|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإقناع اللساني الوظيفي محمد البوزيدي تشير مادة (قنع) في (لسان العرب)؛ لابن منظور - إلى معنى السؤال والتذلل والرضا، فقنع بنفسه قنعًا وقناعة: رضي، وأقنعني؛ أي: أرضاني، وقنَّعني؛ أي: رضَّاني[1]. (الإقناع) جهد اتصالي لساني، يتأسس على قصد محدَّد، يكون مخططًا له مسبقًا، وَفق أهداف معيَّنة؛ لاستمالة المتلقي وتعديل سلوكه ومواقفه الشخصية، في ظروف مقامية معينة. و"الإقناع واحد من الحالات الأساسية للتواصل، وذلك تبعًا لكون القصد هو التعبير عن إحساس أو حالة أو نظرة خاصة إلى العالم أو إلى الذات، أو الإخبار، أي الوصف الموضوعي إلى أقصى درجة، لمقام ما، أو بالإضافة إلى ذلك، الإقناع، أي التوجه إلى المستمع بالمبررات المقبولة لتبنِّي رأي ما"[2]. فرِضَا النفس هو الدلالة المعنوية لقنع؛ حيث يتم حملها على الاعتقاد أو الفعل، أو التخلي عنهما معًا. وقد أشار إلى ذلك (حازم القرطاجني) عندما بيَّن أن القصد في الإقناع حمل النفوس على فعل شيء أو اعتقاده، أو التخلي عن فعله واعتقاده[3]، كما أنه سعي إلى جعل متلقي الرسالة الإقناعية متبنيًا لرأي ما. (الإقناع) عملية كلامية تستهدف التأثير العقلي والعاطفي في المتلقي أو الجمهور، حتى يتفاعل مع الفكرة أو السلعة المعروضة عليه، باعتماد الحجج والبراهين الإثباتية، عبر وسائط طبيعية أو اصطناعية. أما (الاقتناع)، فهو فعل الأثر الحاصل من عملية الإقناع لدى المتلقي، متى تهيأت الظروفُ عند المرسل (المقنع)، فيحدث الانسجام بين الرغبة الذاتية، والإمكانات المتاحة، والهدف المقصود. ويمكن لـ(النص الإقناعي) الذي ينبني على الحجج أن تختلف مقاصده، بناءً على الإستراتيجية المتبَعة، فقد يوجَّه وجهة إقناعية عقلية، تقوم فيها الحجج المنطقية وأساليب الاستدلال بمهمة توجيه فكر المتلقي، كما يمكن أن تكون المتعة الشخصية غايته، فيُبنى على الإغراء. ولما كان(الإقناع) جهدًا لُغويًّا مقصودًا ومؤسسًا على إستراتيجية محددة، بهدف التأثير في رغبات الآخر وميولاته، فإن كفاءته بوصفه فعلًا إنجازيًّا موفَّقًا - لا تتحقق إلا إذا كان لفاعل الإقناع كفاءةٌ تواصلية متميزة في مجال الابتكار والتحليل والعرض المنظم للأفكار من جهة، ومجال ضبط الانفعالات وفهم دوافع نقد الآخر من ناحية ثانية، وهي كفاءة تتوَّج بكسب تأييد المتلقين لرأيه المعروض عليهم. وحتى تحقق العملية الإقناعية نجاعتَها، لا بد من توافر عدد من القواعد الضابطة لممارسة هذا الفعل الإقناعي، فبالإضافة إلى المميزات الذاتية التي تساعد الطرفَ المقنع على التأثير، توجد قيود أخرى تتعلق بالرسالة المبثوثة وبالهدف المقصود. فيحسُن أن تكون الرسالة خاليةً من المغالطات، محيلة على مرجع ثقافي مشترك، جامعةً بين الرأي والرأي المعارض، عرضها منوَّع، تتخلله مسافات زمنية. أما أهداف الرسالة الإقناعية، فينبغي أن تكون واضحة، يمكن بلوغها. ويقوم (العامل النفسي)بدور فعَّال في نجاعة العملية الإقناعية؛ فعلى باعث الرسالة أن يوجد جوًّا نفسيًّا ملائمًا، يهيئ من خلاله الطريق للمتلقِّي، وهو أمر تتم مراعاته في عدد من المهمات التي تستهدف استمالة المتلقي لاستقبال موضوع له قيمتُه من الناحية الاجتماعية والتِّجارية والسياسية، فالبرامج السياسية مثلًا تسعى لخلق ما يُعرَف بالرأي العام تجاه قضية لها قيمتها التداولية عند المتلقي، فيَتهيأ بذلك لقَبول ما يتم الترويجُ له. [1] ينظر: ابن منظور "لسان العرب"،إعداد وتصنيف: يوسف خياط، تقديم: الشيخ عبدالله العلايلي، دار لسان العرب، بيروت، مادة قنع. [2] Voir :Philipe Breton) 1996) "L’ argumentation dans la commuunication" paris ed. la decouvert . p4. [3] ينظر حازم القرطاجني (1981) "منهاج البلغاء وسراج الأدباء"، تح/ محمد الحبيب بن الخوجة، منشورات دار الغرب الإسلامي، بيروت، ص19.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |