سورة العصر .. حبل النجاة من الخسران ووصايا الحق والصبر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مكانة المال وقواعد الميراث في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أسماء الله وصفاته على مذهب أهل السنة والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الحديث الضعيف “الذي تلقته الأمة بالقبول” وأثره من جهة العمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سورة العصر .. حبل النجاة من الخسران ووصايا الحق والصبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          لا خوف عليهم ولا هم یحزنون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          وقفات في رحاب سورة غافر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما هو اليقين: معناه وحقيقته ومنزلته وكيفية تحصيله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          أحاديث الربا: تصنيف الأحاديث النبوية في الربا وأحكامه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          طلعها كأنه رؤوس الشياطين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          صور من هجرة الصحابة رضوان الله عليهم إلى المدينة المنورة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم اليوم, 09:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,603
الدولة : Egypt
افتراضي سورة العصر .. حبل النجاة من الخسران ووصايا الحق والصبر

سورة العصر .. حبل النجاة من الخسران ووصايا الحق والصبر
محمد عطية


في زمن تكثر فيه الفتن ويبيض الشيطان ويفرخ يحتاج المسلمون إلى سورة العصر كطوق للنجاة من الخسران والهوان، وتعد السورة أحد دعائم بقاء المجتمع المسلم قويا عزيزا يسعى للرقي والمجد، وبالاستمساك بما جاء فيها من هداية ونور يظل المجتمع المسلم جسدا واحدا؛ يكمل بعضه بعضا ويحمي بعضه بعضا من الوقوع في الخطر، يعالج الخلل ويرشد للخير ويتعاون على البر والتقوى.
أهمية الوصية ومكانتها في الإسلام

وقبل أن ندخل إلى مضمون الوصية التي جاءت في سورة العصر يجدر بنا أن نطوف حول مبدأ الوصية فقد أوصى الله تعالى خلقه بأعظم وصية { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ } [النساء: 131] وطلب الصحابة من النبي – ﷺ – أن يوصيهم و أجاب كل شخص بما يناسبه فقال لشخص: (لَا تَغْضَبْ) [1]»

وقال لآخر: (عَلَيْكَ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ وَلَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ لِلْمُسْتَسْقِي مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَائِهِ أَوْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ مُنْبَسِطٌ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الْإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ وَلَا يُحِبُّهَا اللَّهُ، وَإِنِ امْرُؤٌ عَيَّرَكَ بِشَيْءٍ يَعْلَمُهُ مِنْكَ فَلَا تُعَيِّرْهُ بِشَيْءٍ تَعْلَمُهُ مِنْهُ دَعْهُ يَكُونُ وَبَالُهُ عَلَيْهِ وَأَجْرُهُ لَكَ، وَلَا تَسُبَّنَّ شَيْئًا)[2]»

ونتعلم من رعاية النبي ﷺ لطالب الوصية، أن تكون الوصية مناسبة لحاله من حيث توجيهه لإصلاح الخلل الذي يعرقل مسيرته إلى الفلاح، ومراعاة قدرته على استيعاب النصيحة، ومن حيث التوجه للأصول قبل الفروع.
تقبُّل الوصية

لا أحد فوق طلب الوصية أو قبولها، ومن خير هذه الأمة بعد نبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو من أئمة الهدى الذين أمرنا باتباعهم:” اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ “[3]ومع مكانته في الأمة إلا أنه يطلب من الآخرين الوصية، بل يجعل من الوصية هدية فمن يقدم النصيحة ومن يوصي غيره بالخير عليه أن يسمع النصيحة ويطلبها وقد «قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه رَحِمَ اللَّهُ مَنْ ‌أَهْدَى ‌إِلَيَّ ‌عُيُوبِي»[4] وحُق له أن يسمي الوصية هدية، لأنها تضيف لصاحبها وتصلح من شأنه، وهي خطوة في طريق الكمال يوصي الرجل زوجته كما توصي المرأة زوجها ،ويوصي الكبير الصغير ويتقبل الكبير وصية الصغير، ويوصي الرئيس المرؤوس ويتقبل الرئيس وصية المرؤوس، وفي قبول الوصية بالخير كمال في العقل وحب للخير.

شر ما يقع فيه الإنسان عدم قبول الوصية اعتدادا بالنفس وكبرا عن قبول الحق واحتقارا للآخرين ورأيهم، وذلك خسران كبير.

ومن الأخطاء التي يقع فيها طالب الوصية: أن يطلبها من غير أهلها لا لشيء إلا لأنهم يوافقون هواه دون أن ينظر إلى معرفتهم بما يطلب منهم إبداء الرأي فيه أو خبرتهم بهذا المجال، ودون أن يتأكد من صدقهم معه وإخلاصهم له.
مالذي يحملنا على تقديم الوصية وقبولها؟

والذي يحمل المسلم على بذل الوصية وقبولها مع أن الإنسان مسؤول عن نفسه ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾ [المدثر: 38] أن المسلمين جميعا في سفينة واحدة إن سعى أحدهم لإتلافها بسوء عقله أو خلقه هلك الجميع ،وإن حافظ الجميع عليها نجو من أمواج الحياة المتلاطمة ووصلوا إلى بر الأمان.

