|
ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تخريج حديث: الأذنان من الرأس الشيخ محمد طه شعبان روى أبو أمامة، وأبو هريرة، وعبد الله بن زيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». (1/ 150) و (1/ 162). ضعيف جدًّا. وقد روي عن عدد من الصحابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. الحديث الأول: عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه. أخرجه أبو عبيد في «الطهور» (88) و (359)، وأحمد (22223) و (22310)، والأثرم في «سننه» (8)، وابن ماجه (444)، والروياني في «مسنده» (2/ 301)، والطحاوي في «معاني الآثار» (143)، والطبراني في «الكبير» (8/ 121) (7554)، وابن عدي في «الكامل» (6/ 28)، والدارقطني في «سننه» (357) و (358) و (360)، وفي «المؤتلف والمختلف» (3/ 1206)، والمخلص (2269)، والبيهقي في «الكبير» (312)، وفي «الخلافيات» (223)، وابن الجوزي في «التحقيق» (138)، من طرق، عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة رضي الله عنه، به. قال البيهقي: «وهذا الحديث يقال فيه من وجهين: أحدهما: ضعف بعض الرواة. والآخر: دخول الشك في رفعه. وبصحة ذلك أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا عباس الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: سنان بن ربيعة يحدث عن حماد بن زيد، ليس هو بالقوي. أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، حدثنا أبو سعيد الخلال، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا ابن عون، وذُكر عنده شهر بن حوشب، فقال: إن شهرًا تركوه. قوله: تركوه؛ أي: طعنوا فيه، وأخذته ألسنة الناس. وبإسناده حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا شبابة، قال: سمعت شعبة، يقول: كان شهر بن حوشب رافق رجلًا من أهل الشام فسرق عيبته، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا أبي، قال: كان شهر بن حوشب على بيت المال، فأخذ خريطة فيها دراهم، فقال القائل: لقد باعَ شهرٌ دينَه بخريطةٍ ![]() فمَن يأمنُ القرَّاءَ بعدَك يا شهرُ ![]() ![]() ![]() أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الفقيه، حدثنا علي بن عمر الحافظ، حدثنا دعلج بن أحمد، قال: سألت موسى بن هارون عن هذا الحديث، فقال: ليس بشيء، فيه شهر بن حوشب، وشهر ضعيف. قال البيهقي: والحديث في رفعه شك» اهـ. وقد ذهب ابن الجوزي إلى تقوية هذا الحديث، فقال في «التحقيق» (1/ 152): «فإذا قال الخصم: في هذا الحديث سنان، وشهر؛ فأما سنان فقال أبو حاتم الرازي: هو مضطرب الحديث، وأما شهر؛ فقال ابن عدي: ليس بالقوي، ولا يحتج بحديثه. وقال الدارقطني: قال سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد: إن قوله: الأذنان من الرأس من قول أبي أمامة غير مرفوع، وهو الصواب! فالجواب: أما شهر، فقد وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وأما سنان، فإنما قال فيه يحيى: ليس بالقوي، والاضطراب في الحديث لا يمنع الثقة. وجواب قول من قال: هو قول أبي أمامة أن نقول: الراوي قد يرفع الشيء وقد يفتي به» اهـ. وقد تعقبه ابن عبد الهادي في «التنقيح» (1/ 207)، قائلًا: «وهذه الطريقة التي سلكها المؤلف ومن تابعه في أن الأخذ بالمرفوع في كل موضع، طريقة ضعيفة، لم يسلكها أحد من المحققين، وأئمة العلل في الحديث» اهـ. وأخرج الحديث الطبري في «تفسيره» (8/ 171)، عن محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، أو عن أبي هريرة، شك ابن بزيع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». وأخرجه أحمد (22282)، عن يونس المؤدب، عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل وجهه ثلاثًا، ويديه ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه، وقال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». قال حماد: فلا أدري من قول أبي أمامة أو من قول النبي صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على المؤقين. وأخرجه أبو داود (134)، ومن طريقه البيهقي في «الكبير» (314)، وفي «الخلافيات» (232) و (233)، قال: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، ح وحدثنا مسدد، وقتيبة، عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة رضي الله عنه، وذكر وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح المأقين، قال: وقال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». قال سليمان بن حرب: يقولها: أبو أمامة. قال قتيبة: قال حماد: لا أدري هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم أو من أبي أمامة؛ يعني: قصة الأذنين. وأخرجه الترمذي (37)، عن قتيبة، به. وأخرجه الدارقطني في «سننه» (359)، من طريق معلى بن منصور، عن حماد، عن سنان، عن شهر، عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أبي أمامة، قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ»، بالشك. وأخرجه الدارقطني في «سننه» (361)، والبيهقي في «الكبير» (313)، عن سليمان بن حرب، به، وعنده قال سليمان بن حرب: «الأذنان من الرأس؛ إنما هو قول أبي أمامة، فمن قال غير هذا فقد بدل، أو كلمة قالها سليمان؛ أي: أخطأ». قال الترمذي: «هذا حديث ليس إسناده بذاك القائم». وقال الدارقطني: «حدثنا دعلج بن أحمد، قال: سألت موسى بن هارون عن هذا الحديث، قال: ليس بشيء؛ فيه شهر بن حوشب، وشهر ضعيف، والحديث في رفعه شك. وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: سنان بن ربيعة أبو ربيعة مضطرب الحديث» اهـ. وقال الدارقطني في «العلل» (12/ 263): «قال سليمان بن حرب في هذا الحديث، عن حماد بن زيد: إن قوله: والأذنان من الرأس هو من قول أبي أمامة غير مرفوع. وهو الصواب». قلت: وخلاصة هذا الطريق أنه معل بالشك في رفعه ووقفه، وضعف شهر، وسنان بن ربيعة، وقد تقدم بعض كلام الأئمة فيهما. وقد قال ابن عدي في شهر بن حوشب (6/ 176)، بعدما ذكر له عدة أحاديث: «ولشهر بن حوشب هذا غير ما ذكرت من الحديث، ويروي عنه عبد الحميد بن بهرام أحاديث غيرها، وعامة ما يرويه هو وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه، وشهر هذا ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه، ولا يتدين به» اهـ. وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 459): «كان ممن يروي عن الثقات المعضلات، وعن الأثبات المقلوبات». وروي الحديث من طريق أخرى. فقد أخرجه ابن عدي في «الكامل» (1/ 439)، والدارقطني في «السنن» (364)، والبيهقي في «الخلافيات» (238)، من طريق أحمد بن عيسى الخشاب، عن عبد الله بن يوسف، عن عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». قال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه إلا أحمد بن عيسى، وإنما يروي هذا حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة» اهـ. وقال الدارقطني: «أبو بكر بن أبي مريم ضعيف». قلت: وأحمد بن عيسى الخشاب. قال ابن يونس في «تاريخه» (46): «كان مضطرب الحديث جدًّا». وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 160): «يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الاحتجاج بما انفرد من الأخبار» اهـ. وقال ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» (230): «قال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: حدث بأحاديث لا يُحدِّث بها غيره. وقال ابن حبان: يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة. وقال محمد بن طاهر: أحمد بن عيسى كذاب يضع الحديث» اهـ. وأخرجه الدارقطني في «سننه» (363)، من طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». قال الدارقطني: «هذا مرسل، وروي عنه متصلًا، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح، وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف» اهـ. وأخرجه تمام في «فوائده» (1571)، وابن عساكر في «تاريخه» (54/ 150)، من طريق عثمان بن فائد، عن أبي معاذ الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». قلت: هذا إسناد تالف. • عثمان بن فائد. قال البخاري كما في «الضعفاء الكبير» (4/ 224): «في حديثه نظر». وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 75): «يأتي عن الثقات بالأشياء المعضلات حتى يسبق إلى القلب أنه كان يعملها تعمدًا، لا يجوز الاحتجاج به» اهـ. وقال ابن عدي في «الكامل» (8/ 28): «عثمان بن فائد، أبو لبابة القرشي. يروي عنه سليمان بن عبد الرحمن، منكر الحديث»، ثم ذكر له أحاديث، ثم قال: «ولعثمان بن فائد غير ما ذكرت من الحديث، وهو قليل الحديث، وعامة ما يرويه ليس بالمحفوظ». • وأبو معاذ الألهاني، لم أقف على ترجمة له، ويغلب على ظني أنه علي بن يزيد الألهاني، فهو الذي يروي عن القاسم بن عبد الرحمن، وقد اختلف في كنيته. قال المزي في «التهذيب» (21/ 178): «علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني، ويقال: الهلالي، أبو عبد الملك، ويقال: أبو الحسن، الشامي الدمشقي. روى عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي نسخة كبيرة» اهـ. وعلي بن يزيد، قال فيه البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 301): «منكر الحديث، عن القاسم بن أبي عبد الرحمن». وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (432): «علي بن يزيد، الدمشقي، أبو عبد الملك، يروي عن القاسم، متروك الحديث». وقال يعقوب بن شيبة كما في «تهذيب الكمال» (21/ 179): «حدثني عبد الله بن شعيب، قال: قرأ عليَّ يحيى بن معين: علي بن يزيد الشامي ضعيف. قال: وحدثني محمد بن عمر، قال: قال يحيى بن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة هي ضعاف كلها. وقال يعقوب: علي بن يزيد: واهي الحديث، كثير المنكرات» اهـ. • والقاسم؛ هو ابن عبد الرحمن الشامي، مولى معاوية. روى ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 113)، عن أبي بكر الأثرم، قال: «سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ذكر حديثًا عن القاسم الشامي، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الدباغ طهوره، فأنكره، وحمل على القاسم، وقال: يروي علي بن يزيد عنه أعاجيب، وتكلم فيهما، وقال: ما أرى هذا إلا من قِبَل القاسم». وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 214): «كان ممن يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات، ويأتي عن الثقات بالأشياء المقلوبات، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها» اهـ. وأخرجه ابن عدي في «الكامل» (10/ 623)، والدارقطني في «سننه» (365)، من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». وأخرجه الدارقطني في «سننه» (365)، ومن طريقه البيهقي في «الخلافيات» (234)، قال: حدثنا ابن مبشر، قال: حدثنا محمد بن حرب، قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: أخبرنا جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به. قال الدارقطني: «جعفر بن الزبير، متروك». قلت: جعفر بن الزبير؛ هو الشامي. قال البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 192): «تركوه». وروى العقيلي في «الضعفاء» (1/ 496): عن غندر، قال: رأيت شعبة راكبًا على حمار، فقيل له: أين تريد يا أبا بسطام؟ قال: أذهب فأستعدي على هذا، يعني جعفر بن الزبير، وضع على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مئة حديث كذب. وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 479): «سمعت أبي يقول: جعفر بن الزبير متروك الحديث، كان ينزل البصرة، وكان ذاهب الحديث، لا أرى أن أحدث عنه، وهو متروك الحديث. سمعت أبا زرعة يقول - وكان في كتابنا حديث عن جعفر بن الزبير - فقال: اضربوا عليه. فقلت: ما حال جعفر بن الزبير، أضعيف هو؟ قال: كما يكون، لا أحدث عنه، ليس بشيء» اهـ. وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 250): «يروي عن القاسم مولى معاوية، وغيره أشياء كأنها موضوعة، وكان ممن غلب عليه التقشف حتى صار وهمه شبيهًا بالوضع» اهـ. • وعلي بن عاصم. قال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 290): «ليس بالقوي عندهم. وقال وهب بن بقية: سمعت يزيد بن زريع، قال: حدثنا علي، عن خالد ببضعة عشر حديثًا، فسألنا خالدًا عن حديث، فأنكره، ثم آخر فأنكره، ثم ثالث فأنكره، فأخبرناه، فقال: كذاب فاحذروه» اهـ. وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 89): «كان ممن يخطئ، ويقيم على خطئه، فإذا تبين له لم يرجع». وذكر له ابن عدي عدة أحاديث، ثم قال (8/ 107): «والضعف بيِّن على حديثه، وابناه خير منه؛ الحسن وعاصم؛ لأنه ليس لابنيه من المناكير عشر ما له» اهـ. وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق، يخطئ ويصر». وقد أخطأ بعض الرواة فجعله من مسند أسماء بنت يزيد. قال الدارقطني في «العلل» (15/ 305) وقد سئل عن حديث شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم: الأذنان من الرأس؟ فقال: «يرويه حماد بن زيد، واختلف عنه: حدث به محمد بن عبد الرحيم الشماخي، كان بالشام، ولم يكن مرضيًّا، عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أبان بن تغلب، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد؛ والمحفوظ عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر، عن أبي أمامة» اهـ. قلت: وهذا الحديث له شواهد، إليك بيانها: الحديث الثاني: عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه. أخرجه ابن ماجه (443)، والبيهقي في «الخلافيات» (241)، قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن شعبة، عن حبيب بن زيد، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». قال ابن حجر في «النكت» (1/ 410، 411): «أما حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه، فرواه ابن ماجه، قال: حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن شعبة، عن حبيب بن زيد، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأذنان من الرأس». قال المنذري: هذا الإسناد متصل، ورواته محتج بهم، وهو أمثل إسناد في هذا الباب. قلت: هذا الإسناد رجاله رجال مسلم، إلا أن له علة؛ فإنه من رواية سويد بن سعيد، كما ترى، وقد وهم فيه، وذكر الترمذي في «العلل الكبير» أنه سأل البخاري عن هذا الحديث فضعف سويدًا. قلت: وهو وإن أخرج له مسلم في صحيحه فقد ضعفه الأئمة، واعتذر مسلم عن تخريج حديثه، بأنه ما أخرج له إلا ما له أصل من رواية غيره، وقد كان مسلم لقيه وسمع منه قبل أن يعمى ويتلقن ما ليس من حديثه، وإنما كثرت المناكير في روايته بعد عماه. وقد حدَّث بهذا الحديث في حال صحته فأتى به على الصواب؛ فرواه البيهقي من رواية عمران بن موسى السختياني، عن سويد، بسنده إلى عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ بثلثي مد، وجعل يدلك، قال: «والأذنان من الرأس». انتهى. وقوله: قال: والأذنان من الرأس، هو من قول عبد الله بن زيد رضي الله عنه والمرفوع منه ذكر الوضوء بثلثي مد والدلك» اهـ. قلت: وسويد بن سعيد. قال الترمذي في «العلل الكبير» (ص394): «ذكر محمد سويد بن سعيد، فضعفه جدًّا، وقال: كان ما لقِّن شيئًا لُقِّنَه، وضعَّف أمره». وروى الخطيب في «تاريخه» (10/ 316)، عن الآجري، قال: سألت أبا داود عن سويد، فقال: سمعت يحيى بن معين يقول: سويد مات منذ حين. وسمعت يحيى، قال: هو حلال الدم». وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (260): «سويد بن سعيد الحدثاني، ليس بثقة». وقال يعقوب بن شيبة في «تاريخ بغداد» (10/ 316): «صدوق، مضطرب الحفظ، ولا سيما بعدما عمي». وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق في نفسه؛ إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، فأفحش فيه ابن معين القول». وقال الحافظ أيضًا في «النكت» (1/ 275): «وقد اشتد إنكار أبي زرعة الرازي على مسلم في تخريجه لحديثه، فاعتذر إليه من ذلك بما ذكرناه، من أنه لم يخرج ما تفرد به، وكان سويد بن سعيد مستقيم الأمر، ثم طرأ عليه العمى، فتغيَّر، وحدَّث في حال تغيره بمناكير كثيرة، حتى قال يحي بن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوته، فليس ما ينفرد به على هذا صحيحًا» اهـ. ♦ ♦ ♦ الحديث الثالث: عن أبي هريرة رضي الله عنه.وله عن أبي هريرة رضي الله عنه طرق: الطريق الأول: أخرجه ابن ماجه (445)، والطبراني في «الأوسط» (8318)، والدارقطني في «سننه» (352)، والبيهقي في «الخلافيات» (209) و (210)، من طريق عمرو بن الحصين، عن محمد بن عبد الله بن عُلاثة، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». قال الدارقطني عقبه: «عمرو بن الحصين، وابن علاثة ضعيفان». وقال البيهقي عقبه: «محمد بن عبد الله بن علاثة الشامي، ذاهب الحديث بمرة، له مناكير عن الأوزاعي وغيره من أئمة المسلمين». قال البخاري عن ابن علاثة في «التاريخ الكبير» (1/ 132): «في حفظه نظر». وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 302): «قرئ على العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين، أنه قال: محمد بن عبد الله بن علاثة، ثقة. سئل أبو زرعة عن ابن علاثة، فقال: صالح، كأنه بصري، أصله من الجزيرة. سئل أبي عن محمد بن عبد الله بن علاثة، فقال: يكتب حديثه، ولا يحتج به»اهـ. وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 291): «كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، ويأتي بالمعضلات عن الأثبات، لا يحل ذكره في الكتب، إلا على جهة القدح فيه ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب»اهـ. • وعمرو بن الحصين؛ هو الكلابي البصري، متروك. قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 229): «سمع منه أبي، وقال: تركت الرواية عنه، ولم يحدثنا بحديثه، وقال: هو ذاهب الحديث، ليس بشيء، أخرج أول شيء أحاديث مشبَّهة حسانًا، ثم أخرج بعد لابن عُلاثة أحاديث موضوعة، فأفسد علينا ما كتبنا عنه، فتركنا حديثه. وسئل أبو زرعة عنه عند ما امتنع من التحديث عنه، فقال: ليس هو في موضع يُحدَّث عنه؛ هو واهي الحديث»اهـ. وقال ابن عدي في «الكامل» (8/6): «حدَّث بغير حديث عن الثقات منكر، وهو مظلم الحديث». وقال الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» (2/ 165): «متروك». وقال ابن حجر في «التقريب»: «متروك». الطريق الثاني: أخرجه الدارقطني في «سننه» (354)، والبيهقي في «الخلافيات» (215)، وابن عساكر في «تاريخه» (51/ 88)، من طريق البختري بن عبيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». قال الدارقطني: «البختري بن عبيد ضعيف، وأبوه مجهول». قلت: البختري بن عبيد. قال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 427): «ضعيف الحديث ذاهب». وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 232): «البختري بن عبيد، يروي عن أبيه عن أبي هريرة بنسخة فيها عجائب، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد؛ لمخالفته الأثبات في الروايات، مع عدم تقدم عدالته» اهـ. وقال في «المدخل إلى الصحيح» (27): «روى عن أبيه عن أبي هريرة أحاديث موضوعة». وقال ابن عدي في «الكامل» (2/ 500): «روى عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قدر عشرين حديثًا، عامتها مناكير، فيها: أشربوا أعينكم الماء، وفيها: الأذنان من الرأس» اهـ. وقال الحافظ في «التقريب»: «ضعيف متروك». الطريق الثالث: أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (6370)، وابن حبان في «المجروحين» (2/ 86)، والطبراني في «الأوسط» (538)، والدارقطني في «السنن» (347)، من طريق، عن علي بن هاشم، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَمَضْمَضْ وَلْيَسْتَنْثِرْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». • علي بن هاشم بن البريد، متكلم فيه. وثقه ابن معين، وقال ابن المديني وأبو زرعة: «صدوق». وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 86): «كان غاليًا في التشيع، ممن يروي المناكير عن المشاهير حتى كثر ذلك في رواياته، مع ما يقلب من الأسانيد. حدثنا مكحول، قال: سمعت جعفر بن أبان يقول: سمعت ابن نمير يقول، علي بن هاشم كان مفرطًا في التشيع، منكر الحديث» اهـ. • وإسماعيل بن مسلم؛ هو المكي العبدي. روى ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (2/ 198)، عن علي بن المديني، قال: سمعت يحيى - يعني القطان - وسئل عن إسماعيل بن مسلم المكي، قال: «لم يزل مختلطًا، كان يحدثنا بالحديث الواحد على ثلاثة ضروب». وفيه أيضًا، عن أحمد بن حنبل، قال: «إسماعيل بن مسلم المكي منكر الحديث». وفيه أيضًا، عن ابن المديني، قال: «إسماعيل بن مسلم المكي، لا أكتب حديثه». وفيه أيضًا، قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن إسماعيل بن مسلم العبدي، فقال: هو ضعيف الحديث مخلِّط. قلت له: هو أحب إليك أو عمرو بن عبيد؟ قال جميعًا ضعيفين، وإسماعيل هو ضعيف الحديث، ليس بمتروك، يُكتب حديثه. قال: وسمعت أبا زرعة ذكر إسماعيل بن مسلم المكي، فقال: هو بصري سكن مكة يحدِّث عن الحسن، ضعيف الحديث». وقال الدوري في «التاريخ» (3237): «سمعت يحيى يقول: إسماعيل بن مسلم المكي ليس بشيء». وقال ابن المديني في «العلل» (85): «وإسماعيل بن مسلم المكي لا يُكتب حديثه». وقال العقيلي في «الضعفاء» (1/ 279): «حدثنا أحمد بن أصرم المزني، قال: قلت لأحمد بن محمد بن حنبل: حدثونا عن علي بن مسهر، عن إسماعيل بن مسلم، فلما قلت له: إسماعيل بن مسلم، قال بيده هكذا، كأنه ضعفه». وفيه أيضًا، «حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: سمعت أبي يقول: إسماعيل بن مسلم المكي ما روى عن الحسن في القراءات، فأما إذا جاء إلى المسند يسند عن الحسن، عن سمرة أحاديث مناكير، وعن عمرو بن دينار يسند عنه مناكير، ليس أراه بشيء، وكأنه ضعفه» اهـ. وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 372): «تركه ابن المبارك، وربما روى عنه، وتركه يحيى، وابن مهدي». وروى الترمذي في «العلل» (430) حديث «حد الساحر ضربة بالسيف»، ثم قال: «سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: هذا لا شيء، وإنما رواه إسماعيل بن مسلم. وضَعَّف إسماعيل بن مسلم المكي جدًّا. وقال الآجري في «سؤالات أبي داود» (1301): «سمعت أبا داود يقول: ترك يحيى بن سعيد أحاديث إسماعيل بن مسلم، الذي يقال له: المكي». وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (36): «متروك الحديث». وروى له ابن خزيمة حديثًا في «صحيحه» (2429)، ثم عقبه بقوله: «هو إسماعيل بن مسلم المكي، وأنا أبرأ من عهدته». وذكره الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» (76). وقال العقيلي في «الضعفاء» (1/ 281): «حدثني الخضر، قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: قلت لأبي عبد الله: إسماعيل بن مسلم المكي، تُرِك حديثه للقدر، أو من أجل حديثه؟ قال: لا، حديثه كما رأيت، عن عمرو بن دينار، والزهري، قلت: وعن الحسن، ومحمد بن المنكدر؟ قال: نعم، عجائب» اهـ. الطريق الرابع: أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (214)، من طريق عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». • إسماعيل بن عياش، ضعيف. • وعبد الوهاب بن الضحاك؛ هو ابن أبان العُرْضي. قال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 100): «عنده عجائب». وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 74): «عبد الوهاب بن الضحاك السلمي، قاص أهل سلمية، أبو الحارث، سمع منه أبي بالسلمية، وترك حديثه والرواية عنه، وقال: كان يكذب. سمعت أبي يقول: سألت أبا اليمان عنه، فقال: لا يُكتب عنه، هذا قاص، ثم أتيناه فأخرج إلينا شيئًا من الحديث، فقال هذا جميع ما عندي، ثم بلغني أنه أخرج بعدنا حديثًا كثيرًا. سمعت أبي يقول: وقيل لي: إنه أخذ فوائد أبي اليمان، فكان يحدث بها عن إسماعيل بن عياش، وحدث بأحاديث كثيرة موضوعة، فخرجت إليه، فقلت: ألا تخاف الله عز وجل، فضمن لي أن لا يحدث بها، فحدث بها بعد ذلك»اهـ. وقال أبو داود في «سؤالات الآجري» (1681): «عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي، يضع الحديث، قد رأيته». وقال العقيلي في «الضعفاء» (3/ 568): «متروك الحديث». وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 131): «كان ممن يسرق الحديث، ويرويه، ويجيب فيما يسأل، ويحدث بما يقرأ عليه، لا يحل الاحتجاج به، ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار» اهـ. وقال ابن حجر في «التقريب»: «متروك، كذبه أبو حاتم». الطريق الخامس: أخرجه عبد الرزاق (27)، ومن طريقه الدارقطني (353)، والبيهقي في «الخلافيات» (217)، عن عبد الله بن محرر، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «الأذنان من الرأس»، موقوفًا. قال الدارقطني: «ابن محرر متروك». قلت: وقال: البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 212): «عبد الله بن محرر، منكر الحديث». وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (332): «متروك الحديث». وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (5/ 176): «قرئ على العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن محرر، ليس بشيء. قال عمرو بن علي الصيرفي: عبد الله بن محرر، متروك الحديث. سألت أبي عن عبد الله بن محرر، فقال: متروك الحديث، منكر الحديث، ضعيف الحديث، ترك حديثه عبد الله بن المبارك. سألت أبا زرعة عن عبد الله بن محرر، فقال: ضعيف الحديث، وامتنع من قراءة حديثه، وضربنا عليه» اهـ. وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 516): «كان من خيار عباد الله، ممن يكذب ولا يعلم، ويقلب الأخبار ولا يفهم» اهـ. الحديث الرابع: عن ابن عمر رضي الله عنهما. وله عن ابن عمر رضي الله عنهما طرق: الطريق الأول: أخرجه ابن عدي في «الكامل» (2/ 98)، وابن المقرئ في «معجمه» (31)، والبيهقي في «الخلافيات» (152)، من طريق عيسى بن يونس الرملي الفاخوري، عن ضمرة بن ربيعة، عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ». قال البيهقي: «وهكذا رواه القاسم بن يحيى بن يونس البزار، عن إسماعيل بن عياش. والقاسم بن يحيى ضعيف. أخبرني بذلك أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرنا علي بن عمر الحافظ: القاسم بن يحيى ضعيف. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |