|
|||||||
| ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
الإسلام يدعو لمعالي الأخلاق الشيخ ندا أبو أحمد تُعدُّ الأخلاق السياج الواقي للإسلام، وهي الأساس الذي قام عليه، فمبادئ القيم والأخلاق تتدخل في كل نظم الحياة، وفي مختلف أوجُه نشاطها، سواء في السلوك الشخصي، أم في السلوك الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي، وقد بُعث رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ليكمل الأخلاق ويتمِّمها. فقد قال صلى الله عليه وسلم كما في مستدرك الحاكم: "إِنَمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ"؛ (الصحيحة: 45). وبهذه الكلمات حدَّد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الغاية من بعثته، وكيف أنه يريد أن يُتمِّم مكارم الأخلاق في نفوس أُمته والناس أجمعين، ويريد للبشرية أن تتعامل بقانون الخُلق الحسن الذي ليس فوقه قانون. ففي الحُكم، وفي العلم، وفي التشريع، وفي الحرب، وفي السلم، وفي الاقتصاد، وفي الأسرة. رُوعيت المبادئ الأخلاقية في الحضارة الإسلامية تشريعًا وتطبيقًا، وبلغت في ذلك شأوًا ساميًا بعيدًا لم تبلغه حضارة في القديم والحديث، ولقد تركت الحضارة الإسلامية في ذلك آثارًا تستحق الإعجاب وتجعلها وحدها من بين الحضارات التي كفلت سعادة الإنسانية سعادة خالصة لا يشوبها شقاء؛ (من روائع حضارتنا ص 37). وإن أهم ما في ذلك الأمر أن مصدر الأخلاق في الإسلام إنما هو الوحي، ولذلك فهي قيم ثابتة ومُثُل عليا تصلح لكل إنسان، بصرف النظر عن جنسه وزمانه ومكانه ونوعه، وذلك بعكس مصدر الأخلاق النظرية؛ فإنما هو العقل البشري المحدود، أو ما يتفق عليه الناس في المجتمع فيما يسمى بـ (العرف)، ولذلك فهي متغيرة من مجتمع لآخر، ومن مُفكِّر لآخر. كما أن مصدر الإلزام في الإسلام إنما هو شعور الإنسان بمراقبة الله عز وجل له، أما مصدر الإلزام في الأخلاق النظرية، فإنما هو الضمير المجرد، أو الإحساس بالواجب، أو القوانين المُلزمة وإن هذه الصيغة الأخلاقية تُعدُّ صمام أمان يكفل استمرارية الحضارة الإسلامية ودوامها، وفي ذات الوقت يمنع انحرافاتها وتعثُّرها. يقول فضيلة الشيخ العلامة السعدي رحمه الله: "الإسلام يأمر بكل خير وصلاح، وينهى عن كل شر وضرر، فما من مصلحة دقيقة ولا جليلة إلا أرشد إليها، ولا خير إلا دلَّ عليه، ولا شرَّ إلا حذَّر منه: فهو يأمر بتوحيد الله، والإيمان به، ويحثُّ على العلم والمعرفة، ويأمُر بالعدل والصدق في الأقوال والأفعال، وبالبرِّ والصلة والإحسان إلى الأقارب والجيران والأصحاب وجميع الخلق، وينهى عن الكذب، والظلم، والقسوة، والعقوق، والبخل، وسوء الخلق، ويأمر بالوفاء، وينهى عن الغدر، والغشِّ، ويأمر بالنصح، والاجتماع، والتآلف، والتحابب والإنفاق، وينهى عن التعادي والتباغض والافتراق، والمعاملات السيئة، وأكل المال بالباطل، ويأمر بأداء الحقوق وينهى عن ضدها، ويأمر بكل معروف، وطيِّب، ونافع، ومستحسن شرعًا وعقلًا وفطرةً، وينهى عن كل فاحشة، ومنكر، وخبيث شرعًا وعقلًا وفطرةً، ويأمر بالتعاون على البرِّ والتقوى، وينهى عن التعاون على الإثم والعدوان، والتعلق بالمخلوقين والعمل لأجلهم، ويأمر بعبادة الله وحده، وبحفظ الدين، والنفس، والعِرْض، والعقل، والمال، وهذا الدين صالح لكل زمان، ومكان، ولكل أمة، ونبيُّ هذا الدين محمد صلى الله عليه وسلم، هو أعلى الخلق في كل صفة كمال إنساني، ولذلك صار سيِّدَ الخلق صلى الله عليه وسلم"؛ (وجوب التعاون بين المسلمين ص 22).
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |