|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدرس الثالث عشر: الإيمان بالكتب محمد بن سند الزهراني الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا. î الإيمان بالكتب أصلٌ من أصول الإيمان، وركنٌ من أركان هذا الدين، دلَّ على ذلك كتابُ الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: ﴿ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 2 - 5]. • وفي حديث جبريل المشهور سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان، فقال: «الإيمان أن تؤمِن بالله وملائكته وكُتبه ورُسله». • فعلى هذا فالإيمانُ بالكتب هو اعتقاد أن لله تعالى كتبًا أنزلها على رسله هدايةً لعباده، متضمنةً لأصول دينه وقواعد شريعته، وكليات الأخلاق التي يُحبها الله - جل وعلا - ويَرضاها. وهنا مسائلُ تختصر لنا ما يجب علينا تجاه هذا الركن العظيم: بماذا يتحقق الإيمان بالكتب؟ • الإيمان بالكتب إما أن يكون مجملًا، فنؤمِن أن الله ما بعث رسولًا من الرسل إلا وأنزَل عليه كتابًا؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ ﴾ [الحديد: 25]، وهذا الإيمان الإجمالي. • أما الإيمان التفصيلي، فنؤمن بأن الله أنزل على موسى التوراة، وعلى عيسى الإنجيل، وعلى داود الزبور، وعلى إبراهيم وموسى الصُّحف، وعلى نبينا - عليه الصلاة والسلام - القرآن. فنعتقد اعتقادًا جازمًا أنها كلام الله - تبارك وتعالى - تكلَّم بها حقيقةً كما شاء بكيفيَّة لا يعلَمها إلا هو - سبحانه وتعالى - تكلم بها ربُّ العالمين ليس غير الله، أيُمكن أن يكون غير الله - عز وجل - هو الذي قال: يا موسى، إنني أنا الله؟! أيمكن أن يكون غير الله - عز وجل - هو الذي قال: يا موسى إنني أنا الله؟! لا يُمكن، فالقرآن والتوراة والإنجيل والزبور وجميع الكتب التي أنزلها الله، كلها كلام الله تكلَّم بها - سبحانه وتعالى - وأنزل على أنبيائه ورسله وحيًا، وحفِظه أنبياؤه، وحافظوا عليه، وبلَّغوه البلاغ المبين، كما أمَرهم الله - تبارك وتعالى - بذلك؛ لذا فالقرآن سواء حُفظ في الصدور، أو كُتب في السطور، أو سَمِعته الآذان، أو تُلِيَ في المحاريب، أينما توجَّه، فهو كلامُ الله - تبارك وتعالى - فكلام الله يضاف إلى من تكلم به ابتداءً لا إلى من نقله أداءً؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 192]. • ومما نؤمن بهأن جميع الكتب المنزَّلة متَّفقة على عقيدة واحدة جاءت واضحة المعنى، فالعقيدة في القرآن هي العقيدة التي في التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى، فما بعث الله نبيًّا إلا وهو يقول لقومه: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59]. أما أحكام الشرع، فهي التي يقع فيها ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48]. • ومع هذا الإيمان المجمل إلا أن المقرَّر عند أهل السُّنة والجماعة أن الكتب المنزَّلة دخلها تحريفٌ، فما الذي يجب علينا نحو هذه الكتب؟ هذا هو موضوع الدرس القادم، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |