|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() القرآن منهجية شاملة لهداية البشر منة شرع لطالما كان القرآن هو الملاذ الآمن لكثير من القلوب المضطربة، والأرواح المتعبة، والنفوس الهائمة؛ فما قصده أحد يرجو منه راحة وسلامًا إلا وكان شفاء لما يعانيه، تصديقًا لقوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]. وهكذا عهدناه دائمًا.. رفيق أنيس يمحو بجمال كلماته، وعذوبة مفرداته، وجلالة معانيه كل آثار الدنيا التي نهرب منها إليه. فتقرأ مرة: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، ومرة: ﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ [الطور: 48]، ومرة ﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، ومرة: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 88]، وغيرهن الكثير من الآيات التي تحلق بأفئدتنا إلى خالقها، ومُنزِل هذا الكتاب العظيم الكريم ببركاته علينا. ولكن هناك معنى عظيم يخفى على الكثير من الناس.. وهو أن منهجية القرآن تتجاوز كونه مصدرًا للعبادة والروحانيات، فهذه النظرة القاصرة لمعجزة إلهية مثل القرآن تفقدنا الكثير والكثير من المعاني التي قد تحول حياتنا لحياة هنيئة، والتي لن نستطيع استنباطها إلا من كلام الهادي عز وجل؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38]، ﴿ مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ [طه: 2]، وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ [الحديد: 25]. تأمل هذه الآيات.. كلها تشير إلى أن السبب الأساسي من نزول القرآن هو هداية البشر وتوجيههم! هذا يعني حتمًا أن كلام القرآن نستطيع أن نصنع منه "منهجًا" شاملًا لنهتدي به في أمور دنيانا وديننا. وما أحوجنا لذلك في زمان كثرت فيه الآراء، وانتشرت فيه الأهواء! حتى اضطربت القيم، وتزعزعت الثوابت، وضاعت وتاهت النفوس في ظل عالم تقوده عقول وألسنة البشر وليست أنوار الهادي سبحانه وتعالى. وهداية القرآن تقوم على معنيين: هدايتنا في الدين، وفي الدنيا. أما أمور الدين فتشمل التوحيد والأحكام الشرعية التي تهدي لعبادة الله كما يحب ويرضى. وأما أمور الدنيا فتمتد لتشمل هداية النفس الإنسانية، ومعرفة فطرتها وما جُبِلَت عليه، وكيفية التعامل معها وفقًا لذلك، وكيفية التعامل مع الناس الخيِّر منهم والمعادي، واختيار التصرف الصحيح في شتى مواقف الحياة؛ لإقامة مجتمع مسلم سوي. وهذا أيضًا لا يقتصر على الأخلاق والمعاملات الحسنة! وإنما تعليم كل فرد المبادئ والأسس النفسية الصحيحة، والحكمة ومعرفة الحق من الباطل والتفريق بينهما، ومتى تفعل هذا، ومتى تكفُّ عن ذاك، دون إفراط ولا تفريط، وكأنها خريطة شاملة.. ومن الذي وضعها؟ خالق هذه الدنيا! فكيف ننسى منهجية القرآن ونبحث عن هداية في غيره من الكتب الغربية المنتشرة التي بالتأكيد تحتوي على أخطاء وضلالات لا حصر لها، والقرآن "لا ريب فيه"! وإذا قرأنا شيئًا فيه ريب لماذا لا نرده إلى كلام الله لنعرضه عليه ونرى صحته من عدمها؟ فما كان القرآن يومًا كتابًا محدود الأفكار والمواضيع، وإنما معجزة خالدة، تقرأ الآية اليوم لتستخرج منها معنًى عظيمًا، وفي اليوم التالي تقرأ الآية نفسها لتجد معنى أعظم وأعمق! وهل هذا غريب على كلام الفتَّاح الذي يفتح أبواب الهداية واحدًا تِلْوَ الآخر لمن أراد! فلنعد لكتاب الله، كتاب الحق، ونقدره حق قدره، ونستنبط منه كل ما يعيننا على عوائق هذه الدنيا، الصغير منها والكبير، ونعمل به كما أراد الله عز وجل الذي أنزل هذا الهدى رحمةً بنا، لكيلا نمضي تائهين في هذه الدنيا، فمن اتَّبَع هداه فلا يضل ولا يشقى! ونور القرآن هو مخرجنا من كل ظلام، ليس فقط بروحانياته، وإنما باستنباط منهجيته، والعمل بها، ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |