|
رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الدرس الخامس عشر الخشوع في الصلاة (2) عفان بن الشيخ صديق السرگتي خشوع النبي (صلى الله عليه وسلم) في صلاته: كان (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) إذا قام في الصلاة، طأطأ رأسَه، وكان في التشهد لا يجاوز بصره إشارته، وكان قد جعل الله قُرَّة عينه ونعيمَه وسرورَه وروحَه في الصلاة، وكان يقول (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ)[1]. ومع هذا لم يكن يشغَلُه ما هو فيه من ذلك عن مراعاة أحوال المأمومين وغيرهم، مع كمال إقباله، وقربه من الله تعالى، وحضورِ قلبه بين يديه، واجتماعِه عليه. وكان يَدْخُلُ فِي الصّلَاةِ وَهُوَ يُرِيدُ إطَالَتَهَا، فَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصبِيفَيُخَفِّفُهَا، وَكَذَلِكَ كَانَ يُصَلي الْفَرْضَ وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الربِيعِ ابْنَةَ بِنْتِهِ زَيْنَبَ عَلَى عَاتِقِهِ، إذَا قَامَ حَمَلَهَا، وَإِذَا رَكَعَ وَسَجَدَ، وَضَعَهَا[2]، وكان يَرُدُّ السلامَ بالإِشارة على مَن يُسلِّم عليه وهو في الصلاة. خشوع الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في صلاتهم: الصحابة (رضي الله عنهم) يقتدون بالنبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) في خشوعه في صلاته: 1 ـ خشوع أبي بكر (رضي الله عنه) في صلاته، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ الأَسْوَدُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ، فَذَكَرْنَا الْمُوَاظَبَةَ عَلَى الصَّلاَةِ وَالتَّعْظِيمَ لَهَا، قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَأُذِّنَ، فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقِيلَ لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ، لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَأَعَادَ فَأَعَادُوا لَهُ، فَأَعَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى فَوَجَدَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ كَأَنِّي أَنْظُرُ رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ مِنَ الْوَجَعِ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَتَأَخَّرَ، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنْ مَكَانَكَ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ قِيلَ لِلأَعْمَشِ، وَكَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يُصَلِّي، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلاَتِهِ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ بِرَأْسِهِ نَعَمْ[3]. 2 ـ خشوع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في صلاته، كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يصلي بالناس صلاة الفجر، فطعنه أبو لؤلؤة المجوسي، فقال عمر حين رأى نزف الدماء: قولوا لعبد الرحمن بنعوف فليصلِّ بالناس، ثم غُشي على عمر، فحُمل فأدخلوه بيته، ثم صلَّى بالناس عبد الرحمن بن عوف، فأنكر الناس صوت عبد الرحمن، ولم يزل عمر في غشية واحدة، حتى أسفر، فلمَّا أسفر أفاق، فنظر في وجوه مَنْ حوله فقال: أصلَّى الناس؟ قالوا: نعم، فقال: لا إسلام لمن ترك الصلاة، ثم دعا بوضوء فتوضأ، ثم صلَّى، وجرحه ينزف دمًا، ثم أمر بعد صلاته من يسأل عمن قتله؟ فأخبروه أنه طعنه أبو لؤلؤة، فقال عمر: الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند الله بسجدة سجدها له قط. 3 ـ خشوع سعد بن معاذ - رضي الله عنه - في صلاته، فقد ذُكِرَ أنه قال: فيَّ ثلاث خصال لو كنت في سائر أحوالي أكون فيهنَّ، كنت أنا أنا، إذا كنت في الصلاة لا أُحَدِّثُ نفسي بغير ما أنا فيه، وإذا سمعت منرسول الله (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) حديثًا لا يقع في قلبي ريب أنه الحق، وإذا كنت في جنازة لم أُحدِّث نفسي بغير ما تقول ويُقال لها. خشوع التابعين ومن بعدهم: 1 ـ خشوع عروة بن الزبير في صلاته، كان عروة يخشع في صلاته خشوعًا عظيمًا، فقد ذُكِرَ عنه أنه خرج من المدينة مُتوجِّهًا إلى دمشق ليجتمع بالوليد، وعندما كان في وادٍ قرب المدينة أصابه أكلة في رجله، ولم يصل إلى دمشق إلا وقد وصلت الأكلة إلى نصف ساقه، ودخل على الوليد، فجمع له الأطباء، فأجمعوا على أنه إن لم يقطَعها وإلا أكلت رجله كلَّها إلى وركه، وربما ترقَّت إلى الجسد، فطابت نفسه بقطعها، وقالوا له: ألا نسقيك مُرَقِّدًا؟ فقال: ما ظننت أن أحداً يشرب شرابًا أو يأكل شيئًا يُذْهِبُ عقله حتى لا يعرف ربَّه، ولكن إن كنتم لابد فاعلين فافعلوا ذلك وأنا في الصلاة، فإني لا أحسُّ بذلك، ولا أشعر به، فنشروا رِجلَه من فوق الأكلة من المكان الحي احتياطًا؛ حتى لا يبقى منها شيء وهو قائم يصلي، فما تألَّم ولا اضطرب، فلمَّا انصرف من الصلاة عزَّاه الوليد في رجله، فقال: اللهم لك الحمد، كان لي أطراف أربعة، فأخذت واحدًا، وأبقيت ثلاثة، فلئن كنت قد أخذتَ فقد أبقيت، وإن كنت قد ابتليت فَلَطَالَمَا عافيت، فلك الحمد على ما أخذت وعلى ما عافيت، وكان قد صحبه بعض أولاده. 2 ـ خشوع علي بن الحسين في صلاته: كان إذا فرغ من وضوئه للصلاة، وصار بين وضوئه وصلاته، أخذته رِعدةٌ ونفضة، فقيل له في ذلك؟ فقال: وَيْحَكم أتدرون إلى من أقوم، ومن أريد أن أناجي؟ وفي لفظ: تدرون بين يدي مَن أقوم ومن أناجي؟ [1] رواه النسائي في السنن وقال الشيخ الألباني: صحيح. [2] اخرجه البخاري ومسلم. [3] رواه البخاري.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |