اختلاف درجات العلماء في الفهم والفقه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4918 - عددالزوار : 1974444 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4489 - عددالزوار : 1269898 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 812 - عددالزوار : 203679 )           »          محمود شاكر (شيخ العربية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1049 )           »          العفو العام والعفو الخاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 25 )           »          فتح مكة والخروج إلى مكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          وعيد الله تعالى لليهود ممتد إلى اليوم الموعود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          غزوة مؤتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          زكريا ويحيى عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-12-2024, 11:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,877
الدولة : Egypt
افتراضي اختلاف درجات العلماء في الفهم والفقه

اختلاف درجات العلماء في الفَهْمِ والفِقْهِ

د. عمر بن محمد عمر عبدالرحمن



الحمد لله، وصلى الله على نبيه ومصطفاه؛ أما بعد:
فمن الضوابط التي تَعْصِمُ الإنسان من الزَّلَلِ والخطأ أن يعلم أن العلماء ليسوا سواءً، حتى في العلم الواحد والفن الواحد، فهناك المتعمِّق المدقِّق المحقِّق الذي أحاط بأكثر جوانب هذا العلم، فكان ما يعرِفه فيه أكثر مما يجهله، مما يجعل لكلامه وتحقيقه قيمةً كبرى، ومنهم من قصر عن ذلك المقام بدرجة أو درجتين، وهكذا.

وأسباب ذلك ترجع إلى الاختلاف في درجة الإدراك والنظر والفَهم، وأيضًا في درجة الاطلاع والتحصيل والمعرفة، فرُبَّ شخص أُوتِيَ من الذكاء حظًّا وافرًا، ومن حسن الفهم نصيبًا كبيرًا، فأمكَنَهُ استيعابُ أكبر قَدْرٍ من هذا العلم أو ذلك، وبرَع فيه حفظًا وفقهًا، أو توفَّرت لديه من إمكانية لقاء المشايخ والرحلات الطويلة، وتفرُّغه وخلوِّ ذهنه من شواغل الدنيا، ما تمكَّن معه من التفرُّغ لطلب العلم، وجَمْعِهِ من صدور الرجال وبطون الكتب بشكلٍ لم يستطِعْهُ غيره من أقرانه وزملائه، ولا شكَّ أن لكلِّ هذا أثرَه على سلامة رأيه، وغَلَبَةِ الظن في إدراكه لمعاني هذا العلم أو ذاك.

وهذه المسألة ليست خاصة بالمتأخرين، بل هي ملازِمةٌ لجميع عصور الإسلام، بما فيها عصر الصحابة؛ إذ لم يكن الصحابة رضي الله عنهم في درجة واحدة من الحفظ والعلم، والفَهم والتفرُّغ، بل كانوا يختلفون في ذلك؛ قال ابن عبدالبر: "لا أعلم أحدًا من الصحابة إلا وقد شذَّ عنه بين علم الخاصة واردة بنقل الآحاد أشياء حفظها غيره، وذلك على من بعدهم أجوز، والإحاطة ممتنعة على كل أحد"[1].

فإذا حصل هذا للصحابة فغيرهم من التابعين أولى بذلك، ثم من بعدهم من الأئمة والعلماء إلى يوم الناس هذا، مع ما يُلاحَظ من تناقص هذه المرتبة في الإحاطة جيلًا بعد جيل، وعصرًا بعد عصر، فلا يمكن لأحدٍ أن يدَّعِيَ الإحاطة بالعلوم كلها.

وبناءً على ذلك، فقد يحدُث أن يغيب عن العالم الفقيه – مهما علا كعبه في العلم ورسَخَ فهمه فيه – حديثٌ لم يبلُغْه، أو بلغه، ولكن غفل عنه لسببٍ ما.

ومن الأمثلة على ذلك ما غاب عن بعض الأئمة الكبار كمالكٍ والشافعي وغيرهما.

فمن ذلك ما ورد عن ابن وهب أنه سمع مالكًا يُسأل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء، فقال: ليس ذلك على الناس، قال ابن وهب: فتركته حتى خفَّ الناس، فقلت له: عندنا في ذلك سُنَّة، ثم ساق له حديثًا يرويه بسنده إلى المستورد بن شداد القرشي، قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلُكُ بخِنْصَرِهِ ما بين أصابع رجليه))[2]، فقال مالك: إن هذا الحديث حسن، وما سمعت به قطُّ إلا الساعة، قال ابن وهب: ثم سمعته بعد ذلك يُسأل، فيأمر بتخليل الأصابع[3].

وذكر ابن عبدالبر أن مالكًا صار يتعهَّد ذلك في وضوئه[4].
========================

[1] الاستذكار لابن عبدالبر (1 /36).

[2] رواه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة، باب: غسل الرجلين، والترمذي، كتاب أبواب الطهارة، باب: ما جاء في تخليل الأصابع (1/57)، ورواهُ غيرهما من حديث المستورد بن شداد القرشي؛ [انظر: شرح معاني الآثار للطحاوي (1 /36)].

[3] الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1 /31)، الإرشاد للخليلي (1 /399-414)، سنن البيهقي الكبرى (1 /76)، سير أعلام النبلاء (9 /233).

[4] الاستذكار لابن عبدالبر (1 /18).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]