"المعوقين" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 638 - عددالزوار : 425669 )           »          لمحات من سورة الكهف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 12591 )           »          وقفات مع سورة يوسف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 18 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 52 - عددالزوار : 13303 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 2239 )           »          كيف تجد أخلاقك؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          آداب إسلامية في بناء الأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11 - عددالزوار : 656 )           »          الحياء خلق الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 08:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,789
الدولة : Egypt
افتراضي "المعوقين"

المعوقين

نورة سليمان عبدالله

يقول الله تعالى: ﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الأحزاب: 18].

يقول البغوي في تفسيره: "﴿ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ ﴾؛ أي: المثبطين للناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ﴾؛ أي: ارجعوا إلينا، ودَعُوا محمدًا، فلا تشهدوا معه الحرب، فإنا نخاف عليكم الهلاك.

قال قتادة: هؤلاء ناس من المنافقين، كانوا يثبطون أنصار النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون لإخوانهم: ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس، ولو كانوا لحمًا لالتهمهم؛ أي: ابتلعهم أبو سفيان وأصحابه، دعوا الرجل؛ فإنه هالك".

ومعنى (المعوقين)؛ أي: المثبطين للعزائم، وعوَّقه عن عمله: شغله عنه، وعاقه عن الشيء: منعه وصرفه عن القيام به؛ أي: شغله عنه.
ويسمَّى عند الفقهاء بالمخذِّل.

وما أكثر المثبطين من حولنا عن عمل الخير! ولكن عندما يستشعر المرء أن نيته لله، فلا يضره تثبيطهم، بل يتخذ منه وقودًا للاستمرار.

قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقِرَنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق))؛ ففي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلم لا يجب عليه أن يحقِرَ، أي: يقلل من المعروف، أي: من فعل الخير؛ شيئًا ولو أن يلقى أخاه المسلم بوجه طلق، وفيه: الحث على فعل المعروف قليلًا كان أو كثيرًا، بالمال، أو الخُلق الحسن.

وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا تحقرن جارة لجارتها ولو فِرْسَنَ شاة))، وفي هذا الحديث يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم النساء، ويأمرهن ألَّا يحتقرن أي شيء تُهديه إحداهن لجارتها، ولو كان المُهدَى فرسنَ شاة، وهو ظلف الشاة كالحافر من الفرس، وقيل: هو عَظم قليل اللحم.

ومعلوم أنه لا يمكن الاستهانة بالأثر السلبي الذي يُحدثه التثبيط في نفوس الناس، وإذا كثرت أصوات التثبيط والمثبطين قد يؤثر في نفسيات الناس الساعين لفعل خيرٍ، أو ما شابه ذلك.

إن الهِمم العالية والنفوس التوَّاقة لا تقف عند حدٍّ ولا يحجبها كثرةُ نقدٍ، بل أنظارها مرفوعة لا تنثني ولا تتردد، لا يضرها مخذِّل ولا مثبِّط، فهي تنظر بهديِ الله مسترشدةً بسُنة رسول الأمة صلى الله عليه وسلم، متخذةً من صحابته قدوة، فحينما سأل ربيعة بن كعب الأسلمي النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن همته قريبة، بل قال: "أسألك مرافقتك في الجنة".

والمثبطون أنواع؛ أشهرهم:
1- الحسود الذي لا يريد لك أي خير، فتجده يضع أمامك كلَّ العراقيل، ويجعل هاجسه الأوحد أن تفشل.

2- الجاهل الذي لا يعلم شيئًا، فيخشى أن ينكشف جهله بنجاحك، فيحاول جرَّك إلى مستنقع جهلِه.

3- الجبان الذي يخاف من أي تجربة جديدة.

4- نوع غريب عجيب، حين يرى بدايات نجاحك، ينسُب نجاحك إلى أسباب أخرى.

هؤلاء المثبِّطون هم أشد خطرًا على كل من يريد التغييرَ، أو النجاح، أو التميز في أي عمل.

فماذا نفعل مع هذه الفئة من الناس؟


أخي، يا رعاك الله، العاقل العامل لا يلتفت إلى قول البطَّالين، وما دمتَ تعرف طريقك، فأنت على نور، ولا تهتم بمن يضع الشوك في طريقك، وقد ينقلب هذا الشوك أسلوبَ حذَرٍ يفتح ذهنك وقلبك، وما أحسن ما قال أبو الطيب:
وكم من عائب قولًا صحيحًا
وآفته من الفهم السقيمِ!




وهذه بعض الحلول لتفادي أمثال هذه الفئة المثبطة المعوِّقة من الناس:
1- الدعاء بهذا الدعاء الذي كان صلى الله عليه وسلم يداوم عليه لأهميته: ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزَن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلَع الدين وغلبة الرجال)).

2- تدريب الذات على الصبر والتحمُّل، وعدم الالتفات إلى ما يقوله الآخرون.

3- حسن الظن بالله والدعاء.

4- العمل على تقوية ثقتك بنفسك وقدرتك.

5- تحفيز النفس بعِظم أجر العاملين الذين يسعَون لفعل الخير، ومنفعة الناس.

6- عدم التفكير بكلام الناس، ونقدهم وتجاهلهم.

7- كن قائدًا لنفسك، لا تنتظر أن يشاركك أحدٌ في همتك.

8- القراءة في قصص الناجحين، والتمثل في قصص الصحابة والسلف الصالح، وكيف تغلبوا على الصعوبات التي واجهتهم.

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

ومن أقوال العلماء:
أصحاب الهمم العالية إذا هبطوا الجبل من جانب، حاولوا الصعود من الجانب الآخر؛ لأنهم لا يطيقون البقاء في الحضيض، بل يبتغون المعالي دائمًا.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.13 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]