التواصي بالحق

وهو ما نحتاجه دوما في وقت يختلط الحق بالباطل والطيب بالخبيث ،نحتاج إلى من يرزقه الله تعالى البصيرة لكي يميز بين الهدى والضلال، ثم نحتاج إلى من يعيننا على مقاومة الهوى الذي يحجبنا عن كل خير ، ونحتاج إلى من يعيننا على ضغط المجتمع وضغطه هائل يجعل الضعاف ينساقون معه ولو خالف ما أمر الله تعالى به ،ونحتاج إلى من يعيننا على أنفسنا التي تتصور أن سلوكها لطريق الله تعالى سيحرمها من بعض رزقها أو سيجعلها في خصام مع البعض ؛فنقدم رضا الناس على رضا الله ونتمسك بالدنيا ونترك ما عند الله وما عند الله خير للأبرار.

نحتاج إلى التواصي حتى نصل إلى المراتب العالية فقد عصم الله سبحانه وتعالى الأولين ورفع مقامهم بتعاونهم على البر وتواصيهم بالخير .
التواصي بالصبر

ومن بين ما يجنب المؤمنين الخسران التواصي بالصبر والصبر نصف الإيمان، وهو سفينة المؤمن عندما تجتاحه الشهوات والعواصف.

جاءت سورة العصر بالتواصي بالصبر على المشقة ؛ فلن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر ، والصبر على الحرمان من شيء حرام تحبه مع قربه منك ورؤيتك لمن يتمتعون به إيمانا بأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

الحياة كلها تحتاج إلى صبر؛ فالانتقال من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى الجامعة ومن التعليم إلى ميادين العمل ، ومن بيت الأسرة إلى بيت الزوجية والحياة مع شخص وأسرة لها عاداتها وطباعها ، قد يحدث التوافق بين الزوجين سريعا وقد يحتاج إلى وقت طويل ، يجتهد كل منهما في القرب من الاخر ويصبر كل منهما على الاخر ، يتجاوزان معا الأوقات الصعبة ويتعلمان كيف يصلحان ما أفسده اختلاف العقول والطباع.

نحتاج إلى الصبر عندما ننتقل من الإقامة في بلد نشأنا فيه وعرفنا كيف نحصل على ما نريد فيه، إلى مكان آخر نحن غرباء عنه ؛ غرباء عن المكان والأشخاص والعادات.وعند الانتقال من الضلال إلى الهداية يحتاج المهتدي إلى من يعينه فالحق في بدايته ثقيل سيضطر لترك بعض السلوكيات وهجر بعض الأشخاص والتخلص من بعض الأموال التي اكتسبها، سيعيش حياة جديدة فيها تكاليف ثقيلة لم يفعلها من قبل ،سيحتاج إلى من يعينه على كل ذلك ومن يقف إلى جواره من يهون عليه هذه الصعوبات ،من يذكّره بما أعده الله تعالى للصابرين.

يحتاج المؤمنون في مواجهة الكفار إلى أن يوصي بعضهم بعضا بالصبر بل بالمصابرة ، سيصبرون وسيصبر أعداؤهم فأي الصبرين سيغلب الآخر؛ الصبر الذي هو عند المؤمن نصف الإيمان؟ أم الصبر الذي هو عند الكافر خيار استراتيجي، الصبر النابع من الاستجابة لقوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [آل عمران: 200] أم الصبر الذي يعود إلى أسلاف قالوا { أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ } [ص: 6] ،يوصي الكفار بعضهم بعضا بالصبر على عبادة آلهة باطلة لأن هناك مخطط لتدميرهم ولابد من مواجهته بالصبر.
إذا خلت الحياة من الصبر

بدون أن يصبر الطالب على طلب العلم والإنسان على مرضه والزوجين كل منهما على الاخر والأب على أبنائه، ستتحول الحياة إلى مجموعة من الضغوط تؤذي الإنسان وتفسد عليه حياته.

بدون أن يصبر الإنسان لن يكون هناك نجاة ولا نجاح ولا أجر، «واعلم أن ‌النصر ‌مع ‌الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا.»[5] { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر: 10]

في بداية نزول المصائب يكون ضغطها ثقيلا على النفس سواء جاءت فجأة أو كانت متوقعة ،وقد سمى النبي ﷺ هذه الحالة بال” صدمة” وجعل الصبر المعتبر شرعا الذي يدل على إيمان صاحبه ويؤجر عليه من الله تعالى عند الصدمة الأولى[6]، أما بعد ذلك فاختلاف الليل والنهار ينسي أو يتأقلم الإنسان مع الشدة.

والصبر الذي ينبغي أن يتواصى به المؤمنون هو صبر الأعزة الواثقين بكرم الله تعالى وإعزازه للمؤمنين الموقنين الذين يصنعون شيئا يقربهم من أهدافهم المشروعة.

لقد أمرنا الله تعالى أن نصبر ولا نستجيب لأولئك الذين تحملهم قلة اليقين على الجزع والفزع والطيش في اتخاذ المواقف والقرارات { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ } [الروم: 60]

تبقى سورة العصر مع غيرها من كلمات الله وهداية نبيه ﷺ طوق النجاة من الهلاك ومن الفتن ومن الهزائم.

[1] صحيح البخاري
[2] الأدب المفرد
[3] مسند أحمد وقال محققوه: حديث حسن بطرقه وشواهده
[4] مسند الدارمي
[5] شعب الإيمان
[6] قال صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ ‌الصَّدْمَةِ ‌الْأُولَى) صحيح البخاري

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.13 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]