|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من الصفات الذاتية للداعية قوة الصلة بالله مبارك بن حمد الحامد الشريف قوة الصلة بالله: إنَّ تقرُّب الداعية إلى ربِّه، وحِرصَه على توثيق الصلة به، والتوكل عليه - من أهمِّ أسباب نجاحه في دعوته، وابن كثير رحمه الله يوجِّه الدعاة ويحثُّهم على تقوى الله وطاعته ومحبته والتوكل عليه، وهذا - بإذن الله - كفيلٌ أن يوفِّق الداعية لمعرفة الحق ووضوحه وبيانه ودعوة الناس إليه. يقول رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ﴾ [الأنفال: 29]: "قال ابن عباس والسدي ومجاهد... ﴿ فُرْقَانًا ﴾: مخرجًا، وزاد مجاهد: في الدنيا والآخرة، وفي رواية عن ابن عباس: ﴿ فُرْقَانًا ﴾: نجاة... وقال محمد بن إسحاق: ﴿ فُرْقَانًا ﴾ أي فَصْلًا بين الحق والباطل، وهذا التفسير من ابن إسحاق أعمُّ مما تَقدَّم، وقد يستلزم ذلك كله، فإن من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره، وفِّق لمعرفة الحق من الباطل، فكان ذلك سبب نصره ونجاته، ومخرجه من أمور الدنيا، وسعادته يوم القيامة"[1]. ويقول رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]: "أي لا يَرْجون سواه، ولا يقصدون إلا إياه، ولا يلُوذون إلا بجانبه، ولا يطلبون الحوائج إلا منه، ولا يرغبون إلا إليه، ويعلمون أنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وأنه المتصرف في الملك وحده لا شريك له، ولا معقِّب لحكمه، وهو سريع الحساب؛ ولذا قال سعيد بن المسيَّب: التوكل على الله جِماعُ الإيمان"[2]. فالتوكل على الله "هو العمدة في الهداية، والعدة في مباعدة الغَواية، والوسيلة إلى الرشاد، وطريق السداد وحصول المراد"[3]. ومما يرشد إليه ابن كثير في تقوية صلة المؤمن والداعية بالله سبحانه: دعاؤه والتضرع إليه، كما قال سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، يقول ابن كثير: "والمراد من هذا أنه تعالى لا يُخيِّبُ دعاء داعٍ، ولا يشغله عنه شيء، بل هو سميع الدعاء، ففيه ترغيب في الدعاء، وأنه لا يَضيعُ لديه تعالى"[4]. ومما يقوِّي صلة المؤمن والداعية بربِّه: الاستمرارُ على الطاعة، كما قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] "أي حافِظوا على الإسلام في حال صحتكم وسلامتكم؛ لتموتوا عليه؛ فإن الكريم قد أجرى عادته بكرَمِه أنه من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعِث عليه"[5]. [1] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 377. [2] المرجع نفسه 2/ 359. [3] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 474. [4] المرجع نفسه 1/ 271. [5] المرجع نفسه 1/ 475.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |