|
الملتقى الطبي كل ما يتعلق بالطب المسند والتداوي بالأعشاب |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السؤال :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل هناك وجه ارتباط بين تحريم الإسلام لتناول لحم الخنزير وبين مرض أنفلونزا الخنازير , وما هي الحكمة من تحريم لحم الخنزير وما طرق الوقاية من هذا المرض وغيره ؟ وجزاكم الله خيرا الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولاً: التعريف بالمرض أنفلونزا الخنازير H1N1 هو أحد أمراض الجهاز التنفسي التي يسببها فيروسات أنفلونزا تنتمي إلى أسرة أورثوميكسوفيريداي (بالإنجليزية: Orthomyxovirida) التي تؤثر غالباً على الخنازير ، وهذا النوع من الفيروسات يتسبب بتفشي الأنفلونزا في الخنازير بصورة دورية ، وفيروسات أنفلونزا الخنازير تؤدي إلى إصابات ، ومستويات مرتفعة من المرض ، وتبقى فيروسات الأنفلونزا منتشرة ضمن الخنازير على مدار العام ، إلا أن معظم حالات الانتشار الوبائية ضمن الخنازير تحدث في أواخر الخريف ، والشتاء ، كما هو الحال لدى البشر . وأنفلونزا الخنازير هو الاسم الدارج لمرض أنفلونزا وبائي ناتج عن الإصابة بفيروس الأنفلونزا ( أ ) الذي يصيب كلاًّ من البشر ، والطيور ، والخنازير، وقد تميز النوع الذي يصيب الخنازير بقدرته على إصابة أنواع أخرى ، كالبشر , شأنه شأن جميع أنواع فيروسات الأنفلونزا ، ويتغير فيروس أنفلونزا الخنازير باستمرار ، وله القدرة على التحور للهرب من الجهاز المناعي . يمكن للخنازير أن تصاب بكل من فيروسات أنفلونزا الطيور ، والأنفلونزا البشرية ، فعندما تصيب أنواع مختلفة من فيروسات الأنفلونزا الخنازير : تنشأ احتمالية أن تقوم هذه الفيروسات بتبادل الجينات بحيث تظهر فيروسات جديدة هي ناتج مزيج من فيروسات أنفلونزا الخنازير ، والطيور ، والبشر , وقد ظهرت أشكال مختلفة من فيروسات أنفلونزا الخنازير على مر السنين . إن النوع H1N1 من فيروس أنفلونزا الخنازير هو سليل لفيروس الأنفلونزا الإسبانية الذي حصد ما بين 20 - 100 مليون إنسان ما بين عامي 1918م و 1920 م عقب الحرب العالمية الأولى ، ويعتبر فيروس الأنفلونزا ( أ ) ذو النوع (H1N1) من أكثر الفيروسات صعوبة في دراسته لكونه يتمتع بقدرة تغير سريع ، هرباً من تكوين أجسام مضادة له في الأجسام التي يستهدفها ، ويقوم الفيروس بتحوير نفسه بشكل طفيف كل عامين إلى ثلاثة أعوام ، وعندما تبدأ الأجسام التي يستهدفها بتكوين مناعة نحوه ، ونحو تحويراته الطفيفة ، ويقوم فيروس أنفلونزا الخنازير بعمل تحوير كبير : يمكنه من الهرب من جهاز المناعة ، مسبّباً حدوث جائحة تجتاح العالم كل عدة سنوات . تصيب فيروسات أنفلونزا الخنازير البشر حين يحدث اتصال بين الناس وخنازير مصابة ، وتحدث العدوى أيضاً حين تنتقل أشياء ملوثة من الناس إلى الخنازير ، ويمكن أن تصاب الخنازير بأنفلونزا البشر ، أو أنفلونزا الطيور ، وعندما تصيب فيروسات أنفلونزا من أنواع مختلفة الخنازير : يمكن أن تختلط داخل الخنزير ، وتظهر فيروسات خليطة جديدة . ويمكن أن تنقل الخنازير الفيروسات المحورة مرة أخرى إلى البشر ، ويمكن أن تنقل من شخص لآخر ، ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الأنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات أنفلونزا ، ثم لمس الفم ، أو الأنف ، ومن خلال السعال ، والعطس . " موسوعة " ويكيبيديا " ، بتصرف . ثانياً: صفات الخنزير ما يسببه من أمراض الخنزير : حيوان عشبي ، لاحم ، خبيث الطبع ، تجتمع فيه صفات السباع اللاحمة ، وصفات البهائم العشبية ، وهو حيوان نهم ، كانس ، يكنس الحقل ، والزريبة ، ويأكل كل شيء ، فيأكل القمامات ، ويأكل الفضلات ، بما في ذلك فضلاته البرازية ، كما يأكل القاذورات ، والديدان ، وكل النجاسات ، فيأكل الجرذان ، والفئران ، والجيف المتعفنة، وحتى جيف أقرانه . تضع أنثى الخنزير ما بين 3 - 12 خنوصاً في كل مرة , ويمكنها أن تلد ثلاث مرات في السنة ، ويتراوح معدل الإنجاب لأنثى الخنـزير الواحدة 15 - 30 خنوصاً في العام الواحد , وتحتاج الأنثى 21 بوماً لإرضاع صغارها ، و 5 أيام للعودة إلى دورة الشبق . والخنزير حيوان سريع النمو ، فهو يزن عند الولادة حوالي 2 كلغ ، لكن ّ وزنه يتضاعف أكثر من 50 مرة , ليصل في غضون ستة أشهر إلى قرابة 112 كلغ ، ويرجع سبب هذا النمو السريع إلى الزيادة الكبيرة في إفراز هرمون النمو عند الخنزير . الأمراض التي ينقلها الخنـزير للإنسان : يبلغ عدد الأمراض التي تصيب الخنـزير 450 مرضاً , منها 57 مرضاً طفيليّاً ، تنتقل منه إلى الإنسان ، وبعضها خطير ، بل وقاتل ، ويختص الخنزير بمفرده بنقل 27 مرضاً وبائيّاً إلى الإنسان ، وتشاركه بعض الحيوانات الأخرى في نقل بقية الأمراض ، لكنه يبقى المخزن ، والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض ، هذا عدا عن الأمراض الكثيرة التي يسببها أكل لحمه ، كتليف الكبد ، وتصلب الشرايين ، وضعف الذاكرة ، والعقم ، والتهاب المفاصل ، والسرطانات المختلفة . أولاً: البريونات (Prions). 1. مرض " جنون البقر " ، يسبب هذا المرض الفتاك أجساماً بروتينية صغيرة تسمَّى " البريونات " , وهذه الأجسام لها قدرة على إحداث أمراض خطيرة للحيوانات ، وللبشر أيضاً , ومصدر الخطورة يكمن في قدرة البريونات على تغيير شكل البروتينات الطبيعية الموجودة في خلايا مناطق حساسة - كالدماغ مثلاً - وتحويلها إلى بريونات , مسببة تلف الدماغ , فالجنون ، ثم الموت . ثانياً: الفيروسات (Viruses). يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من الفيروسات ، منها ما تنقله الخنازير إلى الإنسان ، فيسبب له أمراضاً فيروسية خطيرة ، مثل : 1. فيروس الأنفلونـزا ، لقد تمّ عزل فيروس الأنفلونزا من عينات أخذت من الإنسان ، والخيل ، والخنازير ، والطيور الداجنة والبرية ، وحتى من بعض الثديات البحرية ، وكان أخطر وباء أصاب العالم من هذه الأنفلونزا : الوباء الذي حدث عام 1918م ، وأطلق عليه آنذاك اسم " الإنفلونزا الإسبانية " ، فقد تفشى هذا الوباء في شتى أنحاء المعمورة , مخلِّفاً وراءه ملايين الجثث ، وناشراً الذعر ، والهلع في كل مكان . ويذكر أنّ وباء الإنفلونزا الذي لم يشهد القرن العشرين له مثيلا في الحدة والانتشار : أدى إلى إزهاق أكثر من 20 مليون نسمة خلال عامي 1918-1919م ، وأنّه حصد في الولايات المتحدة أرواح 550 ألف نسمة خلال عام واحد ، أغلبهم من الشباب ، وهو ما يوازي عشرة أضعاف الأمريكان الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى . 2. فيروس نيبا (Nipah virus) ، في عام 1998م عالج الأطباء في ماليزيا 300 إصابة بما يشبه أعراض الإنفلونزا ، سرعان ما توفي 117 مريضاً منهم بفيروس " نيبا " الغامض ، وأصيب العشرات منهم بتلف دماغي , ويعتقد الأطباء الماليزيون أنّ الفيروس الخطير ربما انتقل من خفاش الفواكه إلى الخنازير ، ومنها إلى الإنسان ، حيث أظهرت المتابعات الطبية أنّ جميع المصابين بالمرض كانت تربطهم علاقة قوية بالخنازير ، مما حدا بالدوائر الصحية في ماليزيا إلى قتل مليون خنزير . 3. فيروس الالتهاب الرئوي الحاد (سارس/SARS coronavirus) ، وهذا مرض فيروسي قاتل ، فقد ذكرت التقارير أنّ المرض ظهر أولاً في الصين ، وأنّ 30 % ممن أصيب بالمرض في بداية الأمر كانوا من المتعاملين بالأطعمة ، وأنّه تمّ عزل الفيروس من الأفاعي ، والخنازير البرية ، والقردة ، والخفافيش , والصين هي أكبر مستهلك للخنازير على وجه الأرض , إذ يبلغ استهلاكها نصف استهلاك العالم ، ولذلك ربط العلماء بسبب ذلك بين الخنزير وبين هذا المرض القاتل . وفي " الموسوعة العربية العالمية " : يوجد في العالم نحو مليار رأس من الخنزير ! يمتلك الصينيون نحو نصفها ، وتحتل الولايات المتحدة المركز الثاني في إنتاج الخنازير ، والبرازيل أكبر منتج للخنازير في " أمريكا الجنوبية " . انتهى 4. فيروس الحمى القلاعية (Foot & Mouth Disease) ، يُذكر أنّ مرض الحمى القلاعية انتشر عام 1997 في جزيرة تايوان برمتها ، في أقلّ من شهرين ، وطالت آثاره المدمرة 6000 مزرعة ، وأسفر عن ذبح 3.8 مليون خنزيراً ، ومن المعروف علميّاً أنّ المرض ينتقل من الخنازير إلى الإنسان . 5. فيروس مرض الكلب (Rabies virus) ، هذا الفيروس يصيب الحيوانات آكلة اللحوم ، وينتقل منها بواسطة العض إلى الحيوانات الأخرى بما في ذلك الإنسان ، والخنزير من الحيوانات المفترسة التي تأكل الجرذان ، والجيف ، لذا فهو عرضة لهذا المرض ، والناس الذين يربون الخنازير ، أو يأكلون لحومها ومنتجاتها : أيضاً معرَّضون للإصابة بداء الكلب . وهذه أمثلة , وإلا فحجم الفيروسات التي ينقلها الخنزير أكثر من ذلك . ثالثاً: البكتيريا (Bacteria). يصيب الخنـزير مجموعة كبيرة من البكتيريا ، حيث تنتقل منها إلى الإنسان ، مسببة له أمراضاً خطيرة ، بل وقاتلة ، ومن أنواع هذه البكتيريا : = بكتيريا الحمى المالطية (Brucellosis) ، تسبب مرض الحمى المالطية ثلاثة أنواع من البكتيريا ، ولكنّ أخطر الثلاثة هو النوع الذي يصيب الخنازير (Brucella suis) ، إذ إنّه يسبب للمصابين به من بني البشر التهاب السحايا ، التهاب عضلة القلب ، التهاب المفاصل ، تورم الطحال ، وغير ذلك من الأمراض الخطيرة . رابعاً: الأوليات - وحيدة الخلية- (Protozoa). ينقل الخنـزير للإنسان مجموعة من الكائنات الأولية ، بعضها يحدث اضطرابات خفيفة له ، والبعض الآخر يسبب أمراضاً خطيرة ، ومميتة ، وسنذكر أبرز الأمراض التي تسببها هذه الأوليات ، ودور الخنزير في نقلها إلى الإنسان : 1. الزحار البلنتيدي/ الزقي (Balantidial Dysentery) ، الطفيلي المسبب لهذا المرض هو نوع من الأوليات الهدبية ( لها أهداب ) ، يعرف بـ (Balantidium coli). وهو أكبر الأوليات التي تصيب الإنسان ، وهو النوع الوحيد من الأوليات الهدبية التي تصيب الإنسان ، كما إنّه من طفيليات الأمعاء الغليظة ( القولون ) في الخنازير ، والقردة ، وبخاصة الشمبانزي ، ولأنّ فرص اتصال الإنسان بالقردة ضئيلة : فتبقى الخنازير من الناحية العملية المصدر الوحيد لعدوى الإنسان . 2. داء النوم الإفريقي (African Sleeping Sickness). الطفيلي المسبب لهذا الداء الفتاك هو (Trypanosoma gambiense) ، تنقل هذا الطفيلي ذبابة " التسي ، تسي " بطريق الحقن ، وذلك عندما تلدغ الإنسان ، يسبب الطفيلي اضطراباً دماغيّاً ، لا يلبث أن يتطور إلى مرض النوم ، وفي حال إهمال معالجة المريض : فإنّه يدخل في غيبوبة ، ويموت . 3. مرض شاغاس (Chagas’ Sickness). خامساً: الديدان المفلطحة (Trematoda). ينقل الخنـزير للإنسان عدداً من الديدان المفلطحة ، غالبيتها يسبب له اضطرابات خطيرة . وأهم الديدان التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي : 1. البلهارسيا اليابانية (Schistosoma japonicum) ، تصيب البلهارسيا أكثر من 200 مليون نسمة , ويموت بسببها قرابة المليون شخص سنوياً. 2. الدودة المتوارقة البسكية (Fasciolopsis buski) ، وهي من الديدان المعوية – الكبدية - والخنزير هو العائل الرئيس لنشر العدوى ، وتعيش الديدان البالغة في الأمعاء محدثة التهابات موضعية ، ونزوف ، وتقرحات في جذر المعي الدقيق ، وتتسبب في حدوث إسهال مزمن ، وفقر دم وقد تحدث استسقاء البطن مؤدية إلى الوفاة. 3. الدودة الكبدية الصينية (Chlonorchis sinensis) ، تنتشر الدودة الكبدية الصينية في بلدان الشرق الأقصى ، كاليابان ، والصين ، والخنزير : العائل الرئيس لها ، تعيش هذه الديدان في القنوات الصفراوية الكبدية ، حيث تتكاثر بأعداد كبيرة ، وإذا ما كثرت أعدادها عند المصاب : أحدثت تضخماً في الكبد ، وإسهالاً مزمناً ، ويرقاناً شديداً ينتهي بالوفاة .
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |