|
|||||||
| هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
تفسير قَوله تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 175]. لَمَّا أرسلَ المشركون مَنْ يبلغُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ، أَنَّهم قَدْ جَمَعُوا لَهُمْ، ليَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ويثبطهم عن القتالِ؛ كمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ﴾ [آل عمران: 173]، بيَّن الله تعالى للمؤمنين أنَّ ذلك كان بمكيدةِ الشَّيْطَانِ وتدبيره، أَلْقَاهُ عَلَى أَفْوَاهِ مَنْ قَالَ ذَلِكَ لَكُمْ؛ فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ﴾.سعيد مصطفى دياب يعني: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الْمُثَبِّطُ لكم هو الشَّيْطَانُ، يُخَوِّفُكُمْ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْشٍ، وَيُوهِمُكُمْ أَنَّهُمْ جَمْعٌ كَثِيرٌ وأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ، لَتَرْهَبُوهُمْ وَتَجْبُنُوا عَنْهُمْ؛ وهذا كقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا﴾ [الْكَهْفِ: 2]؛ أَيْ: لِيُنْذِرَكُمْ بَأْسًا شَدِيدًا، وقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ﴾ [غَافِرٍ: 15]، أَيْ: لِيُنْذِرَكُمْ يَوْمَ التَّلَاقِ، وهذا أولى من قول بعض المفسرين: تَقْدِيرُ الْكَلَامِ: ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُكُمْ بِأَوْلِيَائِهِ، فَحُذِفَ الْجَارُّ؛ لأنَّ التَّخْوِيفُ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ مِنْ غَيْرِ حَرْفِ جَرٍّ؛ يقالُ: خَافَ زَيْدٌ الْقِتَالَ، وَخَوَّفْتُهُ الْقِتَالَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَوْلِيَائِهِ. وَالْمُرَادُ بِالشَّيْطَانِ هنا شَيْطَانُ الْجِنِّ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ؛ كما قال تعالى: ﴿فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 76]. وأَوْلِيَاءُ الشَّيْطَانِ هم الكفارُ والمنافقُون الذين يطيعون أمره، ويؤثرون رضاه. ﴿فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾: فَلَا تَخَافُوا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَا تَرْهَبُوا جَمْعَهُمْ فتقعدوا عن الجهاد في سبيلي، وَخافُونِ فَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِي، فَإِنِّي مُتَكَفِّلٌ لَكُمْ بِالنَّصْرِ، فشأنُ أهل الإيمان تقديمُ رضا الله تعالى عن رضا الناس، والخوفُ من الله دون الناس.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |