|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() همسة في آذان الحساد الأستاذة : سميرة بيطام يقول عليه الصلاة و السلام " اصنع المعروف في أهله و في غير أهله، فان صادف أهله فهو أهله و إن لم يصادف أهله فأنت أهله". هي منابر من نور الإحسان لا يحدها حد و لا تسعها أرض في عنفوان العطاء و بهاء الإحسان. على مر العصور ظلت عبارات الضعف تنافسه لتنال من كرمه و فضله ، إحسان القلب بأن يحب كل مؤمن تقي يرى بنور الله و يغضب لما يغضب الله ثم يحن و يحلم إحسانا لوجه الله...كثيرة هي المفاهيم المغلطة لدوافع الروح في أن تسمو وسط ضباب الحسد و الغيرة ،بالنسبة للحساد لم تكن الرؤيا واضحة المعالم و لا جيدة الألوان بنسق التدرج كتدرج قوس قزح...في حقيقة الأمر كل شيء كان جميلا ،بهي الطلعة ،كل شيء كان منسق ومتناسق ،نعم هي حلية أولياء الله ،الجمال فيهم ليس بالمتناقض و لا بالمشمئز...الأمر إلى حد كتابة هذه الأسطر بدأ يتضح ، كيف و هل يزال في المنعرج منعطف للظن؟ ربما نعم و ربما لا ، ولكن النعم تغلب اللاء في فقه الإحسان ،ماذا كان يصنع الأتقياء في وجوه الحساد لولا سلاح الإحسان تصوبه أناملهم لتصيب هدفها في عيون الضعف و الفشل و اليأس من رحمة الله...ثم لو كان فيهم إيمان بوحدانية الله و بثقل كن فيكون ،هل سيجد الحسد ضالته؟ ثم لماذا يحسد المؤمن أخاه المؤمن؟ و هل في الحسد راحة الجسد و سلوة العين و طرب الأذن و نبض القلب بنبضات التواتر..نبضة للحياة و أخرى للتصميم في الحياة. بصراحة لم أجد بعد مبررا للحسد. و لم أجد بعد مقاسا على مقاس الحسد ،لا لشيء سوى أنه أصلا غير وارد في قاموس الأتقياء و بالتالي هم يجهلون أن يجدوا تعريفا معرفا لصفة الحسد و لدوافعه ، و بالمرة لم يرد على صفحات السعادة منطلقا لابتسامة صادقة تندفع من أفواه الرضى و الحمد. بالكاد أقول أن هذا الواقع فيه الكثير من المتناقضات و التي أرى في تركها و عدم التفكير فيها هو ترفع عنها ،ثم السعادة الحقيقية هي مملكة ، و القلب الطيب هو من يتربع على عرشها..عرش الرضى و القناعة بما قسمه الله من أرزاق. تؤنسني اللحظة عبارة قالها ريتشارد نيكسون عندما تولى الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية ،حينما قال كلمة على الشعب الأمريكي: " أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعاني من أزمة مادية، إنما تعاني أزمة روحية ،لقد وجدنا أنفسنا أغنياء في السلع ، لكننا فقراء في الروح ، نصل في قرب عظيم إلى الفقر ،لكننا نسقط في خلاف حاد على الأرض". هذا شأن الأمريكان..لم يعطوا للحسد أهمية بقدر ما أعطوها للروحانيات ، و هم ليسوا بأصحاب عقيدة في حين نحن العرب بل المسلمون ننزل إلى سفاسف الأمور لنتخلص من عقد التخلف ...إلى متى بهذه الذهنية البالية ، الخاوية القيم و الفضائل. همستي للحساد: كن طالب الكرامة لا طالب الخسارة ، فنفسك متحركة في طلب العلا و ربك يطلب منك التقى، و الحكمة في ذلك أن تكفوا عن الحسد و اشغلوا أعينكم برؤية الجمال بالثناء و ليس بتمني زوال النعم. فيا عجبا للناس لو فكروا فحاسبوا أنفسهم و أبصروا و عبروا الدنيا إلى غيرها فإنما الدنيا لهم معبر لا فخر إلا فخر أهل التقى غدا إذا ضمهم المحشر ليعلمن الناس أن التقى و البر كان خير ما يدخر عجبت للإنسان في فخره و هو غدا في قبره يقبر ما بال من أوله نطفة و جيفة آخره يفجر أصبح لا يملك تقديم ما يرجو و لا تأخير ما يحذر و حتى تبقى همسة ،فاني لن أطيل في الكلام لأن في الهمسات أفضل العبر و مختصر الحكم. فقط اتركوا الحسد جانبا و انطلقوا في ربوع الرضى لتصفو مشارب حياتكم و يهنأ بالكم و يطيب عيشكم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |