختلاط الثقافي والضغوط النفسية؛ لذلك تتضمن البرامج الشبابية في المراكز الإسلامية في الغرب أنشطة تعليمية وترفيهية ودينية مثل المخيمات الصيفية والشتوية، والندوات والمحاضرات، والأنشطة الرياضية، وورش العمل، وتستهدف هذه البرامج تعزيز الهوية الإسلامية، ومكافحة التمييز، ودمج الشباب في المجتمع، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم. مبادرات الخدمة المجتمعية تتضمن مبادرات الخدمة المجتمعية للمراكز الإسلامية أنشطة متنوعة، مثل: حملات الإغاثة والتبرع بالدم، وبرامج الدعم التعليمي والاجتماعي للشباب والفئات المحتاجة، ودعم المشاريع الناشئة، وتركز هذه المبادرات على تعزيز المسؤولية الاجتماعية والارتقاء بجودة حياة أفراد المجتمع، منها: حملات تنظيف الشوارع، ودعم مراكز الإيواء، ومبادرات الطعام للمشردين، والتبرع بالدم، والتعاون مع البلديات في المناسبات العامة، قال -تعالى-: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(البقرة:195)، وهي قاعدة إنسانية تمدّ يد المسلم إلى كل من حوله. ![]() ثانيًا: معوقات الدور الاجتماعي للمراكز الإسلامية تتمثل معوقات الدور الاجتماعي للمراكز الإسلامية في تعدد الأزمات المالية والإدارية والتنظيمية التي تواجه هذه المراكز، وغياب الرؤية المستقبلية والخطط الاستراتيجية الكفيلة بالاستجابة للتحديات المعاصرة، مع وجود مشكلات تتعلق بتطوير البرامج والأنشطة، وتقديمها بشكل جذاب، يتناسب مع احتياجات المجتمعات المستهدفة، ناهيك عن الفجوة الفكرية والخبرات التي تحد من قدرتها على مواجهة الأزمات المعقدة، ويمكن تقسيم هذه المعوقات إلى ما يلي: المعوقات المالية والإدارية
![]() المعوقات الفكرية والاستراتيجية
المعوقات البرامجية والتنفيذية
![]() ثالثًا: دور المراكز الإسلامية تجاه غير المسلمين للمراكز الإسلامية في الغرب دور مهم مع غير المسلمين، يتجاوز كونها أماكن عبادة؛ فهي تعمل مركزا ثقافيا واجتماعيا يستهدف تعزيز التفاهم والتسامح، من خلال فتح أبوابها للمشاركة مع المجتمع المحلي، والتعريف بالإسلام، وتقديم الخدمات الإنسانية كالمشاركة في أعمال الإغاثة، ودورها الأساسي في الحفاظ على الهوية الإسلامية للجاليات، ومن أهم هذه الأدوار ما يلي:
![]() المسجد سفارة أخلاقية للإسلام أمام تصاعد التحديات الفكرية، وضغوط الاندماج، وحجم المسؤوليات الملقاة على الجاليات المسلمة، تبرز المساجد والمراكز الإسلامية في الغرب بوصفها صمام الأمان، والقلب النابض للجاليات المسلمة، والمظلة الجامعة التي تحفظ الهوية، وترشد الشباب، وتبني جسور التعايش، وتظهر القيم الحقيقية للإسلام، وإن تطوير هذه المؤسسات، ودعمها ماديا، وتأهيل كوادرها، والتعاون بين المراكز في مختلف الدول كل ذلك ضرورة ملحّة، حتى تستمر في أداء رسالتها النبيلة؛ فالمسجد في الغرب اليوم هو الطريق الواسع للدلالة على الخير، وبناء مجتمع متماسك، وإظهار جمال هذا الدين الذي جاء بالرحمة والهداية. المراكز الإسلامية وتصحيح صورة الإسلام حرصت المراكز الإسلامية والمساجد في الغرب على تفعيل برامج الاندماج الإيجابي، والتعريف بالإسلام، وتنظيم فعاليات الحوار مع الثقافات والأديان الأخرى لنشر التسامح وقيم الإسلام الأصيلة، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (الحجرات:31)؛ فعقب أحداث11 سبتمبر وما نتج عنها من حملات تشويه ضد المسلمين، اضطلعت المساجد والمراكز الإسلامية في الغرب بدور كبير في الدفاع عن صورة الإسلام عبر الانفتاح على المجتمع وإبراز قيم الشفافية والتسامح، وفتح أبوابها للحوار وإقامة لقاءات تعريفية بالإسلام، والدعوة إلى وحدة الصف ونبذ العنف. ![]() التضامن الذي أعاد رسم صورة المسلمين في لندن شهدت العاصمة البريطانية لندن في 14 يونيو 2017م حالة حريق ضخم في برج (غرينفيل) غرب لندن، أسفر عن وفاة عدد من الأشخاص، وإصابة العشرات من السكان الذين باغتتهم ألسنة اللهب أثناء نومهم، غير أن الكارثة كشفت جانبًا إنسانيا لافتًا، بعدما أوضح شهود عيان أن مجموعة من المسلمين الذين كانوا مستيقظين لإحياء شعائر شهر رمضان، كان لهم دور حاسم في إنقاذ العديد من الأرواح؛ فقد ساعدت يقظتهم - سواء أثناء تناول السحور أو خلال عودتهم من صلاة الفجر - على اكتشاف الحريق مبكرًا، وتنبيه السكان قبل تفاقم الوضع، وانتشرت على منصّات التواصل الاجتماعي موجة واسعة من رسائل الشكر والثناء، عبّر فيها بريطانيون ومقيمون في لندن عن تقديرهم لموقف الشباب المسلمين الذين تسابقوا لمساعدة العائلات وإخلاء المبنى، ووصل الأمر إلى تداول عبارة: (شكرًا لرمضان)! في إشارة إلى الدور الإنساني الذي أداه هؤلاء المسلمون خلال الحادث، ما أسهم في تقليل عدد الضحايا خلال الساعات الأولى لاندلاع الحريق. ![]() صوت الإنسانية في جائحة كورونا في ذروة جائحة كورونا، برزت المساجد والمراكز الإسلامية في أوروبا وسائر الدول الغربية جسور رحمةٍ وعطاء؛ إذ أطلقت حملاتٍ لجمع التبرعات، وقدّمت الطعام للفقراء والمحتاجين على اختلاف دياناتهم، وأسهمت بسخاء في دعم المستشفيات الحكومية التي استقبلت المصابين، وقد بادرت مطاعم عربية وإسلامية في إيطاليا وفرنسا والبرازيل إلى توفير وجباتٍ مجانية للأطباء والممرّضين الذين لم يجدوا وقتًا للعودة إلى منازلهم، في صورة إنسانية مشرقة تعكس جوهر الإسلام، وفي بريطانيا، قدّمت المؤسسات الإسلامية نموذجًا فريدًا في التضامن، فنظّمت أنشطة وخدمات تستهدف المتضررين من انتشار الفيروس، مستلهمة قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ»، وكان للمتطوعين والجمعيات الإسلامية دورٌ محوريّ في إيصال الدعم لمن هم في أمسّ الحاجة إليه، محافظةً على سلامة المجتمع وحياته في تلك اللحظات الصعبة. ![]() أهم النتائج:
![]() أهم التوصيات:
اعداد: وائل رمضان
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |