حث الأبناء على أداء العبادات تعويدًا وتربية وتقويمًا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122987 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77581 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 49021 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61496 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42888 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-07-2025, 07:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي حث الأبناء على أداء العبادات تعويدًا وتربية وتقويمًا

حث الأبناء على أداء العبادات تعويدًا وتربية وتقويمًا


  • من الأداء للأمانة تجاه الأبناء إلزامهم بأداء فرائض الدين وأداء الحقوق لأهلها تربية وتقويمًا وتعليمًا وتهذيبًا
الإسلام دين الله الخالد الذي لا يَقبل دينًا غيره، وهو في مفهومه الأشمل يتضمَّن الإيمان والعمل، بالعقيدة والشريعة، والأخلاق والمعاملات، وأحكامه كما بيَّنها العلماء متنوعةٌ بين الوجوب والاستحباب في جانب الطاعات، وبين التحريم والكراهة في جانب المَنهيات.
والأبوان من حيث مسؤولايتهما عن الأولاد دون سن البلوغ -ولا سيما الأب لقوامته على مَن في البيت- من واجباتهما الشرعية: حث الأولاد على العبادات؛ تعويدًا وتعليمًا، وتربية وتقويمًا، تعاونًا وتعاضُدًا، أمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر، أداءً للأمانة وقيامًا بالواجب. ويعطي الإسلام الآباء مُقومات الإلزام من منطلق المسوولية والرعاية التي يتحمَّلونها تُجاه الأولاد؛ فالأولاد أمانة في أعناق الوالدين، والأمانة حقُّها الأداء لا الإضاعة!
من الأداء للأمانة
ومن الأداء للأمانة: إلزامُ الولد بأداء فرائض الدين، وأداء الحقوق لأهلها؛ تربية وتقويمًا، وتعليمًا وتهذيبًا، قال -تعالى-: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} (طه: 132)، وقال -تعالى-: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} (مريم)، وقال -تعالى-: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (الحج: 41). وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لقد همَمتُ أن آمُر بحطبٍ فيُحطَب، ثم آمُر بالصلاة يُؤذَّن لها، ثم آمُر رجلاً فيَؤمَّ الناس، ثم أُخالف إلى رجالٍ، فأُحَرِّق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدُهم أنه يَجد عَرْقًا سمينًا، أو مِرْماتين حَسَنتين - لشهِد العشاء». قوله: «عَرْقًا سمينًا»: العَرْق بالسكون: العَظْم إذا أُخِذ عنه معظم اللحم، وقوله: «مِرماتين حسَنتين»: المِرماة: ظِلْف الشاة، وقيل: ما بين ظِلفيها، وقيل: المِرماة: السهم الصغير الذي يُتعلَّم به الرَّمي، وهو أحقرُ السهام وأدناها؛ أي: لو دُعِي إلى مِرماتين، لأجاب وهو لا يُجيب إلى الصلاة. وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لو يعلم الناسُ ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يَستهموا عليه، لاستَهموا! ولو يعلمون ما في التهجير، لاستَبقوا إليه! ولو يعلمون ما في العَتمة والصُّبح، لأتَوْهما ولو حَبوًا»، ومعنى قوله: «استَهموا»؛ أي: لو يعلم الناس فضْل الأذان والصف الأول، ولم يَقدِروا عليه إلا بالاقتراع، لاقْتَرعوا، وأخَذ كلُّ واحد نصيبًا بطريق إجراء القُرعة، والحَبو: المشي على اليدين والرُّكبتين كما يفعل الأطفال الرُّضَّع!
ثمرة إلزامِ الأولاد أداءَ العبادات
(1) الحرص على عدم فوات الخير يَحرص المسلم على ألا يَفوتَه الخيرُ والفضيلة، ما يُعَد من الفروض التي لا يَصِح التفريط فيها، ولا التكاسُل عنها؛ فهو يحافظ على شعائر الدين في نفسه وولده، ويُلزِم أولادَه ذكورًا وإناثًا - كل بحسبه - بالعبادات، ولا سيما أصولها، وهي: الصلاة والصيام، وقراءة القرآن، وهي التي جاء ذكرُها في الصحيحين؛ كما يقول شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - لَمَّا أتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: «ألم أُحَدَّث أنك قلت: لأَصومَنَّ النهار، ولأَقُومَنَّ الليل، ولأَقْرَأَنَّ القرآنَ في ثلاثٍ؟»، قال: بلى، قال: «فلا تَفعل؛ فإنك إذا فعلتَ ذلك، هجَمت له العين، ونَفِهت له النفسُ»، ثم أمره بصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهر، وهذه العبادات هي المعروفة في حديث الخوارج: «يَحقِر أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآنَ لا يُجاوز حناجرهم، يَمرُقون من الدين كما يَمرُق السَّهم من الرَّميَّة». (2) تعليم الأبناء الطهارة إن الأبناء يعلمون الطهارة إذا تمَّت لهم عشر سنوات؛ قال ابن قدامة: يجب على وَليِّ الصبي أن يُعلِّمَه الطهارة إذا بلغ سبع سنين، ويأمُره بها ويؤدِّبه عليها إذا بلغ عشر سنين، والأصل في ذلك حديث سَبْرة الجُهَني عن أبيه عن جدِّه - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «علِّموا الصبيَّ الصلاة ابن سبع سنين، واضْرِبوه عليها ابن عشرٍ». يقول الإمام العلامة ابن القيِّم - رحمه الله :- والصبيُّ وإن لم يكن مكلَّفًا، فوليُّه مكلَّف لا يَحِل له تمكينُه من المُحرَّم؛ فإنه يعتاده، ويَعسُر فِطامه عنه، وهذا أصحُّ قولَي العلماء، واحتجَّ مَن لم يَرَهُ حرامًا عليه بأنه غير مكلَّفٍ، فلم يُحرِّم لُبْسه للحرير كالدابة، وهذا من أفسد القياس، فإن الصبي وإن لم يكن مكلفًا، فإنه مستعدٌّ للتكليف، وهذا لا يمكَّن من الصلاة بغير وضوءٍ، ولا من الصلاة عريانًا ونَجِسًا، ولا مِن شُرب الخمر والقمار وغيرها من الموبقات. (3) سن الإلزام هو العاشرة وسِنُّ الإلزام للولد هو سن العاشرة؛ إذ يَبتَدِئ بتعليمه الصلاةَ وغيرها من العبادات في سن السابعة، ويؤدِّبه عليها في سن العاشرة؛ قال ابن القيِّم: فإذا صار ابن عشرٍ، ازداد قوة وعقلاً واحتمالاً للعبادات، فيُضرَب على ترْك الصلاة؛ كما أمر به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهذا ضربُ تأديبٍ وتمرينٍ، وعند بلوغ العاشرة يتجدَّد له حال أخرى، يقوى فيها تمييزُه ومعرفتُه؛ ولذلك ذهب كثيرٌ من الفقهاء إلى وجوب الإيمان عليه في هذه الحال، وأنه يعاقَب على ترْكه، وهذا اختيار أبي الخطاب وغيره، وهو قول قوي جدًّا، وإن رُفِع عنه قلمُ التكليف بالفروع، فإنه قد أُعطي آلةَ معرفة الصانع والإقرار بتوحيده، وصِدق رُسله، وتمكَّن من نظر مثله واستدلاله، كما هو متمكِّن من فَهم العلوم والصنائع، ومصالح دنياه، فلا عُذر له في الكفر بالله ورسوله، مع أن أدلة الإيمان بالله ورسوله أظهرُ من كلِّ علمٍ وصناعة يتعلَّمها، وإذا بلغ الفتى أو الفتاة سنَّ الخامسة عشْرة، أو قريبًا منها، أو ظهرت عليهما أمَارات البلوغ - فقد بلَغا مبلغ الرجال والنساء، وصار إلزامهما بالفرائض آكَدَ، وجَرت عليهما أحكام البالغين الراشدين.
تربية الأبناء تربية متكاملة
إننا لكي نربي الأبناء تربية عالية ومتكاملة، يجب أن نربيهم تربية تتفق مع ما نؤمن به من عقائدَ ومُثلٍ عليا كريمة، مستمدة من كتاب الله - عز وجل - ومن سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ فالولد ليس ملكًا لوالديه فقط؛ بل هو ملك للأمة، ويسعد والداه، وتسعد الأمة بمقدار توفيقهما في حسن تربيته، وإعداده لرسالته في الحياة إعدادًا جسميا وخلقيا وعقليا، وتربية الولد واجبٌ مشترك، بين الوالدين، وبين الدولة، في المنزل والمدرسة، إلا أن الواجب الأول، والعبء الأوفى، يقع على كاهل الوالدين، وعلى الوالدة أكثر ولاسيما في حال الطفولة والصغر؛ لأن تأثُّرَ الولد بوالدته في هذه الحال يكون قويا. ولا شك أن الصبي أمانة عند والديه، وقلبُه الطاهر جوهرةٌ نفيسة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما يُنقش فيه، وقابل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوِّد الخير عَلِمه وعُلِّمه، ونشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه، وكلُّ معلم له ومؤدِّب، وإن عُود الشر، وأُهمل إهمال البهائم، شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه، الوالي له، وقد قال الله -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6). وقد أرشد الإسلام إلى قواعدَ عامةٍ لتربية الطفل جسميا وعلميا وخلقيا، فأرشد إلى ما يقوِّي جسمَه، ويشد عوده، بممارسة أنواع من الرياضة، كالمسابقة، والمصارعة، والرماية، والسباحة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - القدوة العملية في ذلك؛ فعن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: «مر النبي - عليه السلام - على نفر من أسلم ينتضلون، فقال: «ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميًا، ارموا وأنا مع بني فلان»، قال: فأمسك أحدُ الفريقين بأيديهم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما لكم لا ترمون؟»، قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ارموا، فأنا معكم كلكم».


اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.41 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]