|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أقوال واعتقادات خاطئة إعداد: د. طلعت زهران اشتهر على ألسنة العوام عبارات وألفاظ يجب الحذر منها، ونحن في هذا الباب ذنبه على بعضها ليكون المسلم على حذر منها «يدي الحلق للي بلا ودان» هذا القول قبيح وفيه إساءة أدب مع الله، واتهام له سبحانه بأنه يسيء التصرف في كونه وخلقه، فيعطي من لا يستحق ويمنع عمن يستحق، وبأن البشر أعلم بمواقع الفضل من ربهم عز وجل، بل لا بد من اليقين بأن الله أعلم بمواقع فضله ومنه، يرزق من يشاء، كما أنه سبحانه يعطي الدنيا من يحب ولمن لا يحب، ويرزق الكافر والمؤمن، قال تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} [القمر: 49] ، وقال: {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات} [الزخرف: 32] ، وقال: {قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له} [سبأ: 39] . «رزق الهبل على المجانين» هذا قول شيطاني، فالرزاق هو الله وحده، وليس أحد يملك لنفسه ولا لغيره رزقا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. قال الله عز وجل: {إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 58] ، وقال: {الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له} [العنكبوت: 62] . فالرزق بيد الله سبحانه وتعالى، وقد كتبه وقدره قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم الله كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا». رواه أحمد. قال الله عز وجل: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} [هود: 6] ، وقال: {قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله} [سبأ: 24] . «لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربنا تنزل» كلمة خبيثة، فالله تعالى لا يؤوده شيء ولا ينازعه في سلطانه منازع، ولا يملك أحد أن يمنع شيئا من أمر الله ورحمته، قال عز وجل: {وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم} [فاطر: 2] . وقال تعالى: {قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته} [الزمر: 38] . فأي مخلوق هذا الذي يستطيع أن يمنع رحمة ربنا من أن تنزل على عباده. «كتر السلام يقل المعرفة» هذا قول خاطئ لا يجب أن يتفوه به مسلم، فالشارع الحكيم حض على إفشاء السلام؛ لأنه مفتاح الحب والمودة في الله، قال عز وجل: {فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} [النور: 61] . وقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم». [صحيح مسلم (7081) ] . وقال: «إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه». [صحيح الجامع (789) ، والسلسلة الصحيحة (186) ] . وقال: «إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل: السلام عليكم ورحمة الله». [صحيح. صحيح الجامع (375) ] . وقال: «السلام قبل السؤال، فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه». [حسن. ابن النجار (3699) ] . وقال: «من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد ولا يصلي فيه ركعتين، وألا يسلم الرجل إلا على من يعرف». [صحيح. الطبراني (5869) ] . «ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه» هذا المثل يدعو إلى ترك النهي عن المنكر، ويمنع الإصلاح بين الناس، ولا شك أن تشاجر الناس واشتباكهم منكر ينبغي الإسراع بتغييره، قال تعالى: {فأصلحوا بين أخويكم} [الحجرات: 10] . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه». [صحيح مسلم وأبي داود، وصحيح الجامع (6250) ] . وقال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة». [حسن. أبو داود] . «اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع» هذا ليس صحيحا على الإطلاق، وهو قول يراد به البخل تماما بأي شيء فيه مصلحة عامة للمسلمين، والمسجد هو أعظم مصلحة عامة للمسلمين، وما كان السلف الصالح يبخلون بشيء قط لله ورسوله، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأتي بكل ما عنده ويضعه في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسأله صلى الله عليه وسلم: «ماذا تركت لأهلك؟» فيقول: تركت لهم الله ورسوله. ولكنه قد يكون صحيحا في الحاجات الضرورية، ففرض النفقة على الأهل والعيال فرض عين، وما يحتاجه المسجد فرض كفاية، وفرض العين مقدم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت». فمن كان يجد كسبا من تجارة أو عمل أو صناعة أو نحوها فلا حرج عليه أن يتصدق بماله كله، كما فعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه. واحتياجات البيت لا تنتهي أبدا، قال الله عز وجل مادحا المحسنين: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} [الإنسان: 8] . وقال: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9] . «اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم» عبارة خبيثة من جهتين؛ أولا: هي تدعو إلى الشك في الأصدقاء وسوء الظن بهم، وقد نهانا الشارع الحكيم عن سوء الظن: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم} [الحجرات: 12] . ومن المعلوم أن الأخوة في الله من أعظم مظاهر الدين، بل هي تضمن للعبد أن يكون مع أخيه في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه». [متفق عليه] . والجهة الثانية: أنها توهم الإنسان بأنه يمكنه أن يستغني عن عون الله ونصرته في مواجهة أعدائه، وهذا محال. قال تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون} [آل عمران: 160] ، وقال: {وكان حقا علينا نصر المؤمنين} [الروم: 47] ، وقال: {بل الله مولاكم وهو خير الناصرين} [آل عمران: 150] . وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يلح على ربه في الدعاء والتضرع أن ينصره ببدر، حتى أشفق عليه الصديق رضي الله عنه وقال له: أكثرت على ربك. والمسلمون حين ظنوا بأنفسهم الكثرة والقدرة على النصر غلبوا، وعاتبهم الله فقال تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين} [التوبة: 25] . فلا قوة إلا بالله، ولا نصر إلا به، فأحسن التوكل على مولاك، وسلم أمرك كله له، تكن من الفائزين بإذنه ومنه سبحانه. فاللهم قنا شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، ونعوذ بالله من شر ما خلق. وفقنا الله تعالى لما يحبه ويرضاه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